في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*الشّهيد أنثيموس والّذين معه *أبونا القدّيس البارّ ثيوكتيستوس *القدّيسة الشّهيدة ملكة (فاسيليا) *القدّيس الشّهيد في رؤساء الكهنة أريستيون *القدّيس الشّهيد خاريتون *القدّيس الشّهيد أرخونتيوس *القدّيسة فيبي الشَّمّاسة *القدّيس قسطنطين الصَّغير *الجديد في الشُّهداء بوليدوروس القبرصيّ *أبونا الجليل في القدّيسين يوانيكيوس الصّربيّ *القدّيس البارّ يوحنّا روستوف الرُّوسيّ الـمُتبالِه *الشّهداء الرُّوس الجُدُد بيمن بيلوليكوف وألكسيس زينوفييف وبطرس سوروكين *الجديد في الشّهداء غورازد التّشيكيّ.
* * *
✤ أبونا القدّيس البارّ ثيوكتيستوس ✤
كان ثيوكتيستوس فتى عندما أسرته محبّة المسيح، فما كان منه سوى أن ترك كل شيء وذهب إلى الأماكن المقدّسة وسجد لعود الصليب، ثمّ تحوّل إلى قلالي دير فاران، على بعد ستة كيلومترات من أورشليم، في الطريق إلى أريحا، طالباً الحياة الرهبانية.
في ذلك الوقت بالذات، خرج القدّيس أفثيميوس الكبير – الذي تعيّد له الكنيسة في 20 كانون الثاني – من موطنه في أرمينيا قاصداً القلالي نفسها. هناك، في فاران، التقى الراهبان وتحابا على دروب الفضيلة وأتعاب النسك. كان الانسجام بينهما كبيراً لدرجة أن أضحى لهما فكر واحد وطريقة عيش واحدة كأنّهما نفس واحدة في جسدين.
يحكى عنهما أنّهما كانا ينطلقان كل سنة، بعد وداع عيد الظهور الإلهي، إلى البرّية الداخلية، طالبين مناجاة الله والصلاة النقيّة. وكانا يمكثان هناك إلى عيد الشعانين لا يكفّان عن قمع أهواء الجسد بالصوم والسهر محتملين الحر والعطش.
ومرّت على أفثيميوس وثيوكتيستوس في فاران خمس سنوات، هداهما الله بعدها إلى مغارة فسيحة مطلّة على واد، فأقاما فيها، لا يقتاتان إلاّ من بقول الأرض.
ولم تخف فضيلة هذين المجاهدين عن عباد الله طويلاً، فأخذ طالبو حياة التوحّد يتهافتون عليهما. وقد أثّر ذلك على الناسكين أيّما تأثير، وبانت موهبة كل منهما. ففيما انصرف أفثيميوس إلى النسك والخلوة أقبل ثيوكتيستوس على الناس يهتمّ بأمرهم.
وشيئاً فشيئاً تحوّل المكان إلى شركة، وأضحت المغارة كنيسة الدير وثيوكتيستوس رئيساً له، فيما تحوّل أفثيميوس إلى الصحراء الداخلية.
رقد ثيوكتيستوس بسلام في الربّ يوم الثالث من شهر أيلول من العام 467 للميلاد، ممتلئاً بركات وأياماً. وقد كان ذلك في زمن البطريرك أناستاسيوس الأورشليمي.