نشرة كنيستي
نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.
الأحد ٣٠ كانون الأوّل ۲٠١٨
العدد ٥۲
الأحد بعد عيد الميلاد
اللّحن ٦- الإيوثينا ٩
أعياد الأسبوع: *30: الشّهيدة في البارّات أنيسية، يوسف خطيب مريم *31: وداع عيد الميلاد، البارّة ميلاني الّتي من رومية *1: ختانة ربّنا يسوع المسيح، باسيليوس الكبير، غريغوريوس النّزينزيّ والد القدّيس غريغوريوس اللّاهوتيّ *2: تقدمة عيد الظّهور، سلبسترس بابا رومية، البار سارافيم ساروفسكي *3: النّبيّ ملاخيا، الشّهيد غورديوس *4: بارامون الظّهور، تذكار جامع للسّبعين رسولًا، البار ثاوكتيستُس *5: الشّهيدان ثاوبمبتوس وثاوناس البارّة سينكليتيكي.
كلمة الرّاعي
سنة الرَّبّ المَقبولة
"رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّ الرَّبَّ مَسَـحَنِي لأُبَشِّـــــــــــــــــرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِـرِي الْقَلْبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ، وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ. لأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لِلرَّبِّ، وَبِيَوْمِ انْتِقَامٍ لإِلَهِنَا. لأُعَزِّيَ كُلَّ النَّائِحِينَ..." (إشعياء 61: 1 و2).
تقادم الزّمن والسّنين لا يأخذ مَعناه إلّا بعمل البِرّ وإحقاق تأديب العدل الإلهّي في الظّالمين والرّحمة في المظلومين. الزّمن في حياة الإنسان موتٌ دائم ما لم يكن فحواه غلبة على الخطيئة بالتّوبة أي موت عن الفَناء وولادة في الحياة الأبديّة.
يكون زمن حياتنا مقبولًا ومَرضِيًّا في عين الله إذ كان زمن تعزية للمتألّمين وعَضَد للضّعفاء وسَنَد للمساكين. هذا ما يطلبه الرَّبّ منّا. لا يستطيع إنسان أن يسلك في طريق الله دون أن يتمِّم وصيّة الله. والوصيّة واحدة: "تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ. هذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى. وَثَانِيَةٌ مِثْلُهَا هِيَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. لَيْسَ وَصِيَّةٌ أُخْرَى أَعْظَمَ مِنْ هَاتَيْنِ..." (مرقس 12: 30—31). هذه هي الحياة وما عداها موت ولو كان الإنسان يملك العالم كلّه في قبضته لأنّ الكلّ إلى زوال إلّا وجه ربِّك...
* * *
يطلب البشـر التّجدُّد، وما فرحتهم بقدوم عام جديد سوى لتشوّقهم إلى ما يغيِّر من واقعهم المَرير أو لتحقيق انتظاراتهم الّتي كانوا يسعون لأجلها. لذلك، تراهم يطلبون عند البصّارين والعرَّافين ما يُشبِع حاجتهم إلى ما يجعلهم يدخلون مرحلة مختلفة من الحياة يضعون فيها وراءهم آلامهم وأحزانهم ويكون فيها لهم ما يحقِّق آمالهم بتحقيق أحلامهم. الإنسان يرغب بالقبض على المستقبل بيديه ولكن هذا أمر مستحيل بشريًّا، فقد "كذب المنجّمون ولو صدقوا". الله وحده ســيّد الزّمـان والـتّـاريــخ والحـاضـر والـماضي والمســتقبل، هو "الضّــابط الكلّ" (Ο Παντοκράτωρ).
الإنسان مفطور بالطّبيعة على الجِدَّة، ولكن رتابة دورة السّقوط والوقوع بالخطيئة مرارًا وتكرارًا تجعله يفقد فرح الوجود ولذّته الحقيقيّة، لأنّ الخطيئة تؤتيكَ لذَّة عابرة يليها مرارة وآلام وأسر في دوّامة لا تنتهي من التّكرار المُميت للرّوح والقاتل للرّجاء في نفس الإنسان. يشعر الإنسان نفسه وكأنّه في سجن لا يستطيع الخروج منه وفي قيود لا يقدر على الانعتاق منها. هذا هو سرّ الإثم الَّذي يهيمن على حياة البشـر الّذين لا مكان لله في قلوبهم والّذين طرحوا الرَّبّ خارجًا من فردوس حياتهم الوَهميّ. يطلب الإنسان الفردوس المفقود، هذا هو سعيه الدّؤوب في كلّ ما يصنع وفي كلّ ما يخطّط له، إنّه يطلب "السّعادة"، والزّمن هو عدوّه اللّدود لأنّه مسبوق دائمًا منه. لا يستطيع الإنسان أن يوقف الزّمن فيصير أسير هذا الصّراع معه لينجز في حياته ما يثبّت وجوده على امتداد الزّمان...
مشكلة الإنسان مع الوجود هي الفناء ومع الزّمان توقّفه. يخلق العالم للإنسان أوهامًا ليجعله يعتقد بأنّه خالد أو بأنّ زمن حياته يكتمل بما يصنعه أو بما يطلبه من لذّة جسد أو تملُّك أو مدح وسلطة... بائس هو الإنسان الَّذي يحيا زمن حياته يبحث عن وجوده في الفانيات فيما هو مدعو ليربح السّرمديَّات. ما يأتي من السّقوط نتيجته ألم وحدة وفناء وما يأتي من القيامة ثمرته فرح لا ينتهي في الحبّ وحياة أبديّة. يتخطّى الإنسان محدوديّة الزّمن إذ اتّحد بالمسيح لأنّه يدخل في سرّ الوحدة مع الآخَر بنعمة الرّوح القدس فيصير في التّجدُّد الدّائم والامتداد المستمرّ نحو الملكوت والأبديّة في فرح الوجود الحقّ بنور الثّالوث القدّوس مسكوبًا في الحنان الإلهيّ بالخدمة لله في الإنسان وتقديس الزّمن لتخطّيه إلى سرمديّة الله.
هذه هي انتظاراتنا من جهادنا مع الله، وهكذا نحيا كمؤمنين، كلّ يوم وكلّ لحظة، في هذا العبور الدّائم من زمن هذا العالم إلى اللّازمن في ملكوت الله حيث "لذّة المشاهدين نور وجه الله".
ومن استطاع أن يقبل فليقبل...
+ أنطونيوس
مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما
طروباريّة القيامة (باللّحن السّادس)
إِنَّ القوَّاتِ الملائِكِيَّة ظَهَرُوا على قبرِكَ الـمُوَقَّر، والحرَّاسَ صَارُوا كَالأَموات، ومريمَ وَقَفَتْ عندَ القَبْرِ طَالِبَةً جَسَدَكَ الطَّاهِر، فَسَبَيْتَ الجَحِيمَ ولَمْ تُجَرَّبْ مِنْهَا، وصَادَفْتَ البَتُولَ مَانِحًا الحَيَاة، فَيَا مَنْ قَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ، يَا رَبُّ المَجْدُ لَك.
طروباريّة عيد الميلاد (باللَّحن الرّابع)
ميلادُكَ أيّها المسيحُ إلهنُا قد أطلعَ نورَ المعرفةِ في العالم، لأنَّ السّاجدين للكواكب به تعلَّموا من الكوكب السّجودَ لك يا شمسَ العدل، وأن يعرفوا أنّك من مشارقِ العلوِّ أتَيْت، يا ربُّ، المجدُ لك.
طروباريّة القدّيسين (اللّحن الثّاني)
يا يوسف بَشِّر داود جَدّ الإله بالعَجائب الباهرة. لأنّك قد رأيت بتولًا حاملًا. فمع الرّعاة مجّدتَ. ومع المَجوس سجدتَ. وبالملاكِ أُوحِيَ إليكَ. فابتهل إلى المسيح الإله أن يخلّص نفوسنا.
قنداق الميلاد (باللَّحن الثّالث)
اليومَ البتول تلدُ الفائقَ الجوهر، والأرضُ تقرِّبُ المغارة لِمَن هو غيرُ مقتربِ إليه. الملائكة مع الرّعاة يمجِّدون، والمجوس مع الكوكب في الطّريق يسيرون، لأنّه قد وُلِد من أجلنا صبيٌّ جديد، الإلهُ الّذي قبلَ الدّهور.
الرّسالة (غل 1: 11– 19)
رتِّلوا لإلهنا رتِّلوا
يا جميعَ الأممِ صفِّقوا بالأيادي
يا إخوةُ، أُعْلِمُكم أنَّ الإنجيل الذي بشَّرتُ بهِ ليسَ بحسبِ الإنسانِ، لأني لم أتسلَّمْهُ أو أتعلَّمْه من إنسان،ٍ بل بإعلانِ يسوعَ المسيح. فإنَّكم قد سمعتُم بِسيِرتي قديماً في مِلَّةِ اليهودِ أني كنتُ اضطَهِدُ كنيسةَ اللهِ بإفراطٍ وأدمِرُها. وازيدُ تقدُّمًا في ملَّةِ اليهودِ على كثيرينَ من أترابي من جِنسي بِكوني أوفرَ منهم غَيرةً على تَقليداتِ آبائي. فلمَّا ارتضَى اللهُ الذي أفرزني من جوفِ أمي، ودعاني بنعمتِه، أنْ يُعلِن ابنَهُ فيَّ لأُبشِرَ بهِ بينَ الأُمم،ِ لساعتي لم أُصغِ إلى لحم ودم،ٍ ولا صَعِدْتُ إلى أورشليم،َ إلى الرسلِ الذين قبلي، بل انطَلَقتُ إلى ديارِ العربِ. وبعدَ ذلكَ رَجَعتُ إلى دِمشق. ثمَّ إني بعدَ ثلاثِ سنينَ صَعِدتُ إلى أورشليمَ لأزورَ بطرسَ. فأقمتُ عندَهُ خمسةَ عَشَرَ يوماً، ولم أرَ غيرَهُ من الرسلِ سوى يعقوبَ أخي الربّ.
الإنجيل (متى 2: 13– 23)
لمّا انصرف المجوسُ إذا بملاكِ الربّ ظهر ليوسفَ في الحُلم قائلاً: قُمْ فخُذِ الصبيَّ وأمَّهُ واهرُبْ إلى مصرَ، وكُنْ هناك حتى أقولَ لك، فإنَّ هيرودسَ مُزمِعٌ أنْ يطلبَ الصبيَّ ليُهلِكهُ. فقام وأخذ الصبيَّ وأمَّهُ ليلاً وانصرف إلى مصر، وكان هناك إلى وفاة هيرودس، ليتمَّ المقول من الربّ بالنبيّ القائل: من مصر دعوت ابني. حينئذٍ لمَّا رأى هيرودس أنَّ المجوسَ سخروا بهِ غضب جدًّا، وأرسل فقتل كلَّ صبيانِ بيت لحم وجميعِ تخومها من ابنِ سنتينِ فما دونَ، على حسب الزمان الذي تحقَّقهُ من المجوس. حينئذٍ تمَّ ما قالهُ أرمياءُ النبيُّ القائل: صوتٌ سُمع في الرامةِ، نوحٌ وبكاءٌ وعويلٌ كثيرٌ. راحيلُ تبكي على أولادها، وقد أبتْ أنْ تتعزَّى لأنَّهم ليسوا بموجودين. فلمَّا مات هيرودسُ إذا بملاكِ الربِّ ظهر ليوسفَ في الحُلمِ في مصر قائلاً: قُمْ فخُذِ الصبيَّ وأمَّهُ واذهبْ إلى أرض إسرائيلَ، فقد مات طالبو نفسِ الصبيّ. فقام وأخذ الصبيَّ وأمَّهُ، وجاءَ إلى أرض إسرائيل. ولمَّا سمع أنَّ أرْشيلاوس قد مَلك على اليهودية مكانَ هيرودس أبيهِ، خاف أنْ يذهبَ إلى هناك، وأُوحيَ إليهِ في الحلم، فانصرف إلى نواحي الجليل وأتى وسكن في مدينة تُدعىَ ناصرة ليتمَّ المقول بالأنبياء إنَّهُ يُدعَى ناصرياً.
حول الإنجيل
ألعذراء مريم ويوسف يجهدان مُتعبَين في إيجاد مكان لولادة "قدّوس الله، وابنه"، فتوفّقا بمذودٍ (للبهائم) حيث ولدت "عمّانوئيل" أي "ألله معنا" الّذي دُعي اسمه "يسوع" لأنّه "سيخلّص شعبه من خطاياهم". هذه العبارات بين مزدوجَين تدلّ على ما جاء في الكتب، كما نذكر في قانون الإيمان، لتؤكّد للقارىء والسّامع معًا أنّ إيماننا بالمسيح يسوع والألقاب والصّفات الّتي أُعطيت له منذ ولادته من مريم القدّيسة، مبنيّة على كلام الله في العهد القديم والإنجيل.
يتضمّن إنجيل اليوم ثلاثة أحداث تاريخيّة، وهي: الهرب إلى مصر، إستشهاد أطفال بيت لحم، ألعودة من مصر والإقامة في النّاصرة. نرى في هذه الأحداث ملاك الرَّبّ يقود خطوات يوسف ومريم، أي أنّ الله هو الّذي يقود أحداث حياتنا ويتولّى بمشيئته تدبيرها لأنّه سيّدها. من جهتنا وعلى مثال يوسف ومريم أن نؤمن ونثق بكلام الله، ونصبر بفرحٍ على التّجارب كلّها. "من مصر دعوتُ ابني" يقول الإنجيليّ متّى، بالإستناد إلى نفس العبارة الّتي سبق أن بشّر بها النّبيّ هوشع (11: 1). ذلك يعني أنّ ابن الله الّذي هو إسرائيل في العهد القديم، هو نفسه إسرائيل الحقيقيّ أي يسوع في العهد الجديد. ولماذا مصر؟ لأنّ مصر وبابل أرض للوثنيّة والخطيئة. بحيث أنّه أي الله أرسل المجوس إلى بابل، وأرسل يسوع إلى مصر. يقول القدّيس يوحنّا الذّهبيّ الفم أنّ الرَّبّ يعلّمنا من حادثة الهرب إلى مصر، أنّه علينا من البدء أي من بداية سيرنا على طريق الرَّبّ في الحياة الرّوحيّة، أن ننتظر إضطهادات وتجارب، كما حصل مع الرَّبّ وهو ما زال في الأقمطة. أنظر كيف أنّ فلسطين تضطهد ومصر تتقبّل وتخلّص المضطهد، كما فعلت مصر قديمًا مع يوسف أحد أبناء يعقوب، ولاحقًا مع يعقوب وأبنائه، كذلك تقبّلت المسيح.
تدلّ المجزرة الّتي ارتكبها هيرودس واستشهد فيها أطفال بيت لحم اليهوديّة من سنتين ودون، على نفس هيرودس الّتي لا تتقبّل أي علاج، فانتقم من المجوس الّذين لم يعودوا إليه، بالأطفال الّذين لم يؤذوه بشيء. كما حصل قديمًا في أرض مصر مع فرعون قبل خروج العبرانيّين منها. وكم حصل مع حرّاس السّجن الّذين قتلهم هيرودس، لأنّ المَلاك حرّر بطرس (أعمال 12 : 18 – 19). والعبرة الّتي تؤخذ من هذه المجزرة، يقول الذّهبيّ الفم، كثيرون يُضطهدون ويقعون ضحايا ظلم ولكن الله يحتسب هذا الظّلم كفّارةً لخطاياهم، أو أنّه يهيّء لهم أجرًا كبيرًا. وإن لم يكن للأطفال خطايا إلّا أنّهم ربحوا أكاليل سماويّة. لم يكن ما حصل من مجزرة بسبب عدم قدرة الله على منعه، إذ سبق النّبيّ إرميا (31: 15) فقال "صوت سُمِع في الرّامَة... راحيل تبكي..." وعاد الإنجيليّ متّى ليذكّرنا بهذا القول، ليؤكّد الذّهبيّ الفم أنّ الله يعلم بكلّ شيء ونظنّ أنّه لا يتدخّل بكلّ شيء، لكنّه يطلب منّا الثّقة بعنايته المُسبقة الّتي لا يستطيع العقل أن يدركها. علمًا أنّ الرَّبّ أشار إلى اضطهاد تلاميذه وسوقهم إلى المحاكم كالخراف، لكن لا يسقط عصفور بدون معرفة أبيكم الّذي في السّماوات (متى 10 : 29). وقد وجد الملك في نهاية حياته عقابًا شديدًا بحسب المؤرّخ يوسابيوس في التّاريخ اليهوديّ.
ما هي علاقة راحيل ببيت لحم وبالرّامة؟ كانت راحيل أم بني إسرائيل الشّمال زوجة يعقوب أم يوسف وبنيامين وكان قبرها بين بيت لحم والرّامة. لذلك أشار إلى راحيل ووصف الحدث أنّها تبكي على بنيها المسبيّين كما لو أنّه جرحٌ عميق لا شِفاء له "وأَبَتْ أن تَتعزّى"... هذا كلّه تهيأة لقدوم الرَّبّ ولخلاص المسكونة. على كلّ حال فلندع الجواب الأخير للّذي يدبّر كلّ شيءٍ بحكمةٍ وعدلٍ، كما قال الذّهبيّ الفم.
ذهب أو عاد إلى النّاصرة في الجليل، وهذه منطقة لم يخرج منها نبيّ (يوحنّا 7: 52). بمعنى أنّها نائية ولا أهميّة لها من حيث التّاريخ والجغرافيا. واختار الله أن يولد من أمّ غير معروفة. هكذا لنتعلّم، بحسب الذّهبيّ الفم، أن لا نستخفّ بأيّ شيء. إذ لا نحتاج لأيّة شهادة بشريّة عندما نمارس الفضيلة. ألله بحسب مخطّطه الخلاصيّ يدوس منذ البداية كلّ أنانيّة بشريّة ويأمر بأن نكون خدّامًا للفضيلة.
القدسات للقدّيسين
العنوان واضح بأنّ القَرابين الّتي صارت "قدسات" أي مقدّسة باستدعاء الرّوح القدس وحلوله عليها، لا يليق أن يتقدّم منها ويتناولها إلّا المؤمنين الطّاهرين الّذين استعدّوا بالتّوبة اللّائقة والإعتراف والتّنقية لتقبّل هذا السّرّ العَظيم. بالأساس كلّ إنسان معتمد مدعو لحياة القداسة: "نظير القدّوس الّذي دعاكم، كونوا أنتم أيضًا قدّيسين في كلّ سيرة، لأنّه مكتوب: "كونوا قدّيسين لأنّي أنا قدّوس" (1بط1: 16-15). هذه القداسة على حدّ قَول الكتاب المُقدّس: "بدونها لا يرى أحد الرَّبّ" (عب 14:12). مُساهمة القدسات الإلهيّة من خلال الإشتراك في جسد الرَّبّ ودمه هي العطيّة الثّمينة والعظمى، حيث من خلالها ننال نعمة الخلود والحياة الأبديّة باتّحادنا مع القائم من الموت والمُنتصر على الشّيطان. مُساهمة القرابين المُقدّسة هي استباق لحياة الملكوت منذ الآن وعلى هذه الأرض. هذا يذكّرنا بالمقولة الشّهيرة للقدّيس الرّوسيّ العظيم سيرافيم ساروفسكي: "غاية الحياة المسيحيّة هي اقتناء الرّوح القدس" وبالتّالي القداسة. حياة القداسة ضروريّة لنَيل الوعد بميراث ملكوت السّماوات. وهذا يقتضي الهروب من الفساد والشّهوات الّتي في العالم وبالتّالي رفض إغراءات إبليس وذلك بمقاومة الخطيئة: "لأنّكم لم تقاوموا بعد حتّى الدّم مجاهدين ضدّ الخطيئة" (عب4:12). وهذا ما دعا إليه الرّسول بطرس عندما قال: "بمعرفة الّذي دعانا بالمَجد والفضيلة، اللّذين بهما قد وهب لنا المَواعيد العظمى والثّمينة، لكي تصيروا بها شركاء الطّبيعة الإلهيّة، هاربين من الفساد الّذي في العالم بالشّهوة" (2بط1: 4-2). هتاف الكاهن: "القدسات للقدّيسين" دعوة لكلّ أحد لأنّ يتيقّظ ويسائل نفسه إن كان مُستحقًّا بالحقيقة للاقتراب من هذه القدسات الّتي لا يجوز الاستهانة بها بتاتًا لأنّ إلهنا كما يقول الكتاب :"نار آكلة"(عب29:12).
+ برنامج صّلوات راعي الأبرشيّة
- قدّاس عيد ختانة الرَّبّ يسوع بالجسد والقدّيس باسيليوس الكبير (رأس السّنة الزّمنيّة): صباح الثّلاثاء 1 كانون الثّاني، في كاتدرائيّة القدّيس نيقولاوس- حيّ الميدان، تبدأ صلاة السّحر السّاعة 8:30، يليها القدّاس الإلهيّ السّاعة 10:00.
- سهرانيّة عيد القدّيس سيرافيم ساروفسكي: مساء الأربعاء 2 كانون الثّاني السّاعة 6:00، في كنيسة القدّيس جاورجيوس- حوش الأمراء.
- بارامون عيد الظّهور الإلهيّ: في كاتدرائيّة القدّيس نيقولاوس- حيّ الميدان، نهار الجمعة في 4 كانون الثّاني السّاعة 5:00 من بعد الظّهر.
- غروب عيد الظّهور الإلهيّ وصلاة تقديس المياه: عشيّة السّبت 5 كانون الثّاني السّاعة 5:00، في كاتدرائيّة القدّيس نيقولاوس- حيّ الميدان.
- قدّاس عيد الظّهور الإلهيّ وتقديس المياه: صباح الأحد في 6 كانون الثّاني، في كاتدرائيّة القدّيس نيقولاوس- الميدان، تبدأ صلاة السَّحَر السّاعة 8:30، يليها قدّاس العيد السّاعة 10:00.
+ تقبُّل التهّاني بعيد رأس السّنة الزّمنيّة
بمناسبة رأس السّنة يتلقّى صاحب السّيادة راعي الأبرشيّة، الميتروبوليت أنطونيوس (الصّوري) التّهاني في صالون المطرانيّة، وذلك ضمن الأوقات التّالية:
¨ الثّلاثاء في 1 كانون الثّاني 2019: من بعد قدّاس العيد حتّى السّاعة الواحدة ظهرًا.
ومن السّاعة الرّابعة من بعد الظّهر حتّى السّابعة مساءً.