في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
* الشّهداء الأفارقة ترانتيوس وأفريكانوس ومكسيموس وبومبيوس ورفاقهم السّتّة والثّلاثون * القدّيسة حُلدَة النّبيّة * الشّهداء يعقوب الكاهن وآزا وعبدياس الشمّاسان * شهداء رومية * الشّهداء الأبرار بيكا ورفقته * القدّيس البارّ بيد الصّغير * الشّهداء الأبرار في دير كفابتاخيا الجيورجيّ* الجديد في الشّهداء ديموس إزمير * الجديد في الشّهداء غريغوريوس الخامس القسطنطينيّ* القدّيسات البارّات الشّهيدات أناستاسيا ومَن معها الرّوسيّات * شهداء جيورجيا السّتّة آلاف.
* * *
✤الشّهداء الأفارقة ترانتيوس وأفريكانوس ومكسيموس وبومبيوس ورفاقهم السّتّة والثّلاثون✤
لمّا كان زمن الأمبراطور الرّوماني داكيوس، في منتصف القرن الثّالث الميلاديّ، اندلعت موجة اضطهاد شرسة على المسيحيّين هنا وثمّة. وإن فورتونيانوس، حاكم إفريقيا، بعدما أذاع المرسوم الأمبراطوري، أنذر أهل قرطاجة بأن يقدّموا الأضاحي للآلهة أو يعرّضون أنفسهم للتّعذيب. وقد جعل آلات التّعذيب في السّاحات العامّة لإرهاب المؤمنين. فلمّا رأى العديدون ذلك أُصيبوا بالهلع وانصاعوا. غير أنّ أربعين من تلامذة الرّبّ تمسّكوا بإيمانهم بيسوع وأخذ بعضهم يشجِّع البعض الآخر قائلين: “لا نكفرنّ بالسيّد الرّبّ لئلا ينكرنا، يومًا، أمام أبيه، ولنذكرنّ قوله: لا تخافوا من الّذين يقتلون الجسد ولكنّ النّفس لا يقدرون أن يقتلوها. خافوا بالحري من الذي يقدر أن يُهلك النفس والجسد كليهما في جهنّم” (متّى 10: 28).
فلمّا بلغ الحاكمَ تصميمُهم على عدم الخضوع للأوامر الملكية استقدمهم وقال لهم: إني لأعجب أنكم تعاندون وتصرّون على الخضوع لإله ليس سوى مجرم عمد اليهود إلى صلبه. فأجاب ترانتيوس: ذاك الذي صُلب هو ابن الله وقد أتحد ألوهته بطبيعتنا البشرية وصُلب لأجل خلاصنا!
وشاء الحاكم أن يرغمهم على التضحية أو يسلمهم لألسنة اللهب فلم يذعنوا ولا جبنوا. أجاب ترانتيوس عن الجميع: لسنا جبناء إلى هذا الحدّ لنتخلّى عن الخالق ونعبد آلهة غريبة. لذلك افعلوا ما تشاؤون، أما نحن فباقون على إيماننا وولائنا ليسوع المسيح.
هذا الكلام أثار سخط الحاكم فأمر بتجريدهم من أثوابهم وجرّرهم إلى هيكل الأوثان جرّاً. قال لهم: أما ترون عظمة الإله العظيم هرقل! فأجابه ترانتيوس: إنك لمخطئ يا أيها الحاكم لأن هذه الآلهة خشب وحجارة وبرونز وحديد وقد زُيِّنت لتُبهر العيون وتخدع النفوس.
فلمّا باءت محاولة فورتونيانوس بالفشل ألقى بالأربعة في السجن إلى الغد واستدعى زينون والاسكندر وثيودوروس ورفاقهم. وبعدما أمعن في ضربهم عساهم يتراجعون ألفاهم ثابتين لا يتزعزعون. إذ ذاك مزّق لحمانهم. وإذا بالأوثان تتحطّم وتستحيل غباراً. وانتهى الأمر بأن قطع الحاكم رؤوسهم جميعاً.
ما فعله فورتونيانوس بهؤلاء فعله بترانتيوس ومَن معه بعدما عيل صبره.
وقد تمكّن المسيحيّون من دفن الشهداء بلياقة.
ورد أن رفاتهم نُقلت إلى القسطنطينية في القرن الرابع الميلادي. هذا، في نظر الدارسين، هو ما يفسّر شيوع ذكرهم في أكثر من تاريخ في الشرق.
مُلاحظة: يُعيَّد لهم في الغرب اليوم.