Menu Close
kanisati

نشرة كنيستي

نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.

الأحد 1 كانون الثّاني 2023               

العدد 1

أحد ختانة ربّنا يسوع المسيح بالجسد

اللّحن 4- الإيوثينا 7

أعياد الأسبوع: *1: ختانة ربّنا يسوع المسيح بالجسد، القدّيس باسيليوس الكبير، القدّيس غريغوريوس النَّزِيَنْزي والد القدّيس غريغوريوس اللّاهوتيّ *2: تقدمة عيد الظّهور، البارّ سارافيم ساروفسكي، القدّيس سلبسترس بابا رومية *3: النّبي ملاخيا، الشّهيد غورديوس *4: تذكار جامع للسَّبعين رسولًا، البارّ ثاوكتيستُس *5: بارامون الظُّهور، الشَّهيدان ثاوبمبتوس وثاوناس، البارّة سينكليتيكي *6: الظّهور الإلهيّ المُقدّس *7: تذكار جامع للنَّبيّ السّابق يوحنّا المَعمدان.

كلمة الرّاعي 

عيد الزَّمَن الجديد

"ها أنا اصنع كلَّ شيءٍ جديدًا"

مَنْ يُقدّر هبة الحياة يفرح بها على الدَّوام لأنّها عطيّة الحبّ الإلهيّ غير المشروط للبشر. مَنْ يعرف هذا يحتفل بعطية الوجود على الدّوام في الشُّكران والتَّمجيد. في المسيح يسوع الحياة تجدُّد دائم بالرُّوح القدس الصَّالح والمُحيي.

يُقْبِل علينا عيد رأس السَّنة الزَّمنيّة، والبشر يبتهجون ويحتفلون منتظرين "مِنَ الغَيْب" أن يحصل أمر حسن لحياتهم. حتّى المؤمنون ينجرفون أحيانًا في انتظارات تأتيهم من الصّدفة والحظّ. وكأنّ مرور الزّمن بِحَدِّ ذاته يَجْلُب معه ما يجلب دونما دور للإنسان. هذه هي خدعة إبليس بأن يجعل النّاس يبنون حياتهم على التّوقّعات وليس على العمل الجِدّيّ والتّخطيط والاجتهاد والمثابرة مع الاتّكال على الرّبّ.

*          *          *

ما الجديد الَّذي يتوق إليه الإنسان؟ ما الَّذي يطلبه من متابعته حركة الزّمان وتغيُّر التّواريخ؟ لا شكّ أنّ الإنسان يطلب الأفضل لحياته وربّما لبلاده وللعالم. هذا أمر جيّد وممدوح. لكن من أين يأتي الخير؟ مَنْ هو القادر على تغيير ما هو أكبر منه أو ما يفوق طاقاته وقدراته؟ مَنْ القادِر أنْ يُجَدِّد الرَّجاء في نفسه بحياةٍ أفضل؟ وما هي الحياة الأفضل؟ كلّ هذه الأسئلة إمّا يتعاطاها الإنسان بالاجتهاد والإيمان أم بواسطة الانتظار السّلبيّ لتوقّعات الحظّ.

من أين يأتي التّجدُّد في حياتنا وحياة العالم؟ مِنْ روح الرَّبّ. الرُّوح القدس يُجَدِّدنا بالتّوبة. التّوبة موتٌ وقيامة، ولادة جديدة من فوق بـ "الماء والرُّوح"، بالدُّموع والنِّعْمَة الإلهيّة. مَنْ لا يريد أن يتوب لا يريد أن يصير "خليقة جديدة". مَنْ يَتوب يغيِّر اللهُ به الكون أجمع، يصير هو أيقونة الرَّجاء في زمن البلاء.

*          *          *

أيُّها الأحبّاء، المؤمن يتجدَّد باستمرار إذا كان توّابًا، حركة حياته دومًا ارتقائيّة صعوديَّة، لأنّ خبرة التّوبة تمنحه قوّة الإيمان في خبرة عمل الله فيه. مَنْ يَحيا هذه الخبرة يحتفل كلّ يوم بالزّمن الجديد. هكذا، في الكنيسة الأولى كانوا يحتفلون في كلِّ غروبٍ بهبة الحياة الَّتي منحها الله لخليقته، فكانوا يُقيمون ذكرى الخلق مع إشعال سراج المساء. وهذا ما زلنا نحتفل به يوميًّا في صلاة الغروب الطَّقسيّة الَّتي تُقيمها الكنيسة كلَّ يوم، إذْ نَقْرَأ مزمور الغروب (103) الَّذي يستذكر عمل الخلق الَّذي أتمّه الله في سبعة أيام، ونرتّل نشيد الخلق بتمجيد الثَّالوث القدّوس الَّذي له "العالم يُمجِّد".

زمننا الجديد، ورجاؤنا بالحياة الأفضل ينبثقان مِنْ عَيْشنا لإيماننا بربّنا يسوع المسيح الَّذي جدَّد خلقنا بعمله الخلاصيّ من التّجسّد إلى الولادة فالكِرازة وصنع المعجزات والصّلب والقيامة والصّعود إلى السّماوات بالجسد وجلوسه عن يمين الآب وإرساله الرُّوح القدس ومجيئه الثّاني المَجيد. كلّ هذه الأحداث الخلاصيّة هي حياتنا الجديدة الَّتي نحياها في الأسرار ولا سِيَّما سِرّ الشّكر. الكنيسة هي الحياة الجديدة وهي ملكوت الله في المسيح يسوع بالرُّوح القدس بمسرّة الله الآب.

كلّ شيء قد أًعطي لنا حين دخلنا الكنيسة بالمعموديّة والمَيْرُون ومساهمة الأسرار الإلهيّة. كلّ شيء قد صار جديدًا في يسوع المسيح. سبيلنا إلى عيش هذا السّرّ هو التزامنا الحياة في المسيح أي في الاقتداء به عبر طاعة وصاياه لكي نحيا كأبناءٍ لله.

الطَّريق واضحٌ وبسيط، لكنّه مستحيل على مَنْ لا يَتَّضِع ويطلُب مِنَ الله أنْ يُغِيِّرَه بنعمته ويثبّته في حفظ مشيئته. "بدوني لا تقدرون أن تعملوا شيئًا" (يو 15: 5)، ولكنْ معي كلّ شيء مُستطاع للمؤمن.

ومن له أذنان للسَّمع فليسمع.

+ أنطونيوس

مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما

طروباريّة القيامة (باللَّحن الرّابع)

إنَّ تلميذاتِ الرَّبّ تعلَّمنَ مِنَ المَلاكِ الكَرْزَ بالقيامةِ البَهج. وطَرَحنَ القَضاءَ الجَدِّيَّ. وخاطبنَ الرُّسلَ مُفتَخِراتٍ وقائِلات. سُبيَ المَوتُ وقامَ المَسيحُ الإله. ومنحَ العالمَ الرَّحمةَ العُظمى.

طروباريّة ختانة ربّنا يسوع المسيح بالجسد  (باللّحن الأوّل)

أيُّها الرَّبُّ الجزيلُ التَّحنُّن، إنَّكَ وأنتَ إلهٌ بحسب الجوهر قد اتَّخَذْتَ صورةً بشريَّة بغير  استحالة. وإذ أتممتَ الشَّريعة تقبَّلت باختيارك ختانةً جسديّة، لكي تنسخ الرُّسوم الظِّلِّيَّة وتزيل قناع أهوائنا. فالمجد لصلاحك، المجد لتحنّنك، المجد لتَنُازِلِكَ الَّذي لا يوصف أيّها الكلمة.

طروباريَّة ختانة ربّنا يسوع المسيح بالجسد  (باللَّحن الأوّل)

أيُّها الجالس في الأعالي على مِنبرٍ ناريّ، مع أبيك الَّذي لا بداءَة لهُ وروحك الإلهيّ، لقد سررت يا يسوع أن تُولد على الأرض من فتاةٍ لم تعرف رجلًا، ولذلك قد قبلت ختانة بشريَّة في اليوم الثّامن. فالمجد لرأيك الكُلّيُّ الصَّلاح، المجد لتدبيرك، المجد لتنازلك يا محبّ البشر وحدك.

طروباريّة القدّيس باسيليوس (باللَّحن الأوَّل)

 إلى كلِّ الأرض القابِلَةِ أقوالكَ، أيُّها الأب البارّ ذَهَبَ صوتُكَ، الَّذي به حَدَّدْتَ العقائدَ تَحديدًا يَليقُ بالله، وأعلَنْتَ طبيعَةَ الكائنات وثَقَّفتَ أخلاقَ البشر.  يا ذا الكهنوتِ المُلوكيِّ باسيليوس، فتشفّع إلى المسيح الإله في خلاصِ نفوسِنا.

قنداق ختانة ربّنا يسوع المسيح بالجسد (باللَّحن الأوَّل)

إنّ سيّد الكلِّ يحتمل الإهانة، فيَختن زلاَّت البشر بما أنَّه صالحٌ، ويمنح اليوم الخلاصَ للعالم، فيبتهجُ في الأعالي رئيسُ كهنة الخالق المتوشِّح بالضِّياء، مُسارُّ المسيحِ الإلهيّ باسيليوس.

الرّسالة (كول 2: 8– 12)

فَمي يتكَلَّمُ بالحِكمَةِ وقلبي يَهُذُّ بالفَهم

اِسْمَعوا هذا يا جَميعَ الأُمَم 

يا إخوة، اُنْظُرُوا أَنْ لاَ يَسْلِبَكُم أَحَدٌ بِالْفَلْسَفَةِ وَالغُرُورٍ البَاطِل، حَسَبَ تَقْلِيدِ النَّاسِ، على مُقتَضى أَرْكَانِ الْعَالَمِ، لا على مُقتَضى الْمَسِيحِ. فَإِنَّهُ فِيهِ يَحُلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيًّا. وَأَنْتُمْ مَمْلُوؤُونَ فِيهِ، وهُوَ رَأْسُ كُلِّ رِئاسَةٍ وَسُلْطَانٍ. وَفيهِ خُتِنْتُمْ خِتَانًا ليْسَ مِنْ عَمَلِ الأيْدي، بَل بِخَلْعِ جِسْمِ خَطَايَا الْبَشَرِيَّةِ عنكُم، بِخِتَانِ الْمَسِيحِ. مَدْفُونِينَ مَعَهُ فِي الْمَعْمُودِيَّةِ، الَّتِي فِيهَا أُقِمْتُمْ أَيْضًا مَعَهُ بِإِيمَانِكُم بِعَمَلِ اللهِ، الَّذِي أَقَامَهُ مِن بَيْنِ الأَمْوَاتِ.

الإنجيل (لوقا 2: 20-21، 40- 52)

في ذلك الزَّمان رَجَع الرُّعاة وهم يمجّدون الله ويسبّحونهُ على كلِّ ما سَمِعوا وعايَنوا كما قيل لهم. ولمَّا تمَّتْ ثمانيةُ أيامٍ ليُختَن الصَّبيُّ سُمّيَ يسوعَ كما سمَّاه الملاك قبل أنْ يُحْبَلَ بهِ في البطن. وكان الصَّبيُّ ينمو ويتقوَّى بالرُّوح ممتلئًا حكمةً وكانت نعمةُ الله عليهِ. وكان أبواهُ يذهبان إلى أورشليم كلَّ سنةٍ في عيد الفصح. فلمَّا بلغ اثنتيْ عشْرة سنةً صعِدا إلى أورشليم كعادةِ العيد، ولمَّا أتَمَّا الأيّامَ بقي عند رجوعهما الصَّبيُّ يسوع في أورشليمَ ويوسفُ وأمُّهُ لا يعلمان. وإذ كانا يَظُنَّان أنَّهُ مع الرِّفْقَةِ سافرا مسيرة يومٍ وكانا يطلبانهِ بين الأقارب والمعارف، وإذ لم يجداهُ رجَعا إلى أورشليمَ يطلبانهِ. وبعد ثلاثة أيّامٍ وجداهُ في الهيكل جالسًا في ما بَيْنَ المعلّمين يسمَعُهُم ويسألهم، وكان جميعُ الَّذين يسمعونهُ مندهشين من فَهمِهِ وأجوبتهِ. فلمَّا نظراهُ بُهِتا، فقالت لهُ أمُّهُ: يا ابني لِمَ صنعتَ بنا هكذا. ها إنَّنا أنا وأباك كنَّا نطلبُك متوجِّعَين. فقال لهما: لماذا تطلُبانني، ألم تعلما أنَّهُ ينبغي لي أنْ أكونَ في ما هو لأبي. فلم يفهما هما الكلامَ الَّذي قالهُ لهما. ثمَّ نزَل معهما وأتى النّاصرةَ وكان خاضِعًا لهما. وكانت أمُّهُ تحفَظُ ذلك الكلامَ كلَّهُ في قلبها. وأمَّا يسوعُ فكان يتقدَّمُ في الحكمة والسِّنّ والنِّعْمَة عند اللهِ والنّاس.

حول الإنجيل

"وَلَمَّا لَمْ يَجِدَاهُ رَجَعَا إِلَى أُورُشَلِيمَ يَطْلُبَانِهِ". هكذا تقول الآية في الإنجيل؛ أين هو الرَّبَّ؟ أين ذهب ؟ أين هو الرَّبّ اليوم؟ يكمل النَّص الإنجيليّ: "وبعد ثلاثة أيَّام وجداه في الهيكل". فماذا يعني كلّ هذا ؟؟ هذا يدلُّ أوَّلًا أنَّنا لا نستطيع أن نلتقي الله إلَّا بالصَّلاة، والصَّلاة بدورها ليست فاعلة ومقبولة إنْ لم تَحْوِي فعل الرَّحْمَة، لأنَّ مَنْ يَرْحَم يتشبَّه بالله، إذْ يقول الكتاب: "أمّا رحمةُ الرَّبِّ فهي منذ الدَّهر والى الدَّهر على الَّذين يتَّقونه، وعدلُهُ على أَبناءِ البَنِين الحافِظِينَ عَهْدَهُ والذَّاكِرِين وصاياه ليصنعوها" (مز 103: 17-18). لذلك ضمانتنا ليست برجال هذا العالم، ليست بسياسي هذا العالم، لأنَّ الكتاب يقول أيضًا: "الاعتماد على الرَّبّ خيرٌ من الاعتماد على الرُّؤساء" (مز 118: 9). يرفض المجتمع المنطق المذكور، ويحثّ الإنسان على الاعتماد على نفسك، وعلى أن يضع رجاءه على الآخرين. أمّا خبرة الكنيسة الطَّويلة فتقول لنا: "أتريدون أن تهربوا من الأزمة؟ أتريدون ألَّا تجوعوا وتعطشوا؟ أتريدون أن تكونوا أقوياء؟ فارحموا النَّاس، ساعِدُوا النَّاس، أعطوا النَّاس ولا تخافوا أبدًا... اِفعلوا عَكْسَ ما يُقال لكم، أي بدل تجميع الأموال ساعِدوا فيها؛ إنْ فعلنا ذلك، أي أقرضنا الله بخدمة النَّاس، فهو سَيَرُدُّ لنا أضعافًا أضعاف، لأنَّ الَّذي وَعَدَ هو أمينٌ، كما يقول بولس الرَّسول.

نقول أخيرًا بأنّنا علينا أنْ لا نخاف مِنْ شيء لأنَّنا لسنا جُبناء وكَسالى، لكن علينا أن نخاف مِنْ شَيءٍ واحِدٍ وهي الخطيئة لأنَّ هذه تفصلنا عن المسيح وتَعزلنا وتقتلنا، فمتى رأى الله جهادنا ورحمتنا تجاه الآخَرين فلا شكَّ أنَّه سيتدخَّل لِحَدِّ الشَّرّ وإعادة الأمور إلى نِصابها.

ختانة الرَّبّ يسوع  بالجسد

في اليوم الثَّامِن بعد ميلاده، خُتِن المسيح بحسب ناموس العهد القديم اليهوديّ. فلأنّه وُلِد وعاش في بيئة معيّنة، قد حفظ كلَّ قوانينها وعاداتها. بما أنّ الآباء قرّروا التَّعييد لميلاد المسيح في الخامس والعشرين من كانون الأوّل، فطبيعيّ أنْ يُعيَّد للختان، الَّذي تمّ بعد ثمانية أيَّام، في الأوّل من كانون الثَّاني، أي بعد ثمانية أيّام من الميلاد. لهذا تُظهِر طروباريّة هذا اليوم أهميّة الختان اللّاهوتيّة. "إنّك وأنتَ إلهٌ بحسب الجوهر قد اتّخَذتَ صورةً بشريّة بغير استحالةٍ، وإذا أتممتَ الشّريعة تقبّلتَ باختيارك ختانةً جسديّة…" فكما أنّه بسبب محبَّته وتحنُّنِه قبل أن يلّف بأقمطة، كذلك قبل المسيح الختان بالجسد.

الختان هو قطع جزء "من طرف العضو الذَّكري". هذا يجري لكلّ مولود صبيّ بحسب وصيَّة الله المُعطاة لإبراهيم في البداية. يرد النَّصّ التّالي في العهد القديم: "وهذا هوَ عهدي الَّذي تحفظونَه بَيني وبَينكُم وبَينَ نسلِكَ مِنْ بَعدِكَ: أنْ يُختَنَ كُلُّ ذَكَرٍ مِنكُم. فتَختِنونَ الغُلْفةَ مِنْ أبدانِكُم، ويكونُ ذلِكَ علامةَ عَهدٍ بَيني وبَينَكُم. كُلُّ ذَكَرٍ مِنكُم اَبنُ ثمانيةِ أيّامِ تَختِنونَه مدَى أجيالِكُم، ومِنهُمُ المَولودونَ في بُيوتِكُم أوِ المُقتَنونَ بِمالٍ وهُم غُرَباءُ عَنْ نسلِكُم" (تكوين 10:17-12). الوصية نفسها تكرّرت لموسى: "وفي اليومِ الثَّامنِ يُختَنُ المولودُ" (تثنية 3:12).

الختان كان علامة للتَّعرُّف على أنّ حامله ينتمي إلى شعب الله. بحسب المفسّرين، الختان بحدّ ذاته لم يكن عهدًا بل علامة على العهد والاتّفاق. هذه الممارسة خدمت أيضًا لتذكِّر الإسرائيليّين بأنّ عليهم أن يثابروا في تقوى أسلافهم فلا يأتوا إلى احتكاك غزليّ مع الوثنيّين والشُّعوب الأخرى. بهذه الطَّريقة تلافوا الزِّيجات المشتركة وبالطَّبع تلافوا نتائجها أي التَّغرُّب عن الإيمان المُعْلَن.  إلى هذا، الختان كان إشارة مبكرة إلى المعموديّة الَّتي سوف تُمنَح في الوقت المناسب من خلال تجسّد ابن الله وكلمته. المسيح أيضًا حفظ هذه الممارسة المؤلِمة، مباشرةً بعد ميلاده. يتطرّق الإنجيل بحسب لوقا إلى طقس الختان بكلماتٍ قليلة فيقول: “وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيُخْتَنَ الطِّفْلُ، سُمِّيَ يَسُوعَ، كَمَا كَانَ قَدْ سُمِّيَ بِلِسَانِ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ يُحْبَلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ” (لوقا 21:2). من هذا التَّقديم الضَّئيل لطقس الختان في حياة المسيح، نرى أنّه مرتبط بشِدَّةٍ بإعطاء الإسم، لأنْ آنذاك أُعطي له اسم يسوع الَّذي تفسيره "المخلِّص".

أقوال القدّيس البارّ جاورجيوس كارسليدس من دراما

+ إذا صلّى المرء دون أن يتصدَّق تكون صلاته فارغة (ميتة). يجب أن تكون يداه ممدودتين دائمًا للأيْتام والأرامل. فإنَّ الصَّلاة والصَّدقة يتكاملان.

+ يجب على المرء أن يجاهد في تزكية إيمانه. وفي القدّاس الإلهيّ، يجب أن يبقى مركِّزًا الذِّهن على الخدمة دون تشتُّت، لكي يستحقَّ المَرء أن يساهم القدّسات.

+ على المَرْء ألَّا يتأثّر لا بمال ولا بمَجد. يجب أن يكون مُستقيمًا في حياته وأنْ يأكل خبزه بعرق جبينه. والَّذي يحصل عليه بِشَرَفٍ لا يبدّد بلا هدف. عليه العيش بكرامة وتواضع وأن يتصدّق قَدْرَ استطاعته على الفقراء... يجب أن يفضّل بيوت الحزانى على بيوت الفرحين. وإذا ما صنع الأعمال الخيريّة، فسينال مكافأة كبيرة من الرَّبّ.

+ أحبب كلّ النّاس حتّى أعداءك، هذا هو الأساس. أحبب لا من يحبّك فقط، بل من يكرهك أيضًا. سامح كلّ النّاس وأَحبّهم جميعًا حتّى لو صنعوا بك شرورًا عظيمة؛ هكذا يعرف النّاس أنّنا أبناء الله. وبهذه الطَّريقة تُغفَر ذنوبنا أَيضًا... بَشِّر دائمًا بالحُبِّ. هذه هي شريعة الرَّبّ الجوهريّة: الحُبّ والحُبّ وَحده.

أنقر هنا لتحميل الملفّ