في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*الآباء الأجلّاء في القدّيسين ألكسندروس ويوحنّا وبولس الصّغير، بطاركة القسطنطينيّة *شهداء ميليتين السّتّة *شهداء ثيبا السّتّة العشر *القدّيس البارّ سارمتا *القدّيس البارّ خريستوفوروس الفلسطينيّ *القدّيس البارّ فانتين الصّانع العجائب *الشّهيدة بريانا النّصيبيّة *أبونا الجليل في القدّيسين أفلاليوس القبرصيّ *القدّيس البارّ ألكسندر سْفِير *نقل رفات القدّيس ألكسندر نفسكي *عيد جامع للأساقفة المنيرين في الكنيسة الصّربيّة *الشّهيدان الرّوسيّان الجديدَان بطرس وأغناطيوس *القدّيس المعترف بطرس الرّوسيّ *الشّهيدان فيليكس وأدوكتوس الرّومانيّان *القدّيس باماخيوس الرّوميّ.
* * *
✤ الآباء الأجلّاء في القدّيسين ألكسندروس ويوحنّا وبولس الصّغير، بطاركة القسطنطينيّة ✤
أما القدّيس ألكسندروس فقيل إنّه تسقّف على بيزنطية في حدود العام 314 م وقيل فيما بعد. اشترك في المجمع المسكوني الأول في نيقية سنة 325 م. خلف القدّيس متروفانيس المعيَّد له في 4 حزيران. كان من عائلة متواضعة. لم يتسنّ له أن يحصِّل أية ثقافة عالمية، لكنّه لمع بفضائله ومواهبه الرسولية. دافع عن الإيمان القويم متصدِّياً لآريوس ومحازبيه. قيل إنّه جال في تراقيا ومقدونيا وتسّاليا والجزر كارزاً بإيمان مجمع نيقية. لما تمكّن آريوس من خداع الأمبراطور وإيهامه بأنّه قَبِل الإيمان النيقاوي لما قال بابن الله مولوداً من قَبْل الدهور ضغط الأمبراطور القدّيس ألكسندروس أن يقبله في الشركة. لجأ قدّيسنا إلى كنيسة القدّيسة إيريني حيث أقام ساجداً أمام المذبح المقدّس مصلِّياً ليل نهار بدموع سائلاً الربّ الإله إعفاءه من التجربة. قال: “إذا كان لآريوس أن يتصالح وكنيستك فأطلق خادمك. ولكن إذا رأفتَ بكنيستك ولم تشأ أن تُسلِم ميراثك للعار فاعزل آريوس لئلا تؤخذ الهرطقة وكأنها الإيمان الحقيقي”. في السبت، قبل الأحد الذي كان احتفال المصالحة المزعومة متوقّعاً أن يجري، مات آريوس وانحلّت مشورة الأقوياء على كنيسة المسيح. رغم ذلك استمرّت الاضطرابات وواصل ألكسندروس الجهاد من أجل الأرثوذكسية. رقد بسلام بعد وفاة القدّيس قسطنطين (337 م) بأشهر قليلة. كان قد بلغ من العمر الثامنة والتسعين. وقد خلفه القدّيس بولس المعيَّد له في 6 تشرين الثاني.
أما القدّيس يوحنّا فليس واضحاً تماماً أياً من الذين تسمّوا بهذا الاسم في القسطنطينية هو. أغلب الظنّ أنّه يوحنّا الثامن Xiphilinos الذي كانت أسقفيّته بين العامَين 1064 و 1075 م. رقد في سنّ الخامسة والستين. أصله من تريبيزوند. نشأ في القسطنطينية. برز في العلوم القانونية وأُسند إليه تدريس الحقوق في الجامعة الأمبراطورية. ترك العاصمة المتملّكة إثر وشاية مغرضة. اقتبل الثوب الرهباني وبقي عشر سنوات في أحد ديورة جبل الأوليمبوس في بيثينيا. استدعاه الأمبراطور قسطنطين دوكاس إلى القسطنطينية وجعله بطريركاً مسكونياً، رغم تحفّظاته، إثر وفاة البطريرك قسطنطين Lichoudès. استبان رجل سلام ومصالحة وسعى إلى التقرّب من الكنيسة الأرمنيّة. سلك في فقر شديد ونقاوة كاملة. وزّع كل ما لديه حسنات. نظّم التوزيع على الفقراء وساهم في بناء وترميم كنائس عديدة. كان يقيم الذبيحة الإلهية كل يوم ويُجيد في شرح العقائد والضوابط القانونية في الكنيسة.
أما القدّيس بولس الرابع، المسمّى الصغير، فأصله من قبرص. كان قد لمع بأقواله وأعماله الفاضلة حين اختير، رغماً عنه، بطريركاً، في الأحد الثاني من الصوم الكبير سنة 780 م بعدما شغر الكرسي القسطنطيني طويلاً بسبب هرطقة محاربة الإيقونات. تعرّض لضغط شديد من الأمبراطور لاون الرابع ووقّع وثيقة تحرّم إكرام الإيقونات. كان أضعف من أن يقاوم رغم تمسّكه بالإيقونات. آثر الاستقالة والاعتزال في دير فلوروس تكفيراً. دعا إلى مجمع مسكوني يصلح الخطأ ويثبّت إكرام الإيقونات. رقد بسلام بعد ذلك بأشهر قليلة سنة 784 م. أكبر الجميعُ فضيلتَه وتقواه. وقد التأم المجمع المسكوني السابع، الذي حضّ على عقده، سنة 787 م.