Menu Close
kanisati

نشرة كنيستي

نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.

الأحد 8 كانون الأوّل 2019

العدد 49

الأحد (25) بعد العنصرة

اللّحن 8- الإيوثينا 3

أعياد الأسبوع: *8: بتابيوس البارّ المصريّ *9: حبل القدّيسة حنّة جدّة المسيح، تذكار التّجديدات، القدّيسة حنّة أمّ صموئيل النّبيّ *10:  مينا الرّخيم الصّوت وإرموجانس وإفغرافُس الشّهداء *11: البارّ دانيال العاموديّ، لوقا العاموديّ، الشّهيد برسابا *12: اسبيريدون العجائبيّ أسقف تريميثوس *13: الشّهداء إفستراتيوس ورفقته، لوكيّا البتول الشّهيدة *14: الشّهداء ثيرسُس ورفقته.

كلمة الرّاعي 

خدّام الرّبّ

”يا إخوةُ، أَطلُبُ إليكم أنا الأسيرَ في الرَّبِّ أنْ تَسْلُكُوا كما  يَحِقُّ للدَّعوةِ الَّتي دُعِيتُمْ بها ...“ (الرّسالة إلى أهل أفسس 4: 1).

ما هي هذه الدّعوة؟ إنّها دعوة للاتّحاد بالمسيح، أن يسكن فينا الرَّبّ ونسكن فيه، أن ندخل سرّ الحياة الجديدة الّتي بالنّعمة الإلهيّة في المسيح يسوع أي في الكنيسة-جسد المسيح ... أن يُدعى المرء مسيحيًّا هذه مسؤوليّة عظيمة، لأنّ كلّ ما سيصدر عنه بالفكر أو بالقول أو بالفعل سيكون إمّا شهادة للمسيح أو شهادة ضدّ المسيح ... لا يوجد طريق ثالث ... كم بالحريّ، إذن، تكون مسؤوليّة الخادم في الكنيسة أكان قندلفتًا أم قارئًا أم مرتّلًا أم عضو مجلس رعيّة أو وكيل وقف أم مكرَّسًا شمّاسًا أم كاهنًا أم أسقفًا؟! ...

*          *          *

الرَّبّ يسوع المسيح قال: ”اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ ...“ (متّى 11: 29). خادم المعلّم لا يستطيع إلّا أن يطيعه، وبالتّالي، أن يقتدي به كما طلب هو منه، أي أن يتَّضع ويسلك بالوداعة، لأنّه لا يوجد محبّة حقيقيّة إلّا بالارتباط مع هاتين الفضيلتَين ... ولا يمكن أن يصير المرء خادمًا للرّبّ ما لم يكن مُحبًّا للرب أوَّلًا وقبل أي أحد ... وما لم تكن الكلمة الإلهيّة هي نبراس حياته وأساس كلّ أفعاله ... وإلّا فما معنى قول المعلّم لتلاميذه: ”لَيْسَ التِّلْمِيذُ أَفْضَلَ مِنَ الْمُعَلِّمِ، وَلاَ الْعَبْدُ أَفْضَلَ مِنْ سَيِّدِهِ ...“ (متّى 10: 24)؟! ... نعم! ليست الخدمة في المسيح امتيازًا عالميًّا ليحظى المرء بمكانة اجتماعيّة أو رسميّة، بل هي نعمة لا يستحقُّها ”أحد من المرتبطين بالشّهوات واللّذات الجسديّة ...“ (إفشين الشيروبيكون في خدمة القداس الإلهي). خدمة مذبح الرَّبّ في اللّيتورجيا الإلهيّة وخدمة مذبح الأخ في الحياة اليوميّة هما عمل خادم المسيح في هذا العالم ... لكن، لا يستطيع الخادم أن يقوم بهاتَين المُهمّتَين ما لم يُدرِك أنّه لم يعد لنفسه ولأهله ولأقربائه ولأصدقائه ... هو لم يعد ملكًا لنفسه فكيف له أن ينسب ذاته وجوديًّا إلى غير الله؟! ...

*          *          *

الخادم مؤتَمَن على وديعة ”الإِيمَانِ الْمُسَلَّمِ مَرَّةً لِلْقِدِّيسِينَ“ (رسالة يهوذا 1: 3). هو نفسه يصير الوديعة حين يصير هو كلمة حيَّة من عند الله ... أي حين تتجلَّى فيه الوداعة والتّواضع في فعل ”الإيمان العامل بالمحبّة“ (غلاطية 5: 6). الخادم يتمِّم كلّ ما يطلبه منه المعلّم، والمعلّم قال كلمته: ”يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِنْ هؤُلاَءِ؟ قَالَ لَهُ: نَعَمْ يَا رَبُّ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ. قَالَ لَهُ: ارْعَ خِرَافِي ...“ (يوحنّا 21: 15). عن أيّة رعاية يتكلّم المعلّم؟! ... ”بذل النّفس“ هي الرّعاية الّتي علّمنا إيّاها الرَّبّ في حياته ... هذا هو المُرتجى أن يصل إليه الخادم الأمين ... من يرعى نفسه يبذل الخراف لأجل ذاته ... الخادم الحقيقيّ لا يملك سوى محبّة الرَّبّ الّتي هي كنزه، ومن هذا الكنز يُخرج عتقًا وجددًا ليحفظ الوحدة ويحقّقها برباط السّلام الّذي في الرّوح القدس الواحد في جسد المسيح الواحد بين أبناء الآب الواحد ...

*          *          *

الوحدة الّتي نحن مدعوّين إليها ليست مسألة نظريّة ولا عاطفيّة إنّها وحدة عضويّة كوننا جميعًا ملتحمون في جسد الرَّبّ يسوع المسيح. الظّرف الّذي تعيشه بلادنا، اليوم، هو أكثر فرصة ملائمة ومباركة لنعيش فينا سرّ وحدتنا في المسيح، إنّها عطيّة وامتحان لإيماننا في آن معًا، فهل ينجح الخدّام بأن يكونوا قدوة ومعلّمين بحياتهم لسرّ البذل بالاتّكال على الرَّبّ والثّقة به، وبالعطاء شهادة لمحبّة الله الّذي يهبنا كلّ خير لأجل الإنسان أم نجبن فنخشى الثّقة والتّسليم للرَّبّ ونبخل فننغلق على أنفسنا ونغلق أحشاءنا دون أهل بيت الله وكلّ من يضعه الله أمامنا؟! ...

من تخلّى عن ذاته لأجل الرَّبّ لا يملك شيئًا إلّا ما يقدّمه له العليّ لأجل العليّ في الإنسان ...

ومن له أذنان للسّمع فليسمع.

+ أنطونيوس

مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما

طروباريّة القيامة (باللَّحن الثّامن)

انحدرتَ مِنَ العُلوِّ أَيُّها المُتحنِّن. وقَبِلتَ الدَّفنَ ذا الثّلاثةِ الأيّام. لكي تُعتقَنا مِنَ الآلام، فيا حياتَنا وقيامتَنا يا رَبُّ المجدُ لك.

قنداق تقدمة الميلاد (باللّحن الثّالث)

أليومَ العذراءُ تأتي إلى المَغارة لِتَلِدَ الكلمةَ الّذي قبل الدّهور ولادةً لا تُفسَّر ولا يُنطق بها. فافرحي أيّتها المَسكونة إذا سمعتِ، ومجِّدي مع الملائكة والرُّعاة الّذي سيظهر بمشيئته طفلًا جديدًا، الإلهَ الّذي قبل الدّهور.

الرّسالة (أف 4: 1– 7)

صلُّوا وأَوْفوا الرَّبَّ إلهَنا

اللهُ معروفٌ في أرضِ يهوذا 

يا إخوةُ، أَطلُبُ إليكم أنا الأسيرَ في الرَّبِّ أنْ تَسْلُكُوا كما  يَحِقُّ للدَّعوةِ الَّتي دُعِيتُمْ بها، بِكُلِّ تواضُعٍ وودَاعةٍ وبِطُولِ أناةٍ مُحْتَمِلِينَ بعضُكُم بعضًا بالمحبَّة، ومُجتَهِدِين في حِفْظِ وَحدَةِ الرُّوحِ برباطِ السَّلام. فَإنَّكم جَسدٌ واحِدٌ وروحٌ واحِدٌ، كما دُعِيتُمْ إلى رَجاءِ دعوتِكُمُ الواحِد. ربٌّ واحِدٌ وإيمانٌ واحِدٌ ومعموديَّةٌ واحدةٌ وإلهٌ أبٌ للجميع واحدٌ هوَ فوقَ الجميعِ وبالجميعِ وفي جميعِكُم. ولِكُلِّ واحدٍ مِنَّا أُعْطِيَتِ النِّعْمَةُ على مِقْدَارِ مَوْهِبَةِ المسيح.

الإنجيل (لو 13:  10-17 )(لو قا 10)

في ذلك الزّمان، كان يسوع يعلّم في أحد المجامع يومَ السبت، وإذا بإمرأةٍ بها روحُ مرضٍ منذ ثماني عَشْرَةَ سنةً، وكانت منحنيةً لا تستطيع ان تنتصبَ البتَّة. فلمَّا رآها يسوع دعاها وقال لها: إنَّك مُطْلَقةٌ من مرضِك. ووضع يدَيه عليها، وفي الحال استقامَتْ ومجَّدتِ الله. فأجابَ رئيسُ المجمعِ وهو مُغْتاظٌ لإبراءِ يسوعَ في السّبتِ، وقال للجمع: هي ستَّةُ أيَّامٍ ينبغي العملُ فيها، ففيها تأتون وتَسْتشْفون لا في يوم السبتِ. فأجاب الرَّبُّ وقال: أيّها المُرائي، أليس كلُّ واحدٍ منكم يَحُلُّ ثورَهُ أو حمارَهُ في السّبتِ مِنَ المِذْوَدِ وينطلِق بهِ فيسقيه؟ وهذه، وهيَ ابنةُ ابراهيمَ الّتي رَبَطها الشّيطانُ منذ ثماني عَشْرَةَ سنةً، أمَا كان ينبغي أنْ تُطلَقَ مِن هذا الرّباط يومَ السّبت؟ ولمّا قال هذا، خَزِيَ كُلُّ مَن كان يُقاومهُ، وفرح الجمْعُ بجميعُ الأمور المجيدةِ الّتي كانت تَصدُرُ منهُ.

حول الإنجيل 

اليوم، يلتقي يسوع بامرأة أحنى الشّيطانُ ظهرَها، فيشفيها الرَّبُّ وتستقيم، ممجّدة الله. واليوم أيضًا يلتقي يسوع برئيس مجمع، أحنى الشّيطانُ روحَه، فيشهد للمعجزة ويغتاظ من الله المتجسّد، رافضًا إيّاه!

إنّ هذه المرأة الّتي لم تكن مُنحنية الظّهر فحسب، بل تكاد جبهتها تلامس الأرض من شدّة الانحناء، فما كانت عيناها ترى إلّا الأرض والتّراب، طوال ثماني عشرة سنة، أبَت إلّا أن تأتي إلى المجمع لتسمع كلام النّاموس والأنبياء، وتمجّد الرَّبّ، علّها ترتقي إلى السّماء وتعاين وجه خالقها... وهذا ما حصل!

إنجيل اليوم إذًا، يضعنا أمام حَدَثَيْن اثنين، امرأة تستقيم بعد زمان طويل وأمام الجميع، فتمجّد الله، ورئيس مجمع يشهد للمعجزة فيغتاظ ويقسّي قلبه ويجحد السّيّد «متعلّلًا بعلل الخطايا»! أيّهما أشدّ وقعًا ويحدث ألـمًا وحزنًا وعجبًا للسّامعين؟ يظهر يسوع المسيح بردّه على رئيس المجمع «يَا مُرَائِي! أَلاَ يَحُلُّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ ثَوْرَهُ أَوْ حِمَارَهُ مِنَ الْمِذْوَدِ وَيَمْضِي بِهِ وَيَسْقِيهِ؟» كيف أنّ في قلب هذا الأخير عطفًا ورحمةً على الحيوانات أكثر ممّا لديه على البشر، أبناء ابراهيم، إخوته! لماذا؟ لمجرّد أنّه يحفظ السّبت؟! قال له يسوع ذلك فأخجله هو وكلّ من كانوا يعاندونه... لا نعلم إذا ما عاد رئيس المجمع ذلك وتاب عن فعلته وانضمّ لجماعة المؤمنين، ولكنّنا نعلم أن وقع كلمات السّيّد أتت كالصّاعقة، وما زالت ترنّ في آذاننا، علّها تقوّمنا نحن أيضًا من انحناءاتنا الرّوحيّة!

يقول القدّيس باييسيوس الآثوسيّ: «لا ينتفع أحدُنا إذا سحق ركبتيه بالسّجدات الكثيرة، ما لم يحطّم أنفه بالتّواضع والتّوبة الدّاخليّة»، أي أنّ كلّ واحد منّا لا يجب أن يكتفي بحضور الصّلوات، بل أن نشارك فعليًّا بها وأن ندعها تغيّرنا نحو الأفضل، نحو إخوتنا المحتاجين، نحو أبينا الّذي في السّماوات. علينا أن نغوص في صلواتنا إلى ما هو أبعد من الكلمات ومعناها الحرفيّ، إلى بُعدها اللّاهوتيّ، الرّوحيّ، الّذي يولّد فينا شعورًا بالإنسحاق وحاجةً ملحّة للتّوبة والاعتراف، لعيش الكلمة بالفعل، للالتصاق بجسد ودم ربّنا يسوع المسيح، وخدمته في المحتاجين، والفقراء، والأرامل، والمرضى، والمساجين وكلّ ذي حاجة، فنتغيّر نحن ونغيّر من حولنا، ونمسي جميعًا مستقيمين روحيًّا، ممجّدين الله كلّ حين، الآن وإلى دهر الدّاهرين، آمين!

الكلمة والكتاب المقدّس

"كلامك سراج لِرْجِلَيَّ ونورٌ لِسُبُلِي" (مز 118: 105)

في هذا العصر الّذي يتخبّط فيه الإنسان بقلاقل وأخبار حروب وويلات مادّيّة ونفسيّة، وحيث تطغى المخدّرات الإلكترونّية على عقول المستخدمين، وتنقلها إلى عالم خياليّ وهميّ يركّز على المادّة وكافّة صنوف الشّرّ والفساد، ما أحوجنا جميعًا إلى الكلمة الإلهيّة لتدخل إلى أعماق أذهاننا وقلوبنا وتنتشلنا من السّبي الّذي يحاول الشّرّير أن يغرّقنا فيه. نحتاج أيضًا إلى الإيمان بقدرة هذه الكلمة لندرك أنّ "الّذي فينا أقوى من الّذي في العالم".

الكتاب المُقَدَّس هو الكتاب الوحيد الّذي بينما نقرأه يكون المُوحي به، أي الله، حاضرًا. إنّه كشفٌ إلهيّ، ومن خلال كلماته المخلوقة يبثّنا بنعمته غير المخلوقة. الكشف ليس ما أقرأ؛ إنّه المسيح نفسه الّذي يكلّمني عندما أقرأ. بالنّتيجة، قَوْلي "سأقرأ الإنجيل" يعني "سأسمع ما سيقوله لي الله اليوم". يصبح الإنجيل إنجيلي الخاصّ يمدّني برسالة جديدة موحية، تُعلن لي إرادة الله، وتبدّل حياتي وأفكاري وأفعالي كي تأتي بثمرٍ كثير.

ولكن، كلّ شيء يتعلّق بمدى تحضيري وقابليّتي للتّأثّر. كلّ حياتنا الرّوحيّة تنبعث في النّهاية من مَصدَرَيْن: الأوّل هو الكلمة الدّاخليّة، أي النّيّات والحركات الصّالحة الّتي يطبعها الرّوح القدس في داخلنا منذ المعموديّة، والثّاني هو الكلمة الخارجيّة الموجودة في الكتاب المُقَدَّس ونَقَلَتْها إلينا الكنيسة. ولكي تلتقي هاتان الكلمتان، نحتاج إلى جهاد، من جهة كي لا ندع هذه الكلمة تختنق بسطحيّة حياتنا وبقلّة انتباهنا وباهتماماتنا الغريبة عن روح الإنجيل، فتصبح قراءتنا للكتاب قراءة تأمّليّة نتوقّف فيها عند نصوص تُوْقِظ فينا حضور الرّوح القدس، وتدع كلماته تصدح في داخل نفوسنا، فتصبح نارًا مُبيدة لأهوائنا ونورًا يُرشدنا إلى السّبيل المفضي بنا إلى حياة أبديّة. أوَلم يقل القدّيس بورفيريوس: "بمطالعة الكتب الإلهيّة، يمكننا ببساطة وبلا تعب كثير أن نصبح قدّيسين"؟

فلنسهر إذًا على الجهاد ضدّ الأفكار والتّشتّتات الّتي تُعيق كلمة الله من أن تصل إلى قلوبنا، ولتأخذ قراءة الكتاب المُقَدَّس مكانًا في حياتنا، فإنّها تؤمّن نضجنا الرّوحيّ الّذي يسمح لنا بالتّقدّم ليعيش فينا الكلمة المتجسّد، المسيح الإله، أكثر فأكثر، بقوّة الرّوح القدس ومجد الآب إلى الأبد، آمين.

أقوال للقدّيس باييسيوس الآثوسيّ

+ إن كنّا نصلّي بلا انقطاع، وكان ذهننا مثبَّتًا في الصَّلاة، فإنّ الأفكار الجسدانيّة لا تستطيع أن تؤذينا.

+ عندما تعمل، دع يديك تعملان، وأمّا ذهنك فليكن ملتصقًا بالله. توقّف كلّ ساعة، واتلُ صلاة قصيرة، ثمّ عد إلى عملك. ضع كتابًا مفتوحًا على طاولتك، حتّى عندما تدخل القلاّية تقرأ منه قليلًا لكي يتجمّع عقلك، ثمّ عد ثانية إلى العمل. صلّ قليلًا في المسبحة أثناء عملك، ثمّ عد إليه مرّة أخرى، وبهذه الطّريقة يصبح عملك مُختلفًا عن عمل العلمانيّين.

+ إن لم يتذمّر الفقراء المحرومون من الغذاء من حرمانهم، يعادلون النسّاك في أجرهم السّماويّ. لأنّ النسّاك إنّما ينسكون بإرادتهم، ولذلك يجدون النّسك سهلًا، لأنّ الإرادة تخفّف من وطأة النّسك، فما أقوم به بإرادتي لا يجعلني أحسّ بصعوبة كبيرة في إتمامه. وأمّا هؤلاء الفقراء المساكين، فهم يعانون دون أن يريدوا، ولذلك سيمنحهم الله أجرًا أكبر بكثير من أجر النسّاك.

+ التّواضع والطّيبة والبساطة فضائل عميقة جدًّا. الطّيبة هي أن تُريح الآخر ولا تطلب راحتك أنت، والرَّبّ الإله ليس بظالم، لأنّه سيجزل لك المكافأة مقابل كلّ تعب تكبّدته في سبيل إراحة الآخر.

+ لا تُخيفني كثرة الأهواء، ولكن ما يخيفني أن يدخل القلق إلى النّفس فيمنعها من الجهاد وإصلاح العيوب. من اللّحظة الّتي يعي فيها المجاهد نفسه ويبدأ بإصلاحها أقول إنّه قد وصل. قد يتعوّد المرء أن يعيش بطريقة معيّنة، وهذه العادة تصبح طبيعة ثانية له، ثمّ يصبح من المستحيل تغييرها، لذلك احذروا العادة.

+ عندما توجَّه إلينا أيّة ملاحظة سواء كنا بالفعل مخطئين أم لا، فلنطلب السّماح، لأنّه بهذا نتواضع وتحلّ علينا النّعمة الإلهيّة.

+ إن لم تشعر بتعزية وفرح أثناء صلاتك، فإمّا لأنّك جرحت شعور أحد الإخوة بتصرّفاتك، أو لقساوة قلبك وكبريائك.

+ عندما تشعر بلذّة في الصّلاة، لا تعود تطلب الخروج من قلاّيتك، ولا تعود الصّلاة تتعبك، بل بالأحرى تُريحك.

+ تصرّف ببساطة مع الآخرين، وتقبّل منهم الملاحظات، لأنّ من يتصرّف ببساطة مقرونة بأفكارٍ صالحة يفرح عندما يوبّخه الآخرون.

انقر هنا لتحميل الملف