Menu Close
kanisati

نشرة كنيستي

نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.

الأحد ۲٣ كانون الأوّل ۲٠١٨

العدد ٥١

الأحد قبل عيد ميلاد المسيح  (أحد النّسبة)  

اللّحن ٥- الإيوثينا ٨

أعياد الأسبوع: *23: الشّهداء العشرة المستشهدون في كريت *24:  بارامون ميلاد المسيح، الشّهيدة في البارّات أفجانيا *25: ميلاد ربّنا وإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح بالجسد *26: عمّانوئيل الإلهيّ، عيد جامع لوالدة الإله، الشّهيد آفثيميوس *27: استفانوس أوّل الشّهداء ورئيس الشّمامسة، ثاوذوروس الموسوم *28: الشّهداء العشرون ألفًا الّذين أُحرِقوا في نيقوميذية *29: الأطفال الـ /14/ ألفًا الّذين قتلهم هيرودوس، البار مركلّس.

كلمة الرّاعي

الميلاد  نور المعرفة الحقّة

"ميلادك أيُّها المسيح إلهنا قد أشرق

 نور المعرفة في العالم..." (طروباريّة عيد الميلاد).

ما قبل تجسُّد الرَّبّ يسوع المسيح وتأنّسه ليس كما بعده، لأنّ الله أظهر حقيقته الأقنوميّة الّتي كانت مجهولة رغم الإيحاءات الكثيرة حولها في العهد القديم. وحدانيّة الله لا تنفي تعدُّد أقانيمه، وتمايز الأقانيم الإلهيّة لا يُضاد وحدة الجوهر الإلهيّ، كما أنّ وحدة الجوهر الإلهيّ مُرتبطة بأحاديّة الأقنوم المصدر أعني الله الآب.

ميلاد المسيح، ظهور الإله بالجسد على الأرض ليعيش فيما بين خليقته من خلال طبيعة هذه الخليقة لَهُوَ أمرٌ يفوق كلّ منطق وعقل وإدراك. لا يستطيع إنسان بتحليلاته البشريّة أن يقبل هذا الأمر بمقاييس العلم لأنّ الله لا يُدرَك والمحبّة الإلهيّة لا يُسبَر غورها.

*          *          *

في العهد القديم الكثير من النّبوءات حول ميلاد الرَّبّ. في سفر إشعياء النّبيّ يتحدَّث عن الحَبَل بالرَّبّ من فتاة بتول عذراء أي لم تعرف رجلًا: "هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابنًا وَتَدْعُو اسمهُ عِمَّانُوئِيلَ" (إش7: 14). كلمة "عِمَّانوئيل" باللّغة العبريّة تعني "الله مَعنا" (مت1: 23). ويحدّثنا عن من هو هذا الصّبيّ-الإلهيّ قائلًا: "لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابنًا وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ وَيُدْعَى اسمهُ عَجِيبًا مُشِيرًا إِلَهًا قَدِيرًا أَبًا أَبَدِيًّا رَئِيسَ السَّلاَمِ" (إش9: 6). إنّه لأمر مستغرب عند البشر ومدهش لأصحاب المَنطق كيف أنّ هذه النّبوءات هي بهذه الدّقّة والوضوح هو حقيقة هذا الطّفل الإلهيّ ودوره ورسالته، والرَّبّ يُنبئنا عن صعوبة تقبّل هذه الأمور المُعلنة بمئات السّنين قبل التّجسّد: "مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا وَلِمَنِ اسْتُعْلِنَتْ ذِرَاعُ الرَّبِّ؟ ..." (إش53: 1).

يضيق بنا الوقت، هنا، إن أردنا أن نسترسل في سرد النّبوءات الّتي تُخبرنا عن تجسُّد الرَّبّ ودخوله إلى العالم في هيئة إنسان حاملًا طبيعتنا ليُعتقنا من سقوطها وضعفها ويردّها إلى دعوتها الأولى ويجدِّدها فيه وبه لحياة أبديّة. المسألة، اليوم، هي معنى ميلاد الرَّبّ يسوع المسيح طفلًا مضجَعًا في مغارة تدفئه الحيوانات العجم بينما البشريّة السّاقطة والمستسلمة للشّيطان تطلب قتله في هيرودس ملك اليهود وبيلاطس البنطيّ ...

*          *          *

"مَا كَانَ فَهُوَ مَا يَكُونُ، وَالَّذِي صُنِعَ فَهُوَ الَّذِي يُصْنَعُ، فَلَيْسَ تَحْتَ الشَّمْسِ جَدِيدٌ ..." (سفر الجامعة 1: 9). بلى! هناك جديد هو مصدر كلّ جدّة في الوجود إنّه تجسُد الكلمة الإلهيّ الَّذي أدخل نور الألوهة إلى العالم ليسكن في البـشـر إلى ما لا نهاية. لقد أتى الإله بذاته ليشاركنا حياتنا ويدخلنا عبر الاتّحاد به في سرّ حياته وحركة الحبّ الإلهيّ ما بين أقانيم الثّالوث القُدّوس.

إلهنا إله السّلام والفرح ومجده أن نكون فيه لنصير في وحدة مع بعضنا البعض في الشّركة الكاملة الّتي بواسطة ابنه الوحيد الإله-المتجسِّد الرَّبّ يسوع المسيح الّذي أتى "لِيَجْمَعَ أَبْنَاءَ اللهِ الْمُتَفَرِّقِينَ إِلَى وَاحِدٍ" ( يوحنا 11: 52). لا سلام بين البــشـر دون الوحدة الّتي من فوق، وهذه الوحدة لا تأتي إلّا بالمسيح بسكنى نعمة الرّوح القدس في الإنسان.

الرَّبّ الإله أتانا طفلًا ليردَّنا إلى براءة الإنسان الأوّل قبل السّقوط وينقلنا فيه إلى الرّجولة الحقّة بطاعة كلمته الإلهيّة لأنّ الحياة فيض نور المعرفة الإلهيّة من خبرة الاتّحاد بالمسيح الّتي تجعل الإنسان قلبًا من نار ونور، نار تُحرِق أشواق الأهواء وتُنير كيان الإنسان لِيَصير هو نفسه نورًا من نور وحبًّا بلا حدود بالسّاكن فيه والمُستريح عنده فيعمّ السّلام والفرح كلّ الخليقة من خلال الواحد الّذي يجعل كلّ إنسان مصدرًا للحياة الّتي من فوق، كما يقول القدّيس سيرافيم ساروفسكي: "اقتن في نفسك سلام الله فيخلص من حولك الآلاف".

هذا هو معنى الميلاد، إنّه ولادتنا الجديدة نحن على صورة المسيح يسوع ليصير العالم مكانًا أفضل والإنسان مطرحًا لمجد الله...

+ أنطونيوس

مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما

طروباريّة القيامة (باللّحن الخامس)

لِنُسَبِّحْ نحنُ المُؤمنينَ ونسجُدْ للكلمة. المساوي للآبِ والرُّوحِ في الأزليّةِ وعدمِ الابتداء. المولودِ مَنَ العذراء لِخلاصِنا. لأنّه سُرَّ أن يَعلُوَ بالجسدِ على الصليب. ويحتمِلَ الموت. ويُنهِضَ الموتى بقيامتِهِ المجيدة.

طروباريّة أحد النّسبة (باللَّحن الثّاني)

عظيمةٌ هي أفعالُ الإيمان، لأنَّ الفتيةَ الثلاثةَ القدّيسين قد ابتهجوا في يَنبوعِ اللهيبِ كأنهم على ماءِ الراحة، والنبيَّ دانيالَ ظهر راعيًا للسِّباعِ كأنّها غنم. فبتوسّلاتِهم  أيّها المسيحُ الإلهُ خلِّصْ نفوسَنا.

قنداق تقدمة الميلاد (باللَّحن الثّالث)

اليومَ العذراءُ تأتي إلى المَغارة لِتَلِدَ الكلمةَ الّذي قبل الدّهور ولادةً لا تُفسَّر ولا يُنطق بها. فافرحي أيّتها المَسكونة إذا سمعتِ، ومجِّدي مع الملائكة والرُّعاة الّذي سيظهر بمشيئته طفلًا جديدًا، وهو الإلهُ الّذي قبل الدّهور.

الرّسالة (عب 11: 9-10، 32– 40)

مباركٌ أنتَ يا ربُّ إلهَ آبائنا

لأنَّكَ عدلٌ في كل ما صنعتَ بنا

 يا إخوةُ، بالإيمانِ نَزَل إبراهيمُ في أرضِ الميعاد نزولَهُ في أرضٍ غريبةٍ، وسكَنَ في خيام معَ إسحقَ ويعقوبَ الوارثَيْن معهُ للموعِدِ بعينهِ، لأنَّهُ انتظرَ المدينةَ ذاتَ الأُسسِ الّتي الله صانِعُها وبارئُها. وماذا أقول أيضًا. إنّه يضيق بيَ الوقت إن أخبرتُ عن جدعون وباراق وشمشون ويفتاح وداود وصموئيل والأنبياء، الّذين بالإيمان قهروا المَمالِكَ وعملوا البرِّ ونالوا المواعدَ وسدُّوا أفواه الأسود وأطفأوا حدَّة النّار ونجَوا من حدِّ السّيف وتقوَّوا من ضُعف وصاروا أشدّاءَ في الحرب وكسروا معسكراتِ الأجانب، وأخذت نساءٌ أمواتهنّ بالقيامة. وعُذِّب آخرون بتوتير الأعضاء والضّرب، ولم يقبلوا بالنّجاة ليحصلوا على قيامة أفضل. وآخرون ذاقوا الهزء والجلد والقيود أيضًا والسّجن، ورُجموا ونُشروا وامتُحنوا وماتوا بحدّ السّيف، وساحوا في جلود غنم ومعز وهم معوزون مضايقون مجهودون (ولم يكن العالم مستحقًّا لهم). وكانوا تائهين في البراري والجبال والمغاور وكهوف الأرض. فهؤلاء كلُّهم مشهودًا لهم بالإيمان لم ينالوا المواعد، لأنّ الله سبق فنظر لنا شيئًا أفضل أن لاَ يكمُلُوا بدوننا.

الإنجيل (متى 1: 1– 25)

كتاب ميلاد يسوع المسيح إبن داود إبن إبراهيم، فإبراهيمُ وَلَدَ إسحقُ وإسحق وَلَدَ يعقوب ويعقوب وَلَدَ يهوذا وإخوته ويهوذا وَلَدَ فارص وزارح من تامار. وفارصُ وَلَدَ حصرون وحصرون وَلَدَ أرام وأرامُ وَلَدَ عمينادب وعمينادابُ وَلَدَ نحشون ونحشونُ وَلَدَ سلمون وسلمونُ وَلَدَ بوعز من راحاب. وبوعزُ وَلَدَ عوبيد من راعوث وعوبيدُ وَلَدَ يسّى ويسّى وَلَدَ داود الملك وداودُ الملك وَلَدَ سليمان من التي كانت لأوريا. وسليمانُ وَلَدَ رحبعام ورحبعام وَلَدَ أبيا وأبيا وَلَدَ آسا وآسا وَلَدَ يوشافاط ويوشافاطُ وَلَدَ يورام ويورامُ وَلَدَ عزيا وعزيا وَلَدَ يوتام ويوتامُ وَلَدَ آحاز وآحازُ وَلَدَ حزقيا وحزقيا وَلَدَ منسَّى ومنسَّى وَلَدَ آمون وآمونُ وَلَدَ يوشيا، ويوشيا وَلَدَ يكنيا وإخوته في جلاء بابل. ومن بعد جلاءِ بابل يَكُنْيا وَلَدَ شألتَئيلَ وشألتئيلُ وَلَدَ زَرُبابلَ وزَرُبابلُ وَلَدَ أبيهودَ وأبيهودُ وَلَدَ ألِياقيمَ وألياقيمُ وَلَدَ عازورَ وعازورُ وَلَدَ صادوقَ وصادوقُ وَلَدَ آخيمَ وآخيمُ وَلَدَ أليهودَ وأليهودُ وَلَدَ ألعازارَ وألِعازارُ وَلَدَ مَتَّانَ ومَتَّانُ وَلَدَ يعقوبَ ويعقوبُ وَلَدَ يوسفَ رجلَ مريمَ التي وُلِدَ منها يسوعُ الّذي يُدعَى المسيح. فكلُّ الأجيال من إبراهيمَ إلى داودَ أربعةَ عشرَ جيلًا، ومن داودَ إلى جلاءِ بابلٍ أربعةَ عشرَ جيلًا ومن جلاءِ بابل إلى المسيح أربعةَ عشرَ جيلًا. أمّا مولدُ يسوعَ المسيحِ فكان هكذا: لمَّا خُطبت مريمُ أمُّهُ ليوسفَ وُجدتْ من قبلِ أنْ يجتمعا حُبلى من الرّوح القدس. وإذ كان يوسفُ رجلُها صدّيقًا ولم يُرِد أنْ يَشْهَرَها همَّ بتخْلِيَتِها سرًا. وفيما هو متفكّرٌ في ذلك إذا بملاكِ الرَّبِّ ظهر لهُ في الحُلم قائلًا: يا يوسفُ ابنَ داود لا تَخفْ أنْ تأخذ إمرأتك مريم. فإنَّ المولودَ فيها إنَّما هو من الرّوح القدس، وستلِد إبنًا فتُسميّهِ يسوعَ فإنَّهُ هو يخلِّصُ شعبَهُ من خطاياهم. (وكان هذا كلُّهُ ليتمَّ ما قيل من الرَّبّ بالنّبيّ القائل: ها إنَّ العذراءَ تحبلُ وتلد ابنًا ويُدعى عِمَّانوئيلَ الّذي تفسيرُهُ الله معنا)، فلمَّا نهض يوسف من النّوم صنع كما أمرهُ ملاكُ الرَّبّ. فأخَذَ إمرأتَهُ ولم يعرِفْها حتَّى ولدتِ ابنَها البكرَ وسمَّاهُ يسوع.

حول إنجيل نسب الرَّبّ يسوع المسيح

"كتابُ ميلادِ يسوعَ المسيحِ ابنِ داوُدَ ابنِ إبراهيم" (متّى 1: 1) هكذا يفتتح متّى الإنجيليّ بشارته، ذاكرًا شخصيّتين كتابيّتين اثنتين، فمَن هما داود وإبراهيم حتّى يُصرّ متّى على ربط المسيح بنسلهما؟ وما هي أبرز التّعليقات على النّسب المذكور في هذا المقطع الإنجيليّ؟

اسم إبراهيم في الأصل هو "أبرام" وينتمي إلى نسل سام بن نوح، كان اسم زوجته ساراي، وكانت عاقرً لا ولد لها. عاش أبرام في أور الكلدانيّين حيث كان النّاس يعبدون الأوثان، ولكن في الحقيقة كان قلبه يتوق لشيء مختلف، فأظهر الله نفسه له وتكلّم معه (راجع تك 1:12-3) ووعده أنّه سيجعل منه أبًا لأمّةٍ عظيمةٍ بالرّغم من تقدّمه وزوجته في السّنّ وعدم انجابهما، وأنّه من نسله سيأتي ملوكٌ وأنبياء كثيرون، وأصبح أبرام "إبراهيم" الّذي يعني "أبًا لكثيرين"، وساراي "سارة" الّذي يعني "أميرة"، وذروة العهد هذا أنّه، في النّهاية، من هذا النّسل، سيأتي مُخلّص العالم!

أمّا داود الملك، فقد وُلِد في القرن العاشر قبل الميلاد قرب منتصف الزّمن بين إبراهيم والمسيح، ومعنى اسمه "المحبوب". كان داود من سبط يهوذا الّذي تنبّأ عنه يعقوب بأنّ صولجان الملك لن يزول منه، أي بأنّه ستكون قيادة بني إسرائيل وملوكهم من سبط يهوذا (سفر التّكوين ٤٩: ١٠). مُسح داود ملكًا على يد صموئيل النّبيّ وهو الّذي نقل العاصمة الى أورشليم وأتى بتابوت العهد إلى خيمة الشّهادة، ووحّد مملكة بني إسرائيل إذ كان ملكًا عليها لأربعين سنة وأصبح نموذجًا ومُلهمًا. وعده الله أيضًا أنّ بيته سيدوم إلى الأبد، لذلك قيل إنّ المسيّا أي المسيح سوف ينحدر من داود (راجع ﺻﻤﻮﺋﻴل ﺍﻟﺜاني ٢٣ : ٣-٥)، لذلك كان اليهود يصلّون يوميًّا في صلواتهم الثّابتة أن يجدّد الله ملكوت بيت داود على وجه السّرعة بإقامة عرشه في أورشليم القُدُس المبنيّة من جديد وأن يرفع سليله المسيح بن داود ويمكّنه من أن يزدهر، لأنّ قدوم المسيح يجلب السّلام؛ وهذا ما يترجم وجود آيات كتابيّة كثيرة تصبّ في هذا السّياق (نحو متّى 12: 23، متّى 15: 22، متّى 20: 30، متّى 21: 9) وهذا كلّه ليشير إلى ما ينتظرونه من سلام، وما وجدوه في يسوع وشاهدوه في عجائبه. أضف الى ذلك تأكيدَ الملاك جبرائيل للعذراء مريم أنّ "الرَّبُّ الإِلهُ يعطيه كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ" ونسَبَي يسوع اللّذين تمّ ذكرهما في إنجيل اليوم (متّى 1: 1- 17) وفي لوقا (3: 23- 38) واللّذين يؤكّدان أنّ يسوع هو ابن داود من ناحية النّسب والشّرع، أي أنّه هو المسيح المنتظَر، الّذي يأتي إلى خاصّته... "ولكنّ خاصّته لم تقبله!" (يو1: 11).

أمّا سائر الأسماء، فللوهلة الأولى تبدو أنّها تعدادٌ بسيط لسلالة أشخاص لنصل إلى ولادة يسوع، ولكن إذا ما أمعنّا التّدقيق في سيرة حياة كلّ واحد، نكتشف الكثير من الدّروس الّتي أراد الرَّبّ أن يعلّمنا إيّاها، أكتفي بسرد القليل منها على سبيل المثال لا الحصر. نلاحظ أنّ النّسب لم يذكر أسماء نساء عظيمات يفتخر بهنّ اليهود كساره ورفقه وراحيل، إنّما ذكر ثامار الّتي ارتدَت ثياب زانية (تك 38)، وراحاب الكنعانيّة الزّانية (يش 2: 1) وبَتْشبْع الّتي يلقّبها بـ"الّتي لأوريّا" مُظهرًا خطيئتها مع داود الملك، وذلك لنفهم أنّ المسيح وضع على ذاته نسب هذه الطّبيعة الّتي تنجّست لكي يطهّرها؛ هذه الّتي مرضت لكي يشفيها؛ هذه الّتي سقطت لكي يقيمها، وذلك كلّه بطريقة فيها تنازل ومحبّة للبشر قصوى لنا. جاء كطبيب يعالج ضعفنا لا كديّان!

وقد جاء في النّسب أيضًا ذكر بعض النّساء الأمميّات مثل راعوث الموآبيّة وراحاب الكنعانيّة، ليُعلن أنّه جاء من أجل البشريّة كلّها للأمم كما لليهود. ويرى القدّيس يوحنّا الذّهبيّ الفم في راعوث رمزًا لكنيسة الأمم الّتي تركت بيت أبيها والتصقت بكنيسة الله وقبلت العضويّة فيها، ولكن يجب أن تكون كراعوث، فإن لم تترك أوّلًا أباها وترفض بيتها وجنسها ومدينتها وأقرباءها لن تحصل على هذا الزّواج، ولن تصير أمّا للملوك!

وأيضًا من بين أسلاف المسيح أشخاص لهم إخوة يكبرونهم، فنلاحظ أنّ السّيّد جاء بصفة عامّة مُنحدرًا لا من الأبناء الأبكار حصرًا، بل ممّن هم ليسوا أبكارًا حسب الجسد، مثل إبراهيم ويعقوب ويهوذا وداود ويوناثان. لقد جاء السّيّد ليُعلن أنّ البكوريّة لا تقوم على الولادة الجسديّة، وإنّما على استحقاق الرّوح. لقد جاء السّيّد (آدم الثّاني) بكر البشريّة كلّها، وفيه يصير المؤمنون أبكارًا، وتُحسب كنيسته كنيسة أبكار...

هذه عيّنة من الدّروس الّتي وإن ولجناها نحتاج لمجلّدات لنفيَها حقّها، ولكن يبقى الأهمّ من ذلك امتداد هذا النّسل لكلّ واحد فينا، نحن المولودين في المسيح، الحاملين هذه الرّسالة العظيمة، والّذين نُمات كلّ يوم باسم يسوع المسيح، ونُضطَهَد ونُشتَم... هل نقبل ذلك بفرحٍ وإيمان، هل نعمل على المُحافظة على نعمة التّبنّي هذه الّتي وهبنا إيّاها الله وثبّتها فينا بصليب ابنه وقيامته من بين الأموات لتُكتَب أسماؤنا ليس في سجلاّت سلالة المسيح على الأرض فحسب، إنّما، والأهمّ، أن تكتَب أسماؤنا في سفر الحياة فيكتمل النّسب وننعم بالحياة الأبديّة مالكين مع ملك الملوك وربّ الأرباب، سيّدنا يسوع المسيح له المجد من الآن وإلى أبد الآبدين، آمين!

+ برنامج  صّلوات راعي الأبرشيّة في زمن الميلاد

¨ بارامون عيد الميلاد في كنيسة القدّيس جاورجيوس- قاع الرّيم، تبدأ صلاة السّاعات، السّاعة 8:00 صباحًا، يليها القدّاس الإلهيّ للقدّيس باسيليوس الكبير السّاعة 10:30.

¨ قدّاس عيد الميلاد، عشيّة نهار الإثنين 24 كانون الأوّل، في كنيسة القدّيس جاورجيوس- حوش الأمراء، تبدأ صلاة السَّحَر السّاعة 4:30 من بعد الظّهر، قدّاس العيد السّاعة 6:00 مساءً.

¨ قدّاس عيد الميلاد، صباح الثّلاثاء في 25 كانون الأوّل، في كاتدرائيّة القدّيس نيقولاوس- الميدان، تبدأ صلاة السَّحَر السّاعة 8:30، يليها قدّاس العيد السّاعة 10:00.

+ تقبُّل التهّاني بعيد الميلاد

بمناسبة عيد الميلاد المجيد يتلقّى صاحب السّيادة راعي الأبرشيّة، الميتروبوليت أنطونيوس (الصّوري) التّهاني في صالون المطرانيّة، وذلك ضمن الأوقات التّالية:

الثّلاثاء في 25 كانون الأوّل: من بعد قدّاس العيد حتّى السّاعة الواحدة ظهرًا.

ومن السّاعة الرّابعة من بعد الظّهر حتّى الثّامنة مساءً.

الأربعاء في 26 كانون الأوّل: من السّاعة الرّابعة من بعد الظّهر حتّى الثّامنة مساءً.

انقر هنا لتحميل الملف