نشرة كنيستي
نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.
الأحد 30 آب 2020
العدد 35
الأحد (12) بعد العنصرة
اللّحن 3- الإيوثينا 1
أعياد الأسبوع: *30: القدِّيسون ألكسندروس ويوحنَّا وبولس الجديد بطاركة القسطنطينيَّة *31: تذكار وضع زنَّار والدة الإله *1: الأنديكتي (ابتداء السَّنة الكنسيَّة)، البارّ سمعان العاموديّ، الصِّدِّيق يشوع بن نون، الشَّهيد إيثالا، القدّيسات النّسوة الأربعين ومعلّمهنّ عمون الشّماس، القدّيسة الشّهيدة كاليستي وأخويها، تذكار جامع لوالدة الإله في مياسينا *2: الشَّهيد ماما، يوحنَّا الصَّوَّام بطريرك القسطنطينيَّة *3: الشَّهيد في الكهنة أَنْثِيمُس، البارّ ثيوكتيستوس، القدِّيسة فيـﭭـي، نقل عظام القدِّيس نكتاريوس *4: النَّبيّ موسى معايِن الله، الشَّهيد بابيلَّا أسقف أَنطَاكِيَة وتلاميذه الثَّلاثة *5: النَّبيّ زخريَّا والد السَّابِق.
كلمة الرّاعي
الإيمانُ بين التَّنْظِيرِ والْعَيْش
يَدَّعي الكثير من النّاس الإيمان. يمارسون شعائرهم، "واجباتهم الدّينيّة" كما يسمّونها. يظنّون أنَّ لهم بالشَّعائر والطُّقوس خلاصًا.
ما الفرق بين المؤمن والوثنيّ؟!. الأوّل يؤمن بإلهٍ حيّ لم يخترعه هو من أهوائه وأفكاره ومخاوفه بل يتقبَّله في الكشف الإلهيّ. أمّا الثّاني فيخلق إلهًا على صورة نفسه وأهوائه ومخاوفه. اليوم زالت الوثنيّة من عندنا، في الظَّاهر، ولكن ما زال الوثنيّون موجودين، لأنّ الأصنام ليست فقط من حجارة بل هي كلّ فكرٍ متحجِّر على نفسه في شهواته وميوله وكبريائه وأنانيّته.
* * *
ليس الإيمان موضوع أفكار واعتقادات وفرائض بل هو علاقة حقيقيّة وعِشْرَة مع إلهٍ حيّ. يقول النّبيّ إلياس الغيّور: "حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي وَقَفْتُ أَمَامَهُ" (١ ملوك ١٧: ١). يوجد خبرة علاقة مع إله موجود شخصيّ يتعاطى مع الإنسان في دقائق حياته. الله ليس إله عموميّات، في تواصله معنا، بل يرافقنا في تفاصيل حياتنا كلّها، لأنّه محبّة. لذلك، ليس الله قاضيًا ينتظرنا أن نخالف وصاياه ليعاقبنا، كما يظنّ معظم النّاس، على العكس الوصايا الإلهيّة هي عربون محبّة الله لنا، لأنّها الطّريق الّتي تقودنا إلى الحياة الحقيقيّة والفرح الأبديّ. ينظر النّاس، عامّةً، إلى الإيمان من منظار أَعْيُنِ إله قاسٍ وشرِّير لأنّهم هم كذلك. لا يعرفونه لأنّهم لا يعرفون المحبّة. ينسبون إلى الله ما يناسبهم لكيما يحقِّقوا تسلُّطهم على بعضهم البعض. هكذا يتعاطى الإيمان الّذين لا يُصَلُّون في الحقّ. يتكلّمون على المحبَّة وهم يتصرّفون عكسها. يتحدَّثون على العطاء وهم يطلبون أجرًا. يتكلَّمون على التّواضع وهم لا يَرَوْن أحدًا أَفْهَم منهم. يخبرون عن قوَّة الله وعجائبه وهم يعيشون كأنّ قوّتهم من ذاتهم وأموالهم.
* * *
القلَّة فقط، حتَّى لا أقول النُّدْرَة، يعرفون ذواتهم على حقيقتها ويعرفون الله بالتّالي. هؤلاء يعيشون غرباء عن هذا العالم لأنّ فكرهم هو "فكر المسيح" وليس فكر أهل الدُّنيا. المؤمن في هذه الدُّنيا له منطق مختلف ونظرة أُخرى في مسائل الحياة والموت والخير والشّرّ والوجود والعدم، فكلّ ما يعمله يصنعه أمام الله، وكلّ ما يفكّر به يُسلِّط عليه نور حكمة الله، هو لا يتحرَّك أيّة حركة من دون أن يسلّم حياته للبارئ. هو يعتقد بأنّ وجوده كلّه مستمدٌّ من مشيئة الله ومحبّته، لذلك فهو ممتدٌّ بكلّ كيانه ومن أعماق قلبه نحو عيش مشيئة الله حبًّا عبر الاتِّحاد بالكلمة الّتي تصير طعامه وحاجته الجوهريّة...
ما أكثر الّذين يمكنهم أن يكلِّموك على الإيمان الحقّ وما أندرهم الّذين ترى الإيمان منطوقًا فيهم ومرسومًا على وجوههم وفي حياتهم. "صار الإله إنسانًا ليصير الإنسان إلهًا"، انسكب الرّوح القدس علينا ليصير المسيح فينا ونصير فيه كلمة منه مُرسَلَة للشّهادة للخلاص المحقَّق فيه وبه...
ومن أراد أن يَقْبَلَ فلْيقبلْ...
+ أنطونيوس
مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما
طروباريّة القيامة (باللّحن الثّالث)
لتَفْرَحِ السَّمَاوِيَّات، وَلْتَبْتَهِجِ الأَرْضِيَّات، لِأَنَّ الرَّبَّ صَنَعَ عِزًّا بِسَاعِدِهِ، وَوَطِئَ الْمَوْتَ بالْمَوْتِ، وَصَارَ بِكْرَ الأَمْوَات، وَأَنْقَذَنَا مِنْ جَوْفِ الْجَحِيمِ، وَمَنَحَ العَالَمَ الرَّحْمَةَ العُظْمَى.
طروباريَّة السّابق يوحنّا المعمدان (باللَّحن الثّاني)
تذكارُ الصِّدّيق بالمديح، وأمّا أنتَ أيّها السّابق فتكفيكَ شهادة الرَّبّ، لأنّك ظهرتَ بالحقيقةِ أشرف من كلّ الأنبياء لأنّك في المَجاري استحققتَ أن تعمِّدَ الّذي كُرزَ به، ولذلك إذ جاهَدْتَ عن الحقِّ مسرورًا، بشَّرتَ الّذين في الجحيمِ بالإله الظّاهر بالجسد، الرّافع خطيئة العالم والمانح إيّانا عظيم الرّحمة.
قنداق رقاد السّيّدة (باللَّحن السّادس)
إنّ والدةَ الإله الّتي لا تَغفلُ في الشَّفاعات، والرّجاءَ غيرَ المردودِ في النّجدات، لم يضبُطها قبرٌ ولا موتٌ. لكن، بما أنّها أمُّ الحياة، نقلها إلى الحياة الّذي حلَّ في مستودعها الدّائم البتوليّة.
الرّسالة (1 كو 15: 1– 11)
رتِّلوا لإلهنا رتّلوا
يا جميعَ الأممِ صفِقّوا بالأيادي
يا إخوةُ، أعرِّفُكم بالإنجيلِ الّذي بشرَّتُكم بهِ وقَبِلتُموهُ وأنتمُ قائمون فيهِ، وبهِ أيضًا تَخلُصون إن حافظتم على الكلام الّذي بشَّرتُكم بهِ، إلّا أن تكونوا قد آمنتم باطلًا. فإنّي قد سلَّمتُ إليكم أوّلًا ما تَسلّمته، وهو أنَّ المسيحَ ماتَ من أجلِ خطايانا على ما في الكتب، وأنَّه قُبِرَ وأنَّهُ قامَ في اليومِ الثّالثِ على ما في الكُتب، وأنَّهُ تراءَى لصَفا ثمَّ للاِثنَي عَشَر، ثمَّ تراءَى لأكثرَ من خمسمِائة أخٍ دفعَةً واحِدةً أكثَرُهم باقٍ إلى الآن وبعضُهم قد رقدوا. ثمَّ تَراءى ليعقوبَ ثمَّ لجميع الرُّسُل، وآخِرَ الكُلِ تَراءى لي أنا أيضًا كأنَّهُ للسِّقط، لأنّي أنا أصغَرُ الرُّسُلِ ولستُ أهلًا لأنْ أُسمَّى رسولًا لأنّي اضطهدتُ كنيسةَ الله، لكنّي بنعمةِ الله أنا ما أنا. ونعمتُهُ المُعطاةُ لي لم تكن باطِلةً، بل تعبتُ أكثرَ من جميعهم، ولكن لا أنا بل نعمةُ اللهِ الّتي معي. فسَواءٌ أَكنتُ أنا أم أولئكَ، هكذا نكرِزُ وهكذا آمنتُم.
الإنجيل (متّى 19: 16-26 )(متَّى 12)
في ذلك الزّمان دنا إلى يسوعَ شابٌّ وجثا له قائلًا: أيُّها المعلّمُ الصّالحُ ماذا أعملُ مِنَ الصّلاح لتكونَ لي الحياةُ الأبديَّة؟ فقال لهُ: لماذا تدعوني صالحًا وما صالحٌ إلَّا واحدٌ وهُوَ الله. ولكِنْ إنْ كنت تريد أن تدخُلَ الحياة فاحْفَظِ الوصايا. فقال لهُ: أيّـةَ وصايا. قال يسوع: لا تقتُلْ، لا تزنِ، لا تسرِقْ، لا تشَهدْ بالزّور، أكرِمْ أباك وأمَّك، أحبِب قريبَك كنفسِك. قال لهُ الشّابُّ: كلُّ هذا قد حفِظتُهُ منذ صبائي، فماذا يَنقُصُني بعدُ؟ قال لهُ يسوعُ: إنْ كنتَ تريد أنْ تكونَ كامِلًا فاذْهَبْ وبِعْ كلَّ شيءٍ لك وأعْطِهِ للمساكين فيكونَ لك كنزٌ في السّماءِ وتعالَ اتبعني. فلَّما سمع الشّابُّ هذا الكلامَ مضى حزينًا لأنَّه كان ذا مالٍ كثير. فقال يسوع لتلاميذهِ: الحقَّ أقول لكم إنَّهُ يعسُرُ على الغنيِّ دخولُ ملكوتِ السّماوات. وأيضًا أقول لكم إنَّ مُرورَ الجَمَلِ من ثَقْبِ الإبرةِ لأسْهلُ من دخولِ غنيٍّ ملكوتَ السّماوات. فلَمّا سمع تلاميذهُ بُهتوا جدًّا وقالوا: مَن يستطيع إذَنْ أن يخلُصَ؟ فنظر يسوعُ إليهم وقال لهم: أمَّا عندَ النّاسِ فلا يُستطاعُ هذا، وأمَّا عند اللهِ فكلُّ شيءٍ مُستطاعٌ.
حول الرّسالة
جاء هذا الشّاب وكأنّه يمثّل الأغنياء، وجاءت إجابة السَّيِّد تكشف عن إمكانيّة دخول الأغنياء الملكوت خلال الباب الضّيِّق. ولكن قبل أن يجيبه على سؤاله قال له: "لماذا تدعوني صالحًا؟! ليس أحد صالحًا إلّا واحد وهو الله". إنّه لم يقل "لا تدعوني صالحًا"، إنّما رفض أن يدعوه هكذا كمجرّد لَقَب، ما لم يؤمن بحقّ أنّه الصّالح وحده. دخل السَّيِّد مع الشّاب في حوار حول حفظ الوصايا، حتّى يكشف له نقطة ضعفه، ألا وهي محبّة المال. وجاءت النّصيحة: "إن أردت أن تكون كاملًا، فاذهب وبع أملاكك، وأِعطِ الفقراء، فيكون لك كنز في السّماء وتعال اتبعني". هذه هي ذروة الفضيلة الكاملة الرَّسوليّة أن يبيع الإنسان كلّ ما يملك ويوزِّعه على الفقراء، متحرّرًا من كلِّ عائقٍ ليعبر إلى الممالك السّماويّة نحو المسيح. إذ نعود إلى الشّاب نراه غير قادرٍ على تنفيذ الوصيّة وقد مضى حزينًا لأنّه كان ذا أموالٍ كثيرة. هنا وجّه السَّيِّد حديثه لتلاميذه: "الحقَّ أقول لكم أنّه يعسر أن يدخل غنيّ إلى ملكوت السّماوات. وأقول لكم أيضًا أنّ مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غنيّ إلى ملكوت الله". لم يقل السَّيِّد "أنّه يستحيل"، وإنّما "يعسُر"، ومع هذا فإنّه إذ بُهت التّلاميذ جدًّا قائلين: "إذًا من يستطيع أن يخلُص؟" نظر إليهم يسوع ربّما نظرة عتاب مملوءة ترفُّقًا. إنّه يعاتب تلاميذه الّذين لم يُدركوا بعد أنّه ليس شيء غير مستطاع لدى الله. حقًّا إنّ الله قادر أن يعبُر بالجمل من ثقب إبرة، بتفريغ قلب الغَنيّ من حبّ الغِنى وإلهاب قلبه بحبّ الكنز السّماويّ. هذا هو الكمال في المسيحيّة أن يكون قلبك مع الله وتحيا به للأبد، آمين.
يا بنيّ أعطني قلبك..!!
"يَا ابْنِي أَعْطِنِي قَلْبَكَ، وَلْتُلاحِظْ عَيْناكَ طُرُقِي" (أمثال ٢٣ : ٢٦)
يقول القدّيس نكتاريوس: "أطلب الرَّبَّ كلَّ يومٍ، في قلبك وليس خارجه. لكي تجد الله كن متواضعًا كالغبار أمام الرَّبّ. إنّ الّذين يدمنون الخيال ينسحبون من نعمة الله ومن عالم الوَحي الإلهيّ. فَهُم قد تركوا القلب الّذي تُستعلَن فيه النّعمة وأخضَعوا أنفسهم للوَهْمِ المُجرَّد من كلّ نعمة. إنّ القلب هو الوحيد الّذي يتسلّم معرفة الأمور الّتي لا تُفهم بالحواس، لأنّ الله يسكن القلب ويتحرّك فيه، يتكلّم إليه ويكشف له جوهر الأمور المرجوّة. ليس الإنسان فكرًا فقط بل هو قلب أيضًا. إنّ قوى الفكر والقلب في دعمهما المتبادل كلٌّ للآخَر يجعلان الإنسان كاملًا ويعلّمانه ما لا يستطيع تعلّمه بالعقل وحده. إذا كان العقل يعلّم عن العالم الطّبيعيّ، فالقلب يعلّمنا عن العالم الفائق الطّبيعة...".
أوّل شيء أن يكون القلب لربّنا. الوصيّة الأولى "أحْبِبْ الرَّبَّ إلهَكَ مِنْ كلِّ قلبكَ ونفسك وقوّتك (تث 6: ٥)، والثّانية مثلها "تحبّ قريبَك كنفسِكَ" (لا ١٩: ١٨).
محبّة الله وإعطاء القلب له وحده، دون أن يدخل معه أحدٌ من البشر والعالم. لذلك قال الرَّبُّ: "مَنْ أحبَّ أبًا أو أمًّا، ابنًا أو ابنةً أكثر منّي فلا يستحقُّني" (متّى ١٠: ٣٧). محبّة الرَّبّ تجعل الإنسان يتحرّر من الأهواء والخطايا.
"الله محبّة" (١يو ٤: ١٦). يحبّ الله البشر وخليقته. محبّة القريب دليل على أنّ محبّة كلّ إنسان لربّه هي محبّة صادقة. "إن قال أحد: إنّي أحبّ الله وأبغض أخاه، فهو كاذب. لأنّ من لا يحبّ أخاه الّذي رآه، كيف يقدر أن يحبّ الله الّذي لم يره" (١ يو 4: ٢٠). يقول القدّيس بورفيريوس: "لا تطلب أن يحبّك الآخرون، ولكن إسعَ أوّلًا إلى أن تحبّهم، آنذاك الجميع سيحبّك".
محبّة الإنسان لله تجعله يُصلّي بحرارة من أجل خلاص العالم كلّه، كما الرُّهبان في أديارهم يعبّرون عن محبّتهم لله بصلاتهم الدّائمة لخلاص العالم.
يقول القدّيس ثيوفانيس الحبيس: "من ليس عنده الصّلاة القلبيّة هو بلا صلاة". والصّلاة برأيه "هي الصّعود العقليّ إلى الله في القلب". قال الرَّبُّ المخلّص: "أدخل إلى مخدعك وصلِّ هناك إلى أبيك في السِّرِّ" (متّى ٦: ٦)، هذا المخدع بحسب القدّيس ديمتري روستوف يعني "القلب".
في الصّلاة القلبيّة نعطي قلبنا بكلّيَّتِهِ لله، إنّها أفضل تسبيح لله ورحمة كبيرة للإنسان والقريب. الصّلاة القلبيّة منها صلاة يسوع الّتي نردّدها على مسبحتنا الأرثوذكسيّة: "أيّها الرَّبّ يسوع المسيح، يا ابن الله الحيّ، ارحمني أنا الخاطىء". أضف إليها صلاة التّوبة للقدّيس أفرام السّريانيّ، وصلاة الأبانا وصلوات كثيرة نوجّهها للعذراء والقدّيسين.
من أقوال القدّيس مكسيموس المُعترف
+ من لا يستطيع غضّ النّظر عن خطأ أخيه، ظاهريًّا كان أم حقيقيًّا، لم يمتلك بعد حرّيّة داخليّة.
+ هل كان أخوك سبب محنة لك فقادك الحزن إلى البُغض؟ لا تستسلم بل تغلَّب على البُغض بالمحبّة. ودونك الطّريقة: صَلِّ لله من أجله بصدق وارضى أن تسامحه أو إجعل نفسك مدافعًا عنه. إقبل مسؤوليّة تجربتك وتحمَّلها بشجاعةٍ حتّى تتبدَّد الغيوم.
+ بعد أن كنت بالأمس تمتدح صلاح أحدهم وفضيلته احتزر اليوم أن تذمّه بكونه شرّيرًا ومُلتويًا. هكذا تكون المحبّة قد انقلبت فيك عداء. لا تَلم أخاك لتبرّر كرهك الذّميم بل استمرّ في مَدحه بالرُّغم من الحزن الّذي يُثقلك وستعود سريعًا إلى المحبّة الخلاصيّة.
+ لا تخرج أخاك بكلمات ملتبسة خوفًا من أن يُجيبك سريعًا بالمثل فتخرجان كلاكما عن المحبّة. لكن بصراحة الصّدق عاتبه حتّى إذا ألغيت أسباب المُضايَقَة تخلصان كلاكما من الاضطراب والمرارة.
+ النّفس الّتي تغذّي الغضب على أيّ إنسان لا يمكن أن تكون بسلام مع الله. "إن لم تغفروا للنّاس زلّاتهم لا يغفر لكم أبوكم السّماويّ زلّاتكم" (متى 14: 6). إن لم يرد هو أن يُصالح لا تكرهه أنت وصَلِّ صادقًا من أجله ولا تقل لأحد شيئًا بحقّه.