نشرة كنيستي
نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.
الأحد 2 كانون الثّاني 2022
العدد 1
الأحد قبل عيد الظّهور
اللّحن3 – الإيوثينا 6
أعياد الأسبوع: *2: تقدمة عيد الظّهور، سلبسترس بابا رومية، البارّ سارافيم ساروفسكي *3: النّبي ملاخيا، الشّهيد غورديوس *4: تذكار جامع للسّبعين رسولًا، البارّ ثاوكتيستُس *5: بارامون الظّهور (صوم كامل)، الشّهيدان ثاوبمبتوس وثاوناس البارّة سينكليتيكي *6: الظّهور الإلهيّ المقدّس *7: تذكار جامع للنّبيّ السّابق يوحنّا المعمدان *8: البارّة دومنيكة، البارّ جرجس الخوزيبي.
كلمة الرّاعي
عام جديد أم زمن جديد؟!...
ينتظر النّاس الجِدَّة من تغيُّر الأزمنة والأمكنة. لكن، هذا التّغيير ليس مضمونًا أنّه سيكون للأفضل. هذا هو المأزق الَّذي يخاف البشر أن يُفرَض عليهم، وكأنّ لا دور لهم في التّجديد الَّذي تحمله الأزمنة أو كأنّ الأقدار محتومة!... لذلك، ترى النّاس في ليلة رأس السّنة يطلبون معرفة الغد أو توقّعه بإشارات يتلقّفونها من هنا وهناك أو من عرّافين مُدَّعين معرفة المستَقْبَلَات... هذا كلّه ارتماء في أحضان إبليس ”الكذّاب وأبو الكذّاب“ (يو 8: 44) لأنّ الإنسان لا يريد أن يتحمَّل مسؤوليّة مصيره بل يريد أن يلقي باللّائمة على سيّد الأزمان والأكوان وخالقها أي الله. هذا أيضًا إمعان في السُّقوط من حقيقة الإنسان لأنّه أيضًا وأيضًا تشكيك بمحبّة الله لخليقته.
بسبب يأسهم وإحباطهم، بعامّة، يستشرف النّاس مستقبلهم ويتمنّونه أفضل من خلال الرّجوع إلى الوثنيّة، أدركوا ذلك أم لم يدركوا، حين يبنون خطط حياتهم ورؤاهم ومشاريعهم للعام المُقبل انطلاقًا ممّا يعيشونه في آخر يوم وآخر ساعات السّنة المنصرمة، فيلعبون ”الورق“ ويجرّبون ألعاب الحظّ ويشربون ويأكلون ويضحكون معتقدين أنّهم بهذه الطَّريقة يفتتحون السّنة الجديدة المقبلة بما هو لصالحهم... فهل يرى المؤمن المسألة هكذا أم له رؤية أخرى؟!...
* * *
حين يتعاطى الإنسانُ حياتَه والوجودَ من منطلقٍ نفسيّ دنيويّ ينتظر التّغيير والتّجدُّد من الخارج أي من الظّروف الّتي تحيط به ناظرًا فقط إلى ما هو من هذا العالم على أنّه كلّ الوجود. هذا التّغيير الَّذي يتعلّق بالزّمان والمكان، وإن حصل، لكنّه يبقى معرَّضًا للانهيار كونه مرتبط بما هو خارج الإنسان وبما هو آنيّ وظرفيّ إذ هو مؤسَّس على ما هو مادّيّ فقط.
لا شكّ أنّ الإنسان، بطبيعته، يطلب التّغيير لأنّه يبحث عن وجوده، ولأنَّه مخلوق على صورة الله، والصّورة لا ترتاح إلّا متى وجدت مثالها ومصدرها أي الله الَّذي هو الحياة اللّانهائيّة الَّذي فيه تستريح حين هو يرتاح فيها، ومن هنا توق الإنسان إلى الخلود أي الحياة الأبديّة. ما هي الحياة الأبديَّة؟ ”هذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ“ (يو 17: 3). عبثًا يطلب الإنسان الأمان والرَّاحة في الزّائلات لأنّها بطبيعتها غير مستقرّة ومتحوّلة ومتغيِّرة لأسباب وأسباب قد يكون للشّخص فيها دور أحيانًا وفي معظم الأحيان لا دور له. هذا يطرح على الشّخص سؤالًا جوهريًّا ووجوديًّا: كيف لي أن أكون فاعلًا فيما يختصّ وجودي وحياتي وسلامي وراحتي لأحصل على نتيجة لا تتغيَّر بسبب الظّروف المُحيقة بي والخارجة عنّي؟!...
* * *
”قَالَ الْجَالِسُ عَلَى الْعَرْشِ: "هَا أَنَا أَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ جَدِيدًا!". وَقَالَ لِيَ: "اكْتُبْ: فَإِنَّ هذِهِ الأَقْوَالَ صَادِقَةٌ وَأَمِينَةٌ“ (رؤيا يوحنا 21: 5). الجِدَّة الدّائمة تأتي من الله الَّذي هو الثّابت والأمين والمتحرِّكُ بالحبّ الإلهيّ حياةً لا نهاية لها نحو خليقته. هو المُتَّكَأُ وهو الحصن وهو مصدر الخيرات والبركات وهو الدّائم بحبّه لخليقته إن ابتعدوا عنه وإن اقتربوا منه إذ ”يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ“ (مت 5: 45). لا قيمة لتغيير في حياة الإنسان ما لم يكن منبعه الحبّ، إذ ما عدا ذلك تكون دوافعه أنانيّة ولا يجلب سلامًا إلى القلب ولا يؤسِّسُ لحياة جديدة. الجِدّة بالمعنى الإنسانيّ الأنطولوجيّ هي النّموّ في سرّ الإنسان بحسب الله أي التّقدّم في مشروع تحقيق مثال الله في صورته الّتي هي الإنسان. هذا يتحقَّق، بالنّسبة لنا كمؤمنين بسرّ التّجسّد وما تلاه سرّ تدبير الله، من خلال الاتّحاد بالمسيح والتّشبّه به بواسطة فعل روحه القدّوس فينا بمسيرتنا في عيش حبّنا له بطاعة وصاياه.
أيُّها الأحبّاء، نحن ندخل الزّمن الجديد وتجديد الزّمن حين نصير أبناء ”جيل التّجديد“ (مت 19: 28). لا تجديد إلّا بروح الرّبّ وبكلمته. فقط من يحيا بالكلمة والرّوح ويسجد لله ”بالرّوح والحقّ“ (يو 4: 23 و24) يعيش التّجدُّد الدّائم في كلّ لحظة وفي كلّ يوم وفي كلّ عمل وكلّ صلة وفي كلّ كلمة لأنّه يشرب من ”الماء الحيّ“ الَّذي ينبع فيه ليشرب منه الآخَرون لأنّ الرّبّ قال صراحةً ”مَنْ آمَنَ بِي، كَمَا قَالَ الْكِتَابُ، تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ“ (يو 7: 38). التّوبة هي ”جِدّة الحياة“ (رو 6: 4) وتحقيقها هو ”الخليقة الجديدة“ (2 كو 5: 17 وغل 6: 15). هذه هي مسيرتنا في تجديد الزّمن وفي عيش الزّمن الجديد باستمرار. كلّ لحظة توبة هي ولادة جديدة وبالتّالي هي تجديد لوجودنا ودخولنا في الزّمن واللَّحظة إلى الأبديّة إلى ملكوت السّماوات إلى الزّمن الجديد إلى اللّازمن.
”هَا مَلَكُوتُ اللهِ دَاخِلَكُمْ“ (لو 17: 21) إذا آمنَّا بالمسيح يسوع مخلِّصًا لنا ومصدرًا لكلّ خير وبركة وإذا ثابرنا على تجديد قلوبنا بالتّوبة لنكون أبناء الدّهر الآتي الَّذي أتى ويأتي الَّذي هو زمن الحياة المتجدِّدة باستمرار بمعرفة الله الّتي لا تنتهي بل تزداد فرحًا وحبًّا وسلامًا في سرّ شركة الثّالوث القدّوس له المجد إلى أبد الدّاهرين. آمين.
+ أنطونيوس
مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما
طروباريّة القيامة (باللَّحن الثّالث)
لِتفرحِ السَّماوِيَّات. ولتَبتَهِجِ الأرضِيَّات. لأنَّ الرَّبَّ صنعَ عِزًّا بساعِدهِ. ووَطِئَ المَوْتَ بالمَوْت. وصارَ بِكرَ الأموات. وأنقذَنا من جَوفِ الجحيم. ومَنَحَ العالمَ الرَّحمةَ العُظمى.
طروباريّة تقدمة الظّهور (باللّحن الرّابع)
استعِدِّي يا زَبُلون، وتهيّأي يا نَفتاليم. وأنتَ يا نهرَ الأردن قِفْ وأمسِكْ عن جَريك. وتقبّل السّيّد بفرحٍ آتيًا ليعتمّد. ويا آدم ابتهج مع الأم الأولى. ولا تُخفيا ذاتكما كما اختفيتما في الفردوس قديمًا. لأنّه لمّا نَظَرَكُما عُرْيانين ظهر لكي يُلْبِسَكُما الحُلَّة الأولى. المسيحُ ظهرَ مُريدًا أن يُجدّد الخليقةَ كلَّها.
قنداق تقدمة الظّهور (باللّحن الرّابع)
اليومَ حضَرَ الرَّبُّ في مَجاري الأردنّ، هاتفًا نحو يوحنّا وقائلًا: لا تجزع مِنْ تَعْميدي، لأنّي أتيتُ لأخلِّص آدَمَ المَجبولَ أوّلًا.
الرّسالة (2 تيمو 4: 5-8)
خلِّصْ يا ربّ شعبَك وبارك ميراثك
إليكَ يا ربُّ أصرُخُ إلهي
يا ولدي تيموثاوس، تيقَّظ في كلِّ شيء واحتمل المَشقَّاتِ واعمل عمَلَ المُبَشّر وأَوْفِ خدمتكَ. أمَّا أنا فقد أُريقَ السّكيبُ عليَّ ووقتُ انحلالي قد اقترب. وقد جاهدتُ الجهادَ الحسنَ وأتممتُ شَوْطي وحفظتُ الإيمانَ. وإنَّما يبقى محفوظًا لي إكليل العدل الّذي يُجزيني بهِ في ذلكَ اليوم الرَّبُّ الدّيَّانُ العادلُ، لا إيَّاي فقط بل جميعَ الّذين يُحبُّونَ ظهورَهُ أيضًا
الإنجيل (مرقس 1: 1-8)
بدء إنجيل يسوعَ المسيح ابنِ الله. كما هُوَ مكتوبٌ في الأنبياءِ، هاءنَذا مُرسِلُ مَلاكي أمامَ وجهِكَ يهيّئ طريقكَ قُدامَك. صوتُ صارخ في البَرِّيَّةِ أعِدّوا طريقَ الرَّبِّ واجعَلوا سُبلهُ قويمة. كانَ يوحنَّا يُعَمِّدُ في البَرِّيَّةِ ويَكرِزُ بمعموديَّة التَّوبَةِ لِغفرانِ الخطايا، وكانَ يَخرُجُ إليه جَميعُ أهِلِ بَلَد اليهوديَّةِ وأورشليمَ فيَعتمِدونَ جَميعُهم مِنهُ في نهرِ الأردُن مُعترفينَ بخطاياهم. وكانَ يوحنّا يَلبَسُ وَبْرَ الإبلِ، وعلى حَقويَهِ مِنطَقَةٌ مِن جِلدٍ، ويَأكلُ جَرَادًا وعَسَلاً بريًّا. وكانَ يَكرِزُ قائلًا إنَّهُ يأتي بَعدي مَن هُوَ أقوى مِنّي وأنا لا أستحِقُّ أن أنحنِي وأحُلَّ سَيْرَ حِذائه. أنا عَمَّدتُكم بالماءِ وأمَّا هُوَ فيُعَمِّدُكم بالرُّوح القدُسِ.
حول الإنجيل
كيف يؤمنون إن لم يسمعوا وكيف يسمعون إنّ لم نبشّر يقول بولس الرَّسول، لذلك شاء الله أن يجعل دائمًا أمامه من يُعدّ الطّريق له. فبالنّسبة لنا إنجيل اليوم هو دعوة لكلّ واحد ٍمنّا لأنّ محبّتنا للإنجيل وللكنيسة يجب أن تترجم فعلًا "مجّانًا أخذتم مجّانًا أعطوا". فلا يمكن للمسيحيّ المؤمن أن يلزم الحياد أمام دعوة الرَّبّ فمن جهةٍ هناك حبّه للمسيح ومن جهةٍ أخرى هناك حبّه للنّاس، يدفعانه ليكون سفيرًا للمسيح في العالم. وهذه هي غاية وجودنا على الأرض وهذا هو الهدف الأسمى لحياتنا فنحن مطالبين كمسيحيّين أمناء أن نكون "كيوحنّا المعمدان" صوتُ صارخٍ نهيّء ونعدّ طريق الرَّبّ للنّاس.
لذلك أرسل الله يوحنّا كارزًا بأمرين أساسييّن لكي يستعدّ الإنسان للقاء الله. الأمر الأوّل هو أن يكون الإنسان مستقيمًا، أي أنّه ذو فكرٍ غير ملتوٍ، يقول الحقّ دائمًا حتّى ولو انعكس ذلك عليه سلبًا. فيوحنّا لم يسكت، ولم يهاب هيرودوس بل أعلن له حقيقته دون مراءة ولا خوف، يوحنّا أتى ليشهد للحقيقة، للنّور، وحيث يكون النّور تنتفي الظّلمة. وهكذا يكون الإنسان المستقيم لا يحابي الوجوه ولا يمالق بل يسعى دائمًا إلى الحقّ ويشهد له والحقّ هو يسوع "أنا هو الطّريق والحقّ والحياة" (يوحنّا 6:14).
الأمر الثّاني هو أنّ يوحنّا كان يكرز بمعموديّة التّوبة. الرّوح القدس لم يكن قد نزل بعد، والخطيئة لم تكن قد انحلّت، لذلك لا يمكن غفران الخطايا في حينه، لكنّه كان يبشّر بمعموديّة التّوبة أي أنّه يحثّ النّاس على الاعتراف بخطاياهم والرُّجوع عنها لا ليُعاقَبوا بل لينالوا بسهولة أكبر غفران الخطايا لاحقًا.
علينا أن نتهيّأ مُسبَقًا باتّخاذنا من يوحنّا المعمدان نموذجًا لأنّ يوحنّا لم يكن كثير الكلام بل كثير الأفعال، همّه كان أن ينقص ليزيد المسيح وحياته كانت كلّها شهادة له، طالبين من الله أن يظهر في قلوبنا أجمعين آمين.
يَدَكَ الّتي لامستْ هامةَ السّيِّد
يُعتَبَر القدّيس يوحنّا المعمدان صِلَة الوصل ما بين العهدَيْن القديم والجديد. هو آخِر أنبياء العهد القديم وأوَّل نبيّ ظهر في العهد الجديد يهيّئ الطَّريق للسّيّد المسيح، ويكرز بالتّوبة للشَّعبِ داعيًا إيّاه إلى التّوبة. ونُسَمّي المعمدان في الكنيسة الأرثوذكسيّة "السّابق" لأنّه سَبَقَ المسيح وأعدّ الطّريق أمامه ليجهّز له شعبًا مُستعدًّا. وبوضع يده على السّيّد يشير إلى أنّ سلطان الوَعظ والكِرازة والتّعليم الّذي كان يُمارِسُه هو قبلًا بأمر من الله وبنعمة منه ينسحب هو منه مسلّمًا الأمانَةَ للَّذي وهبه إيّاها فيختفي هو ليظهر المسيح. وكأنّي به يقول للرَّبّ: "أنا قمتُ بالمطلوب منّي وتمَّمتُ الرّسالة المُلقاة على عاتقي في تجهيز الأرض الصّالحة للبذار، لك أنت الفلّاح الحقيقيّ لتزرع وتسقي وتجني ثمارًا لائقةً بالتّوبة".
يوحنّا المعمدان ماثل السّيّد في أمورٍ كثيرةٍ جعلته مُستَحقًّا هو دونَ غيرِهِ من سائر الأنبياء ورجالات العهد القديم، أن يَنالَ شرف تحضير الشّعب لمجيء ”مُشتهى الأجيال“ المنتظر الرَّب يسوع بحسب النبوءة ”أعدّوا طريق الرّب. واجعلوا سبله قويمة“ (إش 40: 3). يوحنّا شابه الرّبّ يسوع إذ أعطاه الرّبّ بقوّة الروح القدس أن يشهد له ويهيّ الطّريق إذ كان يهتمّ بخير النّاس والغيرة على إصلاحهم. والجرأة في الانتصار للحقّ والبرّ، ومُحارَبَة الشّرّ على أنواعِهِ بين كلّ طبقات البشر. يوحنّا كان نَصيرَ المُساواة بين النّاس، يحطّ المرتفع منهم ويرفع المتواضع. يقوّم المِعْوَجَّ ويُمَهِّد الطّريق للصَّلاح. كان نصير السَّلام بردّ القلوب المتباعدة إلى بعضها. صوت المعمدان كان الصّوت الصّارخ في بريّة هذا العالم داعيًا النّاس إلى التّوبة والتّوبة كانت وصيّة الرّبّ منذ العهد القديم ومع يسوع في العهد الجديد "لأنّكم إن لم تتوبوا فكذلك جميعكم ستهلكون" (لوقا ٥:١٣). وكما أنهى الرَّبّ يسوع حياته الأرضيّة مُعلَّقًا على الصّليب ظُلمًا هكذا كانت نهاية يوحنّا المعمدان، حيث قُطِعَتْ هامَتَهُ في السِّجن تعسّفًا لأنّه كان يّشهد لحقّ الله...
من أقوال الأب خرالمبوس الّذي من دير ديونيسيو الآثوسيّ
+ "هل تعرف ما معنى أن تقتني الصّلاة القلبيّة؟ يعني أن تقتني الله بنفسه في داخلك، تعيش الله، تحسّ بالله، عيناك الدّاخليّتان تنفتحان وبهاتين العينين ترى في داخلك المسيح ونعيم ملكوته".
+ على الأهل أن يحملوا أولادهم منذ الصِّغَر على الصَّلاة والاعتراف والحضور إلى الكنيسة والمُناوَلَة المتواترة والصَّوم، وكذلك أن يُعَلِّموهم فضائل الطّاعة والاحترام والعمل والدَّرس. هكذا يتعلّم الأولاد بأنفسهم عن الله ويحلّ عليهم سلامه... إذا شرد الولد عن طريق الرَّبّ في سنِّ المُراهقة، يكون الرَّبّ الإله يطلب من الأهل صلاة أكثر. فإن فعلوا عاد مُجدَّدًا حامِلًا للإله.
+ النّاس في العالم هم مثل مرتا. هم مسيحيّون يخدمون الرَّبّ يسوع بالإجمال بالمادّة. أمّا الرّاهب الأصيل فهو مثل مريم، جالسًا عند قدميه. هي تتمتّع بمجده. هي تصبح صديقة المسيح، مثل لعازر، وكصديقة لديها الأسلوب، لديها الشّجاعة أن تطلب ما تشاء منه.
+ سبب تعاسة العائلات في هذه الأيّام واختلافاتها المتعدّدة هو ابتعادها عن الكنيسة والمناولة المتواترة. فإنّ المسيحيّ الّذي لا يصلّي ولا يعترف ولا يشارك في القدسات هو كرم من دون سياج، حيث يقدر، اللّص (الشّيطان)، في أيّ وقت، أن يدخل ويخربه.
+ هل تريد أن تعرف كيف نقرأ نحن الغير المثقّفين الكتاب المقدّس؟ بعد صلاة تدوم خمس أو ستّ ساعات، أقرأ الكتاب المقدّس، الأناجيل الأربعة كخيار أوّل. يا أخي، أؤكّد لك أنّ ذهني يكون مستنيرًا لدرجة أفهم بوضوح معها كلّ ما أقرأه. فتغمرني مشاعر قويّة تدفعني لأن أترك الكتاب المقدّس جانبًا واستسلم للبكاء لوقت طويل.