في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
¯الشّهداء في الكهنة، أساقفة شرصونة، أفرام وباسيليوس وأفجانيوس وأغاثودوروس وكابيتن وأثيريوس وألبيذيوس ¯أبوانا الجليلان في القدّيسين أركاديوس ونسطر القبرصيّان ¯القدّيس البارّ بولس البسيط ¯أبونا الجليل في القدّيسين أفرام الآمدي، بطريرك أنطاكية العظمى ¯القدّيس البارّ لافرانديوس سلامين ¯القدّيس البارّ أمليانوس.
* * *
✤القدّيسون الشّهداء في الكهنة أساقفة شرصونة ✤
هؤلاء هم القدّيسون أفرام وباسيليوس وأفجانيوس وأغاثودوروس وكابيتن وأثيريوس وألبيذيوس. قيل أنّهم كرزوا بالإنجيل في الكريميّة (البحر الأسود) وبلاد السّكيثيّين. أمّا باسيليوس فلمّا بشّر وثنيّي شرصونة بالمسيح ودعاهم إلى نبذ الأوثان والآلهة الكاذبة الّتي لا حياة لها، انقضوا عليه بعنف شديد بحجة أنّه جاء ليغيّر لهم عاداتهم والتّقاليد الّتي ورثوها من آبائهم وأجدادهم. وبعدما أشبعوه ضربًا طردوه من ديارهم. خرج قدّيس الله من هناك وأقام في مغارة على جبل برثانيوس مصلّيًا من أجل هداية هؤلاء الضّالين. وحدث، بتدبير من الله، ان ابن أحد أعيان شرصونة البارزين مات. في تلك اللّيلة ظهر الولد في رؤيا لذويه المحزونين وطلب منهم أن يستدعوا باسيليوس المرسل الّذي طردوه من المكان ليصلّي من أجله. فلمّا أُحضر القدّيس وصلّى ورشّ جسد الولد المسجّى بالماء المقدّس عاد إلى الحياة. فكلّ ذويه والحاضرين لمّا رأوا ما حدث تعجّبوا ومجّدوا إله باسيليوس واقتبلوا المعموديّة من يده. لكن فريقًا آخر بقي معاندًا في رفضه، مقاومًا لرجل الله. وقد عمد بعض من هذا الفريق إلى تقييد باسيليوس وجرّه بالحبل في الأزقة والشّوارع إلى أن لفظ أنفاسه فكان أوّل من تكلّلوا بإكليل الظّفر في تلك الأصقاع.
أمّا القدّيس أفرام فأُرسل إلى سكيثيا وبشُر بالمسيح. هناك أيضًا قاومه الوثنيّون. وإذ قبضوا عليه وحاولوا إجباره على تقديم العبادة لأوثانهم رفض وأصرّ على رفضه فقطعوا رأسه. وقد ورد أنّ نجمًا ظهر فوق رفاته في اليوم عينه الّذي قضى. جسده ألقاه الوثنيّون حيث اعتادوا إلقاء قمامتهم. كذلك ورد أنّه قضى في نفس الوقت الّذي قضى فيه القدّيس باسيليوس.
أمّا القدّيسون الثّلاثة أفجانيوس وأغاثودوروس وألبيذيوس فبذلوا دمهم شهداء في شرصونة ضربًا بالعصي والحجارة، وذلك بعد استشهاد القدّيس باسيليوس بسنة كاملة.
بعد ذلك بسنوات، حوالي العام 330 م، نجح أثيريوس في بناء أوّل كنيسة في شرصونة. وقد حظي باهتمام السّلطات في القسطنطينيّة ورعايتها. لكنّ الوثنيّين تصدّوا له، مرة، فيما كان عائدًا من القسطنطينيّة وألقوه في نهر الدّانوب.
رغم كلّ شيء، استمرت المسيحيّة في تلك الأصقاع، وقد أرسل لهم الأمبراطور أسقفًا يرعاهم ويهتم بهم، كابيتن. هذا جاء إليه الوثنيّون، وقالوا له: إذا كان ما تبشّر به حقًّا فأثبت لنا ذلك. عليك أن تمرّ بامتحان النّار. فقبل على بركة الله. فلمّا أشعلت النّار، لبس كابيتن ثيابه اللّيتورجيّة ودخل في النّار مصلّيًا، ثم خرج منها دون أن تمسّه النّار بأذى ولا احترق شيء من ثيابه. فلمّا رأى الوثنيون ما حدث هتفوا بصوت واحد:”ليس إله إلا إله المسيحيّين. هو العظيم المجيد!”. وقد اقتبلوا المعموديّة جميعًا. مذ ذاك ترسّخت المسيحيّة هناك. ومضت سنوات وكابيتن مجدّ في عمل التّعليم والرّعاية إلى أن جاء يوم كان فيها عائدًا من القسطنطينيّة بحرًا فهبّت في وجهه عاصفة جنحت بالسّفينة نحو مصب نهر الدّنييبر. هناك، فيما بعد، وقع القدّيس بين أيدي وثنيّين معاندين عنفاء فأغرقوه في المياه. كان ذلك في 22 كانون الأوّل من سنة لا نعرفها بالتّحديد.