في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*صلاة المديح الكبير.*القدّيس البارّ جاورجيوس جبل الملاون. *الشَّهيدان ثيوذولوس وأغاثوبوذوس. *الشَّهيدات الفارسيّات فربوتا وميكادوشتا وخادمتها. *القدّيس البارّ زوسيما الفلسطينيّ. *القدّيس البارّ أفلاطون، رئيس دير ساكوذيون. *القدّيس البارّ ثيوناس البهنسي. *القدّيس البارّ بوبليوس. *القدّيس البارّ ثيوناس التّسالونيكي. *أبينا الجليل في القدّيسين إيسيدوروس الأشبيليّ. *القدّيس البارّ يوسف الكييفيّ. *القدّيس البارّ زوسيما فوربوزومبا. *القدّيس البارّ هيلدابرت الشَّهيد. *القدّيس البارّ تياري الإيرلنديّ. *الشَّهيد كالينيكوس. *الشَّهيد نيقيتا الألباني الجديد.
✤ القدّيسان الشَّهيدان ثيوذولوس وأغاثوبوذوس (القرن 4 م)✤
في مطلع حملة مكسيميانوس قيصر على المسيحيين في تسالونيكي، فيما سعى المؤمنون إلى التواري أظهر الشمّاس أغاثوبوذوس وثيوذولوس القارئ نفسيهما على نحو لافت. كان الأول مسنّاً فيما كان الثاني فتى. ما فعلاه هو أنهما كانا يكرزان بالكلمة الإلهية بصورة علنية. هذا أثار دهش الوثنيّين. فلما أُوقفا في حضرة فوستينوس الحاكم أعلنا بصوت واحد وبالفم الملآن أنهما مسيحيان. وإذ أمل الحاكم في فهم الدوافع وراء جسارتهما استجوبهما كلاً على حدة. لم يتمكّن من نوال شيء من مقابلته لثيوذولوس فاستقدم أغاثوبوذوس وأوهمه أن رفيقه رضي بالتضحية للآلهة. فكان جواب أغاثوبوذوس “بكل تأكيد، أنا أيضاً، كثيوذولوس، أقبل أن أضحّي للإله الحقيقي الواحد ولابنه يسوع المسيح. لكني لا أُضحّي، تحت أي ظرف، لهذه الأصنام الميتة التي تسمّونها، عن جنون، آلهة”. أُلقي الاثنان في السجن فداوما على الصلاة وتعزّيا برؤى أكّدت لهما النصرة على عدو الخير. أمام فرحهما وثباتهما اهتدى بقية المساجين واعترفوا بخطاياهم بدموع. وإذ تناهت أصوات المراثي إلى أسماع مَن كانوا في الخارج تهافتوا إلى السجن فألفوا المكان وقد استحال كنيسة. فأسرع واحد منهم ونقل إلى الحاكم أنه ما لم يتخلّص من أغاثوبوذوس وثيوذولوس سريعاً فإن قسماً كبيراً من سكان المدينة لن يلبث أن يتخلّى عن عبادة الأوثان. فلما أُحضر القدّيسان إلى المحكمة، مرّة ثانية، بديا مشعَّين كما لو أنهما أتيا إلى عيد. وإذ أُخضعا للتعذيب قالا: “بإمكانكم، بيسر، أن تمزِّقوا ثوب جسدينا، ولكن لا شيء يقدر أن يزعزع إيماننا! إن هذه العذابات مضحكة وعاجزة، أليست لكم وسائل أخرى تخضعوننا بها؟” فلما أدرك فوستينوس الحاكم بطلان العذابات والمناقشات معاً أمر بهما جلاّديه فألقوهما في البحر بعدما قيّدوا يدَي كل منهما وراء ظهره وجعلوا حجارة إلى عنقيهما. في الليلة التي سبقت تنفيذ الحكم رأى الشَّهيدان في الحلم أنهما يبحران في مركب تعرّض للأمواج العاتية. فجأة جنح المركب وهلك مَن فيه غرقاً إلا الشَّهيدان اللذان كانا في أثواب بهيّة وحطّا على فسحة جبل بلغ السماء. فلما وثقا من نتيجة جهادهما أسلما نفسَيهما، بوجه مضيء، إلى جلاّديهما ووعظا المسيحيّين المجتمعين هناك أن يفرحوا لا أن يبكوا لموتهما. وإذ أمسكوا بأغاثوبوذوس ليُلقوه في البحر هتف قائلاً: “هاءنذا أُسرع لأنضمّ إلى ربّنا يسوع المسيح مطهَّراً، بهذه المعمودية الثانية، من كل إثم!” وقد نُقل أن الحبال انقطعت وأن الأمواج أعادت جسدَي القدّيسَين إلى الشاطئ وأن المسيحيّين دفنوهما بإكرام.