في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
* شهداء كيزيكوس التّسعة *القدّيس البارّ ممنون العجائبيّ*الشّهيد تيبالد السّلافيّ*القدّيس البارّ كيرلّلس توروف *القدّيس البارّ كيرياكوس مؤسّس دير الرّقاد في كارغوبول *القدّيس مرقص الجليليّ، أسقف أبروزي *الشّهيدتان العذراوان بروبا وجيرمين الإيرلنديّتان * القدّيس البارّ برودنتيوس ترازونا الأسباني.
* * *
✤شهداء كيزيكوس التّسعة✤
تقع مدينة كيزيكوس في آسيا الصغرى، على شاطئ مضيق الدردنيل (Hellespont). المسيحية، هناك، أخذت تنتشر من زمن كرازة الرسول بولس. ولكنْ، في أزمنة الاضطهاد، حصل أن المسيحيّين هربوا من المدينة فيما لازمها بعضهم مسيحياً في السرّ. في تلك المدينة بالذات استُشهد المؤمنون التسعة المحتفى بهم اليوم. في زمانهم كان الطابع العام للمدينة وثنياً. هؤلاء هم ثيوغنيتوس وروفوس وأنتيباتروس وثيوستيكوس وارتامون وماغنوس وثيودوتوس وتوماسيوس وفيليمون. جاؤوا من أمكنة شتّى وتفاوتت أعمارهم. أصغرهم كان أنتيباتروس وأكبرهم روفوس. تراوحت مراكزهم في المجتمع بين الجنود والمزارعين وأهل المدن والإكليروس. لكن جميعهم أعلن إيمانه بيسوع المسيح. وكان حارّاً في شوقه إلى نشر الإيمان وتمتينه.
ظهروا، فجأة، في كيزيكوس فاعترفوا، بجسارة، بالمسيح وقبّحوا الوثنيّة بلا خوف ولا تردّد. جرى إيقافهم وجلبهم إلى المحاكمة أمام حاكم المدينة. عُذِّبوا أياماً وطُرحوا في السجن، ثم أُخرجوا ووعدهم مضطهدوهم بإطلاق سراحهم إن هم كفروا بالمسيح. لكنَّ شهداء المسيح الصناديد استمرّوا يمجِّدون اسم المسيح، فلُفظ، في حقّهم، حكم الموت وتمّ قطع هاماتهم بين العامين 284 و 292م ووُوروا الثرى في مكان قريب من المدينة.
ثم إنه في العام 324م، بعدما انطفأت نار الاضطهاد، قام مسيحيو كيزيكوس بنقل رفات القدّيسين، التي وُجدت غير منحلّة، إلى كنيسة بُنيت إكراماً لهم.
وقد ورد أن عجائب جمّة جرت بالرفات المقدّسة، فاستردّ مرضى كثيرون عافيتهم وعاد العديد من المضروبين بأمراض عصبية إلى صوابهم. على هذا ترسّخ الإيمان بيسوع في المدينة واهتدى وثنيّون عديدون.
ولكن لمّا تبوّأ يوليانوس الجاحد (361 – 363) سدّة العرش استجار به وثنيو كيزيكوس الباقون على المسيحيّين متّهمين إيّاهم بدكّ معابدهم. فأوعز يوليانوس بإعادة بناء الهياكل الوثنية هناك. كما ألقى القبض على أسقف المدينة، ألوسيوس، وأودعه السجن. ولكن ما لبث يوليانوس أن قضى نحبه صريعاً فخرج ألوسيوس من السجن وشعّ الإيمان بالمسيح وضّاء، في المدينة، من جديد، ببركة الشهداء التسعة.
كذلك ورد أن ديراً غير بعيد عن قازان الروسية تمّ بناؤه إحياء لذكرى شهداء كيزيكوس التسعة بيد الشمّاس الراهب استفانوس الذي نقل، إثر زيارة حجّ إلى فلسطين، بعضاً من رفات القدّيسين. بناء الدير ترافق والصلوات والتضرّعات التي رفعتها الكنيسة، يومذاك، لمواجهة شتّى الأمراض والأوبئة، لا سيما الحمّى، التي تفشّت في قازان في العام 1687م. ويورد القدّيس ديمتري روستوف (+1709م) أن نعمة الله ظلّلت، بشفاعة القدّيسين التسعة، تلك الأنحاء وسكّنت الحمّى وسواها من الأوبئة.