الأحد 5 تمّوز 2020     

العدد 27

الأحد (4) بعد العنصرة

اللّحن 3- الإيوثينا 4

أعياد الأسبوع: *5: البارّ أثناسيوس الآثوسيّ، لمباذوس العجائبيّ *6: سيصوي الكبير (ساسين) * 7: البارّ توما الميليوني، الشَّهيدة كرياكي *8: العظيم في الشُّهداء بروكوبيوس، الشَّهيد في الكهنة أنستاسيوس *9: بنكراتيوس أسقف طفرومانية *10: يوسف الدِّمشقي، الشُّهداء   اﻟ 45 المستشهدون في أرمينية *11: آفيميَّة المعظَّمة في الشَّهيدات (لمَّا ثبَّتت حدَّ الإيمان)، القدّيسة الملكة أولغا المعادلة الرُّسل، القديس البارّ صفروني الآثوسيّ.

كلمة الرّاعي

المسيحيّ في أزمنة الضّيق

”بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضًا فِي الضِّيقَاتِ، عَالِمِينَ أَنَّ الضِّيقَ

يُنْشِــئُ صَـبْــرًا، وَالصَّبْرُ تَزْكِيَةً، وَالتَّزْكِيَةُ رَجَاءً،

وَالـــرَّجَـــــاءُ لاَ يُخْــزِي...“ (رومية 5: 3-5)

نعيش، اليوم، في بلادنا زمنًا صعبًا جدًّا على الصَّعيدَيْن الاقتصاديّ والصّحّي. هي أزمة عالميَّة. ليست هذه المرَّة الأولى الّتي نتعرّض فيها لمثل هذه الضّيقات. هذا زمان الأزمات المفتَعَلة من زبانية إبليس واتباعه المتردِّين، في أحيان عديدة، أثواب الإيمان أو الحضارة أو الإنسانيّة... الشّيطان واتباعه يمكنهم أن يلبسوا من الخارج أقنعة النّور الزّائف والتّقوى الكاذبة والتّطوّر المُفسد العقل وكرامة الحقارة في حرّيّة عبوديّة الأجساد...

هذا كلّه شرّ مستشر في هذا الزّمن بإسم حقوق الإنسان، هذا الإنسان الّذي مُسِخَت إنسانيّته بفلسفات السّقوط الوجوديّة الدَّهريَّة... العالم تزداد فيه الظّلمة لأنّ البشر يستسهلون الاستسلام لأسياد العالم وخداعهم، هؤلاء الّذين يقودون البشريّة إلى دمارها باستعبادها لما ليس من طبيعتها الجوهريّة الّتي من صورة الله فيها...

*          *          *

هل نحن، اليوم، كمؤمنين مستعدّون لمواجهة الحرب الرّوحيّة الّتي يشنّها إبليس علينا تحت ستار الحرّيّة الفرديّة والرّفاه؟!... ”لأَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ يَغْلِبُ الْعَالَمَ. وَهذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا“ (1يوحنا 5: 4). الإيمان ليس تصوُّرًا عقليًّا بل حقيقة فاعلة لأنّ الله حيّ. لكن، متى يعمل الله في حياتنا؟!... حين نسلك بالإيمان أي بالثّقة به والاتّكال عليه، بكلام آخَر حين نطيع كلمته الإلهيّة وليس كلمتنا أو كلمة أيّ كائن آخَر.

نعم! الرَّبّ هو سيِّد التّاريخ وهو الغالب. نحن، إذا كنّا له، به وفيه نغلب بالحبّ كلّ العالم. الحبّ شركة ووحدة، الحبّ عناية وانتباه، الحبّ مسامحة ومغفرة، الحبّ استقامة حياة وسلوك في الحقّ، الحبّ نبذ للتّفرقة والخصام، الحبّ انفتاح وإيجابيّة وتعاون، الحبّ حوار وطلب للرّضى الإلهيّ في الآخَر، الحبّ هروب من روح الدّينونة والاستكبار، الحبّ هو موت الأنا وقيامة الأنت فينا بالمسيح...

*          *          *

الكنيسة المقدَّسة حاضرة وفاعلة في خدمة المحبّة بالصّلاة والبذل والعطاء على كلّ الصُّعد على الدّوام، وبشكل أكثر كثافة في أزمنة الضّيق، هي مع شعبها وله وبالأحرى هي في شعبها وشعبها هو هي لأنّ للكلّ راعٍ واحد هو الرَّبّ يسوع المسيح رئيس الكهنة العظيم...

لا تبخل الكنيسة-المؤسسة على أبنائها، إذ كلّ ما هو لها هو لأجلهم، والكنيسة-الشّعب هي أيضًا تحيا في مشاركة الخيرات لكي يكون في كلّ حين لكلّ من يقصد أبواب بيت الرَّبّ كفاية بالمحبّة والعناية والعطاء وسدّ الحاجات وتعزية أبناء الإيمان.

”وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُعَرِّفْ شِمَالَكَ مَا تَفْعَلُ يَمِينُكَ“ (متى 6: 3). هكذا تعمل الكنيسة أعمال المحبّة في الخفية حفاظًا على كرامة المسيح في أبنائه، هي لا تضجّ وتصرخ على السّطوح ليرى النّاس أعمالها، لأنّ الله يرى كلّ شيء وهو يجازي المُعطي الكريم علانية إذا ما رام مجد الله وأخفى برَّه عن عيون النّاس.

*          *          * 

أيُّها الأحبّاء، إِنْ ”عِشْنَا فَلِلرَّبِّ نَعِيشُ، وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَمُوتُ. فَإِنْ عِشْنَا وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَحْنُ“ (رومية 14: 8). المؤمن لا يخاف الموت إذ هو يعرف صدق الّذي دعاه إلى حياة أفضل (يوحنّا 10: 10). من دعانا إلى طلب برِّه أوَّلًا هو أمين أن يهبنا كلّ ما نحتاجه لحياتنا، إن اتّكلنا عليه. المسؤوليّة مشتركة بيننا وبين الله، لأنّه فاعِل في محبّيه وطالبيه. الله بالإنسان يعضد الإنسان رغم أنّه فاعل وحاضر ومشدِّد بشكل مباشر للمؤمن. كلّ من يعزّيه الرَّبّ يطلب إليه أن يكون تعزية للآخَرين الّذين يضعهم في طريقه. بشركة الإيمان يعمل اللهُ في الإنسان والإنسانُ يعمل عملَ الله مع الإنسان. تتجلَّى الكنيسة بأحلى حللها في أزمنة الضّيق لأنّ محبة الله تصير ظاهرة وجليَّة من خلال أعمال المحبّة الّتي تُجسِّدها الكنيسة-جسد المسيح من الرّعاة نحو الأبناء ومن الأبناء نحو الرّعاة لكيما نعيش في سرّ حركة الحبّ الإلهيّ الدّائريّة من الله نحو الإنسان ومن الإنسان نحو الله في الإنسان بنعمة الرّوح القدس الفاعل في أتباع ”الكلمة“...

ومن له أذنان للسّمع فليسمع...

+ أنطونيوس

مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما

طروباريّة القيامة (باللَّحن الثّالث)

لِتفرحِ السَّماوِيَّات. ولتَبتَهِجِ الأرضِيَّات. لأنَّ الرَّبَّ صنعَ عِزًّا بساعِدهِ. ووَطِئَ المَوْتَ بالمَوْت. وصارَ بِكرَ الأموات. وأنقذَنا من جَوفِ الجحيم. ومَنَحَ العالمَ الرَّحمةَ العُظمى.

طروبارية للبارّ أثناسيوس الآثوسيّ (باللَّحن الثّالث)

لقد دُهِشَتْ طغماتُ الملائكة من سيرتك بالجسد أيّها الدّائمُ الذِّكر، كيف أنّك وأنت بالجسدِ سعيتَ نحو المصاف غير المنظورة، وجرحتَ مواكبَ الأبالسة، فلذلك قد كافأك المسيح بمواهب غنيّة، فيا أيّها الأب أثناسيوس، تشفّع إليهِ أن يخلّص نفوسنا.

القنداق (باللَّحن الثّاني)

يا شفيعَةَ المَسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالِق غيْرَ المرْدودةِ، لا تُعْرضي عَنْ أصواتِ طلباتِنا نَحْنُ الخَطأة، بَلْ تدارَكينا بالمعونةِ بما أنَّكِ صالِحَة، نَحنُ الصّارخينَ اليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعَةِ وأسَرعي في الطّلْبَةِ يا والدَة الإلهِ، المُتشَفِّعَةَ دائمًا بمكرِّميك.

الرّسالة (عب 13: 7– 16)

يا إخوةُ أذكُروا مدبِّريكم الّذين كَلَّموكم بِكَلِمَةِ الله. تأمَّلوا في عاقِبَةِ تصرُّفهم واقتَدوا بإیمانِهم. إنَّ يسوعَ المسيحَ هُوَ هُوَ أمسِ واليومَ وإلى مدى الدَّهر. لا تَنقادوا لِتَعاليمَ متنوِّعَةٍ غَريبَة. فَإنَّهُ يَحسُنُ أَن يُثبَّتَ القلبُ بالنِّعمَة لا بالأطعِمَة الّتي لم ينتَفِع الَّذينَ تَعاطَوْها. إنَّ لنا مَذبحًا لا سُلطانَ للَّذينَ يَخدُمُونَ المَسكِنَ أن يأُكُلوا منه. لأنَّ الحيواناتِ الّتي يُدخَلُ بِدَمِها عنِ الخطيئَةِ إلى الأقداسِ بِيَدِ رئيسِ الكَهنَةِ تُحْرَقُ أجسامُها خارِجَ المَحَلَّةِ. فَلذلِكَ يسوعُ أيضًا تألَّم خارِجَ البابِ ليُقدِّسَ الشَّعب بدَمِ نفسِهِ. فلنَخرُج إذَنْ إليهِ إلى خَارِجِ المحلَّةِ حامِلينَ عارَهُ. لأنَّهُ ليسَ لنا ههُنا مدينةٌ باقيةٌ بل نَطلُبُ الآتية. فَلنُقرِّبْ بِهِ إذَنْ ذبيحَةَ التَّسبيحِ كلَّ حينٍ وهي ثمَرُ شِفاهٍ مُعتَرِفَةٍ لاسمه. لا تَنْسَوْا الإِحسَانَ والمؤَاسَاةَ فَإِنَّ الله يرتَضي مثلَ هذه الذّبائح.

الإنجيل (متّى 8: 5– 13) (متّى ٤)

في ذلك الزّمان دخلَ يسوعُ كفرناحومَ، فدَنَا إليهِ قائدُ مئةٍ وطلبَ إليهِ قائلًا: يا ربُّ، إنَّ فتايَ مُلقًى في البيت مُخلَّعٌ يُعَذَّبُ بعذابٍ شديد. فقال لهُ يسوع: أنا آتي وأَشْفِيَهِ. فأجاب قائدُ المئةِ قائلًا: يا ربُّ، لستُ مستحِقًّا أن تدخُلَ تحتَ سقفي، ولكنْ قُلْ كلمةً لا غيرَ فيَبْرَأَ فتايَ، فإنّي أنا إنسانٌ تحت سلطانٍ ولي جندٌ تحت يدِي، أقولُ لهذا اذهبْ فيذهَبُ وللآخَر ائْتِ فيأتي، ولعَبْدي اعْمَلْ هذا فيعْمَلُ. فلمَّا سمعَ يسوعُ تعجَّبَ وقالَ للَّذين يتبعونَه: الحقَّ أقول لكم، إنّي لم أجِدْ إيمانًا بمقدارِ هذا ولا في إسرائيل. أقول لكم إنَّ كثيرين سيأتون مِنَ المشارِقِ والمغارِبِ ويتَّكِئُون معَ إبراهيمَ واسحقَ ويعقوبَ في ملكوت السَّماوات، وأمَّا بنو الملكوت فيُلْقَوْنَ في الظُّلمةٍ البَرَّانِيَّةِ. هناك يكونُ البُكاءُ وصَريفُ الأسنان. ثمَّ قال يسوع لقائد المئة: اذْهَبْ وليكُنْ لكَ كما آمنتَ. فشُفِيَ فتاهُ في تلك السَّاعة.

حول الإنجيل

يا سيّد لستُ مُستحقًّا لكن إيمانًا منّي بحُبِّكَ أصرخُ: "قُل كلمةً لا غير".

هل لدينا إيمان؟ لستُ أقولُ مثل قائد المئة، لأنّ الرَّبّ يسوع لم يجد إيمانًا بمقدار هذا.

إنّ كلمة الله فاعلة دائمًا، حتّى المياه والرّيح وكلّ شيء يخضع لكلمة الله، إلّا معنا نحن البشر، لأنّه سهل على الرَّبِّ أن يخلق الكَوْن كلَّه بكلمةٍ مِنْ أن يخلق موقفًا ما عند الإنسان بكلمة، وذلك بسبب الحرّيّة الّتي وَهَبنا إيّاها الله، فبمقدار محبّتي وإيماني بالرَّبِّ يسوع، تكون كلمته فاعلة، كما جاء في الأودية الثّالثة لسحر الأحد "ثبّتني في محبّتك أيّها السّيّد الضّابط الكلّ. يا من أبدع الأشياء من العدم خالقًا إيّاها بكلمته ومكمّلًا إيّاها بروحه".

إنّ شعور عدم الاستحقاق الآتي من التّوبة والتّواضع يجب أن يُلازمنا في كلّ صلاتنا، في فكرنا، لأنّ كلّ عطايا الرَّبّ لنا هي بسبب رحمته وطول أناته وكثرة محبّته لنا وليس بسبب بِرِّنا، "لأنّ كلّ عَطيَّةٍ صالحة وكلّ موهبةٍ كاملة هي من العَلاء مُنحدرة من لَدُنِكَ يا أبا الأنوار"، فعندما رافق الرَّبُّ الشّعب الإسرائيليّ في العهد القديم وهزم الأمم كان ذلك بسبب كفر الأمم وعبادة الأوثان وليس بسبب فضيلة ونقاوة واستحقاق الشّعب الإسرائيليّ.

عندما قال قائد المئة للرَّبِّ أنّه ليس مستحقًّا أن يدخل إلى بيته، فتح باب قلبه ليدخله الرَّبّ، وهذا ما جعل الله يُسَرُّ بدخول قلبه عوض بيته وهذا هو المرتجى، فما كان من الرَّبّ يسوع إلّا وأن أعلن عظمة إيمانه، ونبّه اليهود إلى الخروج من الملكوت إلى الظُّلمة الخارجيّة؛ أمّا الآن فهذا التّنبيه هو لنا نحن المسيحيّين، "فالويل للإنسان المتوكّل على قوّته ونسكه أو على ذكائه، ولا يكون اتّكاله على الله لأنّ منه وحده العزّة والقوّة" (القدّيس أفرام السُّريانيّ)، خاصّة في هذه الأيّام الّتي نحن بحاجةٍ ماسَّةٍ إلى وجود الله في حياتنا وأن نضع كلّ رجاءنا عليه.

 كلُّ مَن يثق باللّٰه، يحصد تماجيد وَيكتسب فرحًا إِلهيًّا وَبركةً أَبديَّة. بينما كلُّ مَن يبذر نقًّا وَتذمُّرًا، فهو يحصد تذمُّرًا وَيخزِّن قلقًا وَاضطرابًا (القديس بايسيوس الآثوسي).

عـــــالـَـم الــــرّوح الــــقــــدس

للبطريرك الياس الرّابع (معوّض) 

الحوار بين الخالق والمخلوق شرطٌ أساسيّ لاستمرار الحياة في الجدّة الإلهيّة. من دونه يتشوّه معنى الحياة وبه يتغيّر مفهومها ومعناها ومراميها وأبعادها.

المحبّة هي الرّابط القويّ الّذي يربط بين الإنسان وربّه. المحبّة هي الكلمة المفضّلة الّتي تستسيغها آذان الخالق. آذان الرّبّ تتفتّح على موسيقاه وقلبه يهلّل لها. لا يطلب الرّبّ منّا سوى كلمة محبّة، ولا يقطن فينا إلّا إذا كانت محبّته تملأ قلوبنا. من كان في محبّة الله كان الله فيه...! المحبّة هي اللّغة الوحيدة الّتي يخاطبنا بها الله، والكلمة الوحيدة الّتي تُدخلنا إلى أعماق ألوهته. لا شيء كالمحبّة يجعلنا ندرك ونفهم الله بثالوثه.

علاقة الله مع مخلوقه كانت أبدًا علاقة محبّة. المحبّة تقرّبنا منه، تجعلنا نحيا فيه، وعدمُها يبعدنا عنه فنحيا في ذواتنا، في أنانيّتنا، غرباء عنه وغرباء عن نفوسنا وعن العالم.

قبل السّقوط في الخطيئة كان الإنسان يحيا حياة النّجوى، بعد السّقطة اغترب عن النّجوى. انقطع الحوار. الآفاق المشرقة أظلمت، ينابيع البهاء جفّت، القلب البشريّ امتلأ بأهواء الكبرياء، الأنانيّة صارت المحرّك الأساسيّ لوجوده. الصّورة الإلهيّة خنقتها الأنانيّة، والمثال تحوّل إلى صنم معبود نحتَتْهُ أنامل الكبرياء. مع ذلك بقيت عين الله ترعاه شريدًا طريدًا.

على مفترق الطّرق وقفت الكلمة تناديه، وإلى أعماق كلّ هاوية ألقى حباله ليرفعه، من الصّخرة أجرى المياه وأرواه، ومن السّماء أنزل المنَّ وأطعمه، ولمّا أعياه الطّراد ورأى أنّ مخلوقه يعشق حتفه غرورًا، صار بشرًا يشعر ويتألّم ويجوع ويعطش ويعرى وعاود حواره مع نجيّ محبّته القديم.

من عالم الرّوح القدس، من عالم المحبّة يجب أن ينطلق العالم الحاضر إذا أراد أن يوطّد أسس السّلام في الأرض. سلام الأرض مرتبطٌ بالمجد السّماويّ. لا سلام إذا كان هناك بعدٌ عن الله، ولا حياة إذا نأت عن محبّة الله...

يسود العالم قلق واضطراب. الإنسان البعيد عن النّعمة هو الخالق لهذا الجزع والخوف والرّعب. فراغ قلبه منها يجعله يرفع جدارًا سميكًا بينه وبين خالقه. لو عرف الإنسان المحبّة لانهدم الجدار ولانطوت الأبعاد ولسيطر الرّضى. لن يصل الإنسان إلى المعرفة الكلّيّة إلّا بعبوديّته للنّعمة الإلهيّة. العبوديّة في الله هي الحرّيّة الأصيلة. كلّ حرّيّة لا تنبع من فوق، هي عبوديّة موت مدمّر.

 الكنيسةُ وُجدت كخزّان للنّعمة لتقضي على الجدران الفاصلة بين الخالق والمخلوق، وبالتّالي بين الإنسان والإنسان. كلمتُها هي الكلمةُ الحقّ النيّرة واللّسان الإلهيّ الّذي يخاطب البشر بنار المحبّة. هي مركز الحوار ومصدرُهُ.

ما هو موقفنا نحن المسيحيّين من حقيقة الكنيسة؟. أنتبنّى حقيقتها؟. أنعمل بالرّسالة الّتي تجسّدها؟. أينطلق لساننا بالحقّ؟. أيتفتّح قلبُنا بالمحبّة؟. أيتوطّد السّلام في نفوسنا؟. أنزرعه في نفوس الآخرين؟. أنؤمن بالعدل كقاعدةٍ إلهيّة واجتماعيّة لحياتنا؟. أنجعل نفوسنا فداء عن الإنسان الشّريد الطّريد؟. أنشعر بأنّنا مدعوّون لنكون خبزًا للجياع وماءً للعطاش ودثارًا للعراة ودواءً للمرضى وضمادًا للمجرّحين؟. نحن مدعوّون إلى تبنّي حقيقة الكنيسة المقدّسة إذا أردنا أن نبني مجتمعًا حقًّا يتساوى فيه الجميع على مائدة الرّبّ.

(عن موقع عائلة الثّالوث القدّوس- دوما)

+ أقوال للقدّيس يوسف الهدوئيّ

+ يتبرّك الأهل بأولادهم إن خلصوا. والسّيرة المُضيئة للأبناء تُمسي للأهل مِصباحًا إذ يُعطَون نعمة. فإنّ نعمة الرّهبان تنفع عيالهم حتّى إلى الجيل السّابع.

+ عليك أن تقتني مخافة الله زينةً دائمة، والتّواضع ثوبًا خفرًا، ومليكة الكلّ حماية قويّة، وملاك نفسك حارسًا ومرشدًا، وطيب نفسك وجسدك العذريّ عطرًا.

+ قياس عطيّة الله، صغيرة كانت أم كبيرة، رهن بمحبّتك له، ما إذا كانت صغيرة أم كبيرة.

انقر هنا لتحميل الملف