في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*القدّيس البار دانيال العموديّ العجائبيّ*القدّيس البار لوقا العموديّ الجديد *القدّيس البار نيقون الكييفيّ المدعوّ “اليابس”*الشّهيد ميراكس *الشّهيدان الفارسيّان أيثالا وأبسيس *الشّهيد البار الفارسيّ بارسابا ورفقته *الشّهداء تيرنتيوس ومنصور وأميليانوس وبيبايا.
* * *
✤القدّيس البار نيقون الكييفي المدعو “اليابس” (+ 1101 م)✤
كان راهبًا. وقع في أيدي التّتار. جاء ذووه بمال جزيل ليفتدوه فقال لهم: “لا تضيّعوا مالكم عبثًا. لو شاء الرَّبّ الإله لي أن أكون طليقًا لما أسلمني لأيدي الأشرار”. ألم يقل: أنا أسلمت كهنتي للأسر؟ “أنقبل الخير من عند الله ولا نقبل الشّرّ؟” (أيّوب 2: 10) فانصرف ذووه خائبين والمال معهم. أمّا التّتريّ الّذي كان قابضًا على نيقون فغضب لأنّ هذا الأخير أفسد عليه فرصة الرّبح الجزيل فصار يعذّبه دون هوادة. ثلاث سنوات قيّده وكان يضربه كلّ يوم ونيقون راض بما يأتي عليه كما لو كان من الله. قيّده التّتريّ بالسّلاسل الحديديّة. كاد أن يموت من الجوع والعطش. عرّضه التّتريّ لأشعة الشّمس المُحرِقَة ونيقون صابر. كان لا يذوق الطّعام سوى مرّة كلّ يومين أو ثلاثة وكان آسره يعرّضه للبرد والثّلج في الشّتاء وهو يصلّي باستمرار ويشكر الله. كان يعلم في قرارة نفسه أنّ الله سوف ينجّيه متى حانت ساعة افتقاده. وخشي التّتريّ على نيقون أن يهرب فقطع له أوتار رجليه لمنعه من الرّكض وجعله تحت الحراسة. بعد ذلك بيومين كان آسروه جالسين بقربه والسّلاح بأيديهم. فجأة، عند السّاعة السّادسة، اختفى من أمامهم وسمعوا صوتًا يقول: “سبّحوا الرَّبّ من السّموات”، وإذ به يحطّ في كنيسة القدّيسة والدة الإله، في دير المغاور في كييف، تمامًا فيما كان الرّهبان يُقيمون الذّبيحة الإلهيّة، ويقولون: “اقبلني اليوم شريكًا في عشائك السّرّي يا ابن الله…” ركض الجميع إليه. سألوه كيف جاء إليهم. لم يجبهم. عاينوا الحديد في يديه ورجليه وعاينوا جراحه. أخيرًا كشف لهم حقيقة أمره. لم يسمح لهم بنزع السّلاسل إلّا بعد إصرار. بعد أيّام حضر التّتريّ آسره إلى كييف لترتيب معاهدة سلام مع الحكّام فيها. وبعدما تمّ له ما أراد جاء إلى دير المغاور فوجد نيقون هناك فارتجّت نفسه وأخبر بكلّ ما كان له معه. اهتدى واعتمد هو وعائلته وترهّب. سلك بالتّوبة متتلمذًا لنيقون. جعل نفسه عبدًا له بملء إرادته إلى أن رقد بسلام. كان نيقون إنسانًا رؤيويًّا وصانع عجائب. رقد هو أيضًا بسلامٍ في 11 كانون الأوّل سنة 1101 م. وقد دُعي بـ “اليابس” لهزالة جسده ونقصان دمه. أضحى كالعمود اليابس.