في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*العائلة الشَّهيدة ترنسيوس وزوجته نيونيلة وأولادهما السّبعة نيطاس وفوتيوس وشربل وبيلس وأياركس وثاوذولس وأفنيكي. *القدّيس البارّ استفانوس السّاباوي. *القدّيس فرميليانوس(فرمليان) أسقف قيصريّة الفرات والقدّيس ملكيونوس كاهن أنطاكية. *القدّيسة فبرونيّا، ابنة الإمبراطور هرقل. *الشَّهيد كيرياكوس، أسقف أورشليم، وأمّه الشَّهيدة حنّة. * أبينا القدّيس البارّ أثناسيوس، بطريرك القسطنطينيّة. *الشُّهداء الجدد أنجليس ومانويل وجاورجيوس ونيقولاوس كريت. *القدّيس البارّ أيّوب بوتشاييف. *القدّيس البارّ أرسانيوس الصّربيّ. *القدّيس البارّ ديوميديس القبرصيّ. *الشَّهيد في الكهنة نيوفيطوس الجيورجيّ. *الشَّهيد راتيسلاف المورافي. *القدّيسة البارّة باراسكيفي بيريمين الرّوسيّة. *القدّيس البارّ ثيوفيلوس الكييفي. *الجديد في الشُّهداء الرّوس يوحنّا فيلانسكي. *أبينا الجليل في القدّيسين ديمتريوس روستوف الرّوسيّ.
✤ القدّيس البارّ أثناسيوس بطريرك القسطنطينية (القرن الرابع عشر)✤
ولد القدّيس أثناسيوس في أدريانوبوليس خلال القرن الثالث عشر. مات أبوه وهو صغير فعاش وحيداً مع أمّه. أبدى منذ وقت مبكّر حميّة في ممارسة الفضائل المسيحية ودراسة الكتاب المقدّس. قرأ مرّة سيرة القدّيس أليبيوس العمودي الذي تعيّد له الكنيسة اليوم في السادس والعشرين من تشرين الثاني فأثّرت فيه، لا سيما وأنّ القدّيس أليبيوس كان يتيماً مثله. فقرّر أن يسلك طريق الرهبنة.
بدأ مسيرته في دير من أديرة تسالونيكي، لكنّه لم يلبث فيه طويلاً لأنّه كان يلتمس نسكاً أشدّ مما كان مألوفاً هناك. تحوّل إلى جبل آثوس حيث أقام في دير أسفيغمانو. وما هي إلاّ فترة قصيرة حتى أخذ الرهبان الشيوخ ينظرون إليه كنموذج للناسك المجدّ وشهيداً يومياً للمسيح. كان لا يلبس حذاء ولا يغتسل ولا يلبس إلاّ ثوباً واحداً، في النهار والليل، في الصيف والشتاء. ولم يكن تحت الثوب إلاّ قميص من الشعر الخشن. كان يقضي أيّامه في إمساك شديد، لا يتناول إلاّ القليل من الخبز والماء. وقد أبى خلال السنوات الثلاث التي أقام فيها في الدير أن تكون له قلاّيته الخاصة. كان يقطع نفسه عن كل أسباب الراحة. لم يكن يعرف النوم، بمعنى النوم. فقط كان يغفو في الزوايا، هنا أو هناك، ليُحيي بعد ذلك الليل ساهراً مصلّياً يرنّم مزاميره ويحفظ ذهنه في سكون القلب. كان في رحيل دائم.
اعتاد في خدمته للمائدة الوقوف أبداً. لم يكن يتناول من الطعام سوى الفتات الذي كان يفضل عن الآخرين. وإذ كان يخدم في المطبخ في مواجهة النار الملتهبة في الفرن كان يذرف الدموع مدراراً لأنّه كان يذكر النار الأبدية التي تنتظر مَن لا يبالون بالتوبة في هذا العمر. وعندما ازداد إكبار الآخرين له قام فترك الدير هرباً من أمجاد الناس. وقد جال في الأرض راهباً هنا وهناك عدداً من السنين. أسّس ديراً نسائياً واقتبل بعض التلامذة واهتمّ بإرشاد المقبلين إليه. جعلوه بطريركاً على القسطنطينية رغم إرادته فلم يستمر طويلاً لأنّ الحسّاد والفاسدين أحرجوه فأخرجوه. عاش إلى مئة عام. وقد منّ عليه الله بمواهب جمّة كمعرفة مكنونات القلوب والتنبؤ بالمستقبلات.عندما عرف بروحهأنّ ساعته قد أتت، استدعى تلاميذه وزوّدهم بنصائحه الأخيرة. قال لهم أن يحفظوا، خاصة، فضائل التواضع والمحبّة والصدقة وأن يكونوا صارمين في الإمساك ولا يدعوا فكراً غريباً يلج قلوبهم. وبعدما باركهم أغمض عينيه وفارقهم بسلام.