نشرة كنيستي
نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.
الأحد 14 آذار 2021
العدد 11
الأحد مرفع الجبن (الغفران)
اللّحن 7- الإيوثينا 7
أعياد الأسبوع: *14: البارّ بنادكتس، البارّ ألكسندروس *15: بدء الصّوم الكبير، الشُّهداء أغابيوس والسَّبعة الَّذين معه *16: الشَّهيد سابينوس المصريّ، البارّ خريستوذولس *17: القدّيس ألكسيوس رجل الله *18: كيرلُّس رئيس أساقفة أورشليم *19: المديح الأوّل، الشّهداء خريسنثوس وداريّا ورفقتهما *20: العظيم في الشّهداء ثيوذورس التّيروني (عجيبة القمح المسلوق)، تذكار الآباء الـعشرين المقتولين في دير القدّيس سابا.
كلمة الرّاعي
التّجدُّد بالغفران
"هَا أَنَا أَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ جَدِيدًا!" (رؤيا 21: 5)
ها نحن على عتبة الصّوم الكبير المقدَّس، ومدخلنا إليه هو باب الغفران. لا نستطيع أن نلج جهاد الصّوم إن لم نغفر لمن يُسيء إلينا ونستغفر ممَّن نسيء إليه. لا يقبلنا المسيح إن لم نعرف خطايانا ونَتُب عنها، لأنّ من لا يعرف نفسه خاطئًا يصبح ديَّانًا ولا يفقه معنى المسامحة ولا طلبها.
بوابة الصّوم والصَّلاة هي المغفرة، لأنّكم "إِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَّلاَتِهِمْ، لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضًا زَّلاَتِكُمْ" (متّى 6: 15). من لا يُسامِح لا يستطيع أن يصلّي ولا أن يصوم. هذه مسألة مَحسومة. كلّ أموره الرّوحيّة تصير ظاهريًّا وليست عمل القلب. "القلب المتخشّع والمتواضِع لا يرذله الله" (مزمور 50: 17)، هذه هي روح الصّوم وروح الحياة المسيحيَّة. من لا ينسحق ويتواضع بمعرفة خطيئته لا يقدر أن يكون لله، وهو غير قادر أن يحبَّ أحدًا غير نفسه!...
* * *
ها نحن نعبر إلى حلبة الجهاد الرُّوحيّ حيث نواجه ليس البشر فحسب بل الشّياطين، "فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ" (أفسس 6: 12). الإنسان المسيحيّ يجب أن يعيَ أنّ استقامة جهاده وجِدِّيَّته مسألة لا مساومة فيها، هو لا يقدر أن يسلك "إِجِر بالبور وإِجِر بالفلاحة"، هو إمَّا يكون جنديًّا للمسيح، مع كلّ ما تحمله كلمة "جنديّ" من معانٍ، وإمَّا أن يكون أسيرًا لعدوِّ الإنسان... الحياة الرُّوحيَّة هي حربٌ ضَروس تدور رحاها في القلب. لذلك، الإنسان المسيحيّ هو إنسانٌ مُصارِع وليس إنسانًا "رَخْوًا"، إنَّه شديد البَأْسِ والشّكيمة.
في مبادئ الجهاد الرّهبانيّ مقولة جوهريَّة لا تستقيم حياة الرّاهب من دونها وهي: "أعطِ دمًا وخُذْ روحًا". هذه المقولة تعبِّر عن روح جهاد الصّوم في الكنيسة الأرثوذكسيّة. إنّها دعوة مستمرَّة لبذل الذّات في طاعة الوصيّة الإلهيَّة الَّتي هي التّوبة والمحبَّة. من ليس مستعدًّا للموت لأجل المسيح ليس مستعِدًّا لاقتبال الرّوح القدس في قلبه. أن نبذل الحياة لأجل الرّبّ هو أن نتخلَّى عن مشيئتنا وأن نصارع إنساننا العتيق الَّذي يطلب الرَّاحة في الكسل والاستهلاك لأجل إرضاء الذّات. الصّوم هو طريق معاكِس لطريق العالم. إنّه موت عن روح العالم وفكره ومبادئه، لأنّها كلّها تُحجِّرُ القلب إذ تدفع بالإنسان إلى تأليه نفسه بإزاء الله. يضع الإنسان نفسه إلهًا مقابل الله!...
* * *
أيُّها الأحبَّاء، ها زمن الرّبيع الرُّوحيّ قد أَقْبَلَ. حركة اللّيتورجيا على مدار السّنة تدفعنا إلى ارتقاء مستمرّ من حالة إلى حالة أسمى في الرُّوح القدس، لمن يسلكون بجِدِّيَّةٍ في طاعة خبرة الكنيسة المقدَّسة. أساس ارتقائنا الرُّوحيّ هو التّواضع والسَّير في الطّريق الَّذي رسمه لنا الآباء القدّيسون في حياتهم وفي تعاليمهم وفي خبرتهم الّتي سكبوها في اللّيتورجيا أيقونةَ رجاءٍ، للمتعبين والسّاقطين والضّعفاء، كمرشدٍ إلى التّوبة وتجديد إنساننا الدّاخليّ بالصّلاة والصّوم ومعرفة النَّفس البشريَّة على حقيقتها وأسباب سقوطها ووسائل نهوضها وصولًا إلى قيامة حقيقيَّة بالرّوح القدس على صورة المسيح النّاهض من القبر. "من يعترف بخطاياه ويتوب عنها أعظم من الَّذي يُقيم الموتى"، يقول القدّيس اسحق السّريانيّ. ومن يغفر لمن يسيء إليه دون أن يحاسبَه أو يحاكمَه يشبه ميتًا قد انتَن قام من القبرِ إلى حياةٍ جديدة بروح الله...
ومن له أذنان للسّمع فليسمع...
+ أنطونيوس
مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما
طروباريّة القيامة (باللَّحن السّابع)
حطمْتَ بِصَليبِكَ المَوت. وفتحتَ للِّصِّ الفِرْدَوس. وحوَّلتَ نَوْحَ حامِلاتِ الطّيب. وأمَرْتَ رُسلَكَ أن يَكرزِوا. بأنَّكَ قد قُمتَ أَيُّها المسيحُ الإله. مانِحًا العالمَ الرَّحمةَ العُظمى.
قنداق أحد مرفع الجبن (باللَّحن السّادس)
أيُّها الهادي إلى الحكمةِ والرّازقُ الفَهْمَ والفِطنة، والمؤَدِّبُ الجهّالَ والعاضِدُ المساكين، شدَّدْ قلبي وَامنحْني فَهْمًا أيّها السيَّد، وأعطِني كلمةً يا كلمةَ الآب، فها إنّي لا أمنعُ شَفتيَّ من الهُتافِ إليك: يا رحيمُ ارحَمْني أنا الواقِع.
الرّسالة (رو 13: 11-14، 14: 1-4)
رتّلوا لإلِهِنا رتّلوا
يا جميعَ الأُممِ صَفِقّوا بالأيادي
يا إخوة، إنّ خَلاصَنا الآنَ أقربُ مِمّا كان حينَ آمَنا. قد تَناهى اللّيلُ واقتربَ النّهار، فَلْنَدَعْ عَنّا أعمالَ الظُّلمةِ ونَلْبَسْ أسلِحَةَ النّور. لِنَسْلُكَنَّ سُلوكًا لائقًا كما في النّهار، لا بالقصُوفِ والسُّكْرٍ، ولا بالمضاجع والعَهَرِ، ولا بالخِصامِ والحَسَد. بَلِ البَسُوا الرَّبّ يسوعَ المسيحَ، ولا تهتمّوا لأجسادِكُم لِقَضاءِ شَهَواتِها. مَنْ كان ضعيفًا في الإيمان فاتَّخِذوهُ بغير مُباحَثةٍ في الآراء. مِنَ النّاس مَن يعتقدُ أنَّ لهُ أن يأكلَ كلَّ شيءٍ، أمّا الضَّعيفُ فيأكُلُ بُقولًا. فلا يَزْدَرِ الّذي يأكل مَن لا يأكل، ولا يَدِنِ الّذي لا يأكلُ مَن يأكل، فإنّ الله قدِ اتخّذّهُ. مَنْ أنتَ يا من تَدينُ عبدًا أجنبيًّا؟ إنّه لِمَولاهُ يَثبتُ أو يَسقُط. لكنَّه سيُثبَّتُ، لأنّ الله قادِرٌ على أن يُثبَّتهُ.
الإنجيل (متى 6: 14-21)
قال الرَّبُّ: إنْ غَفَرْتُم للنّاسِ زَلّاتِهمْ يَغْفِرْ لكم أبوكُمُ السَّماويُّ أيضًا. وإنْ لم تَغْفِروا للنّاسِ زلّاتِهم فأبوكُمْ لا يَغفِرْ لكم زلّاتِكُم. ومتى صُمتُمْ فلا تكونوا مُعَبِّسِين كالمُرائين، فإنّهم يُنكِّرون وُجوهَهْم ليَظهَروا للنّاسِ صائمين. الحقَّ أقولُ لكم إنّهم قد أخذوا أَجْرَهم. أمّا أنتَ فإذا صُمتَ فَادهَنْ رَأسَكَ واغْسِلْ وَجْهَكَ لئلا تَظْهرَ للنّاس صائمًا، بل لأبيكَ الّذي في الخِفيةَ، وأبوكَ الّذي يرى في الخِفيةِ يُجازيكَ عَلانية. لا تَكنِزوا لكم كُنوزًا على الأرض، حيث يُفسِدُ السُّوسُ والآكِلةُ ويَنقُبُ السّارقون ويَسرِقون، لكنْ اكنِزوا لَكمْ كُنوزًا في السّماء حيث لا يُفسِد سوسٌ ولا آكِلَةٌ ولا يَنْقُب السّارقون ولا يسرِقون. لأنّه حيث تكونُ كنوزُكم هناكَ تكونُ قلوبُكم.
حول الإنجيل
"إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَّلاَتِهِمْ، يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَّلاَتِهِمْ، لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضًا زَّلاَتِكُمْ". هذا هو الشَّرط الّذي يرِدُ ذكره في إنجيل اليوم، إنجيل أحد الغفران، وهذا الشَّرط ضروريّ لدخول الصّوم وإلّا صَوْمنا سيرفض من الله. قد يقول البعض أنّ الآخَر لا يُريد المصالحة فما العمل في هذه الحالة؟ المطلوب منّا أن نخطو خطوة مصالحةٍ تجاهه، فإنْ رفض لا يكون الذّنب ذنبنا فيما بعد ويكون، أقلّه، ضميرنا نقيًّا أمام الله تجاه هذا الشّخص. يُكمل الكتاب المقدّس بهذه الآية: "وَمَتَى صُمْتُمْ فَلاَ تَكُونُوا عَابِسِينَ كَالْمُرَائِينَ، فَإِنَّهُمْ يُغَيِّرُونَ وُجُوهَهُمْ لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ صَائِمِينَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ." لماذا ينطق الرَّبّ بهذا الكلام؟ لأنّ الفَرّيسيّين كانوا يَصومون الإثنين والخميس، وفي هذين اليَومين يأتي فيهما النّاس إلى سوق أورشليم، وكان شعر الفَرّيسيين مُبَعْثَر، وثيابهم غير منسّقة لكي يلفتوا الانتباه؛ إذًا كانوا يصومون لكي يمجّدهم النّاس ويُصنِّفوهم برتبة القدّيسين، فحذّر الرَّبُّ من هذا النّوع من الصِّيام، وهذا سببٌ من الأسباب أيضًا، بِوَضْع الرُّسل الصّوم في الكنيسة نهار الأربعاء والجمعة عكس صوم اليهود لكيلا يكون صومهم، نعني صوم الرُّسل وجميع المسيحيّين كصومهم. هدف الصّيام الأساسيّ هو أن نقترب من الله، بالخفية، وليس لكي يظنّ بنا النّاس أنّنا مقرَّبون من الله بصومنا الفَرّيسيّ. وأخيرًا نُورد مقطعًا من كتاب الصّلوات الكنسيّة الّذي يُدعى التّريودي، يوضح لنا كيف يجب أن يكون الصّيام، المقبول من الرَّبّ: "هلمَّ نباشر الإمساك الكلّيّ الجلال ببهجةٍ مُتلألئين بأشعّةِ أوامر المسيحِ إلهنا المقدّسة أعني بضياءِ المحبّة ولَميع برق الصّلاة وطهارة النّقاوة وقوّة الشّجاعة لكي نبلغَ مُضيئين إلى قيامة المسيح المقدَّسة ذات الثّلاثة أيّام الْمُبهجة للمسكونة بنور عدم الفساد".
طريقنا إلى الله
الطّريق إلى الله تبدأ حيث تنتهي الخطيئة. فما دام الإنسان خاضعًا لشهوات الجسد وأهواء النّفس فهو يبقى خاضعًا لناموس الخطيئة والدّينونة. الأهواء والخطايا، الّتي أساسها محبّة اللّذّة والانغماس بشهوات الجسد، عَرَّت الإنسان من نعمة الله، وأغرقت نفسه في فراغ لا ينتهي. تملأ الكنيسة هذا الفراغ بالصّوم، فالصّوم يملأ قلبنا من الله، حين يُحوّل الجوع الّذي فينا من الخبز الماديّ إلى الخبز الجوهريّ. إنّه جهادنا الأوّل الّذي يُخرج النّفس من مستنقع شهواتها، ويُعينها كي تزهد بالمادّة وبمتعة الجسد. لهذا، لم يكن الصّوم الأرثوذكسيّ يومًا، واجبًا قانونيًّا إنّما حاجة للخلاص؛ هدفه ضبط كلّ شهوة جسديّة، لكي يغلب الرّوح فينا على المادّة والجسديّات. لهذا، وبحسب القدّيس باسيليوس الكبير، أوّل هدف للصّيام هو تحويل الذّهن من العالم إلى الله. الصّوم كان أعظم بركة أعطاها الله للإنسان، من الفردوس ذاته؛ للصّوم قدرة على تدريب الإنسان على إنكار مشيئته الذّاتيّة لكي تتّحد بمشيئة الله. فمع إطفاء كلّ شهوة رديئة في النّفس، يقوّي الصّوم الإرادة، ويقود الذّهن إلى اليقظة الرّوحيّة. هذا ما يُعطي الإنسان القدرة في السّيطرة على نزوات النّفس والجسد، وتسليم مشيئته لمشيئة الله.
لكن لا يوجد صوم من دون تواضع وتوبة؛ والكنيسة ربطت الصّوم الكبير بالإحسان، وأكثر الكلّ بالغفران، لمن يُسيئون إلينا. فإن كانت شهوات الجسد تقتل شهوة "محبّة الله" في النّفس، فإنّ عدم المغفرة يُحطّم الوصيّة العظمى الثّانية "محبّة القريب".
كلّ شهوات الجسد تجد جذورها في محبّة الذّات الأنانيّة؛ وعدم مغفرة إساءات الآخرين لنا تجد أمّهاتها في التّكبّر وروح الإدانة وتبرير الذّات. منذ زمن قايين استطاع إبليس أن يزرع الحسد والحقد وروح الانتقام في الإنسان. الوسيلة الوحيدة للتَّحرُّر من روح العداوة الشّيطانيّة توجد في المغفرة: أن نغفر لأعدائنا ولكلّ من يُسيء إلينا. في هذه المغفرة تسقط كلّ أهواء البشر، ونصير على مثال أبينا السّماويّ. فالصّوم هو طريقنا إلى الله، لكن ما نفعه حين يكون قلبنا غارقًا في الحقد والعداوة. هذه هي حالة إبليس، مملوء بحبّ الانتقام، لا يأكل لحمًا إنّما نفوسًا. لهذا، القلب الّذي لا يغفر ولا يُسامح يسلك طريقًا إلى إبليس لا إلى الله، ويبقى في ظلمة محبّة الذّات الأنانيّة. هذا هو صليبنا الّذي نتدرّب على حمله، باختيارنا؛ لأنّه من دون صليب لا يمكن لأحد أن يعبر إلى القيامة. وفي هذا الصّليب، في الصّوم والمغفرة وحمل خطايا الآخرين، يقوم المسيح فصحًا جديدًا فينا، ويُصبح الصّليب طريقنا إلى الله.
فحين دعانا المسيح لنتبعه ونحمل صليبه، كان يدعونا، بحسب بولس الرَّسول، ليُصلب العالم لنا ونُصلب للعالم (أ. غلا 14:6). يُصلب العالم لنا حين نزهد به وبكلّ نواميسه. ونصلب العالم فينا حين نُجاهد بالأصوام والأسهار والسّهرانيّات لنتحرّر من الأهواء والشّهوات الّتي يُثيرها فينا، ونرتفع فوق الأحقاد والانتقام.
هدف الصّوم أن يُحوّل محبّة الذّات إلى محبّة الله، لكن أيضًا إلى محبّة القريب. فكنزنا السّماويّ يكتمل بتذكّرنا لحاجات إخوتنا البشر وإحساننا المُستطاع إليهم. نحن الّذين خُلقنا لنكوّن طبيعة متّحدة، يُساهم الإحسان في لحم انقساماتها العديدة.
صوم الجسد يُشدّد يقظة الذّهن، فكلّما هدأت أهواء الجسد وضُبطت، كلّما هدأت الأفكار في الذّهن وتنقّت واستنارت. يقول القدّيس اسحق السّرْيانيّ، "في بطنٍ امتلأ من الأطعمة لن يوجد مكان لمعرفة أسرار الله".
أخبارنا
الأب إرمياء (عزّام) أبًا مُعرِّفًا وروحيًّا
ترأس راعي الأبرشيّة، سيادة المتروبوليت أنطونيوس (الصّوري) الجزيل الاحترام، القدّاس الإلهيّ في كاتدرائيّة القدّيس نيقولاوس-الميدان بمناسبة سبت الرّاقدين الواقع في 6 آذار 2021. وخلال القدّاس صيَّر سيادته قدس الأب إرمياء (عزّام) كاهن الرّعيّة أبًا معرّفا وروحيًّا مقلِّدًا إيّاه الحِجْر. ندعو للأب إرمياء بأن يكون خادمًا أمينًا لخراف المسيح النّاطقة، حاملًا لسرّ تعزية النّفوس بنعمة الله من خلال سرّ التّوبة والاعتراف المقدَّس.
الاحتفال بعيد الأم ويوم المرأة العالميّ في دار المطرانيّة
ببركة وحضور راعي الأبرشيّة، سيادة المتروبوليت أنطونيوس (الصّوري) الجزيل الاحترام، وبمناسبة عيد الأم ويوم المرأة العالميّ وبداية الصّوم الكبير المقدَّس، أقامت المطرانيَّة مع حركة شباب الشّـرق وجمعيّة دوينا غداءً احتفاليًّا لمجموعة من أمهّات رعايا زحلة. بعد افتتاح اللّقاء بالصّلاة، رحّب سيادته بالحاضرين متوجِّها إلى كلّ سيّدة بالمعايدة، طالبًا من الله أن يمدَّهنَّ بالصّحّة والعافية، مُشدِّدًا على دور المرأة في المجتمع وتربية وإعداد الأجيال، متوجّهًا إلى منظّمي هذا الاحتفال بأسمى آيات الشّكر وطالبًا من الله أن يزيدهم من نعمه، ومتمنّيًا للحاضرين ولأبناء الأبرشيّة صومًا مباركًا. كما كانت كلمتَي معايدة للأمّهات من رئيس حركة شباب الشّرق الإعلاميّ طوني أبو نعّوم ومن رئيسة جمعيّة دوينا السّيّدة جودا درويش مزرعاني. بعدها تناول الجميع الغداء وسط أجواء من الفرح. وفي نهاية الحفل تمّ قطع قالب من الحلوى وتوزيع الهدايا على الحاضرين.