Menu Close
kanisati

نشرة كنيستي

نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.

الأحد ٨ نيسان ۲٠١٨

العدد ١٤

أحد الفصح المُقدّس  

اللّحن والإيوثينا للعيد

كلمة الرّاعي

الفصح

سرّ الرّجاء الّذي لا يغيب

يقع عيد الفصح اليهودي في الرابع عشـر من شهر أبريل أي نيسان . وكلمة فصح تعني عبور. هذا العيد عند اليهود هو ذكرى خروج بني اسرائيل من عبودية مصر الفرعونية في القرن الثالث عشر ق.م. هو ذكرى افتداء أبكار اسرائيل بدم الحمل الفصحي الحوليّ حيث أكلوا الفصح مع الخبز الفطير وقوفًا استعدادًا للعبور إلى الحرية.

في التقويم اليهودي يعتبر شهر نيسان أول أشهر الربيع. لذلك يدعون عيد الفصح بعيد الربيع أيضًا. يحلّ عيد الفصح اليهودي في نيسان عند اكتمال القمر الأول بعد الاعتدال الربيعي ( ٢٠ أو ٢١ آذار) . ويمتدّ العيد لسبعة أيام، سمي أيام الفطير.

الرب يسوع المسيح صُلب ومات بالجسد يوم الجمعة عند الساعة التاسعة ( أي الثالثة ب. ظ) في الوقت الذي كان اليهود يذبحون الحمل الفصحي. ذاك السبت الذي بعد صلب الرب يسوع كان أول أيام الفصح عند اليهود.

لم يعلم اليهود أنّ فصحهم كان أمام أعينهم معلّقًا على الصليب الذي هم سمّروه عليه. الذين منهم فهموا هذا أو بالأحرى كُشف لهم، دخلوا في سرّ الحياة الجديدة في سرّ الربيع الأبدي والحرية الإلهية.

كلّ مسيرة الرب يسوع بالجسد سبق الأنبياء قديمًا فأخبروا عنها من ميلاده حتى صلبه ودفنه وقيامته في اليوم الثالث، ولكننا لا نستطيع في هذه العجالة أن نفنّدها. ما يهمّنا هو أن نعرف أن الله هو سيّد التاريخ وأنّ ما من شيء خفيّ عليه أو لا يستطيع أن يحوّله إلى خير البشرية.

حدث قيامة الرب يسوع بعد ألآمه وصلبه ودفنه هو سرّ الرجاء الذي لا يخيب لأن الله في المسيح وبه حوّل ألآم البشرية وسقوطها وخطيئتها وموتها إلى غلبة نهائية على الشيطان مصدر الشرور والحقد والموت، وبالتالي إلى انقلاب في الحياة على الأرض، انقلاب نهائي لا رجعة عنه من مسيرة الانسان التي كانت محكومة بالموت والألم والحزن واليأس إلى مسيرة ملؤها الرجاء والفرح والراحة والحياة الإلهية. في المسيح يسوع عَبَرنا كلُّنا إلى ربيع الحياة السرمدي إلى الحبّ الإلهي مصدر كلّ خير وبهجة وسلام.

أيها الأحبّاء، لم نعد بعدُ تحت نير عبوديّة لأن المسيح حرّرنا بموته وقيامته، لكن لنشترك في هذه الحرية علينا أن نميت إنساننا العتيق بإرادتنا أي ننكر مشيئتنا ونتبنّى كلمة الله حياة لنا وطريقًا. هذا جهاد مستمرّ ممدود طالما نحن بالجسد، لكنه تجدُّد مستمرّ لأننا في كلّ مرّة نميت عتاقتنا يحرِّرنا الله بروحه القدوس فنصير من موت إلى حياة في سيرورة تمتدّ إلى أن نعبر هذا العالم. حينها يصير عبورنا من هذه الدنيا فصحنا في المسيح إلى ملكوت السماوات.

المسيح قام! فلنفرح ونُسَرّ لأننا أبناء القيامة. نحن أبناء الحياة فلا نخافنَّ الصِّعاب والشرّ لأن الله حاضر وهو الضّابط الكلّ(Pandocrator ). فقط يكفي أن نثق به ونؤمن وهو قادر أن يخلِّصنا في كلّ حين. المطلوب منّا هو " الايمان والرجاء والمحبّة " والله  أمين في وعوده هو القائل: " اطلبوا ملكوت الله وبرّه وكلّ شيء يُزاد لكم ".

نطلب وجهَك يا رب ، أنت حياتنا ونورنا وفرحنا. كن لنا الكلّ في الكلّ لنكون لك شهودًا حقّانيين في هذا العالم ونحمل فينا رجاءك للعالم.

المسيح قام! حقًا قام!

+ أنطونيوس

مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما

 

طروباريّة القيامة (باللّحن الخامس)

 المسيح قام من بين الأموات، ووطئ الموت بالموت، ووهب الحياة للَّذين في القبور

الإيباكوئي (باللّحن الرّابع)

 سَبَقتِ الصُبحَ اللواتي كنَّ مع مريم، فوجدْنَ الحجَرَ مُدحْرجاً عَن القَبْرِ، وَسَمِعْنَ الملاكَ قائلاً لهنَّ: لِم تَطلُبـْنَ مع الموتى كإنسانٍ الذي هُوَ في النورِ الأزلي، أُنْظرنَ لفائفَ الأكفانِ وأسرِعْن واكْرِزْن للعالَم بأنَّ الربَّ قَدْ قامَ وأماتَ الموتَ، لأنَّه ابنُ الله المخلِّصُ جنسَ البشر.

القنداق (باللّحن الثّامن)

ولئن كنتَ نزلتَ إلى قبر يا مَن لا يموت، إلاّ أنَّك درستَ قوَة الجحيم، وقمتَ غالباً أيُّها المسيحُ الإله، وللنسوةِ حاملاتِ الطيب قلتَ افرحنَ، ولِرسلِكَ وَهبتَ السلام، يا مانحَ الواقعينَ القيام

الرّسالة  (أعمال الرّسل 1: 1-8)

هذا هُوَ اليَوْمُ الذي صَنَعَهُ الربّ فَلْنتهلَّلْ ونَفْرَحْ بِهِ

اعْتَرِفُوا للرَبِّ فإنَّهُ صالحٌ وإنّ إلى الأبدِ رَحْمَتَه

إنّي قد أنشأتُ الكلامَ الأولَ يا ثاوفيلُسُ في جميع الأمورِ

التي ابتدأ يسوع يعملُها ويُعلِّمُ بها، إلى اليومِ الذي صَعِدَ فيهِ من بعدِ أن أوصى بالروح القدُسِ الرسلَ الذينَ اصطفاهم، الذين أراهُمْ أيضاً نفسَهُ حيّا بَعْدَ تألُّمهِ ببراهينَ كثيرةٍ وهو يتراءَى لهم مدَّة أربعينَ يوماً ويُكلِّمُهُم بما يختصُّ بملكوتِ الله. وفيما هو مجتمعٌ معهم أوصاهم أن لا تبرحوا من أورشليمَ بل انتظروا موعِدَ الآب الذي سمعتموهُ منّي، فإنَّ يوحنا عمَّدَ بالماء وأمَّا أنتم فستعمَّدون بالروح القدس، لا بعدَ هذه الأيام بكثيرٍ. فسألهُ المجتمعونَ قائلينَ: يا ربُّ أفي هذا الزمان تردُّ الملكَ إلى إسرائيلَ؟ فقالَ لهم: ليس لكم أن تَعْرِفوا الأزمنةَ أو الأوقاتَ التي جعلَها الآبُ في سلطانِه، لكنَّكم ستنالونَ قوَّة بحلولِ الروح القدس عليكُمْ، وتكونونَ لي شهوداً في أورشليمَ وفي جميع اليهوديَّةِ والسامرة، وإلى أقصى الأرض.

الإنجيل (يوحنّا 1: 1-17)

في البدءِ كانَ الكَلِمةُ والكَلِمةُ كانَ عندَ الله وإلهاً كانَ الكَلِمَة. هذا كانَ في البدءِ عندَ الله. كُلٌّ بهِ كانَ وبغيرِهِ لم يكُنْ شَيءٌ ممَّا كُوّن. بهِ كانتِ الحياةُ والحياةُ كانَتْ نُورَ الناس والنورُ في الظلمَةِ يُضيءُ والظلمَةُ لم تُدْرِكْهُ. كانَ إنسانٌ مُرسَلٌ مِنَ اللهِ اسمُهُ يُوحَنَّا. هذا جاءَ لِلشَّهادَةِ ليشهد للنُّور. لكي يؤمنَ الكلُّ بِواسطتِهِ. لم يكنْ هوَ النورَ بل كان ليشهَدَ للنورِ. الكلمةُ هو النور الحق، الآتي إلى العالم والمُنيرُ كُلَّ إنسانٍ. في العالم كان والعالمُ بهِ كُوِّنَ والعالمُ لَمْ يعرفهُ. إلى خاصَّتِهِ أتى وخاصَّتُهُ لم تقبَلهُ. فأمَّا كلُّ الذينَ قَبِلوهُ فقد أعطاهُم سُلطاناً أن يكونوا أولاداً للهِ، وهم الذينَ يؤمنون باسمِهِ، الذينَ لا مِن دَمٍ ولا مِنْ مشيئةِ لحمٍ ولا مِن مشيئة رَجُلٍ لكنْ مِنَ الله وُلِدوا. والكلمَةُ صارَ جسداً وحلَّ فينا (وقد أبْصرْنا مجدَهُ مجدَ وحيدٍ من الآب) مملوءاً نِعمة وحقاً، ويُوحَنَّا شَهِدَ لهُ وصرَخَ قائلاً: هذا هُوَ الذي قلتُ عَنهُ إنَّ الذي يَأتي بَعدي صارَ قبلي لأنَّهُ مُتَقدٍّمي. ومن مِلئِهِ نحنُ كلُّنا أخَذْنا ونعمة عوضَ نعمةٍ. لأنَّ الناموسَ بموسى أُعطِي. وأمَّا النِّعمَةُ والحقُّ فبِيسُوعَ المسيحِ حَصلا.

عظة الفصح

للقدّيس يوحنّا  الذّهبيّ الفم

مَن كان حسَنَ العبادة ومحبا لله فليتمتع بهذا الموسم الجميل البهج.

مَن كان عبداً شكوراً فليدخل فرحَ ربّه مسرورا.ً

مَن تَعِبَ صائماً فليأخذِ الآن الدينار.

مَن عَمِلَ من الساعة الاولى فليقبلْ حقّه العادل.

مَن قَدِم بعد الساعة الثالثة فليعيِّد شاكراً.

مَن وافى بعد الساعة السادسة فلا يشك مرتاباً فإنه لا يخسرُ شيئا.

مَن تخلّفَ الى الساعة التاسعة ليتقدّمْ غيرَ مرتاب.

مَن وصل الساعة الحاديةَ عشرةَ فلا يخشيَنَّ الإبطاء، لأنّ السيّدَ كريمٌ جوَّاد، فهو يقبلُ الأخيرَ كما يقبلُ الأول، يُريح العامل من الساعة الحادية عشـرة كما يريحُ  من عَمِلَ من الساعة الاولى، يرحمُ من جاءَ أخيراً ويرضي مَن جاءَ أولاً،  يعطي هذا ويَهبُ ذاك. يَقبلُ الأعمال ويُسَـرُّ بالنيّة،  يُكَرِّمُ الفعلَ ويمدحُ العزمَ.

فادخلوا كلُّكم إذاً إلى فرحِ ربكم.

أيها الأوَّلون ويا أيها الآخِرون خذوا أجرتكم.

أيها الأغنياءُ ويا أيها الفقراء افرحوا معاً.

سَلَكتُم بإمساك أو توانيتم أكرموا هذا النهار.

صُمتم أم لم تصوموا افرحوا اليوم.

المائدةُ مملوءةٌ فتنعَّموا كلّكم! العجلُ سمينٌ فلا  ينصرفْ أحدٌ جائعاً، تنعمّوا كلُّكم مشـروبَ الإيمان، تنعَّموا كلُّكم بغنى الصلاح.

لا يتحسَّرْ أحدٌ شاكياً الفقرَ لأنَّ الملكوتَ العامَ قد ظهر، ولا يندبْ مُعَدِّداً آثاماً لأنّ الفصحَ قد بزغ من القبر مشرقاً.

لا يخشَ امرؤٌ الموتَ لأنَّ موتَ المخلّص قد حرّرنا. هو  أخمد الموتَ لما مات، وسبى الجحيمَ لما انحدرَ إليها. فتمرمرتْ حينما ذاقتْ جسدهُ. وهذا عينه قد سبقَ إشعياء فعاينه فنادى قائلا:

تمرمرتِ الجحيمُ لما صادفتك داخلها، ترمرمتْ لأنها قد أُلغيت، تمرمرتْ إذ هُزئَ بها، تمرمرتْ لأنها قد أبيدتْ، تمرمرتْ لأنها صُفِّدَتْ، تناولتْ جسداً فألْفَتْهُ إلهاً،  تناولتْ أرضاً فألفتها سماءً، تناولتْ ما كانت تنظر فسقطتْ من حيث لم تنظرْ، فأينَ شوكتُكَ يا موت؟  أينَ انتصارُكِ يا جحيم؟

قام المسيح وأنتِ صُرعتِ.

قام المسيح والجنُّ سقطتْ.

قام المسيح والملائكة فرحتْ.

قام المسيح فانبثَّت الحياة في الجميع.

قام المسيح ولا مَيْتٌ في القبر.

قام المسيح من بين الأموات فكان باكورة للراقدين

فله المجد والعزة الى دهر الداهرين. آمين.

المسيح  قام          حقا  قام

 في التقليدين الحضاري والكتابي لإسرائيل القديم، كان الجحيم مكان استقرار الأموات، كلهم بلا تمييز. إنه المستقر الآيل إليه كل حي، على ما في سفر أيوب (٣٠: ٢٣). وبين ما حمله من حضارته القديمة وما فهمه من الإعلانات الإلهية، تصور إسرائيل القديم استقرار الأموات في الجحيم وجوداً ظلياً، أو شبه وجود، إذ لا قيمة له البتة وهو أشبه بالـ ”لا وجود“. في عمق أعماق الأرض، حيث الجحيم، ظلام دامس يحجب وجه الله فلا يستطيع الأموات أن يسبحونه ولا حتى أن يكون لهم في أمانته رجاء. ”هل يحدّث أحدٌ في القبر برحمتك أو في الهلاك بحقك، هل تُعرف في الظلمة عجائبك وعدلك في أرض منسية“، يقول صاحب المزامير في مناجاة أليمة (٨٨: ١١-١٢). أقسى ما في مأساة الميت إذاً أنه يمسي من الله منسياً. إزاء هذا الواقع الموجع، وجد شعب إسرائيل في طول العمر على الأرض وفرضية الانضمام إلى الآباء (تكوين ٢٥: ٨) تعزية عن ما هو مصير البشـرية ومسارها المحتوم. بَيدَ أن هذا الجحيم، وفي أحيان كثيرة، ما عاد يكتفي بمجرد انتظار الوافدين إليه بل كان يباغت بشراً وهم في عزّ قوتهم. ففي سفر أشعياء أيضاً تفتح الهاوية فاها لتلتهم ”وجهاء صهيون وعامتها وكل صرح فيها“ (٥: ١٤). التعزية التي وجدها إسرائيل لنفسه، والتي تكلمنا عنها آنفاً، ما عادت تكفي. إذ ذاك فهم المؤمنون أن قُدرة الجحيم على اجتياح أرض الأحياء سببتها الخطيئة التي أوجدت – في أرض الأحياء – موتاً. هكذا تطورت فكرة الجحيم في وجدان شعب الله فصار (الجحيم) مكان الرقاد الذي يستيقظ منه الأبرار إلى الحياة الأبدية، والأشرار إلى العار الأبدي، في يوم القيامة العظيم على ما في سفر دانيال (١٢: ٢).

إن نزول المسيح إلى الجحيم، في إيماننا المسيحي، هو مسألة عقائدية محورية وهو من حقائق العهد الجديد الأكيدة. فالذي بشّر الأرواح السجينة التي كانت قد تمرّدت قديماً كان ينبغي أن ينزل إليها، وهو نفسه الذي ”قد مضى إلى السماء وملائكة وقوات وسلاطين مخضعة له“، على ما في رسالة القديس بطرس الأولى (٣: ١٩-٢٢). ما كان للمسيح من اتصال بأسرى الجحيم لو لم يمت حقيقة كإنسان، وما كان ليمضـي إلى السماء إلى يمين الله لو لم ينتصر على الموت قائماً. ما من بشارة يحملها إلى الأموات لو لم يكن قد خَبِرَ تحريرهم. القديس بطرس يتحدث أيضاً، في خطبة أمام اليهود في أورشليم، عن نزول المسيح إلى الجحيم (بموته) وظفره عليه (بقيامته) ”بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق“، أي بتدبير إلهي، مستشهداً بصاحب المزامير الذي ”سبق فرأى وتكلم عن قيامة المسيح أنه: ”لم تترك نفسه في الهاوية ولا رأى جسده فساداً“ (أعمال ٢: ٢٤، ٣١). لم يقل الرسول ”لم ينزل إلى الهاوية“، بل ”لم تترك نفسه في الهاوية“ وهذا يعني أنه نزل إليها. وفي معرض حديثه عن سر الصعود يبين الرسول بولس، في رسالته إلى أهل أفسس، أن المسيح الرب نزل أولاً إلى ”أقسام الأرض السفلى“ قبل أن ”يصعد فوق جميع السماوات لكي يملأ الكل“ (٤: ٩-١٠). هذا وفي كل مرة نتلو دستور إيماننا نعترف بأن يسوع المسيح هو الرب، وبأنه قام من بين الأموات.

قلنا فيما خلا إن الظلمة كانت تحجب عن الموتى وجه الله، أي أنهم كانوا محرومين رؤيته. لكن الهاوية والهلاك كانا مكشوفين أمام الله على الدوام (أيوب ٢٦: ٦)، وأنفس الأسرى كلها محصاة. ولما أتت ساعة الغلبة ما عاد الجحيم قادراً على الاحتفاظ بواحد من أسراه لأن المسيح ابن الله اقتحمه بذاته، بسلطان سيادته على الحياة والموت.

حتى موت السيد على الصليب كان الجحيم المقر النهائي لكل حي، وما كان لنفس أن تخرج منه. لذا كان ينبغي أن ينزل المسيح بنفسه، وهو الذي لا قدرة للجحيم عليه، ليفجّر ذاك السجن الدهري من داخله فاتحاً للموتى باب الولادة الجديدة، صائراً بكر القائمين من بين الأموات على ما يسميه سفر الرؤيا (١: ٥). هبة الحياة الأبدية ما كانت لتتحقق لو لم تسقط – نهائياً – أبواب الجحيم. هذا هو الفداء الذي طالما انتظرته البشرية المحكومة منذ آدم بالانفصال عن وجه الله، الجحيم الذي ما بعده جحيم. أما الثمرة الأبدية لهذا الفداء واستمراره هو الكنيسة، التي لن تقوى عليها أبواب الجحيم من بعد (متى ١٦: ١٨).

انقر هنا لتحميل الملف