Menu Close
kanisati

نشرة كنيستي

نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.

الأحد ٧ كانون الثّاني ٢٠١٨

العدد ١

الأحد بعد عيد الظّهور الإلهيّ

اللّحن ٦- الإيوثينا ٩

كلمة الرّاعي

الظُّهور الإلهيّ

”فلمَّا اعتمد يسوع صعِد للوقت من الماءِ وإذا السّماوات قد انفتحت لهُ فرأَى روح اللَّه نازلاً مثلَ حمامةٍ وحالًّا عليهِ. وإذا صوتٌ من السماءِ قائلًا هذا هو ابني الحبيب الَّذي بهِ سُرِرْت“ (متّى ٣: ١٦)

    من هو الله؟ سؤال يطرحه كلّ البشر. لم يكن من إجابة واضحة عليه قبل المسيح، قبل التّجسُّد والمعموديّة. في العهد القديم أعلن الله عن نفسه لأصفيائه والأنبياء، عُرفَ بأسماء عديدة تشير إليه مثل: ”إيلوهيم“ أي آلهة، ”أدوناي“ أي السّيّد، ”إيل شَدَّاي“ أي الرّبّ القدير، واستعلن لموسى باسم ”أَهْيِهْ أَشِيرْ أَهْيِهْ“ أي أنا من أنا أو أكون الَّذي أكون و”يهوه“ أي الَّذي يكون أو الكائن، وغيرها الكثير من الأسماء الأخرى.

     ما يهمّنا  هو أنّ الاسم يشير إلى حقيقة الشّخص. وأسماء الله تشير إلى من هو، إلى صفاته. الله استعلن في العهد القديم إلهًا شخصيًّا، أي إلهٌ يقيم علاقة شخصيّة مع خليقته. هو ليس قوّة غاشمة لا كيان شخصيّ لها. إنّه شخص. لم يكن مكشوفًا بعد سرّ الثالوث، كان الله يظهر كثالوث ويحضّر البشريّة للتجسّد في آن. ظهر على إبراهيم هيئة ثلاثة رجال (أنظر تكوين ١٨) وظهر على موسى بهيئة ملاك في وسط العلَّيقة الملتهِبَة (أنظر خروج ٣). لكن استعلانه النهائيّ كان يوم ظَهَرَ في الأردنّ واعتمد من يوحنّا المعمدان.

*           *           *

يُدعَى هذا العيد أيضًا بعيد الأنوار، لأنّ المستعدّين للاستنارة كانوا يُعمَّدون في هذا اليوم، وكانوا بَعْدَ معموديّتهم على اسم الثالوث القدّوس يدخلون الكنيسة باللِّباس الأبيض وهم يحملون الشّموع، رمزًا لاستنارتهم بالمعرفة الإلهيّة وبنعمة الرُّوح القدس، حينئذ تسمّيهم الكنيسة بالمستنيرين لأنّهم عرفوا سرّ الله، سرّ الثالوث القدوس ودخلوا في وحدة معه.

في المعموديّة، كان ”الابن الحبيب“ ابن الله الوحيد المتجسِّد من العذراء مريم بتظليل الروح القدس حاضِرًا في الماء، والآب أعلن حضوره بصوته من السّماء، والرّوح القدس ظهر في شبه حمامة. الله كشف نفسه بشكل واضح وصريح لأوّل مرّة في التاريخ على أنّه مثلّث الأقانيم آب وابن وروح قدس. هذا هو أساس الإيمان المسيحي أنّ الله ثالوث وأنّ ابن الله، الأقنوم الثاني اتّخذ طبيعتنا البشريّة بكاملها ليفتديها بإتمامه الناموس في إنسانيّته ليجعل البشريّة تتحرّر من نير النّاموس وليُدخِلها في سرّ النّعمة في شركة حياة الثّالوث القدّوس.

*           *           *

ماذا يعني هذا العيد لحياتنا؟

النّور الحقيقيّ أتى إلى العالم وظلمة جهالة البشر لله قد أبيدَت. نور الله قد سكن فينا بنعمة الروح القدس المستقرّ في الابن من خلال الكنيسة جسد المسيح. صرنا نعبد الله الآب بمعرفة، ونسبِّحه كونه أتى إلينا وكشف لنا ذاته في ابنه المتجسِّد بنعمة الروح القدس السّاكن فينا. افتدى الله كلّ الخليقة والطبيعة البشريّة تجدَّدت بالمسيح المعتمد من يوحنّا لأنّ الله نفسه نزل في المياه فقدَّسها، وهذا رمز إلى الموت والقيامة، ففي المسيح يموت آدم العتيق تحت الماء ليقوم آدم الجديد غالبًا قوة الموت المتمثّلة بالمياه، حيث يستتر إبليس ليخنق الإنسان، الّتي تصير مصدرًا للحياة عوض الموت. المسيح أي لينقذنا من الحزن الآتي بالخطيئة من خلال إكماله لكلّ برّ ليمنحنا غفران الآثام والزّلات. في استعلان بنوّته لله الآب يجعلنا بنين لله إذا ما اعتمدنا على اسمه ولبسناه. لقد منحنا الرّبّ سلامه في حلول الرّوح القدس على الابن في طبيعته البشريّة بهيئة حمامة رمزًا لتجديد الخليقة في المسيح بعد القضاء على الشرّ في الطوفان. كما تقدَّس يوحنَّا المعمدان والمياه بمعموديّة يسوع، كذلك نحن أيضًا برشنا ونضحنا بالماء المقدَّس نتطهَّر ونتنقّى ونتجدَّد ونستنير لنجوز ”سبيل العمر الزّائل“ إلى ملكوت السّماوات في استباق تذوّقه وعيشه منذ الآن...

+ أنطونيوس+

مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما

طروباريّة القيامة (اللّحن السّادس)

إِنَّ القوَّاتِ الملائِكِيَّة ظَهَرُوا على قبرِكَ الـمُوَقَّر، والحرَّاسَ صَارُوا كَالأَموات، ومريمَ وَقَفَتْ عندَ القَبْرِ طَالِبَةً جَسَدَكَ الطَّاهِر، فَسَبَيْتَ الجَحِيمَ ولَمْ تُجَرَّبْ مِنْهَا، وصَادَفْتَ البَتُولَ مَانِحًا الحَيَاة، فَيَا مَنْ قَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ، يَا رَبُّ المَجْدُ لَك.

طروباريّة  القدّيس يوحنّا المعمدان (اللّحن الثّاني)

تذكارُ الصِّدِّيقِ بالمديح، أمَّا أنتَ أيُّها السَّابِق فَتَكْفِيكَ شهادةُ الرَّبِّ لأنَّكَ ظَهَرْتَ بالحقيقةِ أشرفَ من كلِّ الأنبياء، إذ قد اسْتَأْهَلْتَ أنْ تُعمِّدَ في المجاري من كَرَزُوا هم به، ومن ثَمَّ إذ جَاهَدْتَ عن الحقِّ مسـرورًا بَشـَّرْتَ الَّذين في الجحيمِ بالإلهِ الظَّاهِرِ بالجسد، الرَّافِعِ خطيئةَ العالم، والمانِحِ إيَّانا الرَّحمةَ العُظْمَى.

طروباريّة عيد الظّهور الإلهيّ (اللّحن الأوّل)

باعتمادِكَ يا ربّ في نهرِ الأردنّ، ظَهَرَتِ السَّجْدَةُ للثَّالوث، لِأَنَّ صوتَ الآبِ تَقَدَّمَ لكَ بالشَّهادَةِ مُسَمِّيًا إيَّاكَ ابنًا محبوبًا، والرُّوحُ بهيئةِ حمامَةٍ يُؤَيِّدُ حقيقةَ الكلمة، فيا مَنْ ظَهَرْتَ وأَنَرْتَ العالمَ أيُّها المسيحُ الإلهُ المجدُ لك.

القنداق  لعيد الظهور الإلهيّ (اللّحن الرّابع)

اليومَ ظَهَرْتَ للمسكونةِ يا ربُّ وَنورُكَ قد ارْتَسَمَ علينا نحنُ الَّذينَ نُسَبِّحُكَ بمعرِفَةٍ قائلين: لقد أتيتَ وظَهَرْتَ يا نوراً لا يُدنى منه.

الرّسالة (أعمال الرّسل 1:19-8)

خَلِّصْ يَا رَبُّ شَعْبَكَ وبَارِكْ مِيرَاثَكَ

إِلْيْكَ يَا رَبُّ أَصْرُخُ إِلَهِي

 في ذلك الزّمان، حَدَثَ فِيمَا كَانَ أَبُلُّوسُ فِي كُورِنْثُوسَ أَنَّ بُولُسَ بَعْدَمَا اجْتَازَ فِي النَّوَاحِي الْعَالِيَةِ جَاءَ إِلَى أَفَسُسَ. فَإِذْ وَجَدَ تَلاَمِيذَ قَالَ لَهُمْ: هَلْ قَبِلْتُمُ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمَّا آمَنْتُمْ؟ قَالُوا لَهُ: وَلاَ سَمِعْنَا أَنَّهُ يُوجَدُ الرُّوحُ الْقُدُسُ. فَقَالَ لَهُمْ: فَبِمَاذَا اعْتَمَدْتُمْ؟ فَقَالُوا: بِمَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا. فَقَالَ بُولُسُ: إِنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ قَائِلاً لِلشَّعْبِ أَنْ يُؤْمِنُوا بِالَّذِي يَأْتِي بَعْدهُ أَيْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ. فَلَمَّا سَمِعُوا اعْتَمَدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ. وَلَمَّا وَضَعَ بُولُسُ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْهِمْ فَطَفِقُوا يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ وَيَتَنَبَّأُونَ. وَكَانَ جَمِيعُ الرِّجَالِ نَحْوَ اثْنَيْ عَشَرَ. ثُمَّ دَخَلَ الْمَجْمَعَ وَكَانَ يُجَاهِرُ مُدَّةَ ثَلاَثَةِ أَشْهُرٍ مُحَاجّاً وَمُقْنِعاً فِي مَا يَخْتَصُّ بِمَلَكُوتِ اللهِ.

الإنجيل (يوحنّا  1: 29—34)

في ذلك الزمان رأى يوحنا يسوعَ مُقبِلاً إليه فقال هوذا حَمَلُ اللَّه الذي يرفع خطيئة العالَم* هذا هو الذي قلتُ عنهُ إِنَّهُ يأتي بعدي رجلٌ قد صار قبلي لأنَّهُ متقدِّمي* وأنا لم اكُنْ اعرفُهُ. لكن لكي يظهَرَ لاسرائيل، لذلك جئْتُ أنا اعمَّدُ بالماءِ* وشهد يوحنا قائلاً إِنَّي رأَيت الروحَ مثلَ حمامةٍ قد نزَلَ من السماءِ واستقرَّ عليهِ* وأنا لم اكُنْ اعرِفُهُ لكنَّ الذي ارسلني لأُعمِّدَ بالماءِ هو قال لي إِنَّ الذي ترى الروحَ ينزِلُ ويستقرُّ عليهِ هو الذي يُعمِّدُ بالروح القدس* وأنا قد عاينْتُ وشهِدتُ انَّ هذا هو ابنُ اللَّه.

حول الإنجيل

يظهر يوحنا المعمدان شخصيّة بارزة في صفحات الكتاب المقدس، هو النبي الذي يفصل بين العهدين، القديم والجديد. هو من قال فيه يسوع :"لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ" (متى ١١: ١١). هو السراج الذي يهيّئ لطلوع الشمس يسوع المسيح، وعندما يظهر هذا النور سينتهي دوره. يوحنا عاش حياة البراري القاسية وتعلّم مهنته كمنادٍ، لأنه سيهيّئ للرب "شعباً معدّاً خير إعداد" (لو ١: ١٧).

 ينقلنا شخص يوحنا إلى الحدود بين عالمين، نهاية العهد القديم وبداية العهد الجديد الذي فيه تعجّب جميع الناس. انه افتقاد جديد من الله لشعبه، بمرسل اسمه "يوحنا" أي "الرب الحنّان" الذي يدلّ على مرحلة جديدة من تدبير الله الخلاصي وعلى صدق وعد الله لشعبه.

قَلَبَ والِدَا يوحنا التقليد ليقدِّمَا شيئاً جديداً يكون علامة عالم جديد سيُخلَق. كانت العادة بأن يأخذ الولد اسمه من العائلة. لكن هنا برزت دعوة جديدة  سمّوه "يوحنا" أي "الله يتحنّن ويرحم" فخلق الله من يوحنا رسول الأزمنة الجديدة. دهش الناس دون أن يدركوا ان إرادة الله تفرض على مختاريه الخروج عن بعض العادات والتقاليد والشرائع القديمة. انتهت رسالة يوحنا عندما عمّد المسيح ذاك الذي قال عنه: "يَأْتِي بَعْدِي، رَجُلٌ صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي. وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ. لَكِنْ لِيُظْهَرَ لإِسْرَائِيلَ لِذَلِكَ جِئْتُ أُعَمِّدُ بِالْمَاءِ" (يوحنا ١: ٣٠ -٣١).

ما من شكٍ أننا مخلوقات تسيطر العادة عليها وأن التعلّم من جديد لأمر مستحيل. ولكن الخطأ يكمن في أن نعتقد أن التعلّم والتحرّر غير ممكنين. إنّ مثل هذا القول السلبي بالأمور، غالباً ما يخبّئ في طياته هروباً من التحدّي الذي يطرحه علينا التغيير في سلوكية حياتنا. الإنسان العاقل والمؤمن يدرك تماماً ما لخبرات الماضي من أهمية، ولكنه يدرك أيضاً أن التغيير ممكن.

 لذلك يقول بولس الرسول في رسالته إلى أهل فيلبي: "أَنَا لَسْتُ أَحْسِبُ نَفْسِي أَنِّي قَدْ أَدْرَكْتُ. وَلَكِنِّي أَفْعَلُ شَيْئاً وَاحِداً: إِذْ أَنَا أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ" (فيلبي ٣: ١٣).

الانسان المتصلّب يعيش مكبّلاً داخل حياة جامدة وعالم ضيّق. هو يبقى على عالمه الضيّق كي يتمكّن من السيطرة عليه. يخشى كل جديد، مع أنه لا يقرّ بذلك، وإذا ما انفتح على الواقع، فسوف يربكه ذلك كثيراً، وكأنّ عقله قد تعطّل عن العمل. أما الانسان المرن والمؤمن القابل للتطوّر، فهو إنسان نامٍ يعيش في عالم هو أبداً في حال من الانفتاح والتطور. فهو يقرّ دون وَجَل بأن كل تغيير يحمل في طياته الخطر والفرص الجديدة في آن معاً. عندما أقبل هذا التحدّي أكون قد عزمت على تحمّل مسؤوليّة مستقبلي. أنا لست سجين الماضي إنما أنا رائد في توقي إلى صنع مستقبل زاهر.

يجب أن نخلع الإنسان القديم ونلبس الإنسان الجديد وأن نتحرّر من ضعفنا. لذلك نحن مدعوون أن ندرك أنه وحده الإنسان بين الخلائق وُهب القدرة على إحداث تغيير في نمط حياته. وحده الإنسان يتحكّم بصنع مستقبله. نستطيع القول ختاماً بأن أروع اكتشاف في عالم اليوم هو استطاعة المرء أن يحدث تغييراً جذرياً في حياته الخارجية إذا ما استطاع أن يبدّل في مواقفه الداخلية. آمين.

لكن ما هي مشيئة الله؟

(للشيخ سمعان كراغيبولوس)

نسمع بين الفينة والأخرى الناس يقولون: "لكن، ما هي مشيئة الله؟ أنا لا أعرف ما يريده الله".

ما الذي لا تعرفه؟ ألا تعرف، مثلاً، أن عليك أن تصلي قليلاً أكثر مما تصلي الآن؟ أأنت بحاجة إلى أن يخبرك أحد بذلك؟ ألا تعرف أن الصلاة القليلة التي تقوم بها يجب أن تكون من كل قلبك؟ ألا تعرف أنه لا ينبغي بك أن تجاوب أحداً، أو أن تتوجّه إليه بطريقة تحزنه؟ ألا تعرف أن عليك أن تساعده؟ ألا تعرف أن عليك أن تسامحه؟ أن تحتمله؟ أن تحبه؟ أن تصلي من أجله؟ ألا تعرف أن عليك أن تكون صبوراً؟ وأن عليك ألا تغضب؟

اعمل ما تعرفه. والله، إذ يرى تصرفك الصادق لمعرفة إرادته باستمرار، سوف يجد، في كل مرة، طريقةً يوضح فيها لك ما لا تعرفه.

أن نبدأ كل مرة من جديد لا يعني أننا سوف نقوم بأمور لا نتوقعها. بالأحرى، سوف نقوم بأشياء نعرفها، أشياء مألوفة، لكن بروح أخرى، وميل آخر.

فيما ندرس الموضوع برمته سوف نفهم ويكون لنا بداية جديدة، اليوم ، غداً، واليوم الذي بعده؛ وهذا لا ينتهي. ما من أحد سوف يتعب يقول: "أنا تعبت من تكرار البداية". على العكس، سوف تشعر بداخلك أن هذا ضروري كل يوم. وهذا سوف يكون شهادة، علامة، برهاناً، بأن قطعة أخرى من لاوَعْيِكَ خرجَت من القبو المظلم وهي الآن تحت سيطرتك. عند هذه النقطة تضعها تحت نعمة الله حتّى أنها تتقدّس. كل ما هو شرير، كل ما هو مشوه، يتبدد ويتطهر بالنعمة، وروحك وحدها تبقى طاهرة.

وهكذا، كل لحظة، في كل محطة، أن تتذكّر أنك بدأتَ من جديد وأنّك مجدداً سلّمت نفسك إلى الله، فسوف تحاول أن لا تترك هذه القطعة التي فيك تغلبك، ولا أن تفعل ما تدفعك إلى فعله. لكن ماذا بعد؟ تعمل ما يعمله القديس، ما يقول لك يسوع أن تعمل.

على هذا المنوال أنت تكون في كل لحظة ضمن إرادة الله وليس ضمن إرادتك.

تواضع الشيخ صُفروني وفكاهته

(للميتروبوليت إيروثيوس فلاخوس)

عندما يقترب المرء من الشيخ، يشعر بما عنده من تواضع عميق جداً، تواضع لم يكن نتيجة جهود التقشف بحد ذاته، وﻻ كان محاولة للظهور بمظهر المتواضع، ولكنه كان تغييراً وتبدلاً في كيانه. لطالما ردد هو نفسه كلمات القديس سلوان الذي قال أيضاً أن التواضع النسكي هو شيء وتواضع المسيح الذي يظهر بتجلي كامل كيان اﻹنسان وتألهه هو شيء آخر. لهذا السبب، ترون الشيخ صُفروني في حالة جيدة، حتّى في لحظات مشاركته بالمزاح ﻷن فكاهته هادفة جداً.

لهذا، عند لقائه، ﻻ يستطيع المرء أن يفهم من الصفات الخارجية واﻷخلاقية أنه قديس. هو شخصياً لم يكن يرتاح للإحساس بأن البعض يقاربونه كقديس. لذا كان يلجأ إلى الفكاهة، ويحكي قصصًا متنوّعة، ويخلق جوّاً لكنك ترى فيه عمقاً. فكاهته لم تكن من النوع الذي يزعجك أو الذي يخلق وضعاً مشوّشاً مبعثراً أو ينهمر كتسلية للفكر. على العكس، حتّى نكاته كانت ذوات عمق عظيم. وبالنهاية، في كل اللحظات التي يكون المرء قريباً من الشيخ، حتّى عندما يهب الله للإنسان أن يمشي مع الشيخ ويتحدّث إليه ويضحك معه، يفهم المرء أن كل هذا ينبع من نفس وقلب رجل قد تجلّى بشكل كامل. لهذا السبب، حتّى نكات الشيخ وفكاهته الرفيعة تلمس اﻹنسان بشكل شخصي.

مركز القديس مكسيموس المعترف:  التسجيل في الفصل الثاني

يعلن مركز القدّيس مكسيموس المعترف للتّعليم المسيحيّ عن فتح أبواب التّسجيل للفصل الثَّاني (كانون الثّاني- شباط - آذار) في المواد التّالية:

(1) اللّغة اليونانيّة الحديثة: مساء كل إثنين مع قدس الأرشمندريت جورج بديع معلوف؛

(2) ليتورجيا: مساء كلّ ثلاثاء مع قدس الأب جورج سليم معلوف؛

(3) الحياة الرّوحيّة الأرثوذكسيّة: مع سيادة راعي الأبرشيّة المتروبوليت أنطونيوس مساء كلّ خميس؛

ملاحظة: تعطى الدّروس من الساعة 6:00 إلى الساعة 8:00 مساءً، إبتداءً من 15 كانون الثاني 2018؛ للتسجيل أو للمزيد من المعلومات الرّجاء الاتّصال بقدس الأب سيرافيم مخول (03/672273).

انقر هنا لتحميل الملف