في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*القدّيس النّبيّ صموئيل.*الشُّهداء فيليبّس الأسقف وساويروس الكاهن وهرميس.*الشَّهيد لوقيوس المشير.*الشَّهيدان رجينوس وأوريستوس القبرصيّان.*الجديد في الشُّهداء ثيوخاريس نيابوليس.*الجديد في الشُّهداء الرُّوس أفجاني الجنديّ.*القدّيس البارّ فيليبير الفرنسيّ.
✤ القدّيسون الشُّهداء فيليبس، أسقف هيراقليا مع ساويروس الكاهن وهرميس (القرن 4 م)✤
تسقّف فيليبس على هيراقليا في تراقيا. لما أصدر ذيوكليسيانوس قيصر مراسيمه الأولى في شأن الاضطهادات، سنة 303 م، رفض الأسقف القدّيس أن يغادر المدينة وحثّ المؤمنين على أن يقبلوا التعذيب طوعاً مؤكّداً لهم أن المسيح مُسبغٌ عليهم الصبر ومجلّلٌ إيّاهم بالأكاليل في ملكوته. كان يعظ الجمع حين أقبل قائد الحرس، أريستوماخوس، موفداً من الحاكم ومزوّداً بأمرٍ أن يغلق الكنيسة ويختم عليها. هتف القدّيس به قائلاً: “يا رجل، تتصوّر أن الله الكلي القدرة يمكن حجزه داخل جدران من حجارة، لكنّه يسكن في قلوب الناس!”بعد ذلك بفترة، إذ كان الأسقف ومؤمنوه مجتمعين ليحتفلوا بيوم الربّ جرى القبض عليهم واستياقهم إلى أمام القاضي باسوس. ذكّرهم القاضي، بتهديد، أن الأمبراطور منع المسيحيّين من عقد اجتماعات طقوسية لهم وأمر كل رعاياه بالتضحية للأوثان. أجاب فيليبس: “إذا كان يرضيك أن تعذّبنا فدونك هذا الجسد العليل ومزّقه كما ترغب، لكنّك لا تستطيع أن تمارس أي سلطان على أرواحنا”. أسلمهم القاضي إلى التعذيب وألقى إلى النار بالكتب والأواني المقدّسة. فيليبس، لدى سماعه بذلك، وكان مدمّى، عزّى المؤمنين. وإذ مثل من جديد، أمام المحكمة قبّح عبادة الأصنام. هذا أثار غيظ القاضي فأرسله إلى السجن. في الطريق أساء الحرس معاملة الشيخ القدّيس وكانوا يضربونه. لم يبدِ أي الم أو نقمة وكان يُنشد المزامير. في خلال أيّام أطلقوا سراح فيليبس ورفاقه الَّذين اقتُبلوا في منزل المسمّى بنكراتيوس. إلى هناك تقاطرت الجموع من كل صوب سؤلاً لتعليمهم. ولكن لما قدم قاضٍ جديد اسمه يوستينوس، دعا فيليبس وأمره بأن يضحّي للأوثان. وإذ قاوم الشيخ جرّره يوستينوس في المدينة. بقي المعترفون في السجن، تحت الأرض، سبعة أشهر إلى أن أَمَر يوستينوس باستياقهم إلى أدرينوبوليس. هناك، أيضاً، دعا الحاكم فيليبس إلى التضحية فكرّر قدّيس الله اعتراف إيمانه مؤكّداً أنّه لا يعبد غير الإله الأزلي. جرّده الحاكم من ثيابه وسلّمه للجَلد. رغم كل شيء بقي مصارعُ المسيح هادئاً ساكناً. إثر مثول جديد أمام القاضي، بعد ذلك بثلاثة أيّام، أعلن القدّيس أنّه يتمسّك، بكل جسارة، بإيمانه بالله الذي يدين الأحياء والأموات. وأضاف أنّه لا يثور على سلطة الأمبراطور وأنه مستعد لأن يطيعه في كل شيء لا يسيء إلى الإيمان. ثم ختم بالقول: “أما اليوم فإنّ الساعة حانت لنبذ دغدغات العالم واختطاف السماء…” وإذ تحوّل يوستينوس إلى هرميس حاول أن يقنعه بأنّ الأسقف يحتقر هذه الحياة لأنّه شاخ، فوجده ثابتاً في عزمه. في النهاية قرّر القاضي أن يُسلم فيليبس وهرميس للنار ليكونا عبرة لمَن يجسر على مناهضة قوانين الأمبراطورية. وهكذا كان، فيما جرى إعدام ساويروس في السجن. أُلقيت رفات القدّيسين في النهر فالتقطها مؤمنون بالشباك وخبّأوها في ناحية قريبة من هيراقليا. جرت بها عجائب جمّة. وكان أن تشدّد المؤمنون وصاروا أكثر استعداداً لمواجهة وقبول التعذيب والموت من أجل المسيح.