في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*القدّيسون الرّسل هيروديون وأغابوس وروفوس وفيليغون وأسينكريتوس وهرماس. *أبينا الجليل في القدّيسين سيليستين، أسقف رومية. *أبينا الجليل في القدّيسين بربتواس التّوريّ. *الشَّهيدة كونسيسّا القرطاجيّة. *الشُّهداء الأفارقة يانواريوس ومكسيما ومكاريا. *الشَّهيد بوسيليبوس. *أبينا الجليل في القدّيسين نيفونتي النّوفغورودي. *القدّيس البارّ روفوس الكييفيّ. *الجديد في الشُّهداء يوحنّا كوليكاس. *الجديد في الشُّهداء يوحنّا البحّار.
✤ تذكار أبينا الجليل في القدّيسين بربتواس التُّوريّ (+491 م)✤
من عائلة مشيخية وله أملاك كثيرة في مقاطعات عديدة. تسلّم أسقفية تور أكثر من ثلاثين سنة، من سنة 461 إلى سنة 491. بذل أتعاباً جزيلة في الوعظ، بحميّة وغيرة، وعقد مجامع عدّة وأصدر توجّهات وقواعد شتّى سعياً إلى اقتياد النفوس إلى الفضيلة. القدّيس غريغوريوس التوري يذكر قوانينه الحذرة التي أبان فيها طريقة إقامة السهرانات قبل الاحتفالات الكبرى في مختلف كنائس المدينة. كل أيام الأربعاء والجمعة، ما عدا موسم الفصح والفترة الممتدّة من الميلاد إلى الرابع عشر من كانون الثاني، وبين عيد السابق المجيد وآخر شهر آب، كانت لديه أيام صوم. ثم بين عيد القدّيس مرتينوس (11 تشرين الثاني) وعيد الميلاد أضاف يوم الإثنين. كان للقدّيس بربتواس إكرام عظيم للقدّيسين وتوقير لرفاتهم. وكان يزيّن مقاماتهم ويغدق على كنائسهم. وقد وسّع كنيسة القدّيس مرتينوس ونقله إليها بعدما جرت على ضريحه عجائب جمّة. وقد قيل إن الكنيسة كانت، في ذلك الزمان، بطول خمسين وعرض عشرين وارتفاع خمسة عشر متراً. أما ثراؤه الكبير فجعله في خدمة الكنيسة، لا سيما المحتاجين فيها. فقبل خمسة عشر عاماً من وفاته كتب وصيّة وهب فيها مكتبته للكنيسة وأقام وقفاً لإبقاء القناديل مشتعلة وشراء الأواني الكنسية، وفق الحاجة، وأعلن الفقراء ورثة له. دونك بعض ما ورد في وصيّته: “باسم يسوع المسيح، آمين. أنا بربتواس الخاطئ، كاهن كنيسة تور، لست أشاء أن أرحل من ههنا قبل أن أثبّت وصيّتي الأخيرة لئلا يلحق الفقراء الإهمال… أنتم، يا أحشائي، ويا إخوتي المحبوبين جداً، يا إكليلي وفرحي ويا أسيادي وأولادي وفقراء المسيح، والمعوزين والشحّاذين والمرضى والأرامل والأيتام، إيّاكم أُعلن وأُسمّي وأجعلكم ورثتي. فباستثناء ما هو مذكور أعلاه، كل ما أملكه من خيرات وحقول ومراع ومروج وغابات وكروم ومساكن وبساتين ومياه وطواحين وذهب وفضّة وثياب وما سوى ذلك أعيّنكم ورثته. إنها لوصيّتي حالما أرتحل أن تُباع هذه كلّها وتُوزَّع ثلاثة أقسام: قسمان يوزَّعان للفقراء وفق ما يرتئي أغراريوس الكاهن وأجيلو الكونت، وأن يوزّع القسم الثالث بين الأرامل والنساء الفقيرات وفق ما تراه دادولينا العذراء مناسباً”. وفي هذه الوصيّة أيضاً حثّ على الاتفاق والتقوى وذكر لبعض الهدايا التي يتركها لأخته وأصدقائه والكهنة. هذا وقد رقد القدّيس بربتواس إما في 30 كانون الأول 490 م وإما في 8 نيسان 491.