في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*الشّهداء هارون ورِفاقِه الإثنان والثّلاثون الملطيّون*أبونا القدّيس البار لعازر العجائبيّ*الشّهداء القورشيّون ملاسيبوس وزوجته كاسينا وابنهما أنطونيوس*الشّهداء سالونيكا وأوقتس وتوريونوس*الشّهيد أثينادوروس*الشّهيدان ألكسندروس وثيودوتس المضيف *القدّيس البار زوسيما رئيس دير فوروزومسك *القدّيس البار فيليبرورد رسول هولندا *الجديد في الشّهداء الرّوس كيرلّس متروبوليت قازان.
* * *
✤تذكار القدّيس الشّهيد هارونورفاقه الإثنين والثّلاثين المستشهدين في ملطية (+ 290 م)✤
عاش القدّيس الشّهيد هارون في قرية من قرى بلاد الكبّادوك. كان فلاّحًا تقيًّا وكانت له أمّ عمياء حرص على ملازمتها والعناية بها.
وجاء يوم صدر فيه أمر بتسخير كلّ مَن كان يتمتّع بالصّحّة الجيّدة والقوّة البدنيّة للخدمة العسكريّة. ولما كان هارون معروفًا بصلابة عوده فقد جاءه عسكريّان يريدان استياقه إلى أمام الحاكم ليسياس في مدينة ملطية الأرمنيّة لهذه الغاية. وإذ لم يشأ أن يغادر والدته ولا أن يكفر بمسيحه ويقدّم العبادة للأمبراطور، كما كانت عادة العسكر في ذلك الزّمان، فإنّه اتّخذ عصاة غليظة واندفع نحو الجنديَّين ففرّا من أمامه. لكنّهما عادا بعد قليل بتعزيزات. ولما لم يُرد هارون أن يعرّض ذويه للخطر فقد أسلم نفسه، فقبض عليه العسكر وقفلوا عائدين به وبإثنين وثلاثين مسيحيًّا – بعضهم من أقربائه – إلى ملطية.
وفي الطّريق ظهر ملاك الرَّبّ لهارون وأنبأه بأنّه لن يخوض غمار حرب من أجل ملك أرضيّ بل من أجل ملك السّموات والأرض وأنّه سيَحظى سريعًا بالمجد والكرامة.
ثمّ أنّ الموقوفين أُلقوا في السّجن فكان لهم هارون معزّيًا ومشدّدًا. ولمّا مثل أمام الحاكم قرّعه الحاكم لعصيانه الأوامر الأمبراطوريّة وأمر ببتر يده اليمنى لأنّه تجرّأ فرفعها على الجنود.
ولم يتزعزع هارون أمام ما جرى وما سيتبع قيد أنملة بل ثبت كجنديّ أمين للمسيح. غير أنّ واحدًا من المساجين ممّن عاينوا ما حدث، وكان قريبًا لهارون، واسمه فيكتور، تملّكه الخوف فدنا من الحاكم سرًّا ووعد بإعطائه أرضًا كانت له إن هو تركه يذهب، فأطلق الحاكم سراحه.
وإن هي سوى أيّام قليلة حتّى تعرّض هارون ومَن معه للضّرب بأعصاب البقر. ثمّ أمر الحاكم بأن يساقوا إلى الموت فقُطعت هاماتهم جميعًا.
وفيما كان الشّهداء يتساقطون الواحد تلو الآخر ويتكلّلون بالمجد الإلهيّ، إذا بمَن غادرهم، كافرًا بالمسيح، فيكتور، نسيب هارون، يسقط صريعًا هو أيضًا، ولكن بميتة طبيعيّة، مكلَّلًا بالخزي والعار ومحصًى مع الهالكين.
أمّا هارون فلمّا شاء ذووه أن يحظوا بهامته، تبرّكًا، فقد اضطروا إلى دفع ثقلها ذهبًا للحصول عليها.
وإن أسماء الشّهداء الإثنين والثّلاثين، كما وردت في التّراث، هي التّالية:
هزيخيوس ونيكاندروس وأثناسيوس وماما وباراخيوس وكلّينيكوس وثياغينوس ونيقون ولونجينوس وثيودوروس وفاليريوس وكسانتيكوس وأبيفانيوس ومكسيميانوس ودقاتيوس وكلوديانوس وثيوفيلوس وغيجانتيوس ودوروثيوس وثيودوتس وكستريكيوس وأنيقيطا وتميليوس وأفتيشيس وهيلاريون وديودوتس وعمونيتوس.
هذا وتعيّد الكنيستان اللّاتينيّة والمارونيّة لهؤلاء القدّيسين في هذا اليوم عينه.