نشرة كنيستي
نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.
الأحد ۲٣ أيلول ۲٠١٨
العدد ٣٨
الأحد (١٧) بعد العنصرة
اللّحن ٨- الإيوثينا ٦
أعياد الأسبوع: *23: الحبل بيوحنّا المعمدان. *24: القدّيسة تقلا أولى الشّهيدات والمعادلة الرّسل، البار سلوان الآثوسيّ. * 25: البارّة أفروسيني ووالدها بفنوتيوس. * 26: إنتقال الرّسول يوحنّا الانجيليّ الثاولوغوس. * 27: كليستراتس وال /49/ المستشهدون معه. *28: خاريطن المعترف، النّبيّ باروخ * 29: كرياكس السّائح.
كلمة الرّاعي
عُرسُ البِقاع
بين الثّامن والخامس عشـر من أيلول 2018 قام صاحب الغبطة البطريرك يوحنّا العاشر الكلّي الطّوبى والجزيل الإحترام، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، بزيارته السّلاميّة الأولى إلى لبنان من بعد انتخابه بطريركًا في السّابع عشـر من كانون الأوّل لسنة 2012 خلفًا للمثلّث الرّحمات البطريرك أغناطيوس الرّابع.
أن تكون أبرشيّة زحلة وبعلبك وتوابعهما أولى محطّات غبطته في زياراته السّلاميّة إلى أبرشيّات كنيستنا الأرثوذكسيّة في لبنان هي رسالة واضحة بأنّ هذه المنطقة هي في قلب اهتمامات غبطته على الصّعيد الأنطاكيّ العام وعلى صعيد لبنان.
* * *
أتت زيارة غبطته في جوّ من الحبور والفرح بِلُقياه كأبي الآباء وراعي الرّعاة وثالث عشــر الرّسل القدّيسين، وبعد لقياه مع أبناء هذه الأبرشيّة وهذه المنطقة أَسَرِ قلوب الجميع بمحبّته وتواضعه البارزَين في إيمانه الظّاهِر في شخصه وكلماته ومشاعره وكرمه، ولهذا سكن القلوب لأنّه حمل كلّ من زارهم في قلبه ووجدانه مشاركًا لهم هواجسهم وهمومهم المختلفة والمحقَّة واعِدًا بنقلها إلى المراجع المختصّة ومتابعتها...
زار غبطته الكلّ، كلّ أبناء وأطياف هذا البقاع الخيِّر، لم يأت من أجل الأرثوذكس فقط بل من أجل الكلّ، لم يكن همّه حقوق "الطّائفة الأرثوذكسيّة" فقط بل حقوق كلّ مواطن وكلّ جماعة، لأنّه يأتي من كنيسة "اللّاطائفة"، كنيسة الحقّ، كنيسة الإنسان الَّذي أتى الرّبّ يسوع المسيح لأجله، حيث "لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى..." (غلاطية 3: 28). أتى غبطته لأجل لبنان الوطن النّهائيّ لجميع أبنائه، والّذي يجب أن يحصل كلّ مواطن فيه على حقوقه المشـروعة بموجب كفاءته وبحسب الإتّفاق والتّفاهم والعرف الخاص بهذا البلد، كما يجب على كلّ مواطن أن يتمّم واجباته الّتي ينصّ عليها القانون.
* * *
حملت زيارة غبطته إلى الأبرشيّة والمنطقة بركة من فوق وروح سلام وصلاة. كانت اللّقاءات في المطرانيّة مع الشّبيبة والجمعيّات ومجلس الأمناء، وفي كلّ الرّعايا والقرى والمدن رائعة ومشعّة بمحبّة المستقبلين من رجال دين ومسؤولين سياسـيّين وعاملين في الشّأن وعلمانيّين. لا شكّ أنّنا نحتاج إلى الفرح وهو يأتي من لقيا المحبّة. جلب لنا غبطته بهجة وسرورًا لأنّ النّاس الطيّبة في هذا البقاع الكريم والغنيّ بتنوّعه وانفتاحه كانت تحتاج إلى طاقة دفع باتّجاه تحفيز التّواصل والفرح ببعضنا البعض. وقد كان حضور غبطته بمثابة الحفّاز لتفاعل مختلف أبناء الكنيسة وأطياف المجتمع البقاعيّ مع بعضها البعض في لقيا عرس بهيّ حول البطريرك يوحنّا العاشر.
زيارات غبطته لأصحاب السّيادة والسّماحة ولقاءاته مع مختلف الأفرقاء السياسيّين في منطقة البقاع جعلت من وجوده وجَوْلاته هذه صورة حقيقيّة مشـرقة عن جوهر العلاقات الأخويّة السّلاميّة بين الجميع في هذا "الوطن الرّسالة"، وظهَّرَت توقّعات أبناء هذه المنطقة وهذا البلد للدور الَّذي ينتظرونه من غبطته في دفع ورشة بناء الوطن والدّولة على أسس العدالة والقانون والكفاءة والعمل على إعطاء الدّولة الإهتمام الكافي والمطلوب لتطوير حياة المواطنين في المحافظات خارج العاصمة بيروت، لا سيّما محافظتَي زحلة والبقاع وبعلبك الهرمل، وضرورة وضع الأولويّة للأمن والتّنمية.
* * *
وطَّد غبطته بوجوده وتصـريحاته ومساهماته الجهود المبذولة لتنميّة رعايا هذه الأبرشيّة على الصّعد المختلفة من كنسيّة وتربويّة واجتماعيّة ... وثمَّن تعب العاملين من إكليروس وعلمانيّين، وشجَّع على السّير قدمًا في كلّ المشاريع الّتي تقوم بها المطرانيّة.
* * *
عرسنا هو المسيح الختن الَّذي يأتينا في الأحبَّة، وقد جاءنا في غبطة البطريرك يوحنّا العاشر وصحبه. أتانا في عيد ميلاد السّيّدة والدة الإله حاملًا إيَّاها وعدًا للبشريّة الجديدة في من ولدته ومغدِقًا من حنانها الأموميّ بالرّبّ يسوع على المنطقة، وغادرنا في اليوم الثّامن بعد أن دخلنا جميعًا في زمن الدّهر الآتي بعرس المحبّة الّذي عشناه كلّنا زمنًا ممدودًا في فرح إكليل الختن السّماويّ "أيّامًا ثمانية ما بين السّماء والأرض" (من كلمة صاحب الغبطة في السّجلّ الذّهبيّ في نهاية زيارته للأبرشيّة – 15/9/2018).
الشكر لله على نعمة هذه الزيارة المباركة ولكلّ من ساهم وتعب وعمل وكدَّ لأجل إنجاحها من إكليروس وعلمانيين في الرّعايا واللّجنة التنظيميّة، ألا باركهم الله وقدّس حياتهم ومنحهم كلّ خير وحفظهم من كلّ مكائد المضادّ.
+ أنطونيوس
مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما
طروباريّة القيامة (باللّحن الثّامن)
اِنحدَرْتَ من العلوِّ يا متحنِّن، وقبلْتَ الدّفنَ ذا الثّلاثةِ الأيّام لكي تُعتقَنا من الآلام. فيا حياتنا وقيامَتنا، يا ربّ، المجد لك.
طروباريّة الحبل بالنّبيّ الكريم والسّابق المجيد يوحنّا المعمدان (باللَّحن الرّابع)
اِفرحي أيتّها العاقر الّتي لم تَلِد قبلًا، فها إنّكِ قد حبلتِ بوضوح بالّذي هو صُبْحُ الشّمس، المُزمِعِ أن يُنيرَ كلَّ المسكونة المُبْتَلاة بعدم الإبصار، وتهلّل يا زخريّا صارخًا بدالّةٍ: إنّ الّذي يولد هو نبيٌّ للعليّ.
القنداق (باللَّحن الثّاني)
يا شفيعَةَ المَسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالِق غيْرَ المرْدودةِ، لا تُعْرضي عَنْ أصواتِ طلباتِنا نَحْنُ الخَطأة، بَلْ تدارَكينا بالمعونةِ بما أنَّكِ صالِحَة، نَحنُ الصّارخينَ اليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعَةِ وأسَرعي في الطّلْبَةِ يا والدَة الإلهِ، المُتشَفِّعَةَ دائمًا بمكرِّميك.
الرّسالة (غلا 4: 22-27)
يفرح الصدّيق بالربّ
اِستمع يا الله لصوتي
يا إخوةُ، إنَّهُ كانَ لإبراهيمَ ابنانِ أحدُهما من الجاريةِ والآخرُ من الحرَّة. غيرَ أنَّ الذي من الجَاريةِ وُلِد بحسَبِ الجسَدِ أمَّا الذي من الحُرَّة فَبِالموعِد. وذلكَ انَّما هو رمزٌ. لأنَّ هاتينِ هما العهدانِ، أحدُهما من طور سيناءِ يَلِدُ للعبوديةِ، وهُوَ هاجر. فإنَّ هاجَر بل طورَ سيناءَ جبلٌ في ديار العرب ويُناسِبُ أورشليمَ الحاليَّة. لأنَّ هذه حاصلةٌ في العبُوديةِ مَعَ أولادها، أمَّا أورَشليمُ العُليا فهي حُرةٌ، وهي أمنُّا كُلِّنا، لأنَّه كُتِبَ: اِفرحي ايَّتها العاقِرُ التي لم تلِد. اِهتفي واصرُخي أيَّتُها التي لم تتمخَّضْ. لأنَّ أولادَ المهجورةِ أكثَرُ من أولادِ ذاتِ الرجُل.
الإنجيل (لو 5: 1-11 (لو 1))
في ذلك الزمان، كان يسوعُ واقفاً عند بحيرة جنيسارت، فرأى سفينتين واقفتين عند شاطئ البحيرة وقد انحدر منهما الصيّادون يغسلون الشباك. فدخل إحدى السفينتين، وكانت لسمعان، وسأله أن يتباعد قليلاً عن البَرّ، وجلس يعلّم الجموع من السفينة. ولما فرغ من الكلام قال لسمعان: تقدَّمْ إلى العمق وألقُوا شباككم للصيد. فأجاب سمعان وقال له: يا معلّم، إنّا قد تعبنا الليلَ كلَّه ولم نُصِب شيئاً، ولكن بكلمتك ألقي الشبكة. فلما فعلوا ذلك احتازوا من السمك شيئاً كثيراً حتى تخرّقت شبكتهم، فأشاروا إلى شركائهم في السفينة الأخرى أن يأتوا ويعاونوهم. فأتَوا وملأوا السفينتين حتى كادتا تغرقان. فلما رأى ذلك سمعانُ بطرسُ خرّ عند ركبتي يسوع قائلاً: أُخرُج عني يا ربّ فإني رجل خاطئ، لأنَّ الانذهال اعتراه هو وكلَّ من معه لصيد السمك الذي أصابوه، وكذلك يعقوب ويوحنا ابنا زبدى اللذان كانا رفيقين لسمعان. فقال يسوعُ لسمعان لا تخَفْ، فإنك من الانَ تكون صائداً للناس. فلمّا بلغوا بالسفينتين إلى البَرّ تركوا كل شيء وتبعوه.
حول الإنجيل
إنجيل اليوم يتكلم على مرحلتين اثنتين من الإيمان عند بطرس: أولاً مرحلة إيمان الصياد اليهودي التّقي، الذي يناقش الأمور فيقبلها وقد يرفض منها. فهنا في البداية يقبل بطرس كلمات يسوع كمعلّم يهوديّ، ويقدّم له سفينته ليستخدمها كمنبر للوعظ ويصغي إلى كلماته، ثمّ لمّا طلب منه يسوع أن يصطاد في العمق بعيداً عن الشاطئ وفي النهار وليس في ساعات الليل. في حين أنه لم يصطد شيئاً لا في المكان المناسب ولا بالزمان المناسب، فكيف بنا الآن بظروف معاكسة للصيد؟ فيسوع يطلب منه أن يلقي الشباك في ظروف عكس المنطق. ولكن إيمان بطرس، بعد أن استمع لكلمات يسوع، أوصله لقناعة أنّ يسوع هذا هو معلّم صالح. وعلى كلمته هذه إذاً يمكنه أن يبني رجاءً ما فيلقي الشبكة، وكان الصيد الأوّل العجيب، أنّ الشبكة امتلأت حتّى تمزقت. وفي المرحلة الثانية بعد هذا "الصيد العجيب" يصير إيمان بطرس أقوى بكثير. فنراه لا يصغي ليسوع ولا يفكّر به كمعلّم بل يسجد له ويناديه كـ "ربّ".
هناك كان يسوع له معلّماً، هنا صار له ربّاً. هناك يناقشه بالمنطق، وهنا ينذهل أمامه بالشكر ويشعر بعدم الاستحقاق صارخاً: اخرجْ عنّي يا ربّ فإني رجل خاطئ! يدرج الإيمانُ الأوّل الدينَ ضمن المعطيات العقلية ويدرج المسيح من ضمن الشخصيّات التعليميّة. أما الإيمان الثاني فهو يتجاوز العقل إلى حيّز الوجود والكيان. الإيمان الثاني لا يعرف ديناً ومهنة، و "يوماً لنا ويوماً لربّنا"، ولا ينظر للدين كعلم أو معلومة. الإيمان هنا ليس مجرّد مجازفة على رجاء خاب أم صاب. إنّه إيمان صيّاد الناس من درجة ثانية جديدة تقوم على معرفة يسوع فوق لغة المنطق والأديان، بل على معرفة يسوع كربّ وسيّد للحياة. وتصير مهنة المسيحيّ واحدة وهي، كما يقول القديس غريغوريوس النيصصي، أن يصير مسيحيّاً-مسيحاً، أو رسولاً وسفيراً للمسيح في العالم مهما كانت مهنته. إن الدرجة الأولى جيدة عندما تكون، وهي كذلك، عتبةً للدرجة الثانية. لا ننظرنّ إلى المسيحيّة كتعليم جديد أو قديم. بل لنشربنّ من المسيحيّة عصير الكرمة الجديد، حيث يسوع هو نور الحياة ونحن سفراء له، نحمله لكلّ العالم تاركين كلّ شيء، وسط كلّ شيء، ونتبعه.
القدّيس سلوان الآثوسيّ
وُلِد القدّيس سلوان في العام 1866 لوالدَين تقيَّين. لمـّا بلغ السّابعة والعشرين، أخذ بركة القدّيس يوحنّا كرونشتادت وذهب إلى جبل آثوس حيث أصبح راهباً في دير القدّيس بندلايمون. وقد حصل من والدة الإله على نعمة الصّلاة المتواصلة، ورؤية الرّبّ يسوع المسيح بمجده، وذلك في كنيسة إلياس النّبيّ القريبة من طاحونة الدّير. بعد تلك النّعمة الأولى، أصابه حزنٌ عميقٌ وتجارب كثيرةٌ مدّة خمسة عشر عاماً، ثمّ أخذ بعدها من المسيح التّعليم الشّهير: "احفظ ذهنك في الجحيم ولا تيأس". رقد في الرّابع والعشرين من شهر أيلول 1938. ترك القدّيس وراءه كتاباتٍ حرّرها تلميذه الشّيخ صفروني سخاروف الّذي كتب سيرة حياته بالإضافة إلى تعاليمه.
ممّا كتبه القدّيس:
- لا يمكن للنّفس أن تعرف السّلام إلّا إذا صلّت من أجل أعدائها. فالنّفس الّتي تعلّمت الصّلاة من نعمة الله تحبّ وتتعاطف مع كلّ مخلوقٍ، وتحديداً مع البشر الّذين من أجلهم تألّم الرّبّ على الصّليب.
- علّمني الرّبّ أن أحبّ أعدائي. لا نستطيع أن نحبّ أعداءنا دون نعمة الله، فالرّوح القدس وحده يعلّم المحبّة. ومن ثمّ نشفق حتّى على الشّياطين لأنّهم سقطوا من صلاح الله وفقدوا التّواضع.
- أَلتمس منكم أن تصنعوا هذا الاختبار. عندما يهينكم ويذلّكم أحدهم، أو يأخذ ما لكم، أو يضطهد الكنيسة، صلّوا إلى الرّبّ قائلين: "أيّها الرّبّ كلّنا خليقتك. ارأف بعبيدك وأَمِل قلوبهم إلى التّوبة". عندها ستلمسون النّعمة في أنفسكم. إبدؤوا بإجبار القلب على محبّة الأعداء والرّبّ، عندما يرى صدق نيّتكم، سيساعدكم في جميع الأمور، والخبرة نفسها تظهر لكم الطّريق. لكنّ الإنسان الّذي يحقد على أعدائه لا يملك محبّة الله فيه ولا يعرف الله.
- إذا صلّيتم من أجل أعدائكم تحصلون على السّلام. وعندما تقدرون أن تحبّوا أعداءكم، اعلموا أنّ نعمةً كبيرةً تسكن فيكم، رغم أنّها ليست النّعمة الكاملة بعد، لكنّها كافيةٌ للخلاص. أمّا إذا عيّرتم أعداءكم، فهذا يعني وجود روحٍ شرّيرٍ ساكنٍ فيكم يُدخِل في قلبكم الأفكار الشّرّيرة. فمن القلب تخرج الأفكار الشّرّيرة أو الأفكار الصّالحة، وذلك كما قال الرّبّ نفسه.
قراءة في زيارة غبطة أبينا البطريرك يوحنا العاشر
(بقلم ليا عادل معماري)
اختتم البطريرك يوحنّا العاشر زيارته الرّعائيّة إلى أبرشيّة زحلة وبعلبك وما يليهما للرّوم الأرثوذكس بعد زيارة دامت ثمانية أيّام، جال فيها على الرّعايا في زحلة وبعلبك والبقاع والتقى خلالها مطارنة الكنائس وأصحاب السّماحة والعلم والفضيلة. بحيث نادى من هناك بضرورة التّشبّث بالأرض وعدم الخوف من المستقبل لأنّنا أبناء قيامة ودعاة سلام.
كما حثّ أبناء الكنيسة على عيشهم مع إخوتهم في المواطنة بروح المحبّة والأخوّة.
وتطرّق أيضاً خلال زيارته إلى الحديث عن حقوق الطّائفة الأرثوذكسيّة وعدم التّمادي بإقصاء أبناء الكنيسة من التّعيينات والوظائف الدّبلوماسيّة لأنّ حقوقهم هي حقوق أصيلة وراسخة.
وناشد غبطته من هناك المسؤولين وكلّ من هم في موقع القرار للالتفات إلى هذه المنطقة الّتي تحتاج إلى ورشة عمل إنمائيّة وخطط توجيهيّة من أجل ثبات أبناء المنطقة في أرضها وعدم هجرتهم.
لاقت مواقفُ غبطته ترحيبًا في أوساط كلّ أبناء المنطقة على اختلاف كنائسهم وطوائفهم والّذين وجدوا في شخص غبطته المرتجى والأمل والقامة الوطنيّة الكبيرة.
وبعد الانتهاء من جولته على رعايا الأبرشيّة، اختتم غبطته الزّيارة بلقاء مع أعضاء اللّجنة التّنظيميّة والصّحافة والإخوة والأخوات الرّاهبات بحضور مطران الأبرشيّة المتروبوليت أنطونيوس الصّوري؛ المطران نيفن صيقلي والأساقفة لوقا الخوري وثيودور غندور وكهنة وشمامسة.
وخلال اللّقاء، شكر غبطته أبناء الأبرشيّة صغارًا كبارًا شيباً وشباباً على حفاوة استقبالهم ومحبّتهم واعدًا إيّاهم بزيارة ثانية قائلاً: " أغادركم بالجسد لكنّكم في قلبي دائمًا وأبدًا".
في ختام اللّقاء، قدّم أعضاء اللّجنة التّنظيميّة درعًا لغبطته عربون محبّة وتقدير.
كما تمّ قطع قالب من الحلوى بمناسبة مرور أعوام خمسة على تولّي غبطته السّدّة البطريركيّة.