في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
* الشّهيد في الكهنة كليمنضوس أسقف أنقرة ورفيقه أغاثنجلوس القدّيس البارّ أفسافيوس التّلعدي * القدّيس البارّ مايسيماس القورشيّ* القدّيس البارّ سلمان الصّامت * القدّيس البارّ ديونيسيوس الأوليمبيّ* القدّيس البارّ جنّاديوس كوستروما اللّيتوانيّ.
* * *
✤القدّيس البارّ سلمان الصّامت✤
على الشّاطىء الغربيّ من الفرات كان بلدة اسمها كابرسانا خرج منها سلمان واختار لنفسه الحياة التوحّدية. وقد وجد لنفسه بيتًا صغيرًا على الضفّة المقابلة لبلدته اعتزل فيه. لم يترك لنفسه لا بابًا ولا نافذة. كان فقط يفتح فجوة في الحائط في مستوى الأرض، مرّة في السنة، ويتقبّل منه طعامه لسنة كاملة، دون أن يخاطب إنسانًا. جاءه أسقف المدينة وأراد منحه نعمة الكهنوت فهدم قسمًا من منزل سلمان وعبر إليه ووضع يده عليه. وبعدما أكمل الصلاة وشرح له طويلاً عن النعمة التي نالها، خرج وأمر بإعادة بناء ما انهدم دون أن يسمع من سلمان كلمة واحدة.
وذات يوم جاء أهل قريته وثقبوا صومعته وأخذوه على الأذرع دون أن يبدي لا قبولاً ولا ممانعة. كان كأنّه غير معني بما جرى. فحملوه إلى قريتهم وبنوا له منسكًا وجعلوه فيه. فأقام سلمان على سيرته السابقة لا يكلّم إنسانًا. بعد مدّة جاء سكان قرية أخرى في الليل وثقبوا الصومعة وحملوه إليهم دون ممانعة منه. فكان موقفه موقف من مات تمامًا عن العالم ولسان حاله: “لست أنا بعد أحيا بل المسيح يحيا فيّ” (غلاطية 2: 20).