Menu Close
080924

نشرة كنيستي

نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.

أُنقُر على الملف لتصفُّح نشرة كنيستي

كما يمكن قراءة النص الكامل في المقطع أدناه.

الأحد قبل عيد رفع الصَّليب

العدد 36

الأحد 08 أيلول 2024

اللّحن 2- الإيوثينا 11

أعياد الأسبوع: *8: ميلاد سيّدتنا والدة الإله الفائقة القداسة *9: تذكار جامع للقدِّيسَين الصِّدِّيقَين يواكيم وحنَّة جَدَّي المسيح الإله، الشَّهيد سفريانوس *10: الشَّهيدات مينوذورة وميتروذورة ونيمفوذورة *11: البارَّة ثيوذورة الإسكندريَّة، القدّيس آفروسينوس الطبَّاخ *12: وداع عيد ميلاد السّيّدة، الشّهيد في الكهنة أفطونومس *13: تقدمة عيد الصَّليب، الشّهيد كورنيليوس قائد المِائَة ورفقته، تجديد هيكل القيامة *14: عيد رفع الصَّليب الكريم المحيي (صوم).

كلمة الرّاعي 

ميلاد والدة الإله

"اليوم تباشير الفرح لكلّ العالم. اليوم نَفَحَتِ النَّسائم سابقة البشـرى بالخلاص. وانحلَّ عقر طبيعتنا"

(الإيذيوميلا الخامسة من غروب عيد ميلاد السَّيِّدة).

يواكيم وحنّة والِدا مريم البتول كانا عاقرَين جسديًّا بسماح من الله لتظهر أعماله فيهما ويتمجّد اسمه بثمرة بطنهما الآتية بخصوبة النّعمة الإلهيّة في جسدَين عَقيمين وروحَين مُثمرتَين. لأنّه "حيث يشاء الإله يُغلب نظام الطّبيعة"، وفي يواكيم وحنّة أخصب حنان الله على البشريّة عقم كبيرَي السّنّ وجدَّد طبيعتهما بوعده وأنجز برّهما بميلاد مريم.

ليس موضوع العيد هو شفاء عقر جسدَي يواكيم وحنّة بل دخول البشريّة بميلاد مريم في مرحلة جديدة بانتظار تجديد الطّبيعة البشـريّة في المسيح. ميلاد مريم بُشـرى بدنوّ زمن الخلاص في الَّذي سيأتي من ثمرة بطنها الإله المُتأنِّس الرّبّ يسوع المسيح. هذا عيد تجديد الطّبيعة بمَريم الّتي كانت أوَّل كائن بشـريّ بعد السّقوط اقتبل سُكنى الإله فيه بالنّعمة والوحيدة بين الأنس الّتي حلّ في حشاها الإله بالأقنوم كونها صارت مَسكنًا لابن  الله. فكما تقول خدمة العيد: "اليوم ابتدأَت النّعمة تُثمِر مُظهرَةً للعالم أمّ الإله الّتي بها تقترن الأرضيّات بالسّماويّات..." (الإيذيوميلا الرّابعة من غروب عيد ميلاد السّيّدة).

*       *       *

ترى الكنيسة المقدَّسة في مريم والدة الإله "عرش العليّ المقدَّس على الأرض" و"سماء حيَّة" و"رجاء الَّذين لا رجاء لهم" (الإيذيوميلا الأولى وذوكصا غروب عيد ميلاد السّيّدة). سرّ مريم معروف من الله قبل الحبل بها، وهي ثمرة برّ مسيرة الله مع شعبه في كلّ تاريخ البَشريّة عبر الَّذين اختارهم ليأتي منهم. فليس العبرانيّون هم شعب الله وحدهم بل كلّ شعوب الأرض خليقته وصنع يديه. الخليقة الأولى الّتي سقطت أتت من آدم القديم بِحَوّاء الأولى، والخَليقة الجديدة تأتي من آدم الجديد بحوّاء الثّانية في ابن الله المُتَجسِّد. مريم باكورة الخليقة الجديدة في المسيح القائم من بين الأموات، والمسيح باكورة الخليقة الجديدة الّذي منه يأتي كلّ إنسان في ملكوت السماوات. مريم فتحت مدخل الفردوس للبشرية من جديد من خلال صيرورتها أمّ الإله (أنظر القطعة الثّالثة من ليتين غروب عيد ميلاد السّيّدة) لأنّها أوّل من دخل الفردوس المُغلَق بواسِطَة المَولود فيها إذ سكن في أحشائها "شجرة الحياة".

*       *       *

 أهميّة مريم تأتي من كونها أم الإله. خارج هذا الدّور ربّما كانت لتصير قدّيسة عظيمة، ولكن كونها والدة الإله (Théotokos) جعلها فريدة في كلّ الخليقة والوجود. من هنا فميلادها حَدَثْ نحتفل به ويعنينا لأنّه "اليوم قد حدث بدء خلاصنا" (القطعة الأولى من ليتين غروب عيد ميلاد السيدة) كون "خدر النور وسِفر كلمة الحياة  وردت من الحشا" (القطعة الثانية من غروب العيد).

حيثما وُجِد يسوع تكون مريم لأنّها مُلتصقة به، وحيثما تكون مريم نكون نحن أمام يسوع لأنّها تحملنا إليه بشفاعتها الحارّة. يسوع هو المخلّص ومريم بداية خلاصنا فيه وبداية تخليصه لنا من إنساننا العَتيق. هي قدوتنا إليه وشفيعتنا لديه وأمّنا أمام عينيه...

كما وُلِدت مريم لتصير مسكن الله وسماءه نحن كذلك مدعوّون أن نصير هيكله ومطرح تجلّي مجده إذا أطعناه ...

+ أنطونيوس

مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما

طروباريّة القيامة (بِاللَّحْنِ الثّاني)

عِنْدَمَا انْحَدَرْتَ إِلَى الـمَوْت أَيُّهَا الحَيَاةُ الَّذِي لا يَمُوت، حِينَئِذٍ أَمَّتَّ الجَحِيمَ بِبَرْقِ لاهُوتِكَ. وَعِنْدَمَا أَقَمْتَ الأَمْوَاتَ منْ تَحْتِ الثَّرَى، صَرَخَ نَحْوَكَ جَمِيعُ القُوَّاتِ السَّمَاوِيِّين: أَيُّهَا الـمَسِيحُ الإِلَه، مُعْطِي الحَيَاةِ، الـمَجْدُ لَك.

طروباريّة ميلاد السَّيِّدة (بِاللَّحْنِ الرّابِع)

مِيلادُكِ يَا وَالِدَةَ الإِلَهِ بَشَّرَ بِالفَرَحِ كُلَّ الـمَسْكُونَةِ، لِأَنَّهُ مِنْكِ أَشْرَقَ شَمْسُ العَدْلِ الـمَسِيحُ إِلَهُنَا، فَحَلَّ اللَّعْنَةَ وَوَهَبَ البَرَكَةَ وَأَبْطَلَ الـمَوْتَ وَأَعْطَانَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً.

قنداق ميلاد السَّيِّدة (باللّحْنِ الرّابع)

إِنَّ يُوَاكِيمَ وَحَنَّةَ مِنْ عَارِ العُقْرِ أُطْلِقَا؛ وَآدَمَ وَحَوَّاءَ مِنْ فَسَادِ الـمَوْتِ، بِمَوْلِدِكِ الـمُقَدَّسِ، يَا طَاهِرَةُ، أُعْتِقَا. فَلَهُ أَيْضًا يُعَيِّدُ شَعْبُكِ إِذْ قَدْ تَخَلَّصَ مِنْ وَصْمَةِ الزَّلّاتِ، هَاتِفًا نَحْوَكِ: العَاقِرُ تَلِدُ وَالِدَةَ الإِلَهِ الـمُغَذِّيَةَ حَيَاتَنَا.

الرّسالة (غلا 6: 11- 18)

خَلِّصْ يَا رَبُّ شَعْبَكَ وَبَارِكْ مِيرَاثَكَ.

إِلَيْكَ يَا رَبُّ أَصْرُخُ إِلَهِي.

يَا إِخْوَةُ، أُنْظُرُوا مَا أَعْظَمَ الكِتَابَاتِ الَّتِي كَتَبْتُهَا إِلَيْكُمْ بِيَدِي. إِنَّ كُلَّ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يُرْضُوا بِحَسَبِ الجَسَدِ يُلْزِمُونَكُمْ أَنْ تَخْتَتِنُوا، وَإِنَّمَا ذَلِكَ لِئَلَّا يُضْطَهَدُوا مِنْ أَجْلِ صَلِيبِ الـمَسِيحِ. لِأَنَّ الَّذِينَ يَخْتَتِنُونَ هُمْ أَنْفُسُهُمْ لا يَحْفَظُونَ النَّامُوسَ، بَلْ إِنَّمَا يُرِيدُونَ أَنْ تَخْتَتِنُوا لِيَفْتَخِرُوا بِأَجْسَادِكُمْ. أَمَّا أَنَا فَحَاشَى لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلَّا بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الـمَسِيحِ الَّذِي بِهِ صُلِبَ العَالَمُ لِي، وَأَنَا صُلِبْتُ لِلْعَالَمِ. لِأَنَّهُ فِي الـمَسِيحِ يَسُوعَ لَيْسَ الخِتَانُ بِشَيْءٍ وَلا القَلَفُ، بَلِ الخَلِيقَةُ الجَدِيدَةُ. وَكُلُّ الَّذِينَ يَسْلُكُونَ بِحَسَبِ هَذَا القَانُونِ فَعَلَيْهِمْ سَلامٌ وَرَحْمَةٌ، وَعَلَى إِسْرَائِيلِ اللهِ. فَلا يَجْلِبْ عَلَيَّ أَحَدٌ أَتْعَابًا فِيمَا بَعْدُ فَإِنِّي حَامِلٌ فِي جَسَدِي سِمَاتِ الرَّبِّ يَسُوعَ. نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الـمَسِيحِ مَعَ رُوحِكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ. آمِين.

الإنجيل (يو 3: 13- 17)

قَالَ الرَّبُّ: لَمْ يَصْعَدْ أَحَدٌ إِلَى السَّمَاءِ إِلَّا الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، ابْنُ البَشَرِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ. وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الحَيَّةَ فِي البَرِّيَّةِ، هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ البَشَرِ لِكَيْ لا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونَ لَهُ الحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. لِأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللهُ العَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الوَحِيدَ لِكَيْ لا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونَ لَهُ الحَيَاةُ الأَبَدِيَّةَ. فَإِنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللهُ ابْنَهُ الوَحِيدَ إِلَى العَالَمِ لِيَدِينَ العَالَمَ، بَلْ لِيُخَلِّصَ بِهِ العَالَمَ.

حول الإنجيل

نُعَيّد اليوم لعيد ميلاد أمّنا البتول مريم "الَّذي بشّر العالم بالفرح"، بولادتها "شمس العدل الَّذي حلَّ اللَّعنة وأبطل الموت" بموته على الصَّليب، صليب "الحياة الأبديَّة" الَّذي سنُعَيِّد لرفعه بعد ستَّة أيَّام.

في هذا الإنجيل المبارَك، يعرض لنا الرَّبّ يسوع خلاصة رسالته على الأرض، ويعرض لنا أيضًا الدَّافع الَّذي جعله ينزل إلى الأرض من السَّماء، والعمل الَّذي سيعمله قبل العودة إلى السَّماء من جديد...

ما هي رسالة الرَّبّ؟ وما هو دافعه؟

الرِّسالة الَّتي من أجلها نزل المسيح من السَّماء هي خلاص الجنس البشريّ، "فإنَّهُ لم يُرسِلِ اللهُ ابنَهُ الوحيدَ إلى العالم ليَدينَ العالَمَ بل ليُخلِّصَ بهِ العالم" (يوحنّا 3 : 17).

والدَّافع هو محبَّة الله اللّامحدودة للبشر "لأنَّه هكذا أحبّ الله العالم حتّى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كلّ من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبديَّة" (يوحنّا 3 : 16). بذل الذَّات للآخرين بدافع الحبّ الإلهيّ، قد تمّ على الصَّليب، وأدّى إلى الخلاص.

 وهكذا يكون الرَّبّ ببذله ذاته على الصَّليب، قد ربط الصَّليب بالحبّ الإلهيّ للبشر، وأعظم حبّ في الوجود... " ما من حبٍّ أعظم من هذا أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبّائه" (يوحنا 15: 13).

كيف سيتمِّم الرَّبّ الخلاص؟

يعطي الرَّبّ يسوع الحدث الَّذي تمّ على عهد موسى، معناه الحقيقيّ، وذلك عندما استجاب الله لطلب موسى قائلًا: "اِصْنَعْ لَكَ حَيَّةً مُحْرِقَةً وَضَعْهَا عَلَى رَايَةٍ، فَكُلُّ مَنْ لُدِغَ وَنَظَرَ إِلَيْهَا يَحْيَا" (عدد 21: 8). فأطاع موسى ورفع حيّة من نحاس على راية لكي يُشفى كلّ من ينظرها من لدغ الحيّات، والمعنى الحقيقيّ يكشفه يسوع لنا: "وكما رفع موسى الحيَّة في البرِّيَّة، هكذا ينبغي أن يُرفَعَ ابنُ البشر لكي لا يهلِكَ كلُّ مَن يؤمِنُ بهِ".

وهذه إشارة واضحة للصَّليب المكرَّم الَّذي سيُصلب المسيح عليه، أي أنّ ما كان رمزًا للخلاص من الموت في العهد القديم، سيصبح حقيقيًّا مع المسيح، ولكن لن يقتصر الأمر على النَّجاة من الموت، بل يتعدَّاه إلى إعطاء الحياة الأبديَّة لكلِّ مَن يؤمن بالمسيح... "بل تكونُ لهُ الحياةُ الأبديَّة".

الإيمان بالمسيح

يركِّز يسوع في كلامه على أهميّة الإيمان به، "لكي لا يهلِكَ كلُّ مَن يؤمِنُ بهِ"، أي أنّ عمل الرَّبّ على الصَّليب، لا يكتمل فينا إلَّا بالإيمان به وبعمله الخلاصيّ، حيث يجب أن نتّحد به ليغيرنا بالتَّوبة ونتماثل به لنصل "إلى ملء قامة المسيح". عندئذٍ نبذل ذواتنا حبًّا وتضحيةً وعطاءً لكلِّ مَنْ هم حولنا كما هو فعل لأجلنا... فنصير شركاء المسيح في موته وقيامته ورسالته الخلاصيّة للعالم، عبر حمل الصَّليب وبذل الذّات...

"وأمّا أنا فحاشا لي أن أفتخر إلَّا بصليبِ ربِّنا يسوع المسيح الَّذي به صُلب العالم لي وأنا صُلبت للعالم".

ميلاد والدة الإله: بداية المسيرة

في الثّامن من أيلول، تحتفل الكنيسة الأرثوذكسيّة بعيد ميلاد والدة الإله، الفائقة القداسة مريم العذراء، الَّتي تُعدّ شخصِيَّتها مركزيّةً في التَّدبير الإلهيّ للخلاص. هذا العيد ليس مجرَّد ذكرى لميلادٍ بشريّ، بل هو احتفاء ببداية تجسُّدِ خطَّةِ الله لخلاص البشريَّة، من خلال اختيار الله لمريم لتكون والدة الإله، النُّور الحقيقيّ الَّذي أضاء ظلمة العالم.

ولادة العذراء مريم جاءت بعد صلواتٍ حارَّة من والديها يواكيم وحنَّة، اللَّذيْن كانا عاقرَيْن ومتقدِّمَيْن في السِّنّ، ونذرا أن يقدّما ثمرة الحشا الَّتي قد يهبها الله لهما للهيكل، وهذا ما حصل، إذ استجاب الله لأدعيتهما ووُلدت مريم، كسائر البشر، ثمّ قُدِّمَت للهيكل، وفاءً للنُّذر، وعاشت فيه إلى أن اختارها الله لتكون "البيت الَّذي بناه الحكمة" (أمثال 9: 1)، والَّتي ستقدّم الطَّبيعة البشريَّة للكلمة، فيتجسَّد المسيح من أحشائها الطَّاهرة.

العيد هذا ليس فقط تذكارًا لميلاد العذراء، بل هو أيضًا فرصة للتَّأمُّل في سِرِّ التَّجسُّد. بولادة مريم، بدأ الله بتمهيد الطَّريق لمجيء المسيح الَّذي سيخلّص البشريَّة من الخطيئة والموت، والقراءات الَّتي تعتمدها الكنيسة في هذا العيد تُبرز دور مريم المميّز. ففي سفر التَّكوين، نجد إشارة رمزيَّة للعذراء في قصَّة يعقوب الَّذي رأى سلّمًا بين السَّماء والأرض (تكوين12: 28) ، وهو رمز للعذراء الَّتي بتجسّد المسيح منها اتّحدتْ السَّماء بالأرض. كذلك، في نبوءة حزقيال، يُشار إلى العذراء كباب مُغلَق لا يدخله إلَّا الرَّبّ (حزقيال 44: 2)، ممّا يرمز إلى بتوليَّة مريم وأمومتها للّه.

تدعو الكنيسة المؤمنين اليوم إلى الاقتداء بوالدة الإله في حياتها وإيمانها وطاعتها وصمتها الفعّال في سماع كلمة الله والتَّفكّر فيها، والاستعداد لاستقبال المسيح في ذواتنا، تمامًا كما استقبلته مريم في أحشائها. فالكنيسة ترى في والدة الإله مثالًا للإنسانيَّة الَّتي تصبح مسكنًا لله، داعية الجميع للسَّير على طريق القداسة، الَّذي يبدأ بقبول المسيح في حياتنا على مثال ما فعلت هي، وهذا ما قدّسها ورفعها فوق الشّيروبيم والسّيرافيم لتستحيل الشَّفيعة الحارّة لجميع الملتجئين إليها والطّالبين شفاعاتها غير المردودة لدى ابنها، ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح، له المجد الى الأبد، آمين!