نشرة كنيستي
نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.
الأحد ۲٠ آب ۲٠١٧
العدد ١٩
الأحد (١١) من متّى
اللّحن ۲- الإيوثينا ١١
كلمة الرّاعي
نظام المجالس في الكرسيّ الأنطاكيّ
ينصّ "نظام المجالس في الكرسيّ الأنطاكيّ"*، المعتمَد حاليًّا في كنيستنا، في مواده الأربع الأولى على ما يلي:
المادة ١: يشترك المؤمنون في حياة الكنيسة من خلال اشتراكهم في حياة الرعية التي ينتمون إليها وحياة الأبرشيّة التي تنتمي إليها تلك الرعية.
المادة ٢: يعاون راعي الأبرشيّة في أعمال أبرشيّته ونشاطاتها هيئات دائمة مؤلّفَة من إكليريكيّين وعلمانيّين وهي: مجالس الرعية، ومؤتمر الأبرشيّة، ومجلس الأبرشيّة الملّي.
المادة ٣: مجلس الرعية هيئة دائمة تعاون الكاهن القيام بالتربية الكنسية وإنماء الحياة الروحية وتنمية موارد الرعية المالية وتعمل برئاسته.
المادة ٤: يتم اختيار مجلس الرعية بالتفاهم بين راعي الأبرشيّة والرعية المعنية.
وتحدِّد المادّة ٨. ه ما يلي: ينظّم (أي مجلس الرّعيّة) موازنة الكنيسة والوقف كلّ سنة في مطلعها ويقدّمها للمجلس الملّي للمصادقة.
* * *
لكيما نستطيع إنجاز تطبيق هذا النّظام، وبالتالي تفعيل مشاركة المؤمنين في حياة الكنيسة وخططها، وَجب إنشاء مجالس رعايا في كلّ رعيّة تابعة لهذه الأبرشيّة. ولمجالس الرعايا نظام داخليّ يجب أن يسيروا بموجبه ولجان يجب أن تنوجد فيها لِحُسْنِ التنظيم والفعالية والتّخصّص، ممّا يعطي نتائج أفضل لعمل المجالس.
عندما ينتظم عمل المجالس إداريًّا وتنظيميًّا وماليًّا بشفافية، حينها يمكننا أن ننتقل إلى المرحلة التالية من النّظام وهي الدعوة إلى مؤتمر الأبرشيّة الّذي يضع الرؤى والبرامج والخطط العامة ويوحِّدها على صعيد الأبرشيّة، مع احترام خصوصيّة كلّ رعيّة من الرعايا. ومن مهام هذا المؤتمر، أيضًا، انتخاب عدد من أعضاء المجلس الملّي للأبرشيّة الّذي يعاون المتروبوليت في إدارة ومتابعة كافة شؤون الأبرشيّة والرعايا.
إلى أن نستطيع إنشاء مجالس في كافة الرعايا فنحن نحاول تنظيم الأمور في الأبرشيّة. لذلك، أنشأنا لجانًا متعدِّدة على صعيد المطرانيّة وأسّسنا المركز الرعائي الأرثوذكسي ومجلس أُمَنَاء المؤسسات الأرثوذكسيّة.
* * *
من اللجان التي أُسِّسَت وتعمل على تحضير برامجها لتنطلق في خدمتها: لجنة الإعداد الزوجي، لجنة الإرشاد الزّوجي، لجنة الأوقاف، لجنة المالية... وليس هنا مجال التوسّع في أهمّيّة ودور كلّ لجنة من هذه اللجان وغيرها.
بالنسبة للمجالس الحاليّة ووكلاء الوقف الحاليّين، فنحن نطلب منهم تنظيم أعمالهم عبر وضع برامج عمل وموازنات لكلّ سنة جديدة، وإعلان ميزانية وقطع حساب السنة المنصرمة وتوزيعها على رعاياهم لأجل الشفافيّة.
على المجالس ووكلاء الوقف تسليم برامج عملهم ومشاريعهم وحساباتهم للمطرانيّة بحسب النماذج التي أُعِدَّت لهذا الأمر للمصادقة عليها، والمطرانيّة تقدّم موازناتها وبرامجها وميزانياتها للمجمع المقدّس.
ألا منحنا الله أن تكون أعمالنا "بلياقة وترتيب" وأن نبني للأجيال التي ستأتي بعدنا. إن لم نتّحد ونوحّد جهودنا وأعمالنا سنبقى في الضّعف، وإذا اتّحدنا حقَّقنا كلّ ما نحتاجه لأن في الاتّحاد قوّة آتية من المحبة الصادقة للرب وكنيسته وشعبه، وبركة الرب تكمّل نقائصنا جميعًا.
* للاطِّلاع على كافة مواد النّظام العام أنظر: كتاب أنطاكية والقانون، مدخل إلى القوانين الأنطاكية وتطبيقها في القرن العشـرين، جورج توفيق غندور، تعاونيّة النور الأرثوذكسيّة للّنشر والتّوزيع م. م.، مطبعة الينبوع، بيروت، ٢٠٠٨، ص. ٥٦٥.
+ أنطونيوس
مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما
طروباريّة القيامة (اللّحن الثّاني)
عندما انحدرتَ إلى الموت. أَيُّها الحياةُ الذي لا يَموت. حينئذٍ أَمَتَّ الجحيمَ بِبَرْقِ لاهوتِك. وعندما أقمتَ الأمواتَ من تحتِ الثَرى. صَرَخَ نحوكَ جميعُ القُوّاتِ السماويّين. أَيُّها المسيحُ الإله. مُعطي الحياةِ المجدُ لك.
طروباريّة رقاد السّيّدة (اللّحن الأوّل)
في ميلادِكِ حَفِظْتِ البتوليَّةَ وصُنْتِها، وفي رقادِكَ ما أهْمَلْتِ العالم، وما ترَكْتِهِ يا والدةَ الإله، لأنَّكِ انتقلتِ إلى الحياة بما أنَّكِ أمّ الحياة، فبشفاعاتِكِ أنقِذي من الموتِ نفوسَنا.
القنداق لرقاد السّيّدة (اللّحن الثّاني)
إنَّ والدة الإله التي لا تَغْفَلُ في الشفاعات، والرجاءَ غيرَ المردودِ في النَّجَدَات، لم يضبُطْها قبرٌ ولا موتٌ. لكن بما أنها أمُّ الحياةْ نقَلَها إلى الحياة الذي حلَّ في مستودَعِها الدائِمِ البتوليّة.
الرّسالة (١كورنثوس ٢:٩-١٢)
قُوَّتِي وتَسْبِحَتِي الرَّبُّ
أَدَبًا أَدَّبَنِي الرَّبُّ وإلى المَوْتِ لَمْ يُسْلِمْنِي
يا إخوةُ، إنَّ خَاتَمَ رسالتي هوَ أنتمُ في الرَّبِّ. وهذا هو احتجاجي عندَ الَّذينَ يَفْحَصُونَنِي. ألعَلَّنَا لا سُلْطَانَ لنا أنْ نأكُلَ ونَشَرَب. ألعَلَّنَا لا سُلْطَانَ لنا أن نَجُولَ بامرَأَةٍ أُخْتٍ كسائِرِ الرُّسُلِ وإِخْوَةِ الرَّبِّ وصَفَا. أم أنا وبَرنابا وحدَنا لا سُلْطَانَ لنا أن لا نَشْتَغِلَ. مَنْ يَتَجَنَّدُ قَطُّ والنَّفَقَةُ على نَفْسِه؟. مَن يَغْرِسُ كَرْمًا ولا يأكُلُ من ثَمَرِه؟. أو مَنْ يَرْعَى قطيعًا ولا يأكُلُ من لَبَنِ القطيع؟. ألعلِّي أتكلَّمُ بهذا بحسبِ البشرِيَّة، أم ليسَ النَّاموسُ أيضًا يقولُ هذا. فإنَّهُ قد كُتِبَ في ناموسِ موسى: "لا تَكُمَّ ثورًا دارِسًا". ألعَلَّ اللهَ تُهِمُّهُ الثِّيران، أم قالَ ذلك من أجلِنَا، لا محالَة. بل إنَّمَا كُتِبَ من أجلِنَا. لأنَّه ينبغي للحارِثِ أنْ يحرُثَ على الرَّجاءِ، وللدَّارِسِ على الرَّجاءِ أن يكونَ شريكًا في الرَّجاءِ. إن كُنَّا نحنُ قد زَرَعْنَا لَكُمُ الرُّوحِيَّات أَفَيَكُونُ عَظِيمًا أَنْ نَحْصُدَ مِنكُمُ الجَسَدِيَّات. إنْ كانَ آخَرُونَ يشتَرِكُونَ في السُّلْطَانِ عليكم أَفَلَسْنَا نحنُ أَوْلَى. لَكِنَّا لم نَسْتَعْمِلْ هذا السُّلْطَانَ، بل نَحْتَمِلُ كلَّ شيءٍ لِئَلَّا نُسَبِّبَ تَعْوِيقًا ما لِبِشَارَةِ المسيح.
الإنجيل (متى ٢٣:١٨-٣٥)
قال الرَّبُّ هذا المَثَل: يُشْبِهُ ملكوتُ السَّماواتِ إنسانًا مَلِكًا أرادَ أن يُحَاسِبَ عبيدَهُ. فلمَّا بدأَ بالمحاسَبَةِ أُحْضِرَ إليهِ واحِدٌ عليهِ عشَرَةُ آلافِ وَزْنَةٍ. وإذْ لم يَكُنْ لهُ ما يُوفي أَمَرَ سيِّدُهُ أن يُبَاعَ هو وامرأَتُهُ وأولادُهُ وكلُّ ما لهُ ويُوفَى عَنْهُ. فَخَرَّ ذلكَ العبدُ ساجِدًا لهُ قائِلًا: تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ كلَّ ما لَكَ. فَرَقَّ سَيِّدُ ذلك العَبْدِ وأَطْلَقَهُ وتَرَكَ لهُ الدَّيْن. وبعدما خرجَ ذلك العبدُ وَجَدَ عَبْدًا من رُفَقَائِهِ مَدْيُونًا لهُ بمئةِ دينارٍ، فَأَمْسَكَهُ وأَخَذَ يَخْنُقُه قائلًا: أَوْفِنِي ما لِي عَلَيْك. فَخَرَّ ذلك العبدُ على قَدَمَيْهِ وطَلَبَ إليهِ قائلًا: تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ كلَّ ما لَك. فَأَبَى ومَضَى وطرحَهُ في السِّجْنِ حتَّى يُوفِيَ الدَّيْن. فلمَّا رأى رُفَقَاؤُهُ ما كانَ حَزِنُوا جِدًّا وجَاؤُوا فَأَعْلَمُوا سَيِّدَهُم بكلِّ ما كان. حينَئِذٍ دعَاهُ سَيِّدُهُ وقالَ لهُ: أيُّها العبدُ الشّرّيرُ، كلُّ ما كانَ عليكَ تركْتُهُ لكَ لأنَّكَ طَلَبْتَ إِلَيَّ، أَفَمَا كانَ ينبغِي لكَ أنْ ترحَمَ أنتَ أيضًا رفيقَك كما رَحَمْتُك أنا. وغَضِبَ سَيِّدُهُ ودَفَعَهُ إلى المُعَذِّبِينَ حتَّى يُوفِيَ جميعَ ما لَهُ عَلَيْهِ. فهكذا أبي السَّماوِيُّ يَصْنَعُ بِكُم إنْ لم تَتْرُكُوا من قُلُوبِكُم كلُّ واحِدٍ لأَخِيهِ زَلَّاتِهِ.
حول الإنجيل
لقد كلمنا الرب يسوع بأمثال من واقع الحياة، لكي نستطيع أن نفهم سر تدبيره الإلهي ومحبته وهذا ما تنبأ به عنه داوود النبي بقوله: "افتح فمي بالأمثال" (مز٧٧: ٢). وفي هذا المقطع الإنجيلي يحدد لنا السيد أهمية القريب (الآخَر) والعلاقة معه.
الملك هو السيد الذي له وحده سلطان مغفرة الخطايا حيث يظهر جلياً في الإنجيل قول الرب يسوع للمخلع: "يا بني مغفورة لك خطاياك". والسيد حاكم عادل ويظهر هنا على أنه الديان يحاسب عبيده على ما يدينون به إليه، وهو ليس في وضعية الاقتصاص من الأشخاص فهو يحب الأشخاص ولكنه يرفض ما يصدر عنهم من أعمال شريرة، وبالتالي، فإن عدالة الله تكمن في محبته. وقد ظهرت عدالة الله ومحبته عندما ترك للعبد ما كان له عليه وهو عشرة آلاف وزنة وهذا تمّ عندما أظهر ذلك العبد شيئاً من التوبة عندما خرّ ساجداً وقائلاً: "يا سيدُ تمهل عليَّ فأوفيك كل ما لك".
الوزنة في زمن الكتاب المقدس كانت تساوي عشـرة آلاف دينار والبعض الآخر يقول بأنها تساوي أربعمائة وست وثمانين قطعة ذهبية، والحديث عن عشرة آلاف وزنة هو مبلغ كبير جداً، وهو يعبر عن كثرة الدين والذي يصعب على أيٍ كان إيفاؤه. إنها قضيةٌ لها علاقة برحمة الله والتي تنسكب على من يطلبها، فيعفيه ويسامحه بما له من دين عليه.
المشهد نفسه تكرر بين العبد والعبد الآخر رفيقه الذي كان مديوناُ له بمئة دينار وهو ليس بشـيء قياساً بدين العبد الأول لسيده. طالب العبد الأول بدينه والعبد الثاني خرَّ على قدميه وطلب إليه قائلاً :"تمهَّل عليَّ فأوفيك كل ما لك، فلم يرد بل مضى وألقاه في السجن حتى يوفي الدين". عندما يخرج الإنسان عن شريعة الله التي هي المحبة، عندها يصبح عديم الشفقة. ولذلك، عامل العبد الأول شريكه في خدمة السيد بقساوة وجشع في اللحظة التي وهب فيها رحمات كثيرة من الله فوصفه الإنجيل بـ"العبد الشرير" لأنه لم يستطع أن يحب ويسامح.
ويقول أحد أباء كنيستنا المعاصرين: "ما بيَّنه المثل بوضوح أن الرب أدان ليس "المدان" وكلنا مدانون، وإنما أدان الشرير. لم يُدَن العبد لدينه الكبير أمام الله، ولكنه أدين لأنه لم يسامح ديناً صغيراً. إن خطيئة العبد الأول هي في عدم المحبة والمسامحة، وقد تكون خطيئتنا إلى الرب ليس ديننا تجاهه ولكن في سوء معاملة القريب. فالآخر إذاً، هو سبيلنا إلى الله وبقدر ما نغفر للناس زلاتهم يغفر لنا أبونا السماوي زلاتنا أيضاً، وقد علمنا السيد أن نردد في الصلاة الربانية "اترك لنا ما علينا كما نترك نحن لمن لنا عليه".
فعلينا أن نجاهد أيها الإخوة الجهاد الحسن ونتمثل بمحبة السيد ونتأمل قول الرسول بولس: "أصلحوا أنتم الروحيين ضعف أولئك بروح التواضع وتبصر أنت لنفسك لئلا تسقط أيضاً".
كيف يحاول العدو تحويل المبتدئ عن الطريق الصحيح
للقديس ثيوفان الحبيس
الطريقة الأولى: لاحَظ قديسو الله أنَّ العدو يعمل ضد المبتدئين بطريقتين. أولهما هي ألّا يزعج البعض ولا يقاومهم. وعندما لا يصطدمون بأي عائق داخلي أو خارجي، ويرون أن كل شيء يسير على ما يرام، يحلمون بأن: لا بد بأننا شيء مهم، كل الأعداء تبتعد ولا تجرؤ على الظهور. وما أن تبدأ هذه الأفكار، حتى يحضر العدو ويبدأ بتحريك أحلام المجد الباطل التي منها تأتي الثقة بالنفس ونسيان معونة الله، وبالتالي عدم السعي إليها وفقدانها. عندما تصل الأمور إلى هذا الحد، يبدأ العدو بالتسلّط: أي بتحريك الشر من الداخل وبوضع العقبات من الخارج، فيقع ذلك الفقير الواثق بنفسه. هذه الحالات ليست نادرة. الكمال، الذي لا يظهر إلا قليلاً، يأتي بعد جهد كبير، بعد سنوات وسنوات، وليس من البداية.
الطريقة الثانية: من جهة أخرى، يهاجم العدو الآخرين منذ البداية بكلّ قوته وعنفه، حتى يشعر المبتدئ بالضياع. حيثما يستدير، كل شيء ضده: أفكاره وأحاسيسه، وكل ما في داخله يعوق النوايا الحسنة ولا شيء إيجابي. يقوم العدو بهذا ليرعب المؤمن الجديد منذ البداية، وليحاول إرغامه على التخلي عن نواياه الحسنة والعودة إلى حياة اللامبالاة وعدم الانتباه. ولكن ما أنْ يلاحظ العدو أنَّ المؤمن الجديد لن يستسلم بل هو يقاوم، فإنه يتراجع مباشرة. هذا لأن الشجاعة في مقاومة العدو تُكسب العاملين الأكاليل وهو لا يريد أنْ يؤمنها لهم. مهم أن تحفظ هذا في فكرك حتى لا تجبن أمام الضغوطات القويّة الناتجة عن العوائق، بل سوف تعرف أنها خديعة من العدو الذي يتراجع ما أنْ يواجه الثبات.
أقوال آبائيّة
+ من له النور يسهر "والظلمة لا تدركه" (يو٥:١)، ولا ينام، حيث لا توجد ظلمة. من يستنير يكون يقظًا من جهة الله، هكذا يعيش (القديس اكليمنضس الإسكندري).
+ الجهل يصحبه على الدوام الاندفاع، ويقود الناس إلى أن يُسْبِغَ على خيالاته الشريرة أهمية عظمى. هكذا فإن ضحايا هذا المرض يظنون في أنفسهم شيئًا عظيمًا، ويحسبون أنهم أصحاب معرفة لا يقدر أحد أن يبلغ إليها. يبدو أنهم ينسون ما يقوله سليمان: "لا تكن حكيمًا في عيني نفسك" (أم ٣: ٧)، أي حسب حكمك المنفرد (القديس كيرللس الإسكندري).
+ هل تؤمن أن الله يعول خليقته وقادر أن يفعل كل شيء؟ اسمح للأعمال المناسبة أن تتبع إيمانك، وعندئذ يسمع لك. لا تفكر في القبض على الرياح بقبضة يديك، أي بالإيمان بدون الأعمال (القديس افرام السرياني).
+ يقول سليمان: لا تعطني فقرًا ولا غنى، اعطني فقط ما هو ضروري وما فيه الكفاية، لئلا إذا شبعت أكفر. وأقول: من يراني؟ أو بكوني فقيرًا أسرق وأنكر اسم إلهي، هكذا الغنى يمثل التخمة، والفقر يمثل الحرمان الكامل من ضروريات الحياة، والاكتفاء هو حالة تحرر من العوز وبدون فيض زائد. الاكتفاء يختلف حسب الحالة الجسدية والاحتياجات الحاضرة... فكل حالة تحتاج إلى رعاية خاصة لإيجاد مائدة صالحة دون تعدٍ لحدود الاحتياجات الحقيقية (القديس باسيليوس الكبير).
+ عندما يطرأ بذهنك أنك معجب بنفسك لأنك متواضع تذكر سيدك. تذكر إلى أية درجة وضع نفسه، حينئذ لن تُعجب بنفسك ولن تمدحها قطّ (القديس يوحنا الذهبي الفم).
+ لِأَحْتَمِي من الجاهل صرت أبكمًا لم أفتح فمي، لأنه لمن أُخبر عما يجري في داخلي؟ فإنني أَنْصَتُّ إلى قول الله الرب لي في داخلي، "فإنه يتحدَّث بالسلام مع شعبه" (مز ٨٥: ٨) (المغبوط أوغسطينوس).
+ لقد أبغضتَ التأديب. عندما أصفحُ تُرتل ُوتُسبحُ، وعندما أؤدِّب تتذمَّر. عندما أَعفو أكون إلهك، وعندما أؤدِّب لا أكون إلهك. "إني كلّ من أحبّه أوبّخه وأؤدبه" (رؤ ٣: ١٩) (الغبوط أوغسطينوس).
+ جعلتُ نفسي مستعدًا لاحتمال التجارب التي قد تُفاجئني بغتة، وتمنعني عن حفظ وصاياك (أنثيموس أسقف أورشليم).
+ لا يصنع الله اعوجاجًا يسبِّب دمارًا، إنَّما يُظْهِرُ من هم في اعوجاج. مكتوب: "أمّا العادلون إلى طرق معوجة، فيُذهبهم الرب مع فعلة الإثم" (مز ١٢٥: ٥). ليس الله هو الذي يقودهم بغير إرادتهم مع الذين هم فعلة الإثم، إنما يُظهر أولئك الذين انحرفوا عن الطريق بعد أخذهم قرارًا سلوكيًا لأناس كهؤلاء (القديس ديديموس الأعمى).
+ سُئِلَ شيخ: "كيف أنه يوجد أناس يقولون إننا نرى ملائكة؟" فأجاب: ”طوباه الذي يرى خطاياه كل حين".
+ قال أنبا بيمن: "كما أن الأرض لا تسقط لأنها كائنة إلى أسفل، هكذا من يضع نفسه لا يسقط".