نشرة كنيستي
نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.
الأحد ٣ حزيران ۲٠١٨
العدد ۲۲
أحد جميع القدّيسين
اللّحن ٨- الإيوثينا١
كلمة الرّاعي
القداسة في العائلة
”كونوا قدِّيسين كما أنّي أنا الرّبّ قدّوس“ (لاويين 19: 2). هذه الدّعوة لم توجّه إلى الرّهبان والنّساك، بل وجّهها الرّبّ لكلّ إنسان في شعب اللّه منذ العهد القديم. إنّها دعوة الإنسانيّة جمعاء رجالًا ونساءً، شبّانًا وكهولًا، أطفالًا ورُضَّع. تتكرَّر هذه الدّعوة في العهد القديم وتترجم في العهد الجديد: ”بَلْ نَظِيرَ الْقُدُّوسِ الَّذِي دَعَاكُمْ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا قِدِّيسِينَ فِي كُلِّ سِيرَةٍ. (...) فَسِيرُوا زَمَانَ غُرْبَتِكُمْ بِخَوْفٍ، عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ (...)مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ (...) بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَل بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ، (...) أَنْتُمُ الَّذِينَ بِهِ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَأَعْطَاهُ مَجْدًا، حَتَّى إِنَّ إِيمَانَكُمْ وَرَجَاءَكُمْ هُمَا فِي اللّهِ. طَهِّرُوا نُفُوسَكُمْ فِي طاعةِ الْحَقِّ بِالرُّوحِ لِلْمَحَبَّةِ الأَخَوِيَّةِ الْعَدِيمَةِ الرِّيَاءِ، فَأَحِبّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ بِشِدَّةٍ. مَوْلُودِينَ ثَانِيَةً، لاَ مِنْ زَرْعٍ يَفْنَى، بَلْ مِمَّا لاَ يَفْنَى، بِكَلِمَةِ اللهِ الحيَّةِ الباقيةِ إلى الأَبَدِ. (...) ’وَأَمَّا كَلِمَةُ الرَّبِّ فَتَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ‘. وَهذهِ هِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي بُشِّرْتُمْ بِهَا“ (1 بطرس 1: 15-25).
* * *
القداسة هي سيرة حياة المؤمن. هي خاصّيّة الكنيسة، والعائلة ”كنيسة مصغَّرة“. والكنيسة جسد المسيح ومسكن الروح القدس في العالم ومطرح طاعة الآب فيه. من هنا، كلّ من يطيع الكلمة الإلهيّة يكون سالكًا في تنقية القلب بالحقّ الإلهيّ، في روح المحبَّة الّتي من فوق، من أحشاء رحمات الثالوث القدّوس وحنانه. طهارة القلب هي ولادة جديدة للإنسان تجعله ولَّادًا لآخَرين في المسيح بنعمة الروح القدس. حياة العائلة المسيحيّة جهاد قداسة في الحب المبذول لأجل فرح الآخَر في المسيح. لا تسلُّط ولا عبوديّة في العائلة المسيحيّة بل حريّة وخدمة بروح الرّبّ تحت طاعة الكلمة الإلهيّة. الرّجل والمرأة صنوان في صورة اللّه وفي جهاد القداسة أي جهاد الطّهارة. والطّهارة أساسها محبّة اللّه فوق كلّ شيء وقبل كلّ شيء، ومن هذه المحبّة تصير التّنقية سيرة حياة لأنّ الحبّ واحد أحد لا شريك له، ولا رياء فيه ولا محاباة للوجوه لأنّه تعرٍّ كيانيّ في الحقّ بنور النّعمة الإلهيّة وفيه ليصير الإنسان بواسطته شفَّافًا للآخَر، وحاملًا له في شركة الحبّ الإلهيّ. نقاوة السّيرة بين الزّوجَين تبنّي الأولاد في القداسة، لأنّ القداسة هي احتضانٌ أبويّ، وحصنٌ منيعٌ ضدّ الشّـرّ، وحنانٌ أموميّ، وبذل ذات في حقّ الكلمة الإلهيّة لفيضان الرّوح القدس وانسكابه في العائلة خدمة للمسيح وتجسيدًا للوَحدة فيه.
* * *
تعيِّد الكنيسة المقدَّسة في هذا الأحد الَّذي يلي أحد العنصرة لجميع القديسين، لأنّ القداسة هي ثمرة سُكنى الرّوح القدس بالنّعمة الإلهيّة في الإنسان. القداسة هي حياة في الرّوح القدس وبه. القدّيسون هم ثمرة والديهم أوَّلًا. الأمّهات القدّيسات يلدن أولادًا قدّيسين. العائلة تتمحور أوَّلًا وطبيعيًّا حول الأم. الأم هي رمز الكنيسة والأب هو رمز المسيح. على الرَّجُل أن يحفظ كنيسته أي زوجته بالكلمة الإلهيّة الّتي تنقّي العلاقة بينهما وتبنيهما في سرّ الوحدة على صورة العلاقة بين المسيح والكنيسة، فيصير الرَّجُل مبذولًا بالكليّة لزوجته، عروسه، وبعطائه الكامل لنفسه لها في طاعة الكلمة الإلهيّة يقدِّسها لذاته إذ قدَّس، أي كرَّس وخصَّص، ذاته لأجلها.
من هنا تنشأ القداسة في العائلة، هكذا يتربّى الأولاد في كنف اللّه الثالوث القدّوس في شركة المحبّة الّتي كُشفت لنا بعمل المسيح الخلاصيّ من البشارة إلى العنصرة.
* * *
أيُّها الأحبّاء، أوجدنا اللّه من العدم لا لنعود إلى العدم، لأنّه نفخ في الإنسان روحه ليبقى حيًّا به وفيه إلى اللّانهاية. القداسة هي عودة الإنسان إلى دعوته الأولى وغاية خلقه. خسر الإنسان روح اللّه بالخطيئة، وقد أتى اللّه بنفسه وصار إنسانًا ليغلب الخطيئة وأسبابها ويعيد روح الربِّ إلى الإنسان.
اليوم، يسكن روحُ الرّبِّ في الكنيسة، فلْنأتِ إلى بيت الرّبّ لنرتشف مياه النّعمة الإلهيّة ونرتوي بحنان الثّالوث القدّوس ونُعاين اللّه في ابنه وننقله إلى العالم فيصير الكلّ جديدًا بالمسيح.
ومن له أذنان للسمع فليسمع
+ أنطونيوس
مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما
طروباريّة القيامة (باللّحن الثّامن)
اِنْحَدَرْتَ منَ العُلُوِّ يا مُتَحَنِّن، وقَبِلْتَ الدَّفْنَ ذا الثَّلاثَةِ الأيَّام لكي تُعْتِقَنَا من الآلام. فيا حياتَنَا وقيامَتَنَا، يا رَبُّ، المجدُ لك.
طروباريّة أحد جميع القدِّيسين (باللّحن الرّابع)
أيُّها المسيحُ الإله، إِنَّ كنيسَتَكَ، إذ قد تزيَّنَتْ بدماءِ شُهَدائِكَ الَّذين في كلِّ العالم، كأنَّها ببرفِيرَةٍ وأُرْجُوَان، فَهي بهم تهتِفُ إليكَ صارِخَة: أَرْسِلْ رأفَتَكَ لشعبِكَ، وٱمْنَحِ السَّلامَ لكنيسَتِك، ولنفوسِنَا الرَّحمةَ العُظْمَى.
قنداق أحد جميع القدِّيسين (باللّحن الرّابع)
أيُّها الرَّبُّ البارِئُ كلَّ الخليقةِ ومُبدِعُها، لكَ تُقَرِّبُ المسكونَةُ كبواكيرِ الطَّبيعة الشُّهَدَاءَ اللاَّبِسـِي اللاَّهوت. فبتوسُّلاتِهِم اِحْفَظْ كنيسَتَكَ بسلامَةٍ تَامَّة لأَجْلِ والِدَةِ الإله، يا جَزِيلُ الرَّحْمَةِ وحدك.
الرّسالة (عب 11: 33-40، 12: 1-2)
عَجِيبٌ هو اللهُ في قدِّيسيه
في المجامِعِ بَارِكُوا الله
يا إخوة، إنَّ القدِّيسينَ أَجمَعِين بالإيمانِ قَهَرُوا الممالِكَ وعَمِلُوا البِرَّ ونَالُوا المواعِدَ وسَدُّوا أَفْوَاهَ الأُسُود، وأَطْفَأُوا حِدَّةَ النَّارِ ونَجَوْا من حَدِّ السَّيْفِ وتَقَوَّوْا من ضُعْفٍ، وصارُوا أَشِدَّاءَ في الحربِ وكَسَرُوا مُعَسْكَرَاتِ الأجانِب. وأَخَذَتْ نساءٌ أَمْوَاتَهُنَّ بالقِيامة. وعُذِّبَ آخَرُونَ بتوتيرِ الأعضاءِ والضَّرْبِ، ولم يَقْبَلُوا بالنَّجَاةِ ليَحْصُلُوا على قيامةٍ أفضل. وآخَرُونَ ذَاقُوا الهُزْءَ والجَلْدَ والقُيُودَ أيضًا والسِّجن. ورُجِمُوا ونُشِرُوا وٱمْتُحِنُوا وماتُوا بِحَدِّ السَّيْف. وسَاحُوا في جُلُودِ غَنَمٍ ومَعْزٍ وهُمْ مُعْوَزُون مُضَايَقُونَ مجَهُودُون، ولم يَكُنِ العالمُ مُسْتَحِقًّا لهم. فكانوا تائِهِينَ في البراري والجبالِ والمغاوِرِ وكهوفِ الأرض. فهؤلاءِ كلُّهُم، مَشْهُودًا لهم بالإيمانِ، لم يَنَالُوا الموعِد، لأنَّ اللهَ سبَقَ فنظَرَ لنا شيئًا أَفْضَلَ: أنْ لا يُكْمَلُوا بدُونِنَا. فنحن أيضًا، إذ يُحْدِقُ بنا مثلُ هذه السَّحابَةِ من الشُّهُودِ، فلْنُلْقِ عنَّا كُلَّ ثِقَلٍ والخطيئةَ المحيطَةَ بسهولةٍ بنا. ولْنُسَابِقْ بالصَّبْرِ في الجِهادِ الَّذي أمامَنَا، ناظِرِين إلى رئيسِ الإيمانِ ومكمِّلِهِ يسوع.
الإنجيل (متّى 10: 32-33، 37-38، 19: 27-30، (متى 11))
قال الربُّ لتلاميذه: كلُّ مَنْ يعترفُ بي قدَّامَ الناسِ أعترفُ أنا بهِ قدَّامَ أبي الذي في السماوات. ومَن يُنكرُني قدَّام الناس أُنكرهُ أنا قدَّامَ أبي الذي في السماوات. مَن أحبَّ أباً أو أمّاً أكثرَ منّي فلا يستحقُّني. ومن أحبّ ابناً أو بنتاً أكثر منّي فلا يستحقُّني. ومَن لا يأخذْ صليبهُ ويتبعْني لا يستحقَّني. فأجابَ بطرسُ وقال لهُ: هوذا نحنُ قد تركنا كلَّ شيءٍ وتبعناك فماذا يكونُ لنا؟ فقال لهم يسوع: الحقَّ أقولُ لكم، إنَّكم، أنتمُ الذين تبعتموني في جيل التجديد، متى جلس ابنُ البشر على كرسيّ مجدهِ، تجلِسون أنتم أيضاً على اثَنْي عَشَرَ كرسيًّا تَدينونَ أسباط إسرائيلَ الاِثني عَشَرَ. وكلُّ من ترك بيوتاً أو إخوةً أو أخواتٍ أو أباً أو أمّاً أو امرأةً أو أولاداً أو حقولاً من أجل اسمي يأخُذُ مائَة ضِعْفٍ ويرثُ الحياة الأبديّة. وكثيرون أوَّلون يكونون آخِرِين وآخِرُون يكونون أوَّلين.
حول الإنجيل
الشهادة ليسوع بالكلمة لأنّك تحبّه. أخي المؤمن وأختي المؤمنة، يدعوكم يسوع للتّبشير به وباسمه وإعلانه للنّاس. حبّك ليسوع يجذبك للكلام عليه وعلى قوّة محبّته وسلطته على الشّر، وذلك لأنّ يسوع سكن فيك واختبرت هذه العلاقة الشّخصية به، فنقلك من الرَّتابَة (اللامُبالاة) والظّلمة (عمل الشّرّ) وجعلك إنسانًا جديدًا، فتقدّست به وقدّسك.
محبّتك ليسوع تفوق كلّ محبّة أرضيّة وكلّ عاطفة بشريّة. لا مال ولا أبناء ولا عائلة ولا سلطة ولا حبّ بشري يشدّك إليه. ذلك لأنّك خرجت من أنانيّتك وكبريائك فَواجهت يسوع وحده السّاكن فيك. انحنيت بكليّتك أمامه، فوهبته نفسك وروحك وجسدك، لِتُصبح لا إنسان الخير والصّلاح بل إنسانًا روحانيًّا وقدّيسًا. كرّست قلبك وإرادتك لمواجهة الصّليب واعتناقه. لن يغمرك الفرح الرّوحي وأنت هارب من مواجهة صليب الرّبّ في حياتك خوفًا من الألم، ومن أن تُعاني كما يسوع عانى من أجلك. فالصّليب جزء لا يتجزّأ من مسيرتك الأبدية.
وأنتَ أنتَ، ما زلت تفكّر بِكَيْف يكون لك ذلك. كيف تقوم بهذا العمل وأنت تراه شاقًّا. لماذا تتخلّى عن كلّ شيء. لماذا تُتعب نفسك أيّها المسيحيّ وتُجاهد روحيًّا وجسديًّا. لماذا تسأل نفسك هذه الأسئلة. لا مشكلة في السّؤال. ولكن لا تدع أسئلتك تكون بسبب الفشل والكسل وخوف الاقتراب من يسوع، أو خوف التّخلّي عن كلّ شيء لأجل يسوع. تخاف وتتردّد في معركتك ضدّ الشّرّ، لا بل تؤجّل حملك للصّليب، أو لأنّك ترى الموت في الصّليب.
إن لم تُمِت أهواءَك وشهواتك الأرضيّة لن تعيش، بل لن تحصل على قيامتك على الأرض كما هو فرح القيامة في قيامة يسوع.
إذا استمرّيت في حياة اللّامبالاة بيسوع وبعيدًا عن الإنجيل، يكون ضميرك قد غطّ في نومٍ عميق أقرب إلى الموت الرّوحيّ.
هكذا تعيش القلق والحيرة والعذاب، فتسلّم نفسك للشّيطان وتعيش عيشة النّاس الخطأة، وحينها لن تشعر بخطيئتك، فتُوهم نفسك أنّك مؤمن وتقول "أنا مؤمن على طريقتي، أختار ما يُناسبني وما تهواه نفسي ويخدم مصالحي الأرضية". وهكذا تبتعد رويدًا رويدًا عن يسوع، وتظهر فيك علامات البُعد وانغمـاسك في حياتك الأرضيّة. لأنّك أخطأت في اقتناء فكر المسيح كما أوصانا الرّسول بولس.
تثور وتتحدّى نفسك والآخرين فتقول: "إيه شو بيطلعلي إذا تبعت يسوع". سأل الرّسول بطرس هذا السّؤال قبلك. تريد الهدف من ألمك وجهادك. إيّاك والشّكّ بيسوع كي لا تفقد قيمة جهادك. شكّ توما بقيامته، فاستجاب يسوع له فأراه يديه وجنبه. ولكن ثقْ أنّ يسوع لا يتركك ووعده صادقٌ. ولكن " لا تجرّب الرّبّ إلهك". لم يستهجن الرّبُّ سؤالَ بطرس ولم يُعاتبه عليه، بل أجاب بتواضع ومن دون انفعال على سؤاله الإستفزازيّ هذا، ووعد كلّ الّذين تركوا كلّ شيء وتبعوه بما يلي:
١) الجلوس معه على العرش ومُشاركتهم بالدّينونة.
٢) أن يرثوا مائة ضعفٍ عمّا تَركوه لأجله.
٣) أن يَرثوا الحياة الأبديّة.
أخبار
157 ألف مؤمن يكرّمون رفات القديس لوقا سيمفروبول الروسيّ المعترف في موسكو
اصطفّ الكثير من سكان العاصمة الروسية موسكو مرّة أخرى في انتظار ساعات لتكريم بقايا أحد القديسين المحبوبين. ليس هذا مشهدًا نادرًا في العاصمة الروسية إذ غالباً ما يتمّ جلب رفات القديسين من جميع أنحاء روسيا وخارجها من أجل أن يتبارك منها المؤمنون ويجدوا التعزية الروحية. فقد اجتمع أكثر من 1807600 من الحجّاج من أجل التكريم والسجود لرفات القديس نيقولاس الصانع العجائب في موسكو في الفترة من 21 أيار إلى 12 تموز من العام الماضي، وأكثر من 500 ألف آخرين على مدار الأسبوعين المقبلين في سان بيترسبرغ. وهذه المرّة خرج المؤمنون ليقدّموا حبّهم وصلواتهم أمام رفات القديس لوقا (فوينو-ياسينيتسكي) من سيمفيروبول، والتي جُلبت إلى موسكو من سيمفيروبول - شبه جزيرة القرم. يعدّ القديس لوقا أحد أكثر القدّيسين المحبوبين في روسيا اليوم، كما أنه يتمتّع بتكريمٍ واسعٍ في العالم الأرثوذكسي كلِّه. فقد استقبلت الكنيسة الأرثوذكسيّة البلغاريّة بشكل رسمي رفات القديس لوقا في أكتوبر 2016. والآن اصطفّ أكثر من 157 ألف مؤمنٍ لتكريم القديس لوقا سيمفروبول الروسيّ المعترف على مدى 11 يوماً بحسب تقارير موقع RIA-Novosti، وفي عام 2016 خرج 50 ألفاً إلى دير دونسكوي للسجود لرفات القدّيس على مدار يومين. يقول ممثّل مؤسسة القديس أندراوس التي ساعدت في جلب رفات القديس لوقا إلى موسكو: "القدّيس لوقا هو واحدٌ من القدّيسين الأكثر توقيراً الذين عاشوا في القرن العشرين. بقدر ما ساعد العديد من الناس كطبيب وجرّاح خلال حياته، يلجأ إليه المؤمنون طالبين المساعدة في مختلف الأمراض والعيوب. ثمّة العديد من الشهود على مساعدة القدّيس وتدخّله في شفاءات كثيرة". تمّ نقل رفات القديس إلى موسكو من سيمفيروبول في 11 أيار بمباركة غبطة بطريرك موسكو كيريل. نظّمت هذا الحدث مؤسّسة القدّيس أندراوس، دير دونسكوي في موسكو، وكنيسة الثّالوث المقدّس في أوستانكينو في موسكو، وبدعم من دائرة موسكو للسّياسة الوطنيّة والعلاقات الإقليميّة، إذ بقيت الرّفات حتّى 22 أيار الحالي. القديس لوقا الطبيب المعترف من سيمفيروبول (اسمه في العالم فالنتينو فوينو-ياسينيتسكي) (1877-1961م) جرّاح روسي وسوفييتي شهير، أخذ النذور الرهبانية في عشرينيّات القرن العشرين وأصبح أسقفًا. حصل على جائزة ستالين من الدرجة الأولى لخدماته في الطبّ في عام 1946 على الرغم من النزاعات مع السلطة السوفييتية والعديد من المنفيّين والاعتقالات، وفي العام نفسه، تم تعيينه رئيس أساقفة سيمفيروبول وشبه جزيرة القرم. القديس الذي كان مصابًا بمرض خطير في عينيه استقبل المرضى باستمرار في المنزل، وكان طبيباً مستشاراً في مستشفى عسكريّ، ومحاضراً في المعهد الطبي. كما خدم في كنائس مختلفة، وشارك في ترميم الكنائس في شبه جزيرة القرم. رقد بالربّ في 11 حزيران عام 1961 وتمّ إعلان قداسته في عام 2000.
(25 أيار—روسيا/أو سي ن ن— (ocnn-ar.blogspot.com) )
تكريس كنيسة أرثوذكسية جديدة في جمهورية الكونغو
تم تكريس كنيسة أرثوذكسيّة جديدة على اسم القديسة الشهيدة فوتيني، والمعروفة في الأناجيل باسم المرأة السامريّة، في مدينة Pointe Noire بجمهورية الكونغو الديمقراطيّة. حدث ذلك يوم الأحد 6 أيار، اليوم الذي قرأت فيه الكنيسة المقدّسة النصّ الإنجيليّ عن لقائها بالربّ يسوع المسيح عند بئر يعقوب، وأتى هذا الخبر بحسب تقارير سيدميتزا.
وتعتبر الكنيسة الجديدة الرعية الأرثوذكسية الثالثة في المدينة. وقد أقيمت خدمة التكريس برئاسة صاحب السيادة المتروبوليت بندلايمون، مطران برازافيل والغابون بمشاركة إكليروس المحلّة وجمعٌ كبير من المسيحيّين الأرثوذكسيّين المؤمنين. وقد نقل المطران بندلايمون امتنان وبركة صاحب الغبطة البطريرك ثيودوروس الثاني بطريرك الإسكندرية.