نشرة كنيستي
نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.
الأحد ٧ تمّوز ۲٠١٩
العدد ۲٧
الأحد (٣) بعد العنصرة
اللّحن ۲- الإيوثينا ٣
أعياد الأسبوع: *7: البارّ توما الميليونيّ، الشَّهيدة كرياكي *8: العظيم في الشُّهداء بروكوبيوس، الشَّهيد في الكهنة أنستاسيوس *9: بنكراتيوس أسقف طفرومانية *10:يوسف الدِّمشقيّ، الشُّهداء اﻟ 45 المستشهدون في أرمينية *11: آفيميَّة المُعظَّمة في الشَّهيدات (لمَّا ثبَّتت حدَّ الإيمان) والقدّيسة الملكة أولغا المُعادِلَة الرُّسُل *12: الشَّهيدان بروكلس وإيلاريوس، فيرونيكي نازفة الدَّم، القدّيس باييسيوس الآثوسيّ *13: تذكار جامع لجبرائيل رئيس الملائكة، استفانوس السّابويّ، الشَّهيدة مريم، البارَّة سارة.
كلمة الرّاعي
سراجُ الجسدِ العينُ
الإنسان وإن كان من جسد وروح إلّا أنّه كائن واحد. ومع أنّ ”الْجَسَدَ يَشْتَهِي ضِدَّ الرُّوحِ وَالرُّوحُ ضِدَّ الْجَسَدِ، وَهذَانِ يُقَاوِمُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ ...“ (غلاطية 5: 17) فيتخبّط الإنسان في ذاته ويفعل ما لا يريد، إلّا أنّ دعوة الإنسان هي أن يكون موحَّدًا في كيانه ...
خلق الله الإنسان مركَّبًا من مادّة مخلوقة، من أديم الأرض، ومن روح على صورة روحه القدُّوس. في البدء كان روح الرَّبِّ ساكنًا في كيان الإنسان بالنّفس في الجسد. لمّا انفصل الإنسان عن الله رافضًا حبّ الخالق ومشَكِّكًا بأمانته خسر البشر سُكنى روح الله فيهم. روح الرَّبّ هو واهب الحياة والنّور للإنسان بالكلمة الإلهيّ الّذي أعطى ذاته للإنسان الأوّل كلمة منطوقة في الوصيّة وطعامًا في شجرة الحياة.
قبل السّقوط، كان الإنسان نقيّ القلب، أي كيانه شفّاف للنِّعمة الإلهيّة وذهنه مُستنير وحواسّه موجّهة بطُهارة إلى الفرح بالخالق وكلّ آخَر وصورة الله فيه كاملة ... بالسّقوط، صار القلب نجيسًا (إرميا 17: 9)، والكيان منيعًا على نعمة الله والذّهن مظلمًا والحواس مُغلقة على محبّة الذّات في استهلاك الآخَر وصورة الله محجوبة ومشوّهة في الإنسان ...
* * *
”وَصَايَا الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ تُفَرِّحُ الْقَلْبَ. أَمْرُ الرَّبِّ طَاهِرٌ يُنِيرُ الْعَيْنَيْنِ ...“ (سفر المزامير 19: 8). إن لم تستنر عينَي قلب الإنسان، أي الذّهن، يبقى هذا الأخير مُظلِمًا بكلّيّته ... كلمة الله هي النّور. هذا النّور يستقرُّ في الإنسان بحفظ الوصيّة الإلهيّة. المسألة واضحة وبسيطة، لكنّها ليست سهلة لأنّ القرار الّذي يجب على الإنسان أن يتّخذه للسّلوك في درب التّنقية شبه مستحيل! ... لماذا؟! ... لأنّ هذا القرار هو التّخلّي عن المشيئة الذّاتيّة وعن كلّ تعلُّق يُعيق حركة الإنسان نحو الله ونحو الآخَر ... التّعلُّق الوحيد الصّحيّ والبنّاء والصّالح هو الرغبة بالالتصاق بالمسيح يسوع أقنومًا إلهيًّا متجسِّدًا وكلمة منطوقة من الآب بالرّوح القدس ومزروعة في عمق الكيان الإنسانيّ. كلمة الله تطهِّر وتنقّي الإنسان، لأنّ من يقبل زرع الكلمة الإلهيّ فيه ويستنزل أمطار النّعمة بالصّلاة لتنمّي هذه البذرة-الكلمة في أرض القلب، سيُثْمِر برًّا بقوّة الله في تسليم الذّات الكلّي لله بالإيمان الفاعل بالمحبّة ...
* * *
الحياة هي: كيف تنظر؟ كيف ترى؟ ... هذا يعتمد على ما في القلب. الإنسان يُبصـــر انطلاقًا من وعيه لحقيقته بنور الله. من يعرف نفسه يعرف الخليقة كلّها لأنّه يعرف الله. المعرفة الأولى للذّات هي إدراك سقوطها وخرابها الدّاخليّ بالخطيئة المتملّكة على الكيان بالأهواء. هذا يولِّد ألمًا بسبب وعي حالة عبوديّة الإنسان للموت في حين أنّ جوهره مملوء بالحياة. الحياة المخبوءة في داخلنا هي عطيّة صورة الله فينا المُعطاة لكلّ إنسان. المؤمن المعمَّد تتجدَّد فيه هذه الصّورة وتتنقّى ويصير مسكنًا للنّعمة الإلهيّة. السّقوط يتكرَّر، لكن هذه المرّة يستطيع الإنسان أن يتجدَّد بالتّوبة والاعتراف ويتنقّى قلبه بالصّلاة ومساهمة الأسرار في المسيح يسوع ربّنا الّذي صار هو مسكننا وليس هذا العالم ...
سراج الجسد هو عين القلب، ونور العين هو نعمة الله المؤلِّهة ...
أيّها الأحبّاء، طريق استنارة كياننا المخلوق هو اتّحادنا بنعمة الله غير المخلوقة من خلال رغبتنا وقرارنا بطاعة مشيئة الله الّتي بيسوع المسيح ربّنا، له المجد من الآن وإلى أبد الآبدين ...
ومن أراد أن يتنقَّى ويستنير ويتقدَّس فليَقبَل ...
+ أنطونيوس
مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما
طروباريّة القيامة (باللَّحن الثّاني)
عندما انحدرتَ إلى المَوْت. أَيُّها الحياةُ الَّذي لا يَموت. حينئذٍ أَمَتَّ الجحيمَ بِبَرْقِ لاهوتِك. وعندما أقمتَ الأمواتَ من تحتِ الثَرى. صرخَ نحوكَ جميعُ القُوّاتِ السّماويّين. أَيُّها المسيحُ الإله. مُعطي الحياةِ المَجدُ لك.
طروباريّة للقدّيسة (اللّحن الرّابع)
نَعجَتُكَ يا يسوع تصرُخُ نَحوَكَ بِصَوتٍ عظيمٍ قائلًا: يا خَتَني إنّي أشتاقُ إليكَ وأُجاهَدُ طالِبَةً إيّاكَ، وأُصلَبُ وأُدفَنُ معكَ بمَعموديّتِك، وأتألّمُ لأجلِكَ حتّى أملُكَ معك، وأَموتُ عنكَ لكي أحيا بِكَ، لكن كذبيحَةٍ بلا عَيبٍ تقبَّل الّتي بشوقٍ قد ذُبحَتْ لكَ. فبشفاعاتها بما أنّك رحيمٌ خلِّص نفوسَنا.
القنداق (باللَّحن الثّاني)
يا شفيعَةَ المَسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالِق غيْرَ المرْدودةِ، لا تُعْرضي عَنْ أصواتِ طلباتِنا نَحْنُ الخَطأة، بَلْ تدارَكينا بالمعونةِ بما أنَّكِ صالِحَة، نَحنُ الصّارخينَ اليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعَةِ وأسَرعي في الطّلْبَةِ يا والدَة الإلهِ، المُتشَفِّعَةَ دائمًا بمكرِّميك.
الرّسالة (رو 5: 1-10)
قوَّتي وتسبحتي الرَّبُّ أدبًا ادَّبني الرَّبُّ
يا إخوةُ، إذ قد بُرّرنا بالإيمان فلنا سَلامٌ معَ اللهِ بربِّنا يسوعَ المسيح، الذي بهِ حصلَ أيضاً لنا الدُخولُ بالإيمان إلى هذه النعمةِ التي نحنُ فيها مُقيمون ومفتَخِرون في رجاءِ مجدِ الله. وليسَ هذا فقط بل أيضاً نفتَخِرُ بالشدائدِ عالِمينَ أنّ الشِّدَّةَ تُنشئُ الصبرَ والصبرَ يُنشئ الاِمتحانَ والاِمتحانَ الرجاءَ والرجاءَ لا يُخزي. لأنَّ محبَّة اللهِ قد أُفيضَت في قلوبِنا بالروحِ القدسِ الذي أُعطيَ لنا. لأنَّ المسيحَ، إذ كُنَّا بعدُ ضُعفاءَ، ماتَ في الأوانِ عنِ المنافقين ولا يكادُ أحدٌ يموتُ عن بارٍّ؛ فلعلَّ أحداً يُقدِمُ على أن يموتَ عن صالحٍ. أما الله فيَدُلُّ على محبّتهِ لنا بِأنَّه، إذ كنَّا خطأةً بعدُ، ماتَ المسيحُ عنَّا. فبالأحرى كثيراً إذ قد بُرّرنا بدمِه نخلُصُ بهِ من الغَضَب، لأنَّا، إذا كنَّا قد صُولِحنا معَ اللهِ بموتِ ابنِهِ ونحنُ أعداءٌ، فبالأحرى كثيراً نَخلُصُ بحياتِه ونحنُ مصالَحون.
الإنجيل (متّى 6: 22-33)(متّى 3)
قال الربُّ: سراجُ الجسدِ العينُ. فإنْ كانت عينُك بسيطةً فجسدُك كلُّهُ يكونُ نيِّرًا. وإن كانت عينُك شرّيرةً فجسدُك كلُّهُ يكونُ مُظْلماً. وإذا كان النورُ الذي فيك ظلاماً فالظلامُ كم يكون! لا يستطيع أحدٌ أنْ يعبُدَ ربَّينِ، لأنُّهُ إمَّا أنْ يُبغِضَ الواحِدَ ويُحِبَّ الآخَرَ أو يلازِمَ الواحِدَ ويَرْذُلَ الآخَر. لا تقدرون أن تعبُدوا اللهَ والمالَ. فلهذا أقولُ لكم لا تهتمُّوا لأنفسِكم بما تأكلون وبما تشربون ولا لأجسادِكم بما تلبَسون. أليستِ النفسُ أفضلَ مِنَ الطعامِ والجسَدُ أفضَلَ من اللباس؟ أنظروا إلى طيور السماءِ فإنَّها لا تزرعُ ولا تحصِدُ ولا تخزُنُ في الأهْراءِ وأبوكم السماويُّ يَقوتُها. أفلستم أنتم أفضلَ منها؟ ومن منكم، إذا اهتمَّ، يقدِرُ أنْ يَزيدَ على قامتهِ ذراعاً واحدة؟ ولماذا تهتمّونَ باللباس؟ اعتبِروا زنابقَ الحقلِ كيف تنمو. إنَّها لا تتعبُ ولا تَغْزِل، وأنا أقولُ لكم إنَّ سليمانَ نفسَه، في كلِّ مجدِه، لم يلبَسْ كواحِدَةٍ منها. فاذا كان عشبُ الحقلِ الذي يُوجَدُ اليومَ وفي غدٍ يُطرَحُ في التنُّورِ يُلبِسُهُ اللهُ هكذا أفلا يُلبِسُكم بالأحرى أنتم يا قليلي الإيمان؟ فلا تهتمّوا قائلين ماذا نأكلُ أو ماذا نشربُ أو ماذا نلبَسُ، فإنَّ هذا كلَّهُ تطلُبهُ الأُمم. لأنَّ أباكُمُ السماويَّ يعلمُ أنَّكم تحتاجون إلى هذا كلِّهِ. فاطلُبوا أوّلاً ملكوتَ اللهِ وبِرَّهُ وهذا كلُّهُ يُزادُ لكم.
حول الرّسالة
تشتمل الرّسالة اليوم على كلّ التّدبير الإلهيّ من أجلنا. فيها نقرأ عن التّبرير والإيمان والنّعمة ومحبّة الله. ولكي نفهم هذه الحقائق، لا بدّ من نظرةٍ شاملةٍ إلى التّاريخ كلّه بدءًا من جنّة عدن.
خُلِق آدم على صورة الله ومثاله وأُعطِي حرّيّة أن يطيع أو يعصي الله. كذلك أُعطِي وصيّةً ألّا يأكل من شجرة معرفة الخير والشّرّ. بحفظه هذه الوصيّة، كان لينمو في كمال نعمة الله الـمُعطاة له. وبمخالفتها، كانت النّعمة ستُؤخَذ منه وسيسقط في الفساد والموت.
اختار آدم عصيان الله فأصبح عريانًا وخسر نعمة الله الّتي كانت تكتنفه. باتت طبيعته قابلةً الموت والفساد وانتقل هذا إلى ذرّيّته، ومنهم نحن. غير أنّه حافظ على صورة الله ولكن كصورةٍ ممزّقةٍ، مثل صورة الله فينا. لذلك تجسّد المسيح وأخذ جسدنا كي ينتشل الإنسان من الموت والفساد ويعيده إلى الشّركة مع الله، كما يقول بولس الرّسول: "لأنّ محبّة المسيح تحصرنا. إذ نحسب هذا: أنّه إن كان واحدٌ قد مات لأجل الجميع، فالجميع إذًا ماتوا. وهو مات لأجل الجميع كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم، بل للّذي مات لأجلهم وقام" (2كورنثوس 14:5-15).
أمّا بالنّسبة إلينا، يقول القدّيس سمعان اللّاهوتيّ الجديد إنّنا أُعطِينا ولادةً جديدةً وأُعِيد خلقنا بالمعموديّة، ففيها نحصل على نعمة الرّوح القُدُس كما كانت لآدم قبل المعصية. من ثمّ أخذنا الميرون الّذي أهّلنا لأن نتناول جسد الرّبّ ودمه. نستنتج من ذلك أنّنا جُعِلنا أبرارًا فقط لأنّنا متّحدون بالمسيح. يقول القدّيس مرقس النّاسك: "الأعمال بعينها لن تستأهل الجحيم أو الملكوت، بل إنّ المسيح يكافئ كلّ إنسانٍ إذا ما فعل أعماله بالإيمان أو من دونه، فالمسيح ليس تاجرًا مرتبطًا بعقدٍ، بل الله خالقنا وفادينا".
لعلّنا ندرك جميعنا عظمة الله وتنازله من أجلنا ومحبّته الفائقة للجنس البشريّ وللقريب ولذواتنا. وبذلك نتوق لأن نقترب من تلك المحبّة الّتي أعطتنا حياةً جديدة.
الثّبات في المسيح.!.
"إن كنتَ للآثام راصدًا يا ربّ، يا ربّي، مَن يثبت؟!...
لأَنّ من عِنْدِكَ هو الإغتفار.!.
من أَجلِ إسمكَ صبرتُ لكَ يا ربّ...
صَبَرَتْ نفسي في أَقوالكَ... توكَّلَتْ نفسي على الرّبّ".!.
بَعْدَ الخَلْقِ والسّقوط وطردِ آدم وحوّاء من فردوس النّعيم الإلهيّ... توقَّفَتْ حياة الإنسان العلويّة، الإلهيّة!!.
مات الإنسان الأَوّل الّذي أَولَدَهُ الآب منه لينعم بحياته قربه...
الشّرّير الحسود إنتفضَ علينا وعلى الإله وذرّيّته!.
تحرّكَ روح المضاد ودخل الأَبواب الدّهريّة السّماويّة لينتقم من الآب، إذ طرده من الفردوس، لإستكباره على ربِّه، حين وعى أَنّه أَجمل مخلوقات الكون السَّماويّ!!. فأَسقطه ربُّه، لأَنّه لم يَعِ أَنّ جمالَ طَلْعَتِهِ هي هديّة من إبداعات وخيرات جمالات ربّه له، إذ كلّ خَلْق الإله هو نسخة وتعبير عن المبدع... خالقه والكون.!.
الرّبُّ الآب الإله، أَبدع إنسان السّماويّاتِ من ذاته، وجهًا له، ومن وجوهه الأَجمل!. لكنّ عدو الخير شَوَّه وَجْهَ الإنسان الإلهيّ، حسدًا منه ومن تكوين الآب له... بل لتبنّيه إيّاه... فتآمر عليه مع ضعفاء النّفوس وعلّقوا الكون وربّه ليفنى الحبّ ويغلب الموت.!.
وسقط الإنسان الإلهيّ.!. سقط من سقوط الإنسان الّذي تحوَّل إلى عبدٍ لا للنّور الإلهيّ والعطاء والحبّ، بل صيّره الشّرّير عابدًا لنزواته وأَفعاله الرّخيصة وأَقواله الكذوبة المتملّقة.!. صار الإنسان شرّيرًا!.
ونعود إلى الصّرخة البكر.!.
"لا تتركنا يا ربّنا إلى الإنقضاء، ولا تصرف وجهك عنّا".!...
لم تعرف البشريّة هذا الطّلب الإنسانيّ المترجّي الإله، إلّا بعد معرفتها أَنّها هي تحيا من موت إلى موت، ومن إستغاثةٍ إلى تفجُّر دموع!...
ومن غَضَبِ حُرقته، سقط الإنسان في عشق ذاته.!. فصار يعمل على رفع عروشه، مُقَلِّدًا الإله السَّماويّ الّذي ثَبَتَ في سرّيّة ذاكرته وقصده منذ آلاف السّنين، أنّ الإنسان الّذي أَبدَعَهُ سيعود إلى الفردوس ليحكم فيه، بعد موت الإله في الجسد!...
ولم يعد الإنسان إلى توبته الأُولى.!. لأَنّه رفع وجه الشّيطان والشّرِّ، اللّذين عبدهما، جاعلهما قبلة عينيه، وليحمل هو عِلَّتَهُ على كتفيه.!. ومات الإنسان في قلبه بعد أَن أَمات ربّه، إلهه وخالقه.!.
واليوم أَتانا التّسآل... كيف الثّبات في المسيح؟!...
بالحبِّ يا أحبّائي.!. أَي بترجمة الحسّ بأَنّنا معاقون، مجهودون متروكون ولا رجاء لنا في أَنفسنا والآخر الّذي مثلنا... فَلْنَشُدَّ أَحقاءَنا لنصعد إلى جبل الزّيتون، لنسمع كلمته ونحفظها في عمق أَعماقنا ليصير قلبنا مضخّة، تسقط أَوان تردّينا، ومرضنا وتخلّينا عن ربّنا، وتحمل كليّة نجاسة الإنسان وسقوطه، يصعد بذاته وبسقوطه تقدمة محرقة أَمام ربّه، مُشْعِلًا لا البخورَ، بل غاسلًا، بدموع توبته، قدمي ربّه وإنتظار خلاصِهِ بكلمة من يسوع ربّه: كنتَ أَمينًا في القليل يا بنيّ فتعال إليّ لأُقيمكَ على الكثير الّذي كان لك منذ بدء الخلق والخليقة.!.
والآن أَنت تركته... سقطت في عشق ذاتك ومُتَّ وعَفِنْتَ.!.
فتعال الآن إلى التّوبة والدّموع والعطاء حتّى يتلقاك إلهك "فتثبت فيه"، إذ هو سَيُثَبِّتُكَ.!.
+ قول للقدّيس باييسيوس الآثوسيّ
لا نصلِّينَّ لأجل أنفسنا فقط. مسؤوليّتنا أيضًا الصّلاة لكلّ ما حولنا ولكلّ مَن حولنا. تستطيع الصّلاة إلى الله ما لا تستطيعه أفعالنا.