نشرة كنيستي
نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.
الأحد 21 آب 2022
العدد 34
الأحد (10) بعد العنصرة
اللّحن 1- الإيوثينا 10
أعياد الأسبوع: *21: الرَّسول تدَّاوُس، الشُّهَداء باسي وأولادها *22: الشَّهيد أغاثونيكس ورفقته *23: وداع عيد الرُّقاد، الشَّهيد لويس *24: الشَّهيد في الكهنة أفتيشيس، القدّيس قزما الإيتولي *25: تذكار عودة جسد برثلماوس الرَّسول، الرَّسول تيطس *26: الشَّهيدين أدريانوس ونتاليا ورفقتهما *27: البارّ بيمين، الشَّهيد فانوريوس.
كلمة الرّاعي
المرض النّفسي وجذوره وعلاجه
يرفض النّاس القبول بالاعتراف أنّ عندهم أمراضًا نفسيّة لأنّ هذا مرتبط، في نظرهم، بالجنون. المريض النّفسيّ في النّظرة العالميّة المجتمعيّة هو مجنون.
الأمراض النّفسيّة أنواع لا تُعَدّ ولا تُحصى. تتأتّى بمعظمها من مشاكل تربويّة في البيت ومن الوراثة وهي كالأمراض الجسديّة لها علاجات مُتعدِّدة. لكنّ مرض النّفس مُرتبط بشكلٍ عضويّ بالمرض الرّوحيّ الّذي هو الخطيئة.
* * *
خطيئة آدم، الإنسان الأوّل، وَلَّدَتْ تراكمَ خطايا للبشـريّة على مرّ الأزمنة. العَطَبُ الّذي أحدثه السّقوط في الطّبيعة الإنسانيّة، أي انغلاق الإنسان على نفسه ورغبته بأن يكون مصدر ومحور كلّ الوجود من دون الله، جعل المرض الرّوحيّ يَصير جزءًا لا يتجزّأ من طبيعتنا. من هنا، يولد الإنسان حاملًا عَطَبًا روحيًّا لأنّه يأتي ممَّن هم مرضى في الرّوح. هذه هي الوراثة الَّتي فُرِضَت علينا لأنّها تنتقل بالطّبيعة، والطّبيعة البشريّة نفس وجسد. النّفس ميّالة إلى الشّر والجسد ميّال إلى ترابيّته، إلى الأرض الَّتي منها أُخذ في البدء. لا يُولَد الإنسان خاطِئًا لأنّ الخطيئة مُرتبطة بالإرادة الحرّة، لكنّه يولد مستعدًّا للخطيئة أكثر من البِرّ لأنّ البشرية كلّها والطّبيعة صارتا تحت سلطان الموت والانقسام الكيانيّ والوجوديّ، إلّا إذا وُلِد الإنسان في بيئة مملوءة من حياة التّقوى والبِرّ والسَّلام والصَّلاة والمحبّة اللّامتناهية والنّعمة الإلهيّة...
* * *
كلّ إنسان مريض في نفسه وعنده عُقَدٌ كثيرة ومتعدِّدة الأنواع. تصير حالة الإنسان مع ضعفاته ومَشاكله وأوجاعه مَرَضًا نفسيًّا لمّا تتخطَّى حدود سيطرته عليها، أي حين يُقاد الإنسان من أمرٍ ما مدمِّر له أو لغيره من دون أن يستطيع مقاومته أو ردعه. ولهذا سببان اثنان:
الأوّل: هو استلاب الإرادة من الإنفعال وعدم قدرة العقل على ضبط ما يصدر عن الإنسان، لأنَّ العقل الواعي يصبح مشلول القدرة على التَّحكم بالإنفعالات؛
والثّاني: هو الخَلَل في وظائف الدِّماغ النّاتج عن أسباب عديدة منها اضطراب الهرمونات.
في كلّ الأحوال، مصدر هذا التَّصَدُّع في الشّخصيّة هو تراكمات خطايا وأمراض البشريّة، كبيئةٍ ينمو فيها الإنسان، وخبرات الشّخص المؤلمة منذ وجوده في أحشاء أمّه. هذا كلّه مخزون في اللّاوعي الّذي يتحكّم بمعظم انفعالات الإنسان غير العارف لنفسه في الأعماق.
* * *
ماذا على الإنسان أن يفعل ليعود إلى اتّزانه الكيانيّ وليعيد للكون نظامه؟!
بداية، كلّ خلَلٍ نفسيّ في حياة الإنسان مَرَدَّهُ إلى عدم الحبّ أو إلى الحبّ المُشَوَّه، وبالتّالي العلاج والدّواء هو المحبّة النّقيّة.
لا وجود لمحبّة نقيّة خارجًا عن الله. الله وحده مصدر الحبّ النّقيّ في هذا العالم وفي الدّهر الآتي. طالما أنّ الإنسان يحيا خارج دائرة الله فهو سيبقى في الألم واليأس والاكتئاب والضّغط والحزن. لا يوجد فرح حقيقيّ ولا سلام قلب ولا رجاء من دون وجود الله في حياة الإنسان وأمَّا ”الرَّبُّ فَهُوَ الرُّوحُ، وَحَيْثُ رُوحُ الرَّبِّ هُنَاكَ حُرِّيَّةٌ“ (2 كورنثوس 3: 17) وهناك انعتاق من كلّ قيد نفسيّ أو جسديّ يكبِّل حياة الإنسان ويدمّره. ما يسعى إليه البشر هو هذا: ”مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ ...“ (غلاطية 5: 22) وهذه هي ثمار الرّوح القدس. لا يستطيع الإنسان أن يستعيد توازنه الكيانيّ ويعيد في ذاته توازن الكون إلَّا متى رجع إلى الله من كلّ قوّته وذهنه وقلبه وفكره. فقط في المسيح نجد الحرّيّة والحبّ الإلهيّ والنّور والفرح الّذي لا ينتهي... وما عدا ذلك ”باطل الأباطيل“ (الجامعة 1: 2). لا شفاء حقيقيّ إلّا في المسيح، والمسيح يهبنا شفاءه في الكنيسة، في الأسرار، بنعمة الرّوح القدس. شفاؤنا موجود في داخلنا بالمسيح الّذي فينا ونحن فيه...
ومن له أذنان للسّمع فَلْيَسمع
+ أنطونيوس
مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما
طروباريّة القيامة (باللَّحن الأوَّل)
إنَّ الحجرَ لما خُتِمَ مِنَ اليَهود. وجَسَدَكَ الطّاهِرَ حُفِظَ مِنَ الجُند. قُمتَ في اليومِ الثّالثِ أَيُّها المُخلِّص. مانِحًا العالمَ الحياة. لذلكَ قوّاتُ السّماوات. هتفوا إليكَ يا واهبَ الحياة. المجدُ لقيامتِكَ أَيُّها المسيح. المجدُ لِمُلكِكَ. المجدُ لتدبيرِكَ يا مُحبَّ البشرِ وحدك.
طروباريّة عيد رقاد السّيّدة (باللَّحن الأوَّل)
في ميلادِكِ حَفِظْتِ البتوليَّةَ وصُنتِها، وفي رُقادِكِ ما أهْمَلْتِ العالم وتركتِهِ يا والدةَ الإلَه، لأنّك انتقلْتِ إلى الحياة، بما أنَّكِ أمُّ الحياة، فبِشفاعاتِكِ أنقذي من الموت نفوسَنا.
قنداق عيد رقاد السّيّدة (باللّحن الثّاني)
إنّ والدة الإله الّتي لا تغفل في الشَّفاعات، والرَّجاء غير المَردُود في النَّجدات، لم يَضبطْها قبرٌ ولا مَوْت. ولكن بما أنّها أمّ الحياة نقلها إلى الحياة الّذي حَلَّ في مُستودَعِها الدّائم البتوليّة.
الرّسالة (1 كو 4: 9-16)
لتكُنْ يا ربُّ رَحْمَتُكَ علينا
ابتهِجوا أيُّها الصِّدِّيقون بالرَّبِّ
يا إخْوَةُ، إنَّ الله قد أبرزَنا نحنُ الرُّسُلَ آخِرِي النَّاسِ كأنَّنا مَجعولونَ للمَوْت. لأنَّا قد صِرنا مَشْهَدًا للعالم والمَلائكةِ والبشر. نحنُ جهَّالٌ من أجلِ المسيحِ، أمَّا أنتمُ فحُكَماءُ في المسيح. نحنُ ضُعَفاء، وأنتم أقوياءُ. أنتم مُكرَّمون، ونحن مُهانُون. وإلى هذه السَّاعةِ نحنُ نجوعُ ونَعطَشُ ونَعْرَى ونُلطَمُ، ولا قرارَ لنا، ونَتعَبُ عامِلين. نُشْتَمُ فَنُبارِك. نُضطَهدُ فنحتمل. يُشنَّعُ علينا فَنَتضَرَّع. قد صِرنا كأقذارِ العالم وكأوساخٍ يستخبِثُها الجميعُ إلى الآن. ولستُ لأخجِلَكُم أكتبُ هذا، وإنَّما أَعِظُكُم كأولادي الأحبَّاءِ. لأنَّه ولو كانَ لكم ربوةٌ منَ المُرشدينَ في المسيح فليسَ لكم آباءٌ كثيرون. لأنّي أنا وَلَدْتُكم في المسيحِ يسوعَ بالإنجيل. فأطلبُ إليكم أن تكونوا مُقتَدِينَ بي.
الإنجيل (متّى 17: 14-23)(متّى 10)
في ذلك الزَّمان دَنا إلى يسوعَ إنسانٌ، فجثا لهُ وقال: "يا ربُّ ارحمِ ابني فإنَّهُ يُعذَّبُ في رؤوسِ الأهِلَّةِ، ويتألَّم شديدًا لأنَّهُ يقعُ كثيرًا في النّار وكثيرًا في الماءِ، وقد قدَّمْتُهُ لتلاميذِك فلم يستطيعوا أنْ يَشْفوهُ". فأجاب يسوع وقال: "أيُّها الجيلُ غيرُ المؤمنَ، الأعوجُ، إلى متى احتملكم. هلَّم بهِ إلَيَّ إلى ههنا". وانتهرهُ يسوعُ، فخرجَ منهُ الشَّيطانُ وشُفِيَ الغُلامُ مِنْ تلكَ السَّاعة. حينئذٍ دَنَا التَّلاميذُ إلى يسوعَ على انفرادٍ وقالوا: "لماذا لم نستطِعْ نحن أنْ نُخْرِجَهُ؟"، فقال لهم يسوع: "لِعَدمِ إيمانِكم. فإنّي الحقَّ أقولُ لكم: لو كانَ لكم إيمانٌ مثلُ حبَّةِ الخردلِ لكنتمُ تقولون لهذا الجبلِ انتقِلْ من ههنا إلى هناك فينتقِلُ ولا يتعذَّرُ عليكم شيءٌ، وهذا الجِنس لا يخرجُ إلَّا بالصَّلاة والصَّوْم". وإذ كانوا يتردَّدون في الجليل قال لهم يسوع: "إنَّ ابنَ البشر مزمعٌ أن يُسلَّمَ إلى أيدي النّاس، فيقتلونهُ وفي اليوم الثّالث يقوم".
حول الإنجيل
تأتي معجزة شفاء الابن المُصاب بالصَّرَع يعذّبه الشّيطان ويتألّم مباشرةً بعد حادثة تَجَلِّي الرَّبّ على جبل ثابور. يُعبّر الرَّبُّ يسوع في الإنجيل عن عدم رضاه، ويُعيد عدم قدرة التَّلاميذ الَّذين "وهَبوا كلَّ شيء" على طرد الشَّياطين، إلى الأسباب التَّالية: "عدم إيمان التَّلاميذ": يسمِّيهم الرَّبُّ بـ"الجيل غير المؤمن الأعْوَج". "إيمانٌ كهذا" الَّذي وَبَّخَهُ يسوع لا يُلَبّي حاجات الإنسان ولا يُجيب على تساؤلاته ويعجز عن مُساعدته. لكن ما هو الإيمان الحقيقيّ؟ يُجيب الرَّبّ لو كان لنا إيمانٌ به بمقدار حبّة الخردل نستطيع أن نتمِّم أعمالًا بحجم الجبال. يعني رغم ضعفاتنا وخطايانا نستطيع أن نسمح للنِّعمة الإلهيّة أن تفعل فينا. الرَّسول بولس طلب من الرَّبِّ أن يرفع عنه الشَّوْكة الَّتي في الجسد، فقال له: "تكفيك نعمتي، لأنَّ قُوَّتي في الضُّعف تُكمَلُ" (2 كو 9:12). إذًا الإيمان باختصار هو الالتصاق والاتّحاد بالرَّبِّ والاتّكال عليه في إتمام كلّ شيء. نحن نعلم أنَّ الله قد خَصَّنا وَحْدَنا عن سائر الكائنات بِتَلَقّي أمواج النِّعمة الإلهيّة عن طريق الإيمان ومخاطبة الأزليّ الصَّالح. إذًا الإنسان الحَقّ الكامل لا ينقل الجبال إلَّا إذا كان رسولٌ حامِلٌ وناقِلٌ نورَ المسيح. فيُصبح هو يَدُ فاعلة الله المُحِبّ المُحتاج "حبّة خردل" تستقطب قوّة النِّعمة الإلهيّة إلى عالمنا العطشان والضَّائع. لذلك أكدّ لنا الرَّسول بولس: "لأنّ الله لم يُعْطِنا روحَ الفشل بل روحَ القُوَّةِ والمَحبَّةِ والنُّصح" (2 تيمو 7:1). "نقْصُ الصَّلاة والصَّوْم في الإيمان": لماذا يُشَدِّدُ الرَّبُّ يسوع في الإنجيل على أهميّة الصَّلاة والصَّوْم في حياتنا الإيمانيّة؟ لأنَّ الصَّلاة هي صلة مع الله القدُّوس وصراخ نحوه باستمرار، ولجعل روحه فاعلًا فينا. والصَّوْم هو الزُّهد بمَلَذّات وشهوات ورغبات وأمجاد هذا العالم الفاسد الزَّائل. هذه هي فَرادةُ الإنسان المَسيحيّ، أنَّه كائنٌ مُصَلٍّ وصَوَّام. لذلك يؤكِّد الرَّبُّ يسوع أنّ الصَّلاة والصَّوْم سِلاحَيْن ضرورِيَّيْن لغلبة الشِّرّير، وأيضًا أنّ الإيمان دون صلاة وصَوْم هو إيمان وثنيّ لا وجود لله فيه. وكما قال لجيله: "هذه كُلِّها تعملها الأمم، فإنْ أحبَبتُم الَّذين يحبّونكم فأيّ أجرٍ لكم؟" (لو 32:6). من خلال الإنجيل، يُوَجِّه الرَّبُّ يسوع رسالةً لنا جميعًا: "دون الصَّلاة والصَّوْم لا تقدرون على مساعدة البشر لا في حاجاتهم ومتطلِّباتهم الرُّوحيَّة والجسديَّة ولا على شفائهم من أهوائهم وضعفاتهم".
احتضان الشّيوخ
الرِّعاية في الكنيسة تتوجَّه إلى كلِّ الأعمار دون استثناء، فتهتمَّ الكنيسة بكلِّ أبنائها وترافقهم من قبلِ ولادتهم إلى ما بعد وفاتهم. ويتميّز أباء الكنيسة بطلبهم لِنِعْمَةِ الله وحضوره في كلِّ ما عملوا وعلَّموا، فهم لا يغادرون منازلهم إلَّا بإشارة الصَّليب، ولا يمتلكون شيئًا إلّا ويطلبون بركة الرَّبّ وحمايته بنضح الماء المُقَدَّس وصلوات الآباء القدِّيسين.
الجمعيّات الشَّبابيّة تهتمّ بالشّبيبة وبمِن ينتسب إليها، والمؤسّسات التّربويّة تسعى قدر الإمكان لمتابعة أحوال المُتلقّفين العلم في صروحها، وبيوت العجزة تهتمّ وتعتني بأهل البيت الوافِدين وترجو الاعتناء بالعدد الأكبر، الكنيسة تهتمّ وترعى وتسهر على كلّ عضوٍ من أعضاء جسد المسيح، له المجد.
المتابعة للمُسنّين، القابِعين في بيوتٍ أُنشئت لتحتضن مَن لم يسمح الوقت لأبناءٍ يحتضنون ذويهم، أو للمسنّين الَّذين وَجَدوا مَن يهتم بهم في أواخر حياتهم، ضرورة أساسيّة لكي تتحقَّق رغبة المسيحيّ "أن تكون أواخر حياته مسيحيّة، سلاميّة، بلا ضرر ولا خزي، وأن يقدّم جوابًا حسنًا أمام منبر المسيح الرَّهيب".
الأسئلة الَّتي تُطرَح على ضمائرنا هي: هلّ انتهى دور المُسنِّين في كنيستهم أو في المجتمع؟ حتّى لو باتوا شكليًّا أو فعليًّا عاجزين؟ هل تكتفي الكنيسة بمرافقة المُسنِّين من خلال مناولتهم الزَّاد الإلهيّ وسماع الاعتراف من وقت لآخر؟ أمْ أنَّ هنالك حاجة إلى برامج تدرِّس كيفيّة عيش هذه الفترة الأخيرة بجوٍّ من الانتعاش تبقى فيه الرُّوح ملتهبةً بمناجاة السَّيِّد؟ فما هي الآليّة الَّتي يجب اتّباعها لِيَبْقَ المُسِنُّ خارج أسوار الدُّنيويّات وعلب التِّلفاز، أو في وحدةٍ قاتلةٍ داخل نفسه وإلى أواخر حياته؟
المُسِنُّ صاحبُ جسدٍ يتقدّم في التَّرهُّل أمّا القلب والذِّهن فيبقى يافعًا وشفّافًا للرُّوحيّات، وهم أكثر قدرةً على الصَّلاة والمناجاة والدُّعاء، وبالتَّالي على الخدمة الفعليّة الَّتي يحتاجها أطفال وشباب اليوم، الَّذين لا تسمح اهتماماتهم باقتناء نعمة الصَّلاة وسرّ عطيّة الدُّموع الَّتي تذرف من أجل محتاجيها.
لنلتفت إلى من بذلوا حياتهم من أجل وصولنا إلى ما نحن عليه اليوم، ونسعى أنْ نؤمِّن لهم أجواءًا مِلْؤها الحبّ والفرح تساعدهم على التَّحسُّس بإنسانيَّتِهِم كالأنشطة الفَنِّيَّة والعقليّة أو إشراكهم في الخدمات الاجتماعيّة على قدر طاقة كلٍّ منهم وفي جوٍّ يعبق بالصَّلوات والبَّخور ليتذوَّقوا حلاوة الملكوت العَتيد أن يعيشوه.
أقوال للقدّيس نكتاريوس أسقف المُدُن الخمس
معرفة الذَّات
+ مَن لا يعرف ذاته لا يعرف الله أيضًا. ومَن لا يعرف الله لا يعرف حقيقة الأشياء وطبيعتها إجمالًا. مَن لا يعرف نفسه يخطأ دائمًا ويبتعد بشكلٍ مُستمِرّ عن الله.
+ يشغل الإنسان نفسه في ملاحقة الأشياء التّافهة والبَديهيّة، غافلًا كُلِّيًا عن الأمور الأبديّة والأكثر قيمة وغير مهتمّ بها.
التَّوبة
+ إنَّ التّوبة تعني النَّدامة وتغيير الفكر. إنّ السِّمات المميِّزة للتّوبة هي: النَّدَم، الدُّموع، مَقْت الخطيئة ومحبَّة البِر.
الفضيلة
+ علينا أنْ نَقوم بكُلِّ ما في وِسْعِنا لاكتساب الفَضيلة والحكمة الأخلاقيّة، لأنّ الجائزة جميلة والرَّجاء عظيم. إنَّ درب الفضيلة هي الجهد والكَدْح، فالباب المُؤَدِّي إلى الحياة حَرِجٌ والطَّريق ضَيِّق وقليلون سوف يجدونه. بينما باب الرَّذيلة واسعٌ والطَّريق رَحْبٌ، لكنَّه يؤدِّي إلى الهلاك.
الصَّلاة
+ الصَّلاة الحقيقيَّة لا تتحوَّل، دائمة وبقلبٍ مُنسَحِق وفكرٍ يَقِظ. إنّ مركبة الصَّلاة هي في كلّ حين الاتِّضاع، والصَّلاة هي إظهار للاتِّضاع. لأنّنا حين نَعي ضعفنا نستدعي قوة الله. الصَّلاة توحّد مع الله كونها تخاطب إلهيّ وشركة روحيّة مع الكائن الأعلى والأكثر جمالًا.
+ إنَّ الصَّلاة هي بالحقيقة درع سماويّ، ووَحْدَها القادرة على أن تحفظ بأمان الَّذين قدَّموا أنفسهم لله. الصَّلاة هي الدَّواء العام لتنقية نفوسنا من الأهواء، لِمَنْع الخطيئة وعلاج أخطائنا. الصَّلاة هي كنزٌ لا يفنى، ميناءٌ لا يتكدَّر، أساس السُّكون وجذر وفرةٍ من البركات وأمِّها.