نشرة كنيستي
نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.
الأحد 10 نيسان 2022
العدد 15
أحد مريم المصريّة
اللّحن 1- الإيوثينا 9
أعياد الأسبوع: *10: ترانتيوس وبومبيوس ورفاقهما *11: الشَّهيد أنتيباس أسقف برغامس *12: القدّيس باسيليوس المُعترف أسقف ڤارية، أكاكيوس الآثوسيّ *13: مرتينوس المُعترف بابا رومية *14: أريسترخس وبوذس وتروفيمس وهم من الرُّسُل السَّبعين *15: الشَّهيد كريسكس *16: سبت لعازر، الشَّهيدات أغابي وإيريني وشيونية الأخوات العذارى، القدّيسة غاليني ورفقتها اللّواتي من كورنثوس.
كلمة الرّاعي
مِثَالُ مريم المصريّة
غَادرت بيت والدَيها ابنة اثني عشر ربيعًا لتطلُبَ لذائذَ الجسد. شُغِفَتْ بعشق ذاتها ونضارة بَدَنها واعتبرت ذاتها إلَهة الحبّ كما في أساطير أديان الإغريق، مع أنّها كانت ابنة بيت مسيحيّ ومُعمَّدة. هذا الواقع غريب ويطرح أسئلة عديدة حول واقع بيتها وتربيتها، وكيف استطاعت أن تخرج عن وصاية أهلها وهي في عمر صغير. العيشة في المدن الكبرى، الإسكندريّة موطن رأس القدّيسة مريم المصريّة كانت في حينها من أهم عواصم العالم الرّومانيّ، هذه العيشة إذا راقبناها اليوم نرى أنّ الحقيقة هي نفسها إذ أنّ حياة العواصم حياة دهريّة بامتياز، النّاس فيها مشغولون بأعمالهم ومستوى العيش الَّذي يطمحون إليه. كثيرون من أولادنا اليوم قد يكونون معرَّضين لما عاشته مريم المصريّة الطّفلة من طغيان شهوة الجسد على كيانهم ووجودهم. بعد سبعة عشر عامًا في العيش لأجل اللّذة رَغِبَتْ بالحجّ إلى أورشليم في عيد رفع الصَّليب الكريم. فذهبت على السَّفينة ودفعت ثمن رحلتها لممارسة البغاء مسقطة عددًا من الحجّاج الشّباب في الرّذيلة. في أورشليم ظنّت أنّها ستدخل مثل باقي النّاس إلى الكنيسة وكأنَّ الله لا يرى ولا يعرف حقيقة كلّ بشر، فمنعها الرَّبُّ من دخول كنيسته إلى أن تفَجَّرَت توبتها في قلبها بنعمة إلهيّة مدمِّرةً صنم ذاتها الَّذي كانت تعبده ومختَبِرةً حقيقة أنّ يسوعَ المسيح هو الإله والمخلِّصُ من عبوديّة الأنا.... ومن نتانة موت الخطيئة. والدة الإله تشفّعت بها وأدخلتها إلى حضرة ابنها المصلوب، فسجدت عند قدميه وصليبه ذارفة دموع معموديّة جديدة بروح الرَّبّ، ومن ثمَّ قادها روح الرَّبّ إلى البرّيّة لتُجرَّب وتغلِب عشقها للّذة لعشقها للمسيح. دامت تجربتها هذه سبعة عشر سنة تحرَّرت بعدها من كلّ ذكريات جسدها ومنحها الرَّبّ أن يستقرّ فيها روحه القدُّوس فصارت ممتلئة من: "المحبّة والفرح والسّلام وطول الأناة واللُّطف والصَّلاح والإيمان والتعفُّف" ( راجع غلاطية: ٢٢:٥ ).
مريم المصريّة مثال ونموذج لنا في هذا الزّمن الجسدانيّ بامتياز، حيث تتمحور حياة البشر حول اللَّذات والشَّهوات والمال والظّهور والكبرياء، باختصار تتمحور حياة البشر اليوم حول أنانيّتهم واستهلاكهم للوجود وكلّ موجود لأجل أنفسهم.
مريم المصريّة ذهبت إلى المنتهى في هذا المجال لكنّها ازدادت خواءًا وفراعًا تآكلها كالسّرطان وملأها بالأوجاع النّفسيّة والرّوحيّة والجسديّة الَّتي لا تُحتَمل ولا تُطاق. الرَّبّ في ألمها الكيانيّ لمسها بحنانه عبر صدَّها عن إتمام مشيئتها في إتمام أمرٍ بسيط هو دخولها إلى الكنيسة فصار لها هذا الدُّخول عبورًا من مضرّ الأهواء إلى صحراء الكلمة الإلهيّة واستقرارًا في ملكوت الله بيسوع الَّذي أدخلها أرض الميعاد لمّا تناولت من يد الرّاهب زوسيما جسد ودم الرَّبّ منتقلة بعدها إلى نور وجه المسيح والحبّ الإلهيّ المحرِّر فصارت لنا ولكلّ زمن أيقونة رجاء بالغلبة على العالم وكلّ ما في العالم بالتّوبة المحرَّكة بالحبّ بنعمة الرُّوح الإلهيّ. اليوم، نحن أيضًا، قادرون بشفاعة القدّيسة مريم المصريّة واحتضان والدة الإله مريم أن نتوب إلى يسوع ونغلب به كلّ شوقٍ وكلّ ألمٍ في هذا العالم.
ومن له أذنان للسّمع فليسمع.
+ أنطونيوس
مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما
طروباريّة القيامة (باللَّحن الأوّل)
إنَّ الحجرَ لما خُتِمَ مِنَ اليَهود. وجَسَدَكَ الطّاهِرَ حُفِظَ مِنَ الجُند. قُمتَ في اليومِ الثّالثِ أَيُّها المُخلِّص. مانِحًا العالمَ الحياة. لذلكَ قوّاتُ السّماوات. هتفوا إليكَ يا واهبَ الحياة. المجدُ لقيامتِكَ أَيُّها المسيح. المجدُ لِمُلكِكَ. المجدُ لتدبيرِكَ يا مُحبَّ البشرِ وحدك.
طروباريّة القدّيسة مريم المصريّة (باللّحن الثّامن)
بكِ حُفِظَتْ الصّورةُ باحتراسٍ وَثيق أيَّتها الأمُّ مريم، لأنَّكِ حملتِ الصّليبَ وتبِعْتِ المسيح، وعَمِلتِ وعلَّمتِ أن يُتغاضى عن الجسَدِ لأنَّه يَزول، ويُهتمَّ بأمورِ النّفسِ غير المائتة. لذلك تَبتهِجُ روحُكِ مع الملائكة.
القنداق (باللَّحن الثّاني)
يا شفيعَةَ المَسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالِق غيْرَ المرْدودةِ، لا تُعْرضي عَنْ أصواتِ طلباتِنا نَحْنُ الخَطأة، بَلْ تدارَكينا بالمعونةِ بما أنَّكِ صالِحَة، نَحنُ الصّارخينَ اليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعَةِ وأسَرعي في الطّلْبَةِ يا والدَة الإلهِ، المُتشَفِّعَةَ دائمًا بمكرِّميك.
الرّسالة(عب 9: 11-14)
صَلُّوا وأوفوا الرَّبَّ إلهَنا
اللهُ معْروفٌ في أرضِ يهوذا
يا إخوة، إنَّ المسيحَ إذ قَدْ جاءَ رَئيسَ كَهَنَةٍ للخيراتِ المُستَقبَلَةِ، فبمسكنٍ أعظَمَ وأكملَ غَيْرِ مصنوع بأيدٍ أي ليس من هذه الخليقة وليسَ بِدَمِ تُيوسٍ وعُجولٍ بلْ بِدَمِ نفسِهِ دَخَلَ الأقْداسَ مَرَّة واحدة فوَجَدَ فِداءً أبَديًّا. لأنَّهُ إنْ كانَ دَمُ ثيرانٍ وتيوسٍ ورَمادُ عِجلةٍ يُرَشُّ على المُنجَّسينَ فيُقَدِّسُهُمْ لتَطْهيرِ الجَسَد، فكَمْ بالأحرى دَمُ المسيح الَّذي بالرُّوح الأزليِّ قَرَّبَ نفسَهُ للهِ بلا عيْبٍ، يطَهِّرُ ضمائرَكُم منَ الأعْمالِ الميتة لتعْبُدوا اللهَ الحيَّ.
الإنجيل(مر 10: 32-45)
في ذلك الزَّمان، أخَذَ يسوعُ تلاميذَهُ الاثْنَي عَشَرَ وابْتَدَأ يَقولُ لَهُم ما سيَعْرُضُ لَهُ: هُوذا نَحْنُ صاعِدونَ إلى أورَشليمَ، وابنُ البَشَرِ سَيُسَلَّمُ إلى رؤساء الكَهَنَةِ والكَتَبَةِ فَيْحكُمونَ عَلَيْهِ بِالموْتِ وَيُسَلِّمونَهُ إلى الأمَم، فَيَهْزَأونَ بِهِ ويَبْصُقونَ عَلَيْهِ وَيَجْلدونَهُ وَيَقْتُلونَهُ وفي اليَوْمِ الثّالثِ يَقومُ. فَدَنا إليْهِ يَعْقوبُ ويَوحَنّا ابنا زَبَدى قائلينَ: يا مُعَلِّمُ نريدُ أنْ تَصْنَعَ لَنا مَهْما طَلَبنا. فَقالَ لهُما: ماذا تُريدانِ أنْ أصْنَعَ لَكُما. قالا لَهُ: أعْطِنا أنْ يَجْلِسَ أحَدُنا عَنْ يميِنكَ والآخرُ عَنْ يساركَ في مَجدِكَ، فقالَ لَهُما يسوعُ: إنَّكُما لا تَعْلَمان ما تَطْلُبان. أتستطيعانِ أنْ تشرَبا الكأسَ الَّتي أشرَبُها أنا، وأنْ تَصْطَبِغا بالصَّبْغَةِ الَّتي أصْطَبِعُ بِها أنا. فقالا لَهُ نَسْتَطيع. فقالَ لَهُما يسوعُ: أمَّا الكأسُ الَّتي أشْرَبُها فَتَشْرَبانِها، وبِالصَّبْغةِ الَّتي أصْطَبِغُ بِها فَتَصْطَبِغان. أمَّا جُلوسُكما عَنْ يَميني وَعَن يَساري فَلَيسَ لي أنْ أعْطِيَهُ إلَّا للَّذينَ أُعِدَّ لَهُمْ. فَلَمَّا سَمِعَ العَشرَةُ ابْتدَأوا يَغضَبونَ على يعقوبَ ويوحنّا. فدَعاهُم يسوعُ وقالَ لَهُم قدْ عَلِمْتُمْ أنَّ الَّذينَ يُحْسَبونَ رُؤَساءَ الأمَم يَسودونَهَم، وَعُظماءَهُم يَتَسلَّطون عَليْهم. وأمَّا أنْتُمْ فَلا يَكونُ فيكمْ هكذا، ولكِنْ مَنْ أرادَ أن يكونَ فيكم كبيرًا فلْيَكُنْ لَكُمْ خادِمًا، وَمَن أرادَ أن يكونَ فيكمْ أوَّلَ فَلْيَكُنْ للجميع عَبْدًا. فإنّ ابنَ البَشَرِ لَمْ يَأتِ ليُخْدَمَ بَل ليَخْدُمَ، وليَبْذُل نفسَهُ فِداءً عَنْ كثيرين.
حول الإنجيل
ها نحن على مَشارف أورشليم، ولا بُدَّ لنا أن نتهيّأ للوُلوج من مرحلة إلى آخرى على صعيد الأحداث الَّتي سنُرافق الرَّبَّ من خلالها. رتّب آباء الكنيسة هذه الصَّلوات والخِدم، الّتي نعيشها يوميًّا في رحلة الصَّوم، من أجل أن نعيش عمق معنى آلام الرَّبِّ ونعاين مجد قيامته. من هنا لم يكن الإنجيل الَّذي يُتلى على مسامعنا في هذا الأحد، إلّا صرخة ضمير في عقولنا وقلوبنا، الَّتي لم تعرف الرَّبَّ مخلّصًا على نفوسنا وأجسادنا، إنّما حاكمًا يوزّع المناصب على النّاس بغية الحصول على أمجادٍ أرضيّة، علّنا نستطيع أن ننال نعمةً من الرَّبِّ تؤهلّنا للوصول إلى أورشليم العلويّة.
خوف الرَّبِّ على تلاميذه حمله لذكر ما سيحصل له، حتّى لا تكون أحداث هذا الأسبوع مُفاجِأة لهم، وحَرَص الرَّبُّ دائمًا على تذكيرهم بأنّه يقدّم نفسه طوعًا وأنّه الغالب والمنتصر، ومع هذا شكّوا.
يدعونا الرَّبُّ في هذا الإنجيل إلى الغلبة على التَّجارب، والتَّجارب تجتاحنا يوميًّا وفي كلّ لحظة من حياتنا، لكنّ محاربتها تقودنا لتحقيق انتصاراتٍ حقيقيّةً لا وهميّة. الغلبة على التَّجارب تقودنا إلى القيامة، والرَّبّ هو من يقودنا إلى هذه الغلبة، ولذلك وضعت لنا الكنيسة في هذا الأحد أيضًا سيرة أمّنا البارّة مريم المصريّة، كنموذجٍ صارخٍ للغلبة على الأهواء. هذه القدّيسة العظيمة، استطاعت أن تغلب التَّجارب بتوبةٍ صادقة حقيقيّة، وتنتقل من عشق الخطيئة إلى عشق التّوبة. المؤمنون مدعوّون للاقتداء بها، في طريقهم إلى الأسبوع العظيم. ولنتذكّر أنّها لم تستطع وُلوج عتبة الكنيسة لتتّبرّك بالصَّليب المُحيي إلّا بعد عهد قطعته على أنْ تُغَيِّر حياتها وتهديه للرَّبّ. وهكذا نحن، إن لم نعش معنى التَّوبة الصّادِقَة، تكون مشاركتنا بأسبوع الآلام، مشاركة فولوكلوريّة لا مُشاركة حقيقيّة.
في إنجيل الأحد الخامس من الصَّوم، لم يفهم تلاميذ المسيح عمق المعركة الَّتي يقودها الرَّبّ في سبيل خلاص أنفسهم، وبقيت بشريّتهم تطغى على العمق الرَّوحيّ، ولذلك طالبوا بمناصب تؤهّلهم ليحكموا معه على الأرض، في حين أنّ مملكته ليست من هذا العالم. بقي التّلاميذ حتّى بعد القيامة ولِحين حدوث العنصرة يفكّرون بالملكيّة الأرضيّة حتى أنّهم تنافسوا عليها، ولم يعوا بالتّالي حقيقة الملكوت السّماوي إلّا بعد أن حلّ عليهم الرّوح القدس.
سؤال المسيح لابنَيْ زبدى "ماذا تريدان؟"، لم يكن لجهله الأمر، وإنّما ليلزمهما بالإجابة، فيفتح الجرح ويقدّم لهم الدّواء، كما علّمنا القدّيس يوحنّا الذّهبيّ الفم. ضرب الرب يسوع موعدًا لنا مع الآلام والخلاص في هذا المقطع الإنجيليّ، من خلال ما ذكره عن الكأس والصَّبغة. فالكأس هي الجرعة الّتي نتقبّلها بواسطته بعذوبة، والمعموديّة هي علّة تطهيرنا من خطايانا. وقد أجاباه بغير إدراك قائلين له: "نستطيع"، غير مدركين معنى كلامه.
دعوة الرَّبّ لنا، والكنيسة، في هذا الأحد أن نكون على مثال التّلاميذ بعد العنصرة، وألّا نطلب تمجيد ذواتنا، لأنّ الرَّبَّ يقرّر دينونتنا ويعرف حقيقة أنفسنا. ومعرفة الذّات تبدأ بالتّواضع، الَّذي هو الطّريق المُثلى للخدمة، ومعراجنا إلى أورشليم السّماويّة، ولنتذكّر دائمًا أنّ الرَّبّ جاء ليَخدم لا ليُخدم.
نقّني من زلّاتي الخفيّة
لقد صلّى داود النّبيّ في حكمته هذه الصّلاة وهو عارف أنّه لن يستطيع أن يحسب كم من الأخطاء ارتكبها، فاحتاج إلى تطهيرٍ من الخطايا الّتي كانت مستورة عنه. لهذا نجد في سفر المزامير آياتٍ كثيرةً يناجي فيها داود الله كي يساعده ليتنقّى من خطاياه، لا سيّما المزمور الخمسين الَّذي هو مزمور التّوبة: "ومن خطيئتي طهّرني" (مزمور 50: 2).
وكأنّ كاتب المزامير في معظم ما كتب يقول: أنت ياربّ تجد فيّ الخطايا التي تحاربني خفيةً وتقتل نفسي دون أن أدري لولا مراحمك عليّ. لقد عرف أنّه من دون يد الله سيبقى في ظلمته الدّاخليّة ولن يتمكّن من العبور إلى النّور لذلك احتاج أن يصرخ: "احفظ عبدك".
هذا لسان حال جميع القدّيسين: إنّ الإنسان ضعيفٌ وناقصٌ، لهذا عليه أن يطلب مراحم الله على الدّوام. فرحمة الله تضيء البصيرة لتجعلنا نشعر بضعفنا أمام الله ونصرخ إليه بدموع التّوبة: "إن لم يتسلّطوا عليّ، فحينئذ أكون بلا عيب وأتنقّى من خطيئة عظيمة" (المزمور 18: 13).
يقول القدّيس كيرلّس الإسكندريّ إنّ أيّوب المعروف بصبره الشّديد كان قد قدّم ذبائح عن خطايا أبنائه، واضِعًا في اعتباره أنّه ربّما أخطأ أبناؤه وجدّفوا على الله في قلوبهم (أيّوب 5:1).
ونحن نتذكّر أيضًا الرَّسول بولس عندما كتب: "فإنّي لست أشعر بشيء في ذاتي لكنّني لستُ بذلك مبرّرًا، ولكن الَّذي يحكم فيَّ هو الرّبّ" (1كورنثوس 4: 4).
إذاً عندما نتوب عن خطايانا طالبين نعمة الله، الّتي هي كالنّار، تطهّرنا داخليًّا، فقط يمكننا أن نَنْعَمَ أخيرًا بالنّور، لأنّه إذ يلتحف الإنسان بخطاياه تظلم عيناه وتصابان بالعمى، فلا يقدر أن يرى زلّاته، أو قد يعتقد المرء نفسه سالكاً في الطّريق القويم، في حين أنّه وسط عبوديّةٍ لأفكار وعادات ومسلكيّات مخالفة للوصيّة الإلهيّة، وهنا تكمن الخطايا الخفيّة. وفي وسط هذا المستنقع البعيد عن الله، نحن بحاجة ليده لتنتشلنا من خفايا الخطايا وعبوديّتها، لنعود في حركة توبة، في فصح من عبوديّة الأهواء إلى حياة الفضيلة، فقط بقوّة الله ونعمته الّتي تحفظنا من السّقطات.
أخبارنا
حملة تبرُّع بالدَّم
منظَّمة أطبّاء بلا حدود بالتَّعاون مع الصَّليب الأحمر اللّبنانيّ، حملة إنقاذ لمساعدة الطّفل والإنسان لإنقاذ حياته بنقطة دم، ينظّمها برنامج طبّ الأطفال التّخصّصيّ في المنّظمة.
يُرجى من المُحبّين والرّاغبين التّوَجُّه لمطرانيّة الرُّوم الأرثوذكس في زحلة، في مركز مار نقولا الإجتماعيّ في حيّ الميدان يوم السّبت ١٦ نيسان ٢٠٢٢ بين السّاعة العاشرة صباحًا والثّالثة بعد الظّهر.
شكرًا من القلب