Menu Close
kanisati

نشرة كنيستي

نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.

الأحد ۲۲ تمّوز ۲٠١٨

العدد ۲٩

الأحد (8) بعد العنصرة

اللّحن ٧- الإيوثينا ٨

كلمة الرّاعي

المرض النّفسي وجذوره وعلاجه

يرفض النّاس القبول بالإعتراف أنّ عندهم أمراضًا نفسيّة لأنّ هذا مرتبط، في نظرهم، بالجنون. المريض النّفسيّ في النّظرة العالميّة المجتمعيّة هو مجنون.

الأمراض النّفسيّة أنواع لا تُعَدّ ولا تُحصى. تتأتّى بمعظمها من مشاكل تربويّة في البيت ومن الوراثة وهي كالأمراض الجسديّة لها علاجات مُتعدِّدة. لكنّ مرض النّفس مُرتبط بشكلٍ عضوي بالمرض الرّوحيّ الّذي هو الخطيئة.

*          *          *

خطيئة آدم، الإنسان الأوّل، وَلَّدَتْ تراكمَ خطايا للبشـريّة على مرّ الأزمنة. العَطَبُ الّذي أحدثه السّقوط في الطّبيعة الإنسانيّة، أي انغلاق الإنسان على نفسه ورغبته بأن يكون مصدر ومحور كلّ الوجود من دون الله، جعل المرض الرّوحيّ يَصير جزءًا لا يتجزّأ من طبيعتنا. من هنا، يولد الإنسان حاملًا عَطَبًا روحيًّا لأنّه يأتي ممَّن هم مرضى في الرّوح. هذه هي الوراثة التي فُرِضَت علينا لأنّها تنتقل بالطّبيعة، والطّبيعة البشريّة نفس وجسد. النّفس ميّالة إلى الشّر والجسد ميّال إلى ترابيّته، إلى الأرض الّتي منها أُخذ في البدء. لا يُولَد الإنسان خاطِئًا لأنّ الخطيئة مُرتبطة بالإرادة الحرّة، لكنّه يولد مستعدًّا للخطيئة أكثر من البِرّ لأنّ البشرية كلّها والطّبيعة صارتا تحت سلطان الموت والانقسام الكيانيّ والوجوديّ، إلّا إذا ولد الإنسان في بيئة مملوءة من حياة التّقوى والبرّ والسّلام والصّلاة والمحبّة اللّامتناهية والنّعمة الإلهيّة...

*          *          *

كلّ إنسان مريض في نفسه وعنده عُقَدٌ كثيرة ومتعدِّدة الأنواع. تصير حالة الإنسان مع ضعفاته ومَشاكله وأوجاعه مَرَضًا نفسيًّا لمّا تتخطَّى حدود سيطرته عليها، أي حين يُقاد الإنسان من أمرٍ ما مدمِّر له أو لغيره من دون أن يستطيع مقاومته أو ردعه. ولهذا سببان اثنان:

الأوّل: هو استلاب الإرادة من الإنفعال وعدم قدرة العقل على ضبط ما يصدر عن الإنسان، لأنَّ العقل الواعي يصبح مشلول القدرة على التَّحكم بالإنفعالات؛

والثاني: هو الخلل في وظائف الدِّماغ النّاتج عن أسباب عديدة منها اضطراب الهرمونات.

في كلّ الأحوال، مصدر هذا التَّصَدُّع في الشّخصيّة هو تراكمات خطايا وأمراض البشريّة، كبيئة ينمو فيها الإنسان، وخبرات الشّخص المؤلمة منذ وجوده في أحشاء أمّه. هذا كلّه مخزون في اللّاوعي الّذي يتحكّم بمعظم انفعالات الإنسان غير العارف لنفسه في الأعماق.

*          *          *

ماذا على الإنسان أن يفعل ليعود إلى اتّزانه الكيانيّ وليعيد للكون نظامه؟!

بداية، كلّ خلل نفسي في حياة الإنسان مردّه إلى عدم الحبّ أو إلى الحبّ المشوَّه، وبالتّالي العلاج والدّواء هو المحبّة النّقيّة.

لا وجود لمحبّة نقيّة خارجًا عن الله. الله وحده مصدر الحبّ النّقيّ في هذا العالم وفي الدّهر الآتي. طالما أنّ الإنسان يحيا خارج دائرة الله فهو سيبقى في الألم واليأس والاكتئاب والضّغط والحزن.         لا يوجد فرح حقيقيّ ولا سلام قلب ولا رجاء من دون وجود الله في حياة الإنسان وأمَّا ”الرَّبُّ فَهُوَ الرُّوحُ، وَحَيْثُ رُوحُ الرَّبِّ هُنَاكَ حُرِّيَّةٌ“ (2 كورنثوس 3: 17) وهناك انعتاق من كلّ قيد نفسيّ أو جسديّ يكبِّل حياة الإنسان ويدمّره. ما يسعى إليه البشر هو هذا: ”مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ ...“ (غلاطية 5: 22) وهذه هي ثمار الرّوح القدس. لا يستطيع الإنسان أن يستعيد توازنه الكيانيّ ويعيد في ذاته توازن الكون إلَّا متى رجع إلى الله من كلّ قوّته وذهنه وقلبه وفكره. فقط في المسيح نجد الحرّيّة والحبّ الإلهيّ والنّور والفرح الّذي لا ينتهي... وما عدا ذلك ”باطل الأباطيل“ (الجامعة 1: 2). لا شفاء حقيقيّ إلّا في المسيح، والمسيح يهبنا شفاءه في الكنيسة، في الأسرار، بنعمة الرّوح القدس. شفاؤنا موجود في داخلنا بالمسيح الّذي فينا ونحن فيه...

ومن له أذنان للسّمع فَلْيَسمع.

+ أنطونيوس

مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما

طروباريّة القيامة (باللّحن السّابع)

حطمتَ بصليبك الموتَ وفتحتَ للّصّ الفردوس، وحوَّلتَ نَوحَ حاملاتِ الطيب، وأمرتَ رسلكَ أن يكرزوا بأنّكَ قد قمتَ أيّها المسيح الإله مانحاً العالم الرحمةَ العظمى.

طروباريّة القدّيسة مريم المجدليّة (باللّحن الأوّل)

لقد تَبِعتِ المسيح الّذي وُلِدَ من البتول لأجلنا، أيّتها الشّـريفة مريَم المجدليّة وحفظتِ حقوقهُ ونَواميسهُ، فلذلك إذ نعيّد اليوم لتذكاركِ المُقَدَّس، ننالُ بِصلواتكِ غُفران الخطايا.

القنداق (باللّحن الثّاني)

يا شفيعَةَ المَسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالِق غيْرَ المرّدودةِ، لا تُعرضي عَنْ أصواتِ طلباتِنا نَحْنُ الخَطأة، بَلْ تدارَكينا بالمعونةِ بما أنَّكِ صالِحَة، نَحنُ الصارخينَ اليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعَةِ وأسَرعي في الطلْبَةِ، يا والدَة الإلهِ، المُتشَفِّعَةَ دائماً بمكرَّميك.

الرّسالة (1 كو 10: 10– 17)

الرّبُّ يُعطي قوَّةً لشعبِه

قدِّموا للرّبِّ يا أبناءَ اللّه

يا أخوةُ، أطلُبُ إليكم، باسم ربِّنا يسوعَ المسيحِ، أن تقولوا جميعُكم قولاً واحداً وأن لا يكونَ بينكم شِقاقاتٌ بل تكونوا مكتمِلين بفكرٍ واحدٍ ورأيٍ واحد. فقد أخبرني عنكم، يا إخوتي، أهلُ خُلُوي أنَّ بينَكم خصوماتٍ، أعني أنَّ كلَّ واحدٍ منكم يقول أنا لبولُسَ أو أنا لأبلُّوسَ أو أنا لصفا أو أنا للمسيح. ألعلَّ المسيحَ قد تجزَّأ؟ ألعلَّ بولسَ صُلبَ لأجلكم، أو باسم بولسَ اعتمدتم؟ أشكر الله أنّي لم أعمِّد منكُم أحداً سوى كرِسبُسَ وغايوسَ لئلّا يقولَ أحدٌ إنّي عمَّدتُ باسمي. وعمَّدتُ أيضاً أهلَ بيتِ استفاناس. وما عدا ذلك فلا أعلَمُ هل عمَّدتُ أحداً غيْرَهم. لأنَّ المسيحَ لم يُرسلْني لأُعمِّدَ بل لأبشِّرَ، لا بحكمةِ كلامٍ، لئلّا يُبطَلَ صليبُ المسيح.

الإنجيل (متّى 14: 14– 22)

في ذلك الزمان أبصـر يسوع جمعًا كثيراً فتحَّنن عليهم وأبرَأ مرضاهم. ولمَّا كان المساءُ دنا إليهِ تلاميذُهُ وقالوا إنَّ المكانَ قَفْرٌ والساعةَ قد فاتَت، فاصْرِفِ الجموعَ ليذهبوا إلى القرى ويبتاعوا لهم طعامًا. فقال لهم يسوع لا حاجةَ لهم إلى الذهاب، أَعْطُوهُم أنتم ليأكلوا. فقالوا لهُ ما عندنا ههنا إلاَّ خمسةُ أرغفةٍ وسمكتان. فقال لهم هلمَّ بها إليَّ إلى ههنا، وأمر بجلوسِ الجموع على العشب. ثمَّ أخذ الخمسَةَ الأرْغِفَةَ والسمكتَيْنِ ونظر إلى السماءِ وبارك وكسر وأعطى تلاميذه الأرغِفَةَ، والتلاميذُ أعطَوا الجموعَ، فأكلوا جميعُهم وشبعوا، ورفعوا ما فَضَلَ من الكِسَرِ اثنتي عَشْرَةَ قُفَّةً مملوءةً. وكان الآكِلونَ خمسَةَ آلافِ رجلٍ سوى النساءِ والصِّبيان. وللوقتِ اضْطَرَّ يسوعُ تلاميذَهُ أن يدخلوا السفينَةَ ويسبِقوهُ إلى العِبْرِ حتّى يصرِفَ الجموع.

بدايات الصّلاة تطال النّهايات الكونيّة!!.

   يا سيّد... لقد فَرِغَتْ خوابي الزّيت!

وفقراء المحلَّةِ لا تقع حبّات الزّيتون إلَّا مضـروبة بالحشرات في أَحضانهم...

   أُمدُدْ أَنتَ يَدَكَ يا ربُّ وأَطعمهم من زيت الخوابي الّتي فَرِغَتْ! لأَنّكَ يا سيّد متى وقع خيال يَدِكَ لتغرف آخر مِلْعَقةٍ من بقايا طحل الزّيت، تتغيّر وجوه الفقراء وتلتمع عيونهم، لأَنّهم يرون والرُّضَّعِ على أَيديهم شعاعًا يبرق إذ تبدأ دموع أُمّهاتهم تصرخ: يا يسوع هذه قيامتك في موتنا...

هذا زيت جديد! خضير!

   لا ينطق أَيّ مخلوق باسم الرّبّ إلّا إذا اختنقت الرّوح في حنجرته وكأنّه يصرخ صرخة ما قبل الموت!! موته الجسديّ أو الرّوحيّ...

ما يمرُّ ما بين الحياة والموت لا يكون قطعًا من روح الإله!

   الإنسان خلقه رَبُّهُ ليصيِّرَ مسيرته بإسم خالقه!!. وإذ يحيا كما يرتضي هو لنفسه... ويقرّب موت حواسه، يصرخ: ربّي إرحمني أَنا الخاطئ! ثمّ وإذ تتسارع دقّاتُ روحه، قلبه والكيان "يعوي" كحيوانات البرّيّة والنّسَّاك سكّان البراري... "سامحني يا سيّدي وإرحمني أَنا إبنك الخاطئ"...

   تمتمات استدعاء، بل النّداء للخالق، لا يتفجّر إلّا من قلبٍ يُشوى على نار الحُرْقَةِ من الفقر أَو العذاب أَو القهر أَو الخيانة أَو عدم المحبّة أَو الكذب والكلمة الملتوية... أَو الغنى والسّلطة...

   في صرخة الجَسَدِ المشلوحِ على قوارع طريق الحياة، إنْ للفقراء أَو للأغنياء، يصير الإنسان كيانيًّا عديلًا للحبّ الإلهيّ... وفي تلك الحرقة الكيانيّة المفتتة للوعي... يصرخ: "ربّي إرحمني أَنا عبدك الخاطئ"! "أَنا أَمتك الخاطئة"!

   يا سيّد... في الآلام تحلو النّجاوى مع يسوع المسيح ومع أَحبّائه! وحده يسمع صوت الرّوح... وحده يناجي أَولاده... وحده يُصْلَبْ للخلاص... وحده نترجّاه، وهو وحده يترجّى الآب لا لأَجل  نفسه... بل لأَجلنا نحنُ!!.

نحن يا سيّد قد أَبعدنا روحك عنّا لنلقى مواتيّتنا تحكمُنا بل هي متحكّمة بنا...

 ونحن كلّنا نصرخُ الآن لَكَ...

   يا يسوع سامحنا... يا يسوع إرحمنا... يا يسوع علِّمنا أَنْ نعمل رضاك... يا يسوع علِّمنا كيف نسجد لكَ، ولكلّ فقراء ومعوزي ومقهوري الأَرض... يا يسوع لا تقنط من جفاف أَرواحِنا... لا تعاملنا بما نحن خَرَّبناه... بيتك... كيانكَ في أَوصالنا... في قلبنا... إذ قد خطئنا إليكَ في جسدكَ، الّذي نحمله وكأنّه منّا نحن إليكَ... لا كيانك المرفوع على خشبة الهزءِ لنُخَلَّصَ بكَ، أَنتَ بنا!

لا يعرف الإنسان الصّلاة إلّا من كلّيّة آلامه تحت ختم وإسم صلاة يسوع: أمَّا الأَب صفروني (سخاروف) الّذي مرض من طحلبيّة أَرض قلّايته، قال: "إنّ اقتناء صلاة يسوع يعني إقتناء الأَبديّة...".

   في الأَوقات المهيبة العصية، خاصّة عندما يبدأ جسدنا بالانحلال تدريجيًّا، تصبح "صلاة يسوع" وشاحَ الرّوحِ فينا ولنا...

   وعندما يبدأ عمل الدّماغ بالتّقطّع، ويصبح من الصّعب تذكّر أَيّة صلاة أخرى أَو رفع صلاة يسوع فقط إلى ربّنا، يغمر كياننا نور معرفة الله المتدفّق من الإسم القدّوس، الّذي يكون بالممارسة قد انغرس عميقًا فينا، فلا يعود ممكنًا محوه من نفوسنا أبدًا.

   إذا ما شاهدنا نهاية آبائنا، الّذين انتقلوا وهم في حالة صلاة، نتشدّد نحن برجاء السّلام الأَبديّ الفائق كلّ عقل الّذي سوف يغلّفنا نحن أَيضًا إلى الأَبد"...

ونقول مرَّة تلو المرّة: يا ربّي يسوع المسيح، يا إبن الله الحيّ... إرحمني أَنا الخاطئ... يا يسوع إرحمني... يا يسوع إرحمنا وارحم عالمك... آمين... إرحمنا...

القدّيسة الحاملة الطيب والمعادلة الرسل مريم المجدلية

     قيل إنّها وُلدت في مجدلا (القرن 1)، وهي قرية صغيرة لصيّادي السّمك، على الضفّة الغربيّة من بحيرة ”جنّيسارت“، على بعد خمسة كيلومترات من مدينة ”طبريّة“. عذّبتها سبعة شياطين حرّرها منها وشفاها الربّ يسوع المسيح. كانت من أتباعه وخدمته في مسيره وبشارته. بعد موت الربّ يسوع زارت قبره ثلاثاً. ثمّ عندما قام من بين الأموات عاينته مرّتَين، مرّة لوحدها وأخرى مع بقية حاملات الطيب. قيل في التراث إنّها سافرت إلى ”رومية“ وعرضت شكواها على ”الأمبراطور طيباريوس قيصر“ في شأن الظلم الذي ألحقه بيلاطس البنطي بيسوع. وقد ورد أنّ طيباريوس عزل بيلاطس، الذي ربّما قضى قتلاً. كذلك ورد أنّ مريم المجدليّة بشّرت بالكلمة في ”بلاد الغال“ (فرنسا) ثمّ انتقلت إلى مصر وفينيقيا وسوريا وبمفيليا وأماكن أخرى. وبعدما أمضت بعض الوقت في أورشليم ٱنتقلت إلى ”أفسس“ حيث أنهت سعيها بنعمة الله. قيل أنّها وُرِيَت الثرى عند مدخل المغارة التي قضى فيها فتية أفسس السبعة المعيَّد لهم في 4 آب. هناك جرت عجائب جمّة إلى أن نقلت رفاتها إلى القسطنطينية بهمّة الأمبراطور لاون السادس الحكيم عام 899 م. وُضعت في كنيسة القدّيس ألعازر، ومن ثم ٱنتقلت الرّفات إلى أوروبا (فرنسا وإيطاليا) وذلك إمّا عندما سبى الصّليبيّون المدينة العام 1204 وإمّا بعدما دخلها العثمانيّون العام 1453. فقط اليد اليسرى الّتي لامست بها السّيّد المسيح بقيت من دون انحلال، محافِظة على حرارتها الطبيعيّة. وهي اليوم في دير سيمونو بتراس في جبل آثوس وتخرج منها رائحة عطرة. ولكن كيف وصلت إلى الجبل المقدس آثوس، وكيف صارت كنزًا لدير سيمونو بتراس؟ المعلومات مفقودة بسبب فقدان مكتبة الدّير ومخطوطاته التاريخيّة إثر الدمار والتخريب الّذي لحق به على يد القراصنة والحرائق المتعددة الّتي أتلفت الكثير من محتوياته. لكنّ النّقش الموجود على العلبة الحالية الحافظة ليدها اليسرى يفيد أنّها مصنوعة عام 1644 وبأنّ هذه هي ذخيرة القدّيسة حاملة الطيب والمعادلة الرّسل مريم المجدلية. يَعتبر الرّهبان في الدير أنّ القدّيسة مريم المجدلية عضوٌ مؤسّسٌ للدّير إلى جانب القدّيس سمعان المفيض الطيب، ويجلّونها كثيرًا. نورد في ما يلي بعض العجائب الّتي جرّت بواسطة يدها اليُسرى: كان رئيس دير سيمونو بتراس المغبوط الأب إيرونيموس (رقد بالرّب العام 1957) يقول عن الذخيرة المقدسة للقدّيسة مريم المجدلية :”إنّ الكنز الأعظم هو اليد اليسرى لحاملة الطيب، العذراء، المعادلة الرّسل وتلميذة الرّب، مريم المجدلية. فهي تفوح طيبًا ولها حرارة الإنسان الحيّ، وتصنع العجائب على هؤلاء الّذين يقبّلونها على هذا الإيمان“. يُروى عن الشيخ إيرونيموس أنّه خلال زيارة له مع شيخه الرّوحيّ إلى قريتهما فريولا في آسيا الصّغرى، كانت معهما ذخيرة يد القدّيسة مريم المجدلية، في ذلك الوقت كانت المنطقة تعاني الجراد. وبالفعل، بعد الزّياح الّذي قاما به مع ذخيرة القدّيسة في القرية سقط كلّ الجراد في البحر. عام 1911، في ناحية غالاتيستا في تيسالونيكي ظهرت ديدان تقضي على المزروعات. طلب سكّان النّاحية إحضار رفات القدّيسة مريم المجدلية وإقامة خدمة لتقديس المياه. بعدها أخذت الديدان بالزوال. عام 1912، في ناحية إيبانوميس في تيسالونيكي أتى جراد. فطلب السّكان من دير سيمونوبترا إحضار رفات القدّيسة مريم المجدلية. أُحضرت الرفات وأقيمت خدمة تقديس المياه. وما إن ٱنتهت الخدمة وصلاة الإستشفاع للقدّيسة حتّى غادر الجراد المنطقة. يجلّ سكان هذه المنطقة القدّيسة مريم المجدلية وإلى يومنا هذا يذكرون هذه الحادثة. بالإضافة لكلّ هذا، للقدّيسة مريم المجدلية موهبة شفاء النّاس الّذين يعانون من أرواح شيطانية، لأنّ السّيّد المسيح قد منحها نعمة وقوة على إبليس لمّا أخرج منها سبعة شياطين. أما السّبعة الشياطين فهي الرذائل السّبع (النجاسة والزنى والبخل والحسد والغضب والكسل والكذب وعدم الإيمان). فهي كسائر النّاس المقيّدين بالأهواء الّتي وحده الرّب يسوع المسيح يستطيع تحريرنا منها.

انقر هنا لتحميل الملف