Menu Close
kanisati

نشرة كنيستي

نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.

الأحد ۲۲ تشرين الأوّل ۲٠١٧

العدد ۲٨

الأحد (٥) من لوقا 

اللّحن ٣- الإيوثينا ٩

كلمة الرّاعي

الله والحُسْن

"ورأى الله ذلك انه حسن" (تكوين ١) هكذا قال الله عندما خلق الكون. لكن عندما  خلق الله الإنسان قال: "ورأى الله ذلك أنّه حَسنٌ جدًّا" ( تكوين ١).

هذا الأمر عبّر عنه دواد النبي قائلًا: "ما أعظم أعمالك يا ربُّ كلّها بحكمة صنعت" (مزمور ١٠٣). وايضاً قال: "الرب قد ملك والجمال لبس" (مزمور ٩٠).

الله مصدر كل خير وحُسْن وجمال. الإنسان هو قمة عمل الله الحَسَن والجميل والعظيم. هل يدرك البشر ذلك؟ كيف صارت البشرية بهذه البشاعة التي هي. عليها اليوم؟

*    *    *

السقوط أدخل الإنسان في البشاعة لأن هذا الأخير فصل نفسه عن مصدر الجمال. قمة جمال الإنسان في قلبه الذي هو خِدْر الله بحسب الخلق. فالله سكب نفسه في الإنسان بروحه الذي نفخه في أنفه ليملأ كيانه حياة ويمنحه وجودًا فيه. الجمال والحُسن ينبعان من الداخل من الأعماق. عندما سقط الإنسان صار يتعاطى الحياة بمظاهرها وظواهرها الخارجية، لأنه صار مربوطا ومقيدًا بالبشرة وصار لا يعرف ذاته إِلَّا من خلال حاجات جسده وخوفه من الموت الذي دخل في روحه، أوّلًا، إذ خسر سكنى روح الرب فيه.

لقد تغرّب الإنسان عن حقيقته وصار يجهل دعوته وغاية وجوده لأن الخطيئة شوّهت عيني قلبه وأحاسيسه الروحية، لذلك صار الجمال والحُسْن مربوطان بما يُدغدغ أنانيته وكبرياءه وانغلاقه على ذاته وحواس جسده. دخلت الخليقة في الفوضى، فوضى ما قبل فِعل الكلمة والروح فيها، لقد رجعت "خربة وخالية" (تكوين١) من حضور الله الذي يضبط  وينشر الجمال والنظام والانسجام في خليقته.

*    *    *

الرب بنفسه أتى في ابنه لكي يعيد الإنسان إلى دعوته وإلى جمال خلقه وإلى حقيقته المرتبطة بصورة الله فيه. يشترك الإنسان في المسيح بالخليقة الجديدة التي يمتد جمالها وحُسنها كالنور ليزيل ظلمة القبح المنبعث من الخطيئة والملوّث لكل الوجود.

أدخلنا الرب يسوع في الخليقة الحسنة جدًّا، من جديد، ومنحنا فيه كل الجمال الإلهي الصادر عن الآب بِالابْن في الروح لنشارك فيه بالنعمة الإلهية. من سكنت فيه نعمة الله صار عاشقًا للجمال ومصدرًا له. من كان غارقًا في خطاياه كانت أفكاره وأعماله كلها بشعة ومظلمة لأن قلبه لا يسكن فيه روح الرب. كل البشاعات والقباحات والانحرافات الخبيثة في العالم تصدر عن أولئك البشر الذين صارت الخطيئة لهم جمالًا والبرّ قبحًا.

*    *    *

التطرّفان يمنة ويسرة مصدران للقباحة في العالم. التطرّف والتفلّت نبعان للشر، والأوّل أخطر من الثاني على خلاص الإنسان لأن المتطرّف يظن نفسه في الحق وهو يكون في الباطل. "لا تمل يمنة ولا يسرة" (أمثال ٤: ٢٧) يقول سليمان الحكيم، ويفسر ذلك بقوله: "إذا سرت فلا تضيِّق خطواتك، وإذا سعيت فلا تعثر تمسك بالأدب، لا ترخه. احفظه فإنه هو حياتك لا تدخل في سبيل الأشرار، ولا تسر في طريق الأثمة تنكب عنه. لا تمر به. حد عنه واعبر لأنهم لا ينامون إن لم يفعلوا سوء، وينزع نومهم إن لم يسقطوا أحدا لأنهم يطعمون خبز الشر، ويشربون خمر الظلم أما سبيل الصديقين فكنور مشرق، يتزايد وينير إلى النهار الكامل أما طريق الأشرار فكالظلام. لا يعلمون ما يعثرون به". هذه هي الحكمة التي ينبغي أن يسلك فيها المؤمن، وما عدا ذلك فهو من الشرير. تأتي هذه الحكمة من طاعة وصايا الله، والطاعة ليست حفظًا أعمى للكلمة الإلهية دون فهم أو بالتعاطي مع الكلمة الإلهية كناموس وشريعة لأن هذا سيؤدي إلى فريسيّة جديدة وهو ما نتيجته أن "الحرف يقتل"(٢ كور ٣: ٦).  في القرون الاولى للمسيحية كان يوجد مسيحيون متهوّدون، واليوم أيضًا لدينا البعض الذين يتعاطون الإيمان بروح ناموسية بعيدة عن روح الرب لأنها روح خصام وحقد وانغلاق باسم المسيح أما روح الرب فثماره في الانسان معروفة وواضحة: "وَأَمَّا  ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ" (غلاطية ٥: ٢٢  و ٢٣أ).

هذه هي الجريمة الكبرى أن تصنع الشرّ باسم طاعة الوصية سواء ملت يمنة أو يسرة. المسألة هي مسألة قلب: "يا ابني، أصغ إلى كلامي. أمل أذنك إلى أقوالي لا تبرح عن عينيك. احفظها في وسط قلبك لأنها هي حياة للذين يجدونها، ودواء لكل الجسد فوق كل تحفظ احفظ قلبك، لأن منه مخارج الحياة..." (أمثال ٤: ٢ -  ٣).

*    *    *

كل أعمال الرب حسنة وكل حُسن يأتي من عمل الله. "وَأَمَّا مَنْ يَفْعَلُ الْحَقَّ فَيُقْبِلُ إِلَى النُّورِ، لِكَيْ تَظْهَرَ أَعْمَالُهُ أَنَّهَا بِاللهِ مَعْمُولَةٌ“ (يوحنا ٣: ٢١). إذا، إن لم تكن أعمالنا بالله معمولة فليست هي من الحق، والبشاعة التي تصدر عنها تدل على أنها من ثمار الروح الشرير وليس روح الله، وهي تاليا أعمال باطل وتخريب للكنيسة جسد المسيح. لأنه من عرف الحق فيعلّمه؟ "أمّا نحن فلنا فكر المسيح" (١ كورنثوس ٢: ١٦).

 "الحكمة هي الرأس. فاقتن الحكمة، وبكل مقتناك اقتن الفهم ارفعها فتعليك. تمجدك إذا اعتنقتها تعطي رأسك إكليل نعمة. تاج جمال تمنحك" (أمثال ٤: ٧ - ٩).

ومن له أذنان للسمع فليسمع

+ أنطونيوس

مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما

طروباريّة القيامة (اللّحن الثّالث)

لِتفرحِ السّماويات. ولتَبتَهِجِ الأرضيّات. لأنَّ الربَّ صنعَ عِزاً بساعِدهِ. ووطِئَ الموتَ بالموت. وصارَ بِكرَ الأموات. وأنقذَنا من جَوفِ الجحيم. ومَنَحَ العالمَ الرَّحمةَ العُظمى.

القنداق

يا شفيعَةَ المَسيحيِّينَ غَيْرَ الخازِيَة، الوَسِيطَةَ لدى الخالِقِ غيْرَ المَرْدُودَة، لا تُعْرِضِي عَنْ أَصْوَاتِ طَلِبَاتِنَا نَحْنُ الخَطَأَة، بَلْ تَدَارَكِينَا بالمَعُونَةِ بِمَا أَنَّكِ صَالِحَة، نَحْنُ الصَّارِخِينَ إِلَيْكِ بإيمانٍ: بَادِرِي إلى الشَّفَاعَةِ، وأَسْرِعِي في الطَّلِبَةِ يا والِدَةَ الإِلهِ، المُتَشَفِّعَةَ دائمًا بِمُكَرِّمِيكِ.

الرّسالة (غلاطية  ١١:١-١٩)

 رتّلوا لإلهِنا رتّلوا

يا جميعَ الأُممِ صفِّقوا بالأيادي

 يا إِخْوَةُ أُعلِمُكم أنَّ الإِنْجِيلَ الَّذِي بَشَّرْتُ بِهِ لَيْسَ بِحَسَبِ إِنْسَانٍ. لأَنِّي لَمْ أَقْبَلْهُ مِنْ عِنْدِ إِنْسَانٍ وَلاَ عُلِّمْتُهُ. بَلْ بِإِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. فَإِنَّكُمْ سَمِعْتُمْ بِسِيرَتِي قَبْلاً فِي الدِّيَانَةِ الْيَهُودِيَّةِ، أَنِّي كُنْتُ أَضْطَهِدُ كَنِيسَةَ اللهِ بِإِفْرَاطٍ وَأُتْلِفُهَا. وَكُنْتُ أَتَقَدَّمُ فِي الدِّيَانَةِ الْيَهُودِيَّةِ عَلَى كَثِيرِينَ مِنْ أَتْرَابِي فِي جِنْسِي، إِذْ كُنْتُ أَوْفَرَ غَيْرَةً فِي تَقْلِيدَاتِ آبَائِي. وَلَكِنْ لَمَّا سَرَّ اللهَ الَّذِي أَفْرَزَنِي مِنْ بَطْنِ أُمِّي، وَدَعَانِي بِنِعْمَتِهِ أَنْ يُعْلِنَ ابْنَهُ فِيَّ لأُبَشِّرَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، لِلْوَقْتِ لَمْ أَسْتَشِرْ لَحْماً وَدَماً وَلاَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ إِلَى الرُّسُلِ الَّذِينَ قَبْلِي، بَلِ انْطَلَقْتُ إِلَى الْعَرَبِيَّةِ، ثُمَّ رَجَعْتُ أَيْضاً إِلَى دِمَشْقَ. ثُمَّ بَعْدَ ثَلاَثِ سِنِينَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ لأَتَعَرَّفَ بِبُطْرُسَ، فَمَكَثْتُ عِنْدهُ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً. وَلَكِنَّنِي لَمْ أَرَ غَيْرهُ مِنَ الرُّسُلِ إِلاَّ يَعْقُوبَ أَخَا الرَّبِّ.

الإنجيل (لوقا ٢٧:٨-٣٩)

في ذلكَ الزمان أتى يسوع إلى كورةِ الجَرجسيين  فاسْتَقْبَلَهُ رَجُلٌ مِنَ الْمَدِينَةِ كَانَ فِيهِ شَيَاطِينُ مُنْذُ زَمَانٍ طَوِيلٍ، وَكَانَ لاَ يَلْبَسُ ثَوْباً، وَلاَ يُقِيمُ فِي بَيْتٍ، بَلْ فِي الْقُبُورِ. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ صَرَخَ وَخَرَّ لَهُ، وَقَالَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: مَا لِي وَلَكَ يَا يَسُوعُ ابْنَ اللهِ الْعَلِيِّ! أَطْلُبُ مِنْكَ أَنْ لاَ تُعَذِّبَنِي! لأَنَّهُ أَمَرَ الرُّوحَ النَّجِسَ أَنْ يَخْرُجَ مِنَ الإِنْسَانِ. لأَنَّهُ مُنْذُ زَمَانٍ كَثِيرٍ كَانَ يَخْطَفُهُ، وَقَدْ رُبِطَ بِسَلاَسِلٍ وَقُيُودٍ مَحْرُوساً، وَكَانَ يَقْطَعُ الرُّبُطَ وَيُسَاقُ مِنَ الشَّيْطَانِ إِلَى الْبَرَارِي. فَسَأَلَهُ يَسُوعُ قَائِلاً: مَا اسْمُكَ؟ فَقَالَ: لِجِيون. لأَنَّ شَيَاطِينَ كَثِيرَةً دَخَلَتْ فِيهِ. وَطَلَبَ إِلَيْهِ أَنْ لاَ يَأْمُرَهُمْ بِالذَّهَابِ إِلَى الْهَاوِيَةِ. وَكَانَ هُنَاكَ قَطِيعُ خَنَازِيرَ كَثِيرَةٍ تَرْعَى فِي الْجَبَلِ، فَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَأْذَنَ لَهُمْ بِالدُّخُولِ فِيهَا، فَأَذِنَ لَهُمْ. فَخَرَجَتِ الشَّيَاطِينُ مِنَ الإِنْسَانِ وَدَخَلَتْ فِي الْخَنَازِيرِ، فَانْدَفَعَ الْقَطِيعُ مِنْ عَلَى الْجُرُفِ إِلَى الْبُحَيْرَةِ وَاخْتَنَقَ. فَلَمَّا رَأَى الرُّعَاةُ مَا كَانَ هَرَبُوا وَذَهَبُوا وَأَخْبَرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَفِي الضِّيَاعِ، فَخَرَجُوا لِيَرَوْا مَا جَرَى. وَجَاءُوا إِلَى يَسُوعَ فَوَجَدُوا الإِنْسَانَ الَّذِي كَانَتِ الشَّيَاطِينُ قَدْ خَرَجَتْ مِنْهُ لاَبِساً وَعَاقِلاً، جَالِساً عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ، فَخَافُوا. فَأَخْبَرَهُمْ أَيْضاً الَّذِينَ رَأَوْا كَيْفَ خَلَصَ الْمَجْنُونُ. فَطَلَبَ إِلَيْهِ كُلُّ جُمْهُورِ كُورَةِ الجَرجسيين أَنْ يَذْهَبَ عَنْهُمْ: لأَنَّهُ اعْتَرَاهُمْ خَوْفٌ عَظِيمٌ. فَدَخَلَ السَّفِينَةَ وَرَجَعَ. أَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي خَرَجَتْ مِنْهُ الشَّيَاطِينُ فَطَلَبَ إِلَيْهِ أَنْ يَكُونَ مَعَهُ، وَلَكِنَّ يَسُوعَ صَرَفَهُ قَائِلاً: ارْجِعْ إِلَى بَيْتِكَ وَحَدِّثْ بِكَمْ صَنَعَ اللهُ بِكَ. فَمَضَى وَهُوَ يُنَادِي فِي الْمَدِينَةِ كُلِّهَا بِكَمْ صَنَعَ بِهِ يَسُوعُ.

حول الرّسالة

يكشف الرسول بولس أنّ اهتداءه للمسيحيّة كان من قبل الربّ، وهذا ما حصل معه علی طريق دمشق، وأنّه تعلّم أُسُس اﻹيمان الذي ينقله للغلاطيين من الوحي اﻹلهي مباشرة مقارناً بين ما كان عليه وهو في الناموس والختان من جحود للمسيح واضطهاد لأتباعه وما صار إليه بعد دعوة المسيح له. (بإفراط) أي أكثر من الحدود المعقولة. (وأتلفها) بمعنی يهلكها. في اﻵية ١٤ يتكلّم على الدوافع التي قادته لهذا الاضطهاد الجنوني للكنيسة. فالغيرة إذا كانت خالية من النعمة والحق تنشئ ضلالة حتماً، أمّا إذا كانت بحسب قلب الله تكون مباركة، ''حسنة هي الغيرة في الحسنی''(غلاطية ٤ : ١٨). في اﻵيتين ١٥ و ١٦ يعود بولس ليركّز علی ترابيّته ولا شيئيّته هو بالذات لأنّ كلّ الفضل لصيرورته رسولاً يرجع لنعمة الله. هذا هو بولس إناء التواضع الحقيقي. (للوقت لم أستشـر لحماً ودماً) فطالما أنّ الله معه من بطن أمّه، فهو ليس بحاجة لأن يستشير أحداً في إرساليّته. بولس ينبّه ذهن الغلاطيّين أنه رسول من قِبَل الله مباشرة ومعيّن للأمم. وكلّ تحرّك يقوم به هو بوحي من الربّ الذي يقوده، وهو (أي بولس) مستسلم بالكامل لإيحاءات  الله "ﻷنّنا به نحيا ونتحرّك ونوجد'' (أعمال ١٧: ٢٨).

الإيمان

للقدّيس سمعان اللّاهوتيّ الحديث

"كل شيء ممكن للذي يؤمن" (مز ٢٣:٩) لأن " الايمان يحسب برا'' ( انظر رو ٩:٤ ).

فالمسيح هو "غاية الشريعة" ( رو ٤:١٠ ) والايمان به يبرر المؤمن ويجعله كامل.

 الإيمان بالمسيح يعادل أعمال الناموس، وهذا الايمان، متى تثبت وتبرهن بحفظ الوصايا الإنجيلية، يجعل المؤمنين أهل للاشتراك بالحياة الأبدية التي هي الحياة في المسيح نفسه .الإيمان هو أن نموت لأجل وصايا المسيح حبا به،  هو أن نؤمن أن موتنا هذا ينبوع حياة.  هو أن نحسب الفقر غنى، والضعة والذل شرفا حقيقيا ومجدا مبينا. هو أن نتيقن عندما لا نملك شيئا أن لنا كل شيء، بل هو أن نملك غنى معرفة المسيح التي لا تدرك، ونزدري كل المنظورات كدخان .. ليس الايمان بالمسيح أن نزدري سائر ملذات هذه الحياة فحسب بل أن نحتمل أيضا بصبر كل محبة تسبب لنا الحزن والغم والشقاء وذلك الى ما شاء الرب وحتى يأتي الينا: "انتظرت الرب بصبر فأتى إلي .....“

الايمان بالله يولد السعي إلى الصلاح والخوف من القصاص، والسعي إلى الصلاح والخوف من القصاص يحدوان بنا أن نحفظ الوصايا بدقة. وحفظ الوصايا بدقة يؤول بنا إلى الاقتناع بضعفنا، وذكر ضعفنا الحقيقي هذا يولد ذكر الموت، ومن يألف هذا التأمل يبحث بكل قوّته عن معرفة المصير الذي ينتظره بعد خروجه من هذه الدنيا. والحال أن الذي يجدّ في معرفة المستقبلات عليه أن يزهد أولاً في الحاضرات؛ اذ إنّ المتمسك بإحدى هذه ، مهما صغرت، لا يستطع أن يزعم معرفة تلك معرفة كاملة. أما اذا ارتضى الله ووهبه أن يتذوقها مسبقا، ولكنه لم يزهد سريعا في كل ما يعيق اقتناءه لها، ولم ينكب كليا علي اقتناء تلك المعرفة رافضا طوعا كل فكرة غريبة عنها. حينذاك سوف تنزع منه حتى المعرفة التي ظن أنه يقتنيها

الأرملة وابنها

في إحدى الدول الباردة، حيث يكسو الثلج كلّ شيء بطبقة ناصعة البياض، كانت أرملة فقيرة وابنها الصغير في طريق ‏عودتهما إلى قريتهما وسط كثافة الثلوج وكانا يرتعشان من شدّة الصقيع. وقد حاولتْ السيدة المعوزة بشتى الطرق أنْ تجعل ‏وحيدها الصغير لا يشعر بالبرد. وصادف عبور عربة يجرها زوج من الخيل، وكان الرّجل صاحب العربة على قدر كافٍ من النبل ‏والرأفة بحيث تحنن وأركب الأرملة وابنها. في أثناء الطريق بدأتْ أطراف السيدة تتجمد من البرودة وكانت في حالةٍ سيئةٍ جداً ‏حتّى كادت تفقد الوعي. وبسرعة، أوقفَ الرّجل العربة وألقى بالسيدة خارج العربة وانطلق. عندما تنبهتْ السيدة أنْ ابنها وحيدها بقي في العربة وهو ‏يبتعد عنها، قامتْ وبدأت تمشي، ثم راحت تجري إلى أنْ بدأ عرقها يتصبب وصارت تشعر بالدفء واستردت عافيتها مرةً ‏أُخرى، هنا أوقف الرّجل العربة وأركبها معه وأوصلهما بالسلامة. كثيراً ما يتصرف الربّ معنا تصرفات تبدو في ظاهرها قاسية، ‏ولكنها في عمقها تكون في منتهى اللطف والحنان فهو القائل: "لست تعلم أنت الآن ما أصنع ولكنّك ستفهم في ما بعد" ‏‏(يوحنا  ٧:١٣). (من كتاب قصص روحية).‏

أخبار

+ انتخاب الأرشمندريت تيودور الغندور أسقفاً معاوناً:

انتخب المجمع الأنطاكيّ المقدّس المنعقد في دير مار الياس شويا في ٥ تشرين الأول ٢٠١٧ الأرشمندريتين يوحنا بطش وتيودور الغندور أسقفين معاونين لغبطة البطريرك يوحنا العاشر.

+ إطلاق العمل في مركز القدّيس مكسيموس المُعترف

لمناسبة إطلاق العمل في مركز القديس مكسيموس للتعليم المسيحي في مطرانية الروم الأرثوذكس زحلة عقد سيادة المتروبوليت أنطونيوس الصوري مؤتمرًا صحافيًا في صالة المطرانية مساء الأحد ٨ تشرين الأول ٢٠١٧ بحضور الأسقف المنتخب معاونًا بطريركيًا تيودور الغندور ولفيف من الكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات لا سيما الشماس سيرافيم مخول مدير المركز الذي قدم بعد الصلاة عرضًا حول المركز وأهدافه ومواده ونظامه قبل أن يتلو سيادة المتروبوليت الصوري كلمة شجع خلالها الجميع على الإنتساب إلى المركز والإستفادة من الفرصة المتاحة للتعلّم وزيادة المعرفة في الشؤون اللاهوتية والرعائية والعقائدية وغيرها.

ثم انتقل الجميع الى المركز حيث تلا سيادته الصلاة على المياه وكرّس المركز وقطع الجميع قالب حلوى إحتفاءً بالمناسبة.

انقر هنا لتحميل الملف