في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*أحد حاملات الطيب. *الشّهيدة في العَذارى بيلاجية الطّرسوسيّة. *القدّيس البارّ هيلاريون العجائبيّ. *القدّيسة مونيكا الأرملة. *القدّيس البارّ نيقيفوروس، مؤسّس دير مديكيون. *أبينا الجليل في القدّيسين أثناسيوس، أسقف كورنثوس. *القدّيس البارّ نيقيفوروس الهدوئيّ. *الشُّهداء أفروديسيوس ورفاقه. *القدّيسون الإخوة ألفانوف النفغوروديّون. *أبينا الجليل في القدّيسين إيرازموس فورميوم الإيطاليّ. *الشّهيدان ألبيانوس وتلميذه. *القدّيس البارّ أنطونيوس الصّخرة. *الشّهيد فلوريان النّمساويّ. *الشّهيد بورفيريوس كاميرينو الإيطاليّ.
✤ القدّيس البارّ نيقيفوروس، مؤسّس دير مديكيون (+813 م)✤
وُلد في القسطنطينية سنة 755م لوالدَين تقيّين. كان له أخوان. إثر وفاة أبيه، وكان الأولاد قد بلغوا الأشُدّ، ترهّبت أمّه، وما لبث أولادها أن تبعوها. اقتبل نيقيفوروس الحياة الملائكية وهو في الخامسة والعشرين في ناحية تريغليا في بيثينيا. عرف رئيسه يوسف، بنظره الثاقب، أن الرَّبّ الإله شاء للشاب أن يقود العديدين في مراقي الحياة الروحية. أعطاه أن يؤسّس ديراً في ملكية عائلية. الأوقات، يومذاك، كانت صعبة لأن الحرب ضد الإيقونات ومكرّميها كانت مستعرة. نما الدير الجديد بسرعة وازدادت أعداد المقبلين إليه. خرج، بعد حين، إلى ناحية تبعد أربعة أميال عن مكان الدير، والناحية معروفة باسم القدّيس سرجيوس.
كان نيقيفوروس صورة حيّة للمسيح. أنشأ رهبانه على الاعتراف بالإيمان القويم وعلى السلوك في هذا الإيمان في صلاة متواترة وجهاد ضد الأهواء. كان يقول لهم: “إذا أشعلتم مصباح ضميركم وقِستموه بتمييز حكيم، فبإمكانكم أن تتأكّدوا، بفضل هذا المصباح، من أنكم ستجدون الدرهم الضائع المطمور في غبار التهاون. إذ ذاك تدعون كل قوى النفس لتفرح باسترداد صورة الله ومثاله فيكم”.
اشترك القدّيس نيقيفوروس في مجمع نيقية الثاني (787م). وإذ توطّدت الأرثوذكسية عاد إلى ديره ليتابع رعاية خراف المسيح. حقّق في نفسه ملء التطويبات التي علّمها الرَّبّ لتلاميذه (متّى 5: 39) حتى بات كافياً أن ينظر المرء إليه ليتعلّم السلوك في حياة مرضيّة لله. بنعمة الروح القدس الذي كانت تنضح به كلماته كان يشفي أدواء النفس كما يشفي صانعو العجائب أدواء الجسد.
رقد بالرَّبّ في طريق عودته من رحلة إلى القسطنطينية في 4 أيّار من العام 813 م. وقد فاحت من جسده رائحة زكية أثناء دفنه.
