نشرة كنيستي
نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.
الأحد 26 تمّوز 2020
العدد 30
الأحد (7) بعد العنصرة
اللّحن 6- الإيوثينا 7
أعياد الأسبوع: *26: الشَّهيد في الكهنة أرمولاوس، الشَّهيدة باراسكيفي *27: الشَّهيد بندلايمون الشَّافي، البارَّة أنثوسة المُعْتَرِفَة *28: بروخورس ونيكانر وتيمن وبرميناس الشَّمامِسَة، إيريني خريسوﭬلاندي *29: الشَّهيد كالينيكوس، ثاوذوتي وأولادها *30: سيلا وسلوانس ورفقتهما *31: تقدمة عيد زيَّاح الصَّليب، الصِّدِّيق إِفذوكيمُس، يوسف الرَّاميّ *1: عيد زيَّاح الصَّليب، المكابيِّين الـ7 الشّهداء وأمّهم صلموني ومعلّمهم لعازر، بدء صوم السَّيِّدة.
كلمة الرّاعي
المؤمن والدّولة
”أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله“ (مرقس 12: 17)
إلهنا تجسَّد، دخل الزّمان والمكان، شاركنا حياتنا وظروفنا وأنظمتنا، وخضع للسّلطات في ما هو حقّ مشروع لها وقاومها في ما هو ظلم. هو مثَّل الإنسان كلّه بكلّ ما فيه، ما خلا الخطيئة، لذلك، هو حقّ وكلّ ما نطق به هو الحقّ المطلق.
الدُّوَل تُبنى على قيم يُعبَّر عنها بقوانينها. رقيّ الأمّة من رقيّ قوانينها، ورقيّ القوانين من مدى انسجامها وتعبيرها وتحقيقها للعدل والرّحمة، والعدل مرتبط بالحقّ والرّحمة مرتبطة بالمحبّة، أمّا المحبّة والحقّ فهما صفات الله. من هنا، كلّ نظام بشريّ يسعى للارتقاء إلى الفضائل الإلهيّة... أدرك ذلك أم لم يدرك واضعوه...
لا يتعاطى الكثيرين مع مسائل قوانين وأنظمة الدّول ودساتيرها من المنطلق الّذي أشرنا إليه أعلاه، لأنّ البشر ليسوا كلّهم مؤمنين بالله أو بإلإله نفسه... من هنا، حيث كان للمسيحيّة جود وتأثير في حياة الدُّول، تجلَّت تعاليمها وقيمها الرّوحيّة والأخلاقيّة في القوانين الوضعيّة البشريّة، والأمثلة لا تعدّ ولا تُحصى...
بناءً عليه، بالنّسبة للمؤمن، الدّولة هي الإطار الدّستوريّ والقانونيّ في الزّمان والمكان لعيش الفضائل المسيحيّة والشّهادة للإيمان في الحياة اليوميّة وفي بناء المجتمعات والحضارة والثّقافة والقيم الأخلاقيّة وأنظمة الحكم البشريّ كتحضير وسَعي لاستعلان ملكوت السّماوات من خلال الجهاد الرّوحيّ لبُنيان المواطن في المحبّة والحقّ الإلهيَّين...
* * *
”للرَّبِّ الأرض بكمالها المسكونة وجميع السّاكنين فيها...“ (مزمور 24 (23): 1).
ما من شيء إلّا هو للرَّبّ ومعطًى منه. العطيّة دومًا صالحة، المتقبِّل يُحدِّد وجهة استعمالها إن كان للخير أو للشّرّ...
في هذا العالم، أين وكيف يحكم الله في الأرض؟!... ”في كلّ موضعٍ من مواضعِ سيادته“ (مزمور 103 (102): 22). ليست المسألة مسألة ”موضع“ أو ”مكان“ لأنّ الإنسان هو موطن الله في العالم، والله هو وطن المؤمن في هذا الدّهر وفي الدّهر الآتي... نحن نأتي من الله إلى هذا الوجود، الّذي هو لله، لأنّ ”كلّ شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء ممّا كُوِّن“ (يوحنا 1: 3)، فحتّى قيصر هو لله وليس لذاته...
القضيّة الجوهريّة هي: ما الغاية من وجود الدّولة؟ تقدّم وازدهار وتحسين مستوى حياة الأفراد فيها، بــحســـب الــتّـحديدات العلميّة في العلوم السّياسيّة.
(Heywod, Andrew. (2000). Key Concepts In politics. Basingstoke, England: Palgrave, PP. 39—42)
تبقى الدّولة، إذًا، على مستوى هذا العالم في أنظمتها وأهدافها. لكن، بالنّسبة للمؤمن، هو يريد أن يجعل منها مَطَلًّا لملكوت السّماوات. الكنيسة، كمؤسّسة، ليست بإزاء الدّولة، الكنيسة في الدّولة موجودة كباقي مكوّنات الوطن، وليس عملها الخوض في غمار السّياسة، بل شغلها الجوهريّ هو بناء الإنسان المؤمن المُلتزم تجسيد عقيدته في حياته بكلّ أوجهها ومطارحها، أفي البيت أم في المجتمع أم في العمل أم في السّياسة أم في الاقتصاد أم في القانون إلخ... الكنيسة ليست هي الإكليروس بل هي جسد المسيح أي كلّ من اعتمد على اسم الثّالوث القدّوس... من هنا، المسؤوليّة مشتركة بين الإكليروس والمؤمنين، الإكليروس كأنبياء والشّعب كمطيع لكلمة حقّ المسيح الّتي تأتيه بهم وفيهم؛ والشّعب كحاملٍ لصوتِ روح الله والإكليروس كمُطيعين لنداء الرّوح القدس. الشّرط للطّاعة هو البرّ الّذي في الإيمان...
* * *
كلّ سعي بشريّ للسّعادة خارج دائرة الله وكلّ نظام وضعيّ يقعان في خانة العيش تحت ظلّ ناموس لا يمكن أن يقدّم للإنسان خلاصًا أبديًّا. هذه هي حقيقة عالم السّقوط، أمَّا المؤمن فهو وإن خضع لقوانين البشر الّتي فيها امتداد نحو تحقيق عدلٍ ما وسَعي لوقف شرٍّ ما، إلّا أنّه يتخطّاها على الدّوام كونه يطلب عيش سرّ النّعمة، الّتي بالمسيح يسوع، في هذا العالم، ليشدّ الإنسان والخليقة ويضعهما في هذا التّوتّر الخلّاق والمُبدِع بين حقيقة هذا الدّهر وحقيقة الدّهر الآتي المتجلِّيَة في فضائل الحبّ الإلهيّ المتجسِّد في أفكار وأقوال وأعمال المسيحيِّين... من هنا تأتي الحياة الأفضل (راجع يوحنا 10: 10)
ومن استطاع أن يقبل فليقبل...
+ أنطونيوس
مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما
طروباريّة القيامة (باللَّحن السّادس)
إنَّ القوَّاتِ الملائِكِيَّةَ ظَهَرُوا على قبرِكَ الموَقَّر، والحرَّاسَ صاروا كالأموات، ومريمَ وَقَفَتْ عندَ القبرِ طالِبَةً جسدَكَ الطَّاهِر، فسَبَيْتَ الجحيمَ ولم تُجرَّبْ منها، وصَادَفْتَ البتولَ مانِحًا الحياة، فيا مَنْ قامَ من بين الأمواتِ، يا ربُّ المجدُ لك.
طروباريّة للشّهيدة باراسكيفي (اللّحن الأوّل)
بما أنّكِ جعلتِ اهتمامَكِ مُلائمًا لتسمِيَتِكِ، أحرَزتِ الإيمان القويم مسكنًا، فلذلك يا لابسة الجهاد، تفيضين الأشفيةَ وتتشفّعين من أجلِ نفوسنا، يا باراسكيفي المطابقة لاسمها.
القنداق (باللَّحن الثّاني)
يا شفيعَةَ المَسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالِق غيْرَ المرْدودةِ، لا تُعْرضي عَنْ أصواتِ طلباتِنا نَحْنُ الخَطأة، بَلْ تدارَكينا بالمعونةِ بما أنَّكِ صالِحَة، نَحنُ الصّارخينَ اليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعَةِ وأسَرعي في الطّلْبَةِ يا والدَة الإلهِ، المُتشَفِّعَةَ دائمًا بمكرِّميك.
الرّسالة (رو 15: 1– 7)
خَلِّصْ يا رَبُّ شعبَكَ وبارِكْ ميراثَك.
إليكَ يا رَبُّ أصرُخُ إلهي
يا إِخْوَةُ، يجبُ علينا نحنُ الأقوياءَ أنْ نَحْتَمِلَ وَهَنَ الضُّعَفاءِ ولا نُرضِيَ أَنْفُسَنَا. فليُرْضِ كلُّ واحدٍ مِنَّا قريبَهُ للخيرِ لأجلِ البُنيان. فإنَّ المسيحَ لم يُرضِ نفسَه، ولكن كما كُتِبَ تعييراتُ مُعَيِّريكَ وَقَعَتْ عَلَيَّ. لأنَّ كلَّ ما كُتِبَ من قَبْلُ إِنَّمَا كُتِبَ لتعلِيمِنَا، ليكونَ لنا الرَّجاءُ بالصَّبْرِ وبتعزيةِ الكُتب. وليُعْطِكُمْ إلهُ الصَّبْرِ والتَّعْزِيَةِ أن تكونوا متَّفِقِي الآراءِ في ما بينَكم بحسَبِ المسيحِ يسوع، حتَّى إنَّكُم بنفسٍ واحِدَةٍ وفمٍ واحِدٍ تُمَجِّدُون اللهَ أبا ربِّنَا يسوعَ المسيح. من أجلِ ذلك، فليَتَّخِذْ بعضُكُم بعضًا كما ﭐتَّخَذَكُم المسيحُ لمجدِ الله.
الإنجيل (مت 9: 27– 35) (متى 7)
في ذلك الزَّمان، فيما يسوعُ مُجْتَازٌ تَبِعَهُ أعمَيَانِ يَصِيحَانِ ويقولانِ ارحَمْنَا يا ابنَ داوُد. فلمَّا دخلَ البيتَ دنَا إليهِ الأعميانِ فقالَ لهما يسوع: هل تُؤْمِنَانِ أَنِّي أَقْدِرُ أَنْ أفعَلَ ذلك؟، فقالا لهُ: نعم يا رَبُّ، حينئذٍ لمسَ أعيُنَهُمَا قائِلًا: كإيمانِكُمَا فليَكُنْ لَكُمَا. فانْفَتَحَتْ أعينُهُمَا. فانْتَهَرَهُمَا يسوعُ قائلًا: أُنْظُرا لا يَعلَمْ أحدٌ. فلمَّا خرجَا شَهَرَاهُ في تلكِ الأرضِ كلِّها. وبعدَ خروجِهِمَا قَدَّمُوا إليهِ أخرسَ بهِ شيطانٌ، فلمَّا أُخْرِجَ الشَّيطانُ تكلَّمَ الأخرسُ. فتعجَّبَ الجموعُ قائِلينَ لَمْ يَظْهَرْ قَطُّ مِثْلُ هذا في إسرائيل. أمَّا الفَرِّيسِيُّونَ فقالُوا إنَّهُ برئيسِ الشَّياطينِ يُخْرِجُ الشَّياطين. وكان يسوعُ يَطُوفُ المُدُنَ كُلَّهَا والقُرَى يُعَلِّمُ في مجامِعِهِم ويَكْرِزُ ببشارَةِ الملكوتِ ويَشْفِي كلَّ مَرَضٍ وكلَّ ضُعْفٍ في الشَّعب.
حول الرّسالة
الأقوياء بنعمة الرّوح القدُس، عليهم أن يَرْثُوا لضعف الضّعفاء ويرحموهم ويعطفوا عليهم، حتّى ولو كان كلّ هذا على حساب راحتهم الخاصّة، لأنّه هكذا تقتضي المحبّة المسيحيّة الباذلة. "ولا نرضي أنفسنا" أي أن نتجرّد من الأنانيّة وحبّ الذّات وتدليلها. علينا السّعي لخير الآخرين وما يبني نفوسهم ونموّهم في الفضيلة، على منوال السّيّد الّذي لم يكن يفتّش أبدًا عن راحته الشّخصيّة بل إنّه بذل ذاته فداءً للعالم. هو لم يطلب يومًا كرامةً شخصيّة بل على حدِّ قول الكتاب: "تعييرات مُعيّريك وقعت عليّ" (مزمور ٩:٦٩). في الآية الرّابعة من النّص يستشهد الرّسول بولس بما كتب في العهد القديم بواسطة رجال الله الملهَمين كي نتعزّى ونصبر متمسّكين بالأمل والرّجاء. فالكتاب كلّه دُوِّن بواسطة الرّوح القدُس المُعزّي. من أجل هذا قال بولس لتلميذه تيموثاوس: "وأنت منذ الطّفوليّة تعرف الكتب المقدّسة والقادرة أن تحكمك للخلاص بالإيمان الّذي في المسيح يسوع. كلّ الكتاب مُوحى به من الله ونافع للتّعليم والتّوبيخ، للتّقويم والتّأديب الّذي في البرّ لكي يكون إنسان الله كاملًا متأهّبًا لكلّ عملٍ صالحٍ" (٢ تيموثاوس: ١٥-١٧). ثم يدعو الرّسول بولس أهل رومية أن يكون اهتمامهم واحدًا وموافقًا لمشيئة الرَّبّ يسوع "أطلب...أن تفتكروا فكرًا واحدًا في الرَّبِّ" (فيلبي ٢:٤)، (...أن تقولوا جميعكم قولًا واحدًا ولا يكون بينكم انشقاقات بل كونوا كاملين في فكرٍ واحدٍ ورأيٍ واحدٍ ..." (١ كورنثوس ١٠:١). "لنطرح عنّا كلّ اهتمامٍ دنيويّ..." (من خدمة القدّاس الإلهيّ). إذا ما سعينا ونجحنا في عمل مشيئة الله يؤول كلّ هذا إلى تمجيده، هو الّذي يتمجّد بنا وبأعمالنا الصّالحة وطاعتنا له فنغدو كلّنا بنفسٍ واحدةٍ على حسب قلب الله وبفمٍ واحدٍ نرفع له التّسبيح والتّمجيد اللّائَقْين به. المبتغى الرّوحيّ الأخير أن نكون كلّنا واحدًا في المسيح، ورعيّة واحدة تجمعنا المحبّة الواحدة لذاك الّذي انتشلنا من وهدة خطايانا وخلّصنا بموته وصليبه. هذه المحبّة تترجَم بحبّنا للآخرين والسّعي لإسعادهم وراحتهم وخلاصهم .
لمحة عن سيرة والدة الإله مريم والأعياد السّيّديّة الخاصّة بها
مريم هي أمّنا ولها مكانتها الخاصّة والمميّزة في الكنيسة الأرثوذكسيّة، من خلال الصّلوات العامّة والخاصّة الموجَّهة إليها وطلب شفاعتها، ودورها في التّجسّد الإلهيّ. لذلك، سبق الآباء القدّيسون في المجامع المسكونيّة أن دعوها بـ"والدة الإله" و"الدّائمة البتوليّة" و"الفائقة القداسة" و"الأقدس من كلّ القدّيسين".
يقول الأرشمندريت توما بيطار: "لا قيمة لمريم في ذاتها ولا للبشريّة، المسيح هو الّذي جعل مريم أمّ الحياة كما يجعل الكنيسة ينبوع الحياة". لذلك نادرًا جدًّا ما نشاهد أيقونة لمريم دون يسوع.
بتدبيرٍ إلهيّ وُلدت مريم من يواكيم وحنّة في شيخوختهما، اللذَين كانا عاقرَيْن. فكانت مريم ثمرة النّعمة والبركة والحنان الإلهيّ. تتّخذ الكنيسة مريم كمثال للطّهارة والبتوليّة، كما تقول إيذيوميلا اللّيتين في ليلة عيد ميلاد والدة الإله في ٨ أيلول (المعروف في بلادنا بعيد دير صيدنايا).
في عيد دخول السّيّدة إلى الهيكل في ٢١ تشرين الثّاني، بواسطة والديها لتُقيم فيه، وَفاءً لنذر قطعاه على نفسيهما، كانت مريم آنذاك بعمر ثلاث سنوات. أمضت مريم في الهيكل إحدى عشرة سنة، وكان رئيس الملائكة جبرائيل يأتيها بطعامٍ روحيّ. حقّقت نقاوة القلب وفهمت قصد الله لشعبه المُختار على مدى الأجيال القادمة. وبها انكشفت رموز وعد الله والرّسوم الظّلّية والنبؤات الخاصّة بها.
بعد خروجها من الهيكل، أُودِعَت لدى يوسف الشيخ العفيف باتّفاق رأي الكهنة إلى كمال السّاعة، ذلك لأنّ والديها توفّيا قبل ثلاث سنوات.
خُطبت مريم ليوسف الشيخ. دخل الملاك إلى منزلها وحيّاها: "السّلام عليك يا ممتلئة نعمة، الرَّبّ معك، مباركة أنت في النّساء". اضطربت مريم وخافت، إلّا أنّ الملاك أخبرها عن تنازل الله الّذي لا يُدرك بواسطتها. فأجابت بطاعةٍ وتواضع: "ها أنا أمةٌ للرَّبّ فليكن لي بحسب قولك". ومنذ ذلك الحين حلّ عليها الرّوح القدس وقوّة العليّ ظلّلتها، فحبلت بما يفوق الوصف بابن الله وكلمته الّذي تجسّد من دمائها الطّاهرة (لوقا ١: ٢٦-٣٨). وبعد ذلك ذهبت للقاء نسيبتها أليصابات وهنّأتها بحبلها في شيخوختها كما أخبرها الملاك. وكان حوار لاهوتيّ بين الاثنتين، إذ قالت أليصابات بالرّوح القدس للعذراء: "من أين لي أن تأتي أمّ ربّي إليّ"، وللحال ارتكض الجنين في بطنها. فأجابت مريم مسبّحة ومعظّمةً الرَّبّ.
بُعَيْدَ الولادة، يقول الإنجيليّ لوقا (٢: ١٩) عن مريم: "وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا". أي بما قاله لها الملاك قبل الولادة والأحداث المتتابعة.
عندما أدخل يوسف والعذراء يسوع إلى الهيكل، ليؤدّيا ما تفرضه الشّريعة سواء من ناحية الطّفل أو من ناحية الأم، أخبر سمعانُ الشّيخ مريمَ عن السّيف الّذي سينفذ في نفسها" (لوقا ٢: ٣٥).
انتقل يوسف ومريم بالطّفل يسوع إلى مصر، بأمرٍ من المَلاك، حتّى وفاة الملك، عادوا إلى اسرائيل وسكنوا النّاصرة.
بالإضافة إلى دور مريم أعلاه الواضح، نشاهد مريم في الإنجيل أيضًا في أربعة أمكنة. ١- إنّ يسوع عندما بلغ اثنتي عشر سنة، فقده أبواه في أورشليم على عيد الفصح، حيث كان في الهيكل يستمع للمعلّمين ويسألهم، فقالت له أمّه مريم: "يا ابني لما صنعت بنا ذلك". ٢-سؤال أو تفتيش أمّه واخوته عنه (متى١٢: ٤٦). ٣- عرس قانا الجليل (يوحنّا ٢: ٣-٤). ٤- على الصّليب مع يوحنّا الحبيب، حيث قال يسوع لوالدته عن يوحنّا "هذا ابنك"، وقال له "هذه أمّك". ومنذ تلك السّاعة استقبلها التّلميذ في بيته (يوحنا ١٩: ٢٥-٢٧).
وبعد صعود الرَّبّ كانت العذراء إلى جانب الرّسل في العلّيّة يواظبون على الصّلاة (أع ١: ١٢-١٤).
ونحن على أبواب صوم السّيّدة العذراء في الأوّل من شهر آب، حيث يُقيم المؤمنون مع الكاهن كلّ مساء صلاة البراكليسي للعذراء، حتّى الرّابع عشر منه عيد رقادها وانتقالها. شفاعتها تكون معنا جميعًا، آمين.