نشرة كنيستي
نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.
الأحد ١٦ نيسان ۲٠١٧
العدد ١
أحد الفصح
اللّحن ١- الإيوثينا ١
كلمة الرّاعي
أنشأ صاحبُ السيادة المتروبوليت اسبيريدون (خوري) الجزيل الاحترام، راعي هذه الأبرشية السابق (أطال الله بعمره)نشرة كنيستي، لأجل نقل تعليم الكنيسة الأرثوذكسيّة وآبائها، ومَدِّ المؤمنين بمادَّة روحيّة تُغذِّي حياتهم، وتشدِّدهم في التزامهم، وتشجّعهم على السّلوك في درب الرّبّ، و"تُفسِّر لهم الكتب"، وتجيب عن أسئلتهم الإيمانيّة والحياتيّة بلغة العصر وتنقل لهم الأخبار الكنسيّة. وقد توقّفت هذه النشرة عن الصّدور، وها هي الآن تعود لتُكمِل المسيرة الّتي أُنشأت من أجلها. اخترنا أن يبدأ إصدار هذه النشرة الكنسيّة في أحد الفصح المبارَك لعام ٢٠١٧، لأنّ الفصح هو محور إيماننا المسيحيّ ومحور السّنة اللّيتورجيّة، ومحور الوجود وغايته. بشارتُنا المسيحيّة أساسها القيامة، قيامة الرّبّ يسوع المسيح من بين الأموات، وقيامتنا العامّة بالأجساد في اليوم الأخير: "فإن لم تكن قيامة أموات فلا يكون المسيح قد قام. وإن لم يكن المسيح قد قام، فباطلة كرازتنا وباطل أيضا إيمانكم" (١كو ١٥: ١٤،١٣). هذا ما نقوله في دستور الإيمان: "وأترجّى قيامة الموتى والحياة في الدّهر الآتي". القيامة الأخيرة الّتي نتحدّث عنها هي تجديد الخليقة نهائيًّا في المسيح، أي الدّخول في سرّ الحياة الأبديّة والغلبة للأبد، على الموت والمرض والحزن والألم والضيقات والحاجات والشيخوخة... نَلِجُ إلى حياة لا نهاية لها في دائرة الحبّ الإلهيّ الّتي للثالوث القدّوس، نصير في نموّ لا ينتهي في معرفة الله لأنّ الله لا يُحَدّ، ولأنّ معرفة الله هي الدّخول في الوَحدة مع الله الآب في المسيح بنعمة الروح القدس. إنّه أمرٌ لا يوصف ولا يمكن التعبير عنه: "أعرف إنساناً في المسيح قبل أربعَ عشرةَ سنةً. أفي الجسد؟ لست أعلم، أم خارج الجسد؟ لست أعلم. الله يعلم. اختُطِفَ هذا إلى السماء الثالثة وأعرف هذا الإنسان: أفي الجسد أم خارج الجسد؟ لست أعلم. الله يعلم أنه اختُطِفَ إلى الفردوس، وسمع كلماتٍ لا ينطق بها، ولا يسوغ لإنسان أن يتكلم بها"(٢كو١٢: ٢-٤).هذه خبرة الكنيسة وحقيقة القيامة. فلنفرح ولننطلق في الحياة الجديدة التي بالمسيح بنعمة الروح القدس ومشيئة الله الآب.
+ أنطونيوس
مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما
طروباريّة القيامة (اللّحن الأوّل)
المسيح قام من بين الأموات ووطئ الموت بالموت ووهب الحياة للذين في القبور
قنداق القيامة (اللّحن الثّامن)
ولئن كنت نزلت إلى قبرٍ يا من لا يموت، إلّا أنّك درست قوّة الجحيم، وقمت غالباً أيّها المسيح الإله. وللّنسوة الحاملات الطّيب قلت افرحن، ووهبت رسلك السّلام، يا مانح الواقعين القيام.
الرّسالة (أعمال الرّسل 1:1-8)
اَلْكَلاَمُ الأَوَّلُ أَنْشَأْتُهُ يَا ثَاوُفِيلُسُ، عَنْ جَمِيعِ مَا ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَفْعَلُهُ وَيُعَلِّمُ بِهِ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي ارْتَفَعَ فِيهِ، بَعْدَ مَا أَوْصَى بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الرُّسُلَ الَّذِينَ اخْتَارَهُمْ. اَلَّذِينَ أَرَاهُمْ أَيْضًا نَفْسَهُ حَيًّا بِبَرَاهِينَ كَثِيرَةٍ، بَعْدَ مَا تَأَلَّمَ، وَهُوَ يَظْهَرُ لَهُمْ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَيَتَكَلَّمُ عَنِ الأُمُورِ الْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ اللهِ. وَفِيمَا هُوَ مُجْتَمِعٌ مَعَهُمْ أَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يَبْرَحُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ، بَلْ يَنْتَظِرُوا مَوْعِدَ الآبِ الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ مِنِّي، لأَنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِالْمَاءِ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَسَتَتَعَمَّدُونَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ، لَيْسَ بَعْدَ هذِهِ الأَيَّامِ بِكَثِيرٍ. أَمَّا هُمُ الْمُجْتَمِعُونَ فَسَأَلُوهُ قَائِلِينَ:يَارَبُّ، هَلْ فِي هذَا الْوَقْتِ تَرُدُّ الْمُلْكَ إِلَى إِسْرَائِيلَ؟ فَقَالَ لَهُمْ:لَيْسَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا الأَزْمِنَةَ وَالأَوْقَاتَ الَّتِي جَعَلَهَا الآبُ فِي سُلْطَانِهِ، لكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ.
الإنجيل (يوحنّا 1:1 –17)
فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ.هَذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللَّهِ. كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ.فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ، وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ. كَانَ إِنْسَانٌ مُرْسَلٌ مِنَ اللَّهِ اسْمُهُ يُوحَنَّا. هَذَا جَاءَ لِلشَّهَادَةِ لِيَشْهَدَ لِلنُّورِ، لِكَيْ يُؤْمِنَ الْكُلُّ بِوَاسِطَتِهِ. لَمْ يَكُنْ هُوَ النُّورَ، بَلْ لِيَشْهَدَ لِلنُّورِ.كَانَ النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِياً إِلَى الْعَالَمِ. كَانَ فِي الْعَالَمِ، وَكُوِّنَ الْعَالَمُ بِهِ، وَلَمْ يَعْرِفْهُ الْعَالَمُ. إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ. وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ، بَلْ مِنَ اللَّهِ. وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً. يُوحَنَّا شَهِدَ لَهُ وَنَادَى قَائِلاً: هَذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ: إِنَّ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي. وَمِنْ مِلْئِهِ نَحْنُ جَمِيعاً أَخَذْنَا، وَنِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ. لأَنَّ النَّامُوسَ بِمُوسَى أُعْطِيَ، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَبِيَسُوعَ الْمَسِيحِ صَارَا.
حول الإنجيل
تبدأ الدورة الليتورجيّة لقراءة الأنجيل المقدَّس والرسائل في أحد الفصح. هي عَوْدٌ على بدء. لأنّنا نتملّأ دون شبع من التأمّل بالكلمة الإلهيّة، إذ نستَطْيِبُها "فتصير أحلى من العسل في فمنا"، وإذ نأكلها نمتلأ منها ويتنقّى القلب فنرتقي معاريج الروح بالنعمة الإلهيّة المتنزِّلة علينا برحمة الله. نتعاطى الكلمة الإلهيّة نبع حياة أبديّة لأنّ الكلمة هي أيقونة "الكلمة" الإلهيّ (O Logos).
"في البدء كان الكلمة" (يو ١: ١). كلُّ بدءٍ خَلْقٌ، وكلُّ خلقٍ تجدُّدٌ، وكلُّ تجدُّدٍ بنعمةِ الله يصير. لا بدء بدون "الكلمة" وخارجه لأنه "كان في البدء عند الله. كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ" (يو ١: ٢ و٣). لا يمكن أن تنوجد الخليقة وما فيها بدون "الكلمة"، لأنّه الخالق بمشيئة الله الآب كلَّ الوجود في شركة الروح القدس.
كلّنا "كلمات"(logoi) من الكلمة (Logos)، لأنّنا في فكر الله وُجِدْنَا قبل أن نصير بالفعل. لله مشروع لنا كلّنا، ولكلّ واحد منّا. حياتنا منه تأتي إذ "فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ" (يو ١: ٤). هو الحياة الأبديّة، هو مصدرها وطريقها وغايتها. والحياة نور. والرب نور حياتنا. ونحن نور من نوره في هذا العالم. صرنا شهودًا للنور، للمسيح، للكلمة في هذا العالم. نحن علينا أن نكون كيوحنّا المعمدان: "هذَا جَاءَ لِلشَّهَادَةِ لِيَشْهَدَ لِلنُّورِ، لِكَيْ يُؤْمِنَ الْكُلُّ بِوَاسِطَتِهِ. لَمْ يَكُنْ هُوَ النُّورَ، بَلْ لِيَشْهَدَ لِلنُّورِ" (يو ١: ٧ و٨).
العالم يبغض النور، لأنّ النور يفضح خطايانا وحقارتنا. لذلك، لم يعرف العالمُ المسيحَ النور عندما أتى إليه: "إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ" (يو ١: ١١). لأنّ من يطلب الحقيقة يطلب النور ويَسْعَى لاقتنائه. لكن هذا له ثمن: التغرُّب عن الظلمة، أي التخلّي عن الأنا. الأنا من دونِ الله ظلمة، والأنا مع الله نحن. لأنّني عندما أكون في المسيح يصير المسيح حياتي ونوري، ولكن إذا لم أقبْلْهُ حياتي، تصير حياتي حياةً من طبيعة هذا الوجود السّاقط دون الله، هذا الوجود الّذي لا يتجدَّد ويقوم إلّا في المسيح.
من يَقْبَلُ هذا يُولَدُ من الله في المسيح، وبه، بنعمة الروح القدس، فيصير خليقة جديدة تحيا بالنعمة ولا تخضع لناموس، لأنّ من يحيا في النعمة يسكن الله فيه وهو يصير ابنًا لملكوت السماوات وواحدًا مع كثيرين والخليقة الجديدة في المسيح...
ومن له أذنان للسمع فليسمع
+ أنطونيوس
مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما
القدّيسة مريم المجدليّة وبيضة الفصح
أتت القدّيسة مريم المجدليّة المعادلة للرسل من سوريا حيث كانت ثرية وعاشت حياة ترف. جاءت إلى يسوع عندما كان مارًّا بالجليل وتوسّلت إليه قائلة :"يا رب، إني معذّبة بسبعة شياطين. أرجوك أن تخرجهم مني وتريحني."! أشفق عليها الرب يسوع وطرد منها الشياطين التي كانت تعذّبها. فعاد جسدها صحيحاً بالكامل وروحها أيضاً شُفيت .منذ ذلك الحين أصبحت مريم المجدلية إحدى تلميذاته. في التقليد يُروى أن مريم المجدلية قامت بزيارة روما ودخلت بلاط الإمبراطور تيباريوس قيصر حيث كانت معروفة من الجميع عندما كانت ثرية. هناك ذهبت مباشرة إلى الإمبراطور. وكما هي العادة، حملت له هدية، لكنها كانت أصغر هدية موجودة، هدية لا يحملها إلا الفقراء إلى الإمبراطور. كانت تريد أن تظهر له أنها تخلّت عن كل شيء من أجل إيمانها بالرب يسوع وافتقرت من أجله غير أنها أصبحت غنية بإيمانها. ومن أجل هذا الإيمان أتت إلى بلاط الإمبراطور. قدّمت له إيمانها بالمسيح، المخلص الذي قام من بين الأموات، وقالت له: "هذه له بيضة دجاج بسيطة لأن المسيح قام."! "لا أصدق هذا"، أجاب الإمبراطور، "مثلما لا أصدق أن تصير هذه البيضة البيضاء التي تحملينها حمراء". في اللحظة عينها التي كان يتكلم فيها تحوّل بياض البيضة إلى لون زهريٍ فاتح ما لبث أن تحوّل إلى أحمر قانٍ. هذه كانت أول بيضة فصح. في كنيسة القدّيسة مريم المجدلية، التي شيّدها الإمبراطور الإسكندر الثالث، في حديقة جَثْسَيْماني في أورشليم رسم لهذه الرواية. وفي هذه الكنيسة اعتاد أن يجتمع المؤمنون يوم عيد القدّيسة مريم المجدلية في ٢٢ تموز، وكانوا يتلقون بيضة حمراء. (من صفحة عائلة الثالوث القدوس)
أخبار
برنامج صلوات صاحب السيادة المتروبوليت أنطونيوس الصوري في الأسبوع العظيم:
أحد الفصح المقدس (١٦ نيسان): كاتدرائية القديس نيقولاوس زحلة-الميدان. الخامسة فجراً. سحر + قداس الفصح.
إثنين الباعوث (١٧ نسيان): كنيسة رقاد السيدة - الزلزلة زحلة. الثامنة صباحاً. سحر + القداس الإلهي.
ثلاثاء الباعوث (١٨ نيسان): كنيسة القديس أنطونيوس - المعلّقة. الثامنة والنصف صباحاً. سحر + القداس الإلهي.
أربعاء الباعوث (١٩ نيسان): سيدة البشارة - المطرانية. الثامنة والنصف صباحاً. سحر+ القداس الإلهي.
ملاحظة: يستقبل صاحب السيادة المهنئين بعيد الفصح المجيد أيام:
الأحد ١٦ نيسان: من الساعة العاشرة إلى الساعة الواحدة بعد الظهر ومن الساعة الرابعة إلى الساعة الثامنة مساءً.
الإثنين والثلاثاء : من الساعة الرابعة حتى الساعة الثامنة بعد الظهر.