Menu Close
kanisati

نشرة كنيستي

نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.

الأحد ١٠ كانون الأوّل ۲٠١٩

العدد ٣٥

الأحد (١٠) من لوقا 

اللّحن ۲- الإيوثينا ٥

كلمة الرّاعي

القدِّيس يعقوب تساليكيس

أعلن مجمع كنيسة القسطنطينيّة، الَّذي انعقد برئاسة غبطة البطريرك  المسكوني برثلماوس الأوّل، قداسة الشَّيخ يعقوب تساليكيس وذلك في جلسته المنعقدة يوم الإثنين الواقع فيه ٢٠١٧/١١/٢٧.

قدّيس جديد معاصر أعلنَت الكنيسة الأرثوذكسيّة قداسته ويعيّد له في ٢٢ تشرين الثاني.

من هو القدّيس يعقوب تساليكيس؟

إنّه الأرشمندريت يعقوب تساليكيس المولود في الخامس من تشرين الثاني سنة ١٩٢٠ في ”ماكري“ وهي بلدة من آسيا الصغرى في تركيّا، حاليًّا. هو من عائلة تقيّة ميسورة تتميَّز برباطٍ متين من المحبّة بين أعضائها. والده كان معماريًّا مشهورًا بأمانته واحترافه لمهنته.

في بدايات سنة ١٩٢٢ حصل التهجير للمسيحيين من آسيا الصغرى، واعتُقِل والد يعقوب، أمَّا الطّفل فتنقّل مع والدته وجدّته من مكان إلى مكان، كسائر المهجَّرين. بعد ثلاث سنين التأم شمل العائلة بعد أن كانوا فقدوا الأمل بأنّ والد يعقوب حيّ، ولكن بتدبير إلهيّ وجدت جدّة يعقوب والده في إحدى الورش. من ثمّ مُنحَت العائلة مُلكًا في إيڨيا حيث شيّد والده منزلًا واستقرّوا هناك.

حتّى سنّ السابعة لم يكن بعد يراود الكنيسة. لكنّه، كان قد حفظ معظم خدمة القدّاس الإلهيّ عن ظهر قلب. كان يهوى خدمة الكاهن في الصلوات الكَنَسيّة، والذهاب إلى المزارات والكنائس الصغيرة الّتي كانت مزروعة هنا وهناك في البرّية، للصَّلاة ساعات طوال مُقَلِّدًا، ببراءة الأطفال، الآباء النُسّاك.

هذه التّقوى الّتي كان عليها من صغره جعلت أهل القرية يلقّبونه ”القديس الصغير“ و”ولد الله“. في الصعوبات والضيقات والأمراض، وبسبب عدم وجود كاهن مقيم في القرية، كان أهل البلدة يأتون إليه يطلبون صلاته، وكانت صلاته مستجابة أمام الله.

بسبب الضيق المادّيّ لم يستطع أن يكمل تعليمه، فصار يساعد والده في أعمال البناء بعد إنهائه المرحلة الابتدائية.

في مَطلع العشرين من عمره، سيم قارئًا. فتشدَّد في أصوامه وصلواته، إذ لم يعتبر نفسه البتة أهلاً لهذه الكرامة. شهادات كثيرة تتحدّث عن صرامة هذا الشّاب في الأصوام والسَّهر في الصَّلاة وسائر المُمارسات ذات الطَّابع النُّسكيّ وهو ما زال في العالم. بَقي مثابرًا هكذا حتى ذهابه إلى الخدمة العسكريّة سنة ١٩٤٧. الذين معه كانوا يسمّونه تهكُّماً “أبونا يعقوب“، أما رئيسه وبعض الآخرين فكانوا يعاملونه بتقدير واحترام.

قُبِلَ الشاب يعقوب راهباً في دير البارّ داود (نُعيّد له في ١ تشرين الثاني) باسم يعقوب في إيڨيا سنة ١٩٥٢. في ١٩ كانون الثاني من السّنة نفسها رسم كاهنًا في خالكيذا. ضاعف الراهب يعقوب جهاده في الدير، وغالباً ما كان يصعد إلى المغارة التي نسك فيها البار داود ليصلّي هناك ساعات طوال. مَنَّ عليه الرّبّ بالنّعم الروحيّة والرؤى وصنع العجائب. أثناء القُدّاس الإلهي كان يعاين الملائكة يمَجّدون الحمل الذبيح، وشهد كثيرون كيف كان يشعُّ بالنّور الإلهيّ وهو يخدم الأسرار الإلهية. في الخامس والعشـرين من حَزيران سنة ١٩٧٥ اختاره آباء الدّير رئيسًا عليهم حتّى رقاده في الواحد والعشرين من تشـرين الثاني سنة ١٩٩١.

كان إنسان محبّة إلهيّة، وجملته المشهورة: ”كيف يمكننا أن نحبّ الله، إن لم نحبّ حتّى الموت هؤلاء الّذين أحبَّهم الله حتى الموت؟“. لذلك، كان يتعهّد البشر كلّيًّا، يحمل آلامهم وتجاربهم وأوجاعهم في كيانه، يرشدهم إلى الحقّ ويمنحهم الشّفاء والتّعزية بنعمة الله التي تفيض منه. وكلّما ازدادت نِعَم الله عليه تشدّد هو في جهاده للحفاظ عليها وتثميرها،  واضعًا نُصبَ عينيه قَولَ السّيّد: ”لأجلهم أُقَدِّسُ  ذاتي” (يوحنا ١٧: ١٩). من فيض قلبه محبّة المسيح كان يتكلّم لسانه في الوعظ والتأديب والتّعزية والإرشاد.

هو شفيع حارّ وسريع الاستجابة، فلتشملنا صلاته أمام عرش العليّ وليكن لنا قدوة في محبّة الله والتّقوى والجدّيّة في الجهاد الرّوحيّ...

+ أنطونيوس+

مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما  للروم الأرثوذكس

طروباريّة القيامة (اللّحن الثّاني)

عندما انحدرتَ إلى الموت. أَيُّها الحياةُ الذي لا يَموت. حينئذٍ أَمَتَّ الجحيمَ بِبَرْقِ لاهوتِك. وعندما أقمتَ الأمواتَ من تحتِ الثَرى. صرخَ نحوكَ جميعُ القُوّاتِ السماويّين. أَيُّها المسيحُ الإله. مُعطي الحياةِ المجدُ لك.

القنداق لتقدمة عيد الميلاد

اليومَ العذراء تأتي إلى المغارَة لِتَلِدَ الكِلِمَةَ الَّذي قَبْلَ الدُّهُور وِلَادَةً لا تُفَسَّر ولا يُنْطَقُ بِهَا. فافْرَحِي أيَّتُهَا المسكونَةُ إذا سَمِعْتِ، ومَجِّدِي مع الملائِكَةِ والرُّعَاةِ الَّذي سَيَظْهَرُ بمشيئَتِهِ طِفلًا جديدًا، وهو الإلهُ الَّذي قَبْلَ الدُّهُور.

الرّسالة (أفسس 6: 10-17)

قوّتي وتسبيحتي الرّبّ

أدباً أدَّبني الرَّبّ

يَا إِخْوَتِي تَقَوُّوا فِي الرَّبِّ وَفِي عزّةِ قُوَّتِهِ. الْبَسُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ. فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ، عَلَى ظُلْمَةِ هَذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ احْمِلُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تُقَاوِمُوا فِي الْيَوْمِ الشِّرِّيرِ، وَبَعْدَ أَنْ تُتَمِّمُوا كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَثْبُتُوا. فَاثْبُتُوا مُمَنْطِقِينَ أَحْقَاءَكُمْ بِالْحَقِّ، وَلاَبِسِينَ دِرْعَ الْبِرِّ، وَحَاذِينَ أَرْجُلَكُمْ بِاسْتِعْدَادِ إِنْجِيلِ السَّلاَمِ. حَامِلِينَ فَوْقَ الْكُلِّ تُرْسَ الإِيمَانِ، الَّذِي بِهِ تَقْدِرُونَ أَنْ تُطْفِئُوا جَمِيعَ سِهَامِ الشِّرِّيرِ الْمُلْتَهِبَةِ. وَخُذُوا خُوذَةَ الْخَلاَصِ، وَسَيْفَ الرُّوحِ الَّذِي هُوَ كَلِمَةُ اللهِ.

الإنجيل (لوقا 13: 10-17)

 في ذلك الزمان، كان يسوع يعلّم في أحد المجامع يومَ السبت، وإذا بإمرأةٍ بها روحُ مرضٍ منذ ثماني عَشْـرَةَ سنةً، وكانت منحنيةً لا تستطيع أن تنتصبَ البتَّة. فلمَّا رآها يسوعُ دعاها وقال لها: إنَّكِ مُطْلَقةٌ من مرضِك. ووضع يدَيه عليها، وفي الحال استقامَتْ ومجَّدتِ الله. فأجاب رئيسُ المجمع وهو مُغْتاظٌ لإبراءِ يسوعَ في السبتِ وقال للجميع: هي ستَّةُ أيَّام ينبغي العملُ فيها، ففيها تأتون وتَسْتشْفُون لا في يوم السبتِ. فأجاب الربُّ وقال: يا مُرائي، أليس كلُّ واحدٍ منكم يَحُلُّ ثورهُ أو حمارهُ في السبتِ مِنَ المزودِ وينطلِق بهِ فيسقيه؟ وهذه ابنةُ إِبراهيمَ قد رَبَطها الشيطانُ منذ ثماني عَشْرَةَ سنةً، أمَا كان ينبغي أنْ تُطلَقَ مِن هذا الرباط يومَ السبت؟ ولمّا قال هذا خَزِيَ كلُّ مَن كان يُقاومُهُ، وفرحَ الجمْعُ بجميعِ الأمورِ المجيدةِ التي كانت تَصدُرُ منهُ.

حول الإنجيل

 "هذه ابنة إبراهيم قد ربطها الشيطان منذ ثماني عشرةَ سنةً".

قال داود في المزمور ٤٢ هذه العبارة ٣ مرات "لماذا انت منحنية يا نفسي؟".

هناك أمراض جسدية ، يمكن أن نذهب إلى الطبيب فيفحصنا ويصف لنا الدواء، لكن هناك امراض أخرى سببها  إبليس، فكيف نستطيع أن نشفى منها؟  يقول الكتاب المقدس أنّ الشيطان ربط هذه المرأة، وفي أمكنة أخرى يذكر لنا الكتاب ان هناك "أرواح مضلة، روح الكذب، روح المرض، روح الزنا، روح يعمل في أبناء المعصية..."

فلو كان القيد من سلاسل حديد أو نحاس كان يمكن أن تُقطع، لكن لما يصبح  القيد روحيّ، فلا يوجد سوى شخص واحد لديه القدرة على تحطيم هذا القيد وعلى فك هذا الرباط. لذلك قال لنا الرب يسوع في إنجيل يوحنا بعد أن اطلق المرأة التي أراد اليهود رجمها لانها سقطت في الزنا. "تعرفون الحق والحق يحرركم" (٨: ٣٢) وأيضاً، "إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارا"(٨: ٣٦).

إذاً الابن، أي الرب يسوع المسيح، هو الشافي أو المحرر الوحيد الذي يستطيع أن يحلّ قيود الشيطان ويشفينا من أي ضعفٍ، أجسدياً كان أم نفسيّاً. فعلينا أن نلجئ إليه لكي يحلّنا من هذه الرباطات النفسيّة التي تُسيِّر إرادتنا نحو الشرّ. فلنتذكر يا إخوة أن المسيح رُبِط على الصليب لكي يحلَّنا من رباطات خطايانا. آمين.

السّلام الدّاخليّ

 أرغب في أن أضيف بعض التعليمات لك حول ما يجدر بك القيام به فيما تدخل الطريق الجديدة.

كلّ مَن قام بمراقبة دقيقة لما يجري في داخله ولو ليوم واحد، يدرك بشكل واضح أن الروح قد سقطت. لقد أخبرتك عن هذا منذ زمن. سوف تتذكر أنّ في داخلنا هذا الاضطراب الذي يأتي بشكل غير شرعي، وبالتالي ينبغي إيقافه. أنتَ أيضاً كتبتَ أنك لم تستطع أن تتتبّع الحركة الداخلية غير المضبوطة. سوف أستعرض وصف هذه الحالة.

أفكار الذهن  موجهة كلها إلى الأرض وليس من سبيل لرفعها إلى السماوات. فحواها عبثية وحسية وخاطئة. أنت رأيت كيف ينزل الضباب على الوادي. هذه صوره دقيقة لأفكارنا فهي تزحف وتلاحق الأرض. إلى هذا الزحف نحو الأسفل، هذه الأفكار تزبد باستمرار ولا تهدأ في مكان واحد، إنّها تصادم بعضها بعضاً مثل سرب من الذباب في الصيف. وفوق هذا إنها دائمة الحركة.

تحت هذه يقع القلب. إن اللطمات المستمرة في القلب مصدرها الأفكار ومنها تنشأ الأعمال. مهما كانت الفكرة فإن عملاً ما للقلب يقابلها ومنها: الفرح، الغضب، الحسد، الخوف، الرجاء، الفخر، اليأس. هذه كلها تنشأ في القلب الواحدة تلو الأخرى. إنها لا تتوقف، تماماً مثل الأفكار لا تسلسُل لها، فيما القلب دائم الارتعاش مثل ورقة الشجر، بسبب المشاعر.

والأمر لا ينتهي هنا. الفكر مع الشعور دائماً يولّدان شهوة أكثر أو أقل قوة. تحت الأفكار المشوشة والمشاعر تقع الشهوات المشوِّشة عشوائياً. هذا شخص مولع بالكَسب، وذاك يبذّر كل شيء. هذا متسامح وذاك منتقم. هذا يهرب من الجميع وذاك يسعى إلى الحشد. وليس فقط أن هذه الأمور تجري على هذا المنوال، لكن الشكوك، الواحد تلو الآخر، تغلي بشكل مستمر في النفس. راقبْ نفسَك مثلاً وأنت جالس في عملك، فسوف ترى كل هذه تجري في داخلك كما على مسرح.

هكذا هو إذاً اضطرابنا الداخلي وتشوشنا. ومنه أيضاً يأتي الاضطراب في حياتنا وهذا الغم الذي يخيم علينا. لا تتوقعْ حياة منتظمة حتى تقضـي على هذا الاضطراب الداخلي. فهو بذاته ومن ذاته سبب لكثير من الشر. لكنه سيء بوجه خاص لأن الشياطين يقيمون فيه ويبلبلون الأمور أكثر، موجِّهين كل شيء باتجاه الأسوأ نحو دمارنا.

في مطلع الصوم، تفحصتَ نفسَك وقررتَ اقتلاع بعض الأمور وإضافة أخرى. أنت لا تستطيع إلاّ أن توجّه انتباهك نحو التشوش الداخلي وتتسلح بالحمـاسة اللازمة ضده. اسمحْ لي مرةً أخرى أن أركّز على العدو الداخلي. أنت حدّدت نية صارمة للعمل من أجل الرب والانتماء إليه وحده ابتداءً من هذه النقطة. سرُّ التوبة أعطاك الغفران في كل شيء وأنتَ ظهرتَ نقيّاً أمام وجه الله. المناولة المقدسة أتَت بك إلى أقرب شركة، أو بالأحرى جدَّدَت شركتَك، مع الرب يسوع المسيح وملأتْكَ بكل قوة نافعة. إذاً ها أنت هنا مهيئاً لهذه المهمة.

لو أنّ التمني يكفي لإصلاح حياتنا الداخلية ولجعل الأمور على أفضل حال، أو لو أنّ كلمة تكفي لتحقيق كل شيء فوراً، لانتفى كلّ سبب يدفعك إلى ولوج هذه المتاعب، ولكان كلّ شيء جرى للأفضل، ولما كنتَ لتشتهيه. في أي حال، قانون الحياة الأخلاقية الحرّة، بالرغم من جوهرها المتأذي، هو في أن هناك مثابرة راسخة. المساعدة النافعة متوفرة، ولكن مع هذا ينبغي بك أن تقسو على نفسك وتجاهد. أن تجاهد مع نفسك قبل كل شيء.

إن حياتنا الداخلية لا تأتي إلى النظام المناسب فجأة. ما هو مطلوب دائماً وما ينتظرنا هو العمل المكثف مع النفس، النفس الداخلية، من خلال تَـمَثُّل النوايا الحسنة وتفعيل النعمة بالأسرار. هذا العمل وهذا المجهود موجهان نحو تدمير الاضطراب المسيطر في الداخل، وتثبيت الترتيب والتناغم في مكانه. هذا الترتيب والتناغم يتبعهما السلام الداخلي والمزاج القلبي المبتهج بشكل دائم. هذا ما ينتظرك الآن! لا تفكّرْ، على أيّ حال، أن لهذا عليك أن تعيد عمل كل شيء أو ربط نفسك بكثرة من القوانين. لا مطلقاً. قانونان أو ثلاثة، تدبيران وقائيان أو ثلاثة، هي كل ما تحتاجه.

يوجد اضطراب في الداخل وهذا تعرفه من الخبرة. يجب أن تقضي عليه، وهذا ما تريده وقد قررت ذلك. ابدأ مباشرة بإزالة سبب هذا الاضطراب. السبب هو أن روحنا فقدت أساسها الأصلي، الذي هو في الله، وهي تعود إليه مجدداً بتذكر الله. إذاً، الأمر الأول هو هذا: ضروري أن تتعوّد على تذكّر الله بدون انقطاع، إلى جانب خوفه وتوقيره.

لقد كتبت لك عن هذا في المرة الماضية. أنت تعرف السبيل المطلوبة له، وقد بدأت بها، فليكن مباركاً. افتح الطريق لهذا العمل بدون تعويق. كنْ مع الله، مهما فعلت، ووجّه نحوه كل عقلك، محاولاً أن تتصرّف كما في حضرة ملك. سوف تعتاد على هذا سريعاً، فقط لا تستسلم أو تتوقف. إذا تبِعتَ هذا القانون البسيط بضمير حي، سوف تقهر الاضطراب الداخلي، بالرغم من وجود تمزقات، أحياناً بشكل أفكار تافهة وغير مهمة، وأحياناً أخرى بشكل أحاسيس ورغبات غير مناسبة، سوف تلاحظ هذا الخطأ فوراً وتطرد الضيوف غير المدعوين خارجاً، مسرعاً في كل مرة إلى تجديد وحدة الفكر المتعلّق بالرب الواحد.

فليلهمْك الله! باشر بهذا بحماسة أكبر، تابع بدون تقطّع، وسوف تبلغ مقصدك قريباً. الاهتمام الوقور بالله الواحد سوف يتوطّد ومعه سوف يأتي السلام الداخلي. أقول أنه سوف يكون قريباً لكن سوف يستغرق أكثر من يوم أو اثنين. هذه الأمور تتطلب ربما بعض الأشهر، وأحياناً يستغرق سنين. أطلبْ من الرب وهو نفسه يعينك.

(من رسائل القديس ثيوفان الحبيس)

مُختارات للقدّيس سلوان الآثوسيّ

- من لا يحبّ أعداءه لا يذوق حلاوة الروح القدس.

- لو عرف العالم قوّة كلمات المسيح "تعلّموا منّي الوداعة والتواضع، لترك جانباً كلّ علم ليكتسب هذه المعلومة الإلهيّة.

- أيّها الربّ المتحنّن امنح نعمتك لكلّ شعوب الأرض لكي يعرفوك، لأنّه بدون روحك القدّوس لا  يستطيع أحدٌ أن يعرفك ولا أن يفهم محبّتك.

انقر هنا لتحميل الملف