في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
* أبونا الجليل في القدّيسين تيخون أماثوس القبرصيّ* الشَّهيد في الكهنة مرقص أسقف أبولونياس * شهداء نيقوميذيا الخمسة * شهداء رومية الأربعون * القدّيس البارّ تيخون كالوغا الرُّوسيّ* القدّيس البارّ تيخون لوكوف اللّيتوانيّ* الشّهيدان تيغريوس الكاهن وأتروبيوس القارئ * الشّهيدان فرّولوس الكاهن وفرّوتيوس الشّمّاس * أبونا الجليل في القدّيسين أوريليانوس أسقف* Arlesالشّهيدتان العذراوان أكتينا وغراسينا * الشّهداء أوروس الأسقف وأخته يوستينا ورفاقهما * أبونا الجليل في القدّيسين سيميليانوس أسقف نانت الفرنسيّة * أبونا الجليل في القدّيسين سمبليسيوس بورج الفرنسيّ* القدّيس البارّ موسى أوبتينا الرّوسيّ* الشّهداء الرّوس الجدد هرموجانيس، أسقف توبولسك ورفاقه.
* * *
✤أبونا الجليل في القدّيسين تيخون أماثوس القبرصيّ✤
ابن أبوين مسيحيّين مُتواضعي الحال. عاش في أماثوس، في القسم الجنوبي من جزيرة قبرص. كُرِّس لله منذ الولودة. نما في التُّقى وصار قارئًا. كلّفه أبوه الخبّاز يومًا أن يخرج إلى المدينة ليبيع الخبز. بدل أن يفعل قام بتوزيعه على الفقراء انسجامًا مع كلام الإنجيل. لمّا درى والده بما جرى غضب عليه غضبًا شديدًا. أجابه الولد إنّه لم يقم سوى بإعارة الفقراء ما يحتاجون إليه وأنّه ووالده سوف يتلقّيان مائة ضعف في المقابل، تماشيًا مع وعد الله. وبالفعل ما إن عادا إلى البيت حتّى وجدا المخازن مملوءة كلّها قمحًا.
إثر وفاة أبيه وزّع كلّ مقتنياته. وإذ ألقى عن نفسه هموم الدّنيا رغب في أن يأخذ على عاتقه نير المسيح اللَّيِّن الخفيف، فقدم إلى الأسقف مْنِيمونيوس. لاحظ الأسقف بعض صفات الشّاب الطيِّبة فسامه شمّاسًا وكلّفه بتدبير شؤون الكنيسة الماليّة وتعليم الشّعب. دحض، بيسر، بكلامه المشبع بالمحبّة الإلهيّة، خداع اليهود والوثنيّين وقدّم عددًا كبيرًا منهم إلى الأسقف طلّاب معموديّة. لمّا توفّي مْنيمونيوس صيّره القدّيس أبيفانيوس القبرصيّ خَلَفًا له على أماثوس. تلألأ، مذ ذاك، على مشكاةX الكنيسة يُقنع البعض بالحقيقة الإنجيليّة بحججه الدّامغة ومجتذبًا البعض الآخر إلى الإيمان بعجائبه البهيّة. كان يطرد الأبالسة ويشفي المرضى بالجسد والرّوح. بنعمة الله كان المُحال لديه يصير مُمكنًا. وإذ أصرّ بعض الوثنيّين على عبادة الآلهة الباطلة، اقتحم هيكلهم وقلب تماثيلهم وطرد بالسّوط كاهنة أرتاميس المدعوّة أنتوسا الّتي أمطرته إهانات وتجريحًا. إثر ذلك تيقّنت هذه الكاهنة أنّ قوّة الله كانت مع القدّيس فاعترفت بالمسيح واعتمدت. واتّخذت اسم أفنثيا. وذات يوم نظّم الوثنيّون مسيرة وهم يحملون تمثال إلهة قبرص. فلمّا مرّوا بقرب الكنيسة خرج إليهم القدّيس تيخون وحطّم تمثالهم وبلبل اعتقاداتهم الفاسدة حتّى جعلهم يهتدون جميعًا ويعتمدون. مرّة أخرى اشتكى على القدّيس وثنيّان، كاليكوس وكليوباترة، وكان عليه أن يمثل أمام حاكم الجزيرة. جوابه للحاكم على التّهمة الموجّهة إليه كان أنّه لا يسعه بصفته خادِمًا لله المحبّ البشر سوى أن يقتدي به إشفاقًا على القابعين في ظلمات الضّلال ليعلِّمهم أنّه لا إله حقيقيّ إلّا واحد. وأضاف أنّه يعتبر الوثنيّين مرضى وأنّ الله كلّفه بشفائهم وأنّه مستعدّ لمُكابدة معاملتهم السّيّئة له بمثابة نسخة ضئيلة للآلام الّتي كابدها السَّيِّد لخلاصنا. وإذ أكبر القاضي الثّقة الهادئة الّتي للقدّيس أطلق سراحه وأنّ العديد من الحاضرين اهتدوا إلى المسيح إثر ذلك.
وكان القدّيس تيخن يملك حقلًا زرع فيه كرمًا. ذات يوم، قبل قليل من خروجه من العالم، زاره مشرفًا على عمل الكرّامين الّذين كانوا يقلِّمون القضبان اليابسة. وإذ التقط أحد القضبان المرميّة لتكون للوقود، قدّمه إلى المسيح وطلب منه أن يستعيد هذا القضيب الحياة وأن يحمل، قبل الموسم، ثمارًا حلوة وافرة. ثمّ زرع القضيب في الأرض وأكّد لمَن كانوا حاضرين أنّ هذه العجيبة سوف تستمرّ في الحدوث بتواتر شهادةً للحضور غير المنظور لراعيها وصلواته اليقظة. وبالفعل، بعد رقاد القدّيس، كلّ سنة، في مساء ذكراه، المحتفى بها في 16 حزيران، تكون العناقيد بعد خضراء، كما هو طبيعيّ في ذلك الوقت، ثمّ فجأة تنضج خلال السّهرانة وتوجد مسودّة وملآنة عصيرًا، وقت القدّاس الإلهيّ، لتمتزج بالذّبيحة المقدّسة. ثمّ إنّ المؤمنين يأتون بحبّات من العنب لمباركة كرومهم وبحبّات أخرى لشفاء المَرضى.
عندما أخذ القدّيس تيخون من الله عِلْمًا برحيله، ذهب ليزور القرويّين الّذين كانوا في الحقول يحصدون الشَّعير. فأسرع هؤلاء لأخذ بركته وسمعوا صوتًا سماويًّا يدعو القدّيس إلى الدّخول إلى ملكوت السَّموات. بعد ذلك بثلاثة أيّام مرض فعزّى والدته وذكّرها بأنّنا لا نحيا هنا إلّا على رجاء القيامة. ثمّ جمع أبناءه الرّوحيّين، كهنة وعامّة ودعاهم إلى السّلوك في خطى الرَّبّ يسوع وأن لا ينخدعوا بمُطرَبات هذه الحياة. وبعد ثلاثة أيّام لازم فيها الفراش رقد بفرح الرَّبّ وسلامه. كلّ الجزيرة حضرت جنازته. خلال تشييعه شعّ جسده نورًا وانبعثت منه رائحة الطّيب.
وكما وعد القدّيس تيخون استمرّ ساهِرًا على قطيعه جيلًا بعد جيل.
X المشكاة شمعدان كبير على عمود