Menu Close
kanisati300624

نشرة كنيستي

نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.

أُنقُر على الملف لتصفُّح نشرة كنيستي

كما يمكن قراءة النص الكامل في المقطع أدناه.

الأحد (1) بعد العنصرة (جميع القدّيسين)

العدد 26

الأحد 30 حزيران 2024

اللّحن 8- الإيوثينا 1

أعياد الأسبوع: *30: تذكار جامع للرُّسُل الإثنيْ عشر *1: الشَّهيدين قُزما ودميانوس الماقِتَي الفضّة *2: وضع ثوب والدة الإله في فلاشرنس *3: الشَّهيد ياكنثس، القدّيس أناطوليوس رئيس أساقفة القسطنطينيّة *4: القدِّيس أندراوس الأورشليميّ رئيس أساقفة كريت، القدِّيس أندره روبلاف *5: البارّ أثناسيوس الآثوسيّ، القدِّيس لمباذوس العجائبيّ *6: القدِّيس سيصوي الكبير (ساسين).

كلمة الرّاعي 

عيد جميع القدّيسين

الرُّوح القُدُس هو روح التَّقديس. والقداسة تَشَبُّه بالله. الرّبُّ الإله دعانا عند الخَلْق إلى السّعي للتّمثُّل به. الطّريق كان عبر طاعة الوصيّة الإلهيّة حُبًّا. طريق القداسة مَسيرَةُ حُرِّيّةٍ في الحُبّ. لا يستطيعُ الإنسان أن يَتقَدَّسَ مُجبَرًا، لأنّ الله محبَّة والمحَبَّة لا تفرض ذاتها على المحبوب بل تَمتَدُّ إليه بإفراغ الذّات من الأنا ليَصيرَ المـُحِبُّ مَسْكِنًا مُكَرَّسًا للمَحبوب...

*    *    *

الرَّبُّ الإله في ابنه "أفْرَغَ ذاتَهُ..." (فيليبّي ۲: ٥) لِيُسْكِنَ الإنسان فيه ويَسْكُنُ هو في الإنسان لتحقيقِ غاية الخلق ألا وهي الوَحدَة مع الله... هذا الإله- المحبّة سِرُّهُ لا يُدرَك لإنسان السّقوط المـُتَمَحوِر حول نفسه. هذا السِّرّ يُكشَف فقط لمـَن تتوَفَّر لديهم شروط نَقاوَة القَلب: "أحمَدُكَ أيُّها الآب رَبُّ السَّماءِ والأرضِ، لأنَّكَ أَخفَيْتَ هذِهِ عنِ الحُكَمَاءِ والفُهَمَاءِ وأَعْلَنتَها للأطفال..." (متّى ١١: ۲٥). فقط أنقياء القلوب أي أصحاب طهارَة النِّيَّة والفِكِر يستطيعون أن يُدرِكوا سِرَّ الله في الإنسان لأنّهم ببساطَةِ روحِهم قادرون أن يُطيعوا الله في وَصاياه حُبًّا وليس خَوفًا.

*    *    *

لماذا نُعَيِّد اليوم لجميعِ القدِّيسين؟!... لأنّ الكثيرين من الَّذين تنطبِق عليهم التّطويبات نُصادِفُهُم في يوميّاتنا ولا نعرفهم، إذ يظُنُّ النّاس أنّ القداسَة مُرتبطَةٌ بالمـُعجزات الظّاهرة والعَجائب الباهِرَة... القَداسَة عند الله سيرة حياةٍ في البساطَة وعدم صنع الشَّرِّ والسُّلوك في المحبَّة المـُعبَّر عنها في بساطَةِ الحياة اليوميّة.

كثيرون من آبائنا وأمّهاتِنا وأجدادِنا وجدّاتِنا كانت لديهم هذه البَساطَة في الحياة والرِّضى والاتّكال على الرَّبّ. العَجيبة الحقيقيّة هي أنْ لا يتعلّق الإنسان بِمَجْدِ العالم، بل أن يطلب خبزه اليوميّ من الله وأن يَحيا كلّ يوم بيومِهِ في هذا الاتّكال الثّابِت على الله والثّقَة الكُلِّيَّة بعنايَتِهِ والتَّسليم بِمَشيئة...

*    *    *

أيُّها الأحبّاء، السّيرة المـَرْضِيَّة لدى الله هي المحَبَّة البّريئة من حُبِّ الذّات أي الَّتي لا تطلب ما لنَفسِها بل تَسعى لِتُتَمِّم ما يطلبُهُ الله منها. إنّها محبَّةٌ خاليةٌ مِنَ الحَسَدِ والدَّينونَة والاستكبار... إنّها امتدادٌ صادِقٌ نحو الآخَر للخِدمَة دون أيّةِ غايَة داخليّة أو خارجيّة، هي نِيَّة صافِيَة صادِقَة مَملوءَة بالخير لكُلِّ مَخلوق، ورَغْبَة حقيقيّة في اتّباعِ المسيح يسوع في دَرْبِ صَلْبِ العَتاقَة وكلّ تعلُّقٍ مَرَضيّ بالذّات وبِمَنْ نُريدُهُم أخِصَّاء. إنّها نَبذٌ لكُلِّ هوًى أو شهوة تفصلنا عن محبَّةِ المسيحِ أوّلًا...

القَداسَة عمقٌ سَحيق لا قرار له من التّواضُع المـُتأتّي بنعمَةِ الرُّوح القُدُس من طاعَةِ الكلمة الإلهيَّة المـُتَجَسِّدة حياةً في المسيحِ الإنسان بطاعَةِ الحُبِّ في الإله الآب وسط الكنيسة جسد يسوع المـُمَجَّد بعد عبورِه بالصّليبِ سافِكًا دمَهُ الكَريم في كأسِ العهد الجديد وباذِلًا جسدَهُ مَكسورًا في الخبز الجامِعِ للخَليقَة والبَشَر في وَحدَةٍ مع الإله المـُثَلَّث الأقانيمِ بالابن في الرُّوحِ القُدُس "الرَّبّ الصّالِح والصّانِع الحياة" جديدة بقيامَةِ المسيحِ للوجودِ الثّابِت والدّائم والمستمِرّ في ملكوت السّماوات...

طريقُ القَداسَةِ واضحٌ وبَسيط يَعرِفُهُ الأطفال في الشَّرِّ والنّاضِجون في المحبَّة...

ومَن استطاع أن يقْبَل فَلْيَقبَل...

+ أنطونيوس

متروبوليت زحلة وبعلبك وتوابعهما

 

طروباريّة القيامة (باللَّحن الثّامن)

انْحَدَرْتَ مِنَ العُلوِّ أَيُّها المُتحنِّن. وقَبِلتَ الدَّفنَ ذا الثّلاثةِ الأيّام. لكي تُعتقَنا مِنَ الآلام، فيا حياتَنا وقيامتَنا يا رَبُّ المجدُ لك.

طروباريّة أحد جميع القدِّيسين (باللّحن الرّابع)

أيّها المسيح الإله، إنَّ كنيستَكَ إذ قد تزيَّنت بدماءِ شهدائك الَّذين في كلِّ العالم، كأنَّها بِبِرفيرةٍ وأرجوان، فهي بهم تهتف إليك صارخةً: أرْسِل رأفتَكَ لشَعْبِكَ، وامنَح السَّلامَ لكنيستكَ، ولنُفوسِنا الرَّحمَةَ العُظمى.

طروباريّة للرُّسُل (باللَّحن الثّالث)

أيُّها الرُّسُل القدّيسون، تشفّعوا إلى الإله الرّحيم، أن يُنعم بغقران الزّلّات لنفوسنا.

قنداق أحد جميع القدّيسين (باللَّحن الرّابع)

أيُّها الرَّبُّ البارِئُ كلَّ الخَليقةِ ومُبدِعُها، لكَ تقرِّبُ المـَسكونَةُ كَبَواكيرِ الطَّبيعة الشُّهَداءَ اللّابسِي اللَّاهوت. فبِتَوسُّلاتِهم احفظ كنيسَتَكَ بسلامةٍ تامَّة، لأجلِ والدةِ الإله، أيُّها الجزيل الرَّحمة.

الرّسالة (1 كو 4: 9- 16)

إلى كلِّ الأرض خرج صوتُهم

السّماوات تًذيع مجدَ الله

يا إخوة، إِنِّي أَرَى أَنَّ اللهَ أَبْرَزَنَا نَحْنُ الرُّسُلَ آخِرِينَ كَأَنَّنَا مَحْكُومٌ عَلَيْنَا بِالْمَوْتِ. لأَنَّنَا صِرْنَا مَنْظَرًا لِلْعَالَمِ لِلْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ. نَحْنُ جُهَّالٌ مِنْ أَجْلِ الْمَسِيحِ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَحُكَمَاءُ فِي الْمَسِيحِ! نَحْنُ ضُعَفَاءُ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَأَقْوِيَاءُ! أَنْتُمْ مُكَرَّمُونَ وَأَمَّا نَحْنُ فَبِلَا كَرَامَةٍ! إِلَى هَذِهِ السَّاعَةِ نَجُوعُ وَنَعْطَشُ وَنَعْرَى وَنُلْكَمُ وَلَيْسَ لَنَا إِقَامَةٌ وَنَتْعَبُ عَامِلِينَ بِأَيْدِينَا. نُشْتَمُ فَنُبَارِكُ. نُضْطَهَدُ فَنَحْتَمِلُ. يُفْتَرَى عَلَيْنَا فَنَعِظُ. صِرْنَا كَأَقْذَارِ الْعَالَمِ وَوَسَخِ كُلِّ شَيْءٍ إِلَى الآنَ. لَيْسَ لِكَيْ أُخَجِّلَكُمْ أَكْتُبُ بِهَذَا بَلْ كَأَوْلاَدِي الأَحِبَّاءِ أُنْذِرُكُمْ. لأَنَّهُ وَإِنْ كَانَ لَكُمْ رَبَوَاتٌ مِنَ الْمُرْشِدِينَ فِي الْمَسِيحِ لَكِنْ لَيْسَ آبَاءٌ كَثِيرُونَ. لأَنِّي أَنَا وَلَدْتُكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ بِالإِنْجِيلِ. فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَنْ تَكُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِي.

الإنجيل (متى 10: 32-33 و37 و19: 27-30)

قال الرَّبُّ لتلاميذِه: كلُّ مَنْ يعترفُ بي قدَّامَ النَّاسِ أعترفُ أنا بهِ قدَّامَ أبي الَّذي في السَّماوات. ومَن يُنكرُني قدَّام النّاس أنكرُهُ أنا قدَّامَ أبي الَّذي في السّماوات. مَن أحبَّ أبًا أو أمًّا أكثرَ منّي فلا يستحقُّني. ومن أحبّ ابنًا أو بنتًا أكثر منّي فلا يستحقُّني. ومَن لا يأخذُ صليبهُ ويتبعُني فلا يستحقُّني. فأجابَ بطرسُ وقال لهُ: هوذا نحنُ قد تركنا كلَّ شيءٍ وتبعناك فماذا يكونُ لنا؟ فقال لهم يسوع: ”الحقَّ أقولُ لكم، إنَّكم أنتمُ الَّذين تبعتموني في جيل التّجديد، متى جلس ابنُ البشر على كرسيّ مجدِهِ تجلِسون أنتم أيضًا على اثَنْي عَشَرَ كرسيًّا تَدينونَ أسباطَ إسرائيلَ الإثني عَشَرَ. وكلّ من ترك بيوتًا أو إخوةً أو أخواتٍ أو أبًا أو أمًّا أو امرأةً أو أولادًا أو حقولًا من أجل اسمي يأخُذُ مِئَة ضِعْفٍ ويرثُ الحياة الأبديّة. وكثيرون أوَّلون يكونون آخِرين، وآخِرون يكونون أوَّلين“.

حول الإنجيل

أحد جميع القدِّيسين: سَمَّتْ الكنيسة الأحد الَّذي يلي العنصرة وحلول الرُّوح القدس بهذا الإسم، لتوحي بأنَّ الرُّوح الإلهيّ مُنشئ القداسة في المؤمنين. نحن نؤمن أنَّ القداسة ممكنة هنا، وليس صحيحًا أنّ أيّامنا هي أسوأ الأيّام وأنّ تجاربنا أقسى ممّا كانت تجارب الأسلاف. فلقد كانت الدُّنيا مليئة بالخطايا، وما خَلَتْ فترة من الزَّمان من الإغراء. مع ذلك صمد المؤمنون بيسوع أمام جاذبيَّة الشَّهوة والمجتمعات الفاسقة وعاشوا في زُهدٍ وصبرٍ ووداعة وعفّة لأنَّهم فضّلوا المسيح على كلِّ شيء. وقد نالوا بسبب الشِّدَّة كلَّ تعزيات الرُّوح القدس. وجرى هذا في كلِّ العصور وفي كلِّ بلدان العالم.

الإنسان لا يستطيع بجهده وحده أن يصعد إلى الله، فالقداسة نعمة من الله يمنّ بها مجانًا. إذًا القداسة هي لقاء النِّعْمة والجهد البشريّ. وفي إنجيل أحد جميع القدِّيسين، نرى أنَّ السَّيِّد يطلب الاعتراف به قدّام البشر جميعًا. أقلَّه ألَّا نقبل عقيدة مخالفة وألَّا نُرضي أحدًا بنكراننا جزءًا من العقيدة.

غير أنّ السَّيِّد لا يحصر الاعتراف به بأنّ تقود أهل بيتك وأصدقاءك في طريق الصَّلاح، ولكنَّه يطلب أنْ تترك بيوتك وإخوتك وأخواتك وأباك وأمّك وامرأتك وأولادك وحقولك من أجل اسمه القدُّوس. وهذا ما قصده يسوع هو ألَّا تلتصق ذهنيًّا وقلبيًّا بأحدٍ أو شيءٍ يعطِّل التِصاقك بالمسيح. السَّيِّد هو الَّذي عليك أنْ تحبَّه بكلِّ قواك وأنت تحبُّ الآخَرين ضمنه أو تحت إشرافه، أنْ تحبَّ النَّاس من المسيح الَّذي فيك فلا يستعبدك أيّ شعورٍ أرضيّ استعبادًا، وتسهر على أن تبقى مشاعرك للنَّاس طاهرة منزَّهة عن كلِّ عَيْب.

لك مودّات في هذه الدُّنيا. حافظ عليها وعلى أصدقائك وقُم بخدمة كلِّ مَنْ أحبَبْتَ، ولكن إذا شعرتَ بأنَّ مَوَدَّة ما تجعل بينك وبين الرَّبّ فتورًا فاقتلعها أو هذّبها. ابقَ على شرعيّة مودّاتك، وبهذا المعنى تجعلها جميعًا خاضعة للحبِّ الأكبر الَّذي هو حبُّك ليسوع.

إذ ذاك ترث الحياة الأبديَّة، والحياة الأبديَّة هي أن تعرف الآب والابن كما قال السَّيِّد في خطبة الوداع. واعلم أنّ الحياة الأبديَّة تبدأ هنا بالمعموديَّة وممارسة العبادة كلّها ومعرفة الإنجيل.

القضيَّة كلُّها هي أوّلًا أنْ تحبَّ الله، وثانيًا أن تكون علاقاتك مع النّاس جميعًا ضمن إرضائك لله. هذه هي القداسة الَّتي تعيشها يوميًّا وأنت في بيتك ومحلِّك وعلاقاتك الاجتماعيَّة. ويَعِدُك المسيح إذا قمت بذلك أن تكون من الأوّلين عنده.

المقدَّسات ورُفات القدِّيسين

في أيَّامنا الحاليَّة يرفض الكثيرون القدِّيسين أو تكريمهم بحجّة أنّهم بشر مثلنا. لقد نَسَوْا كلام الله: "كونوا قدِّيسين كما أنَّ أباكم السّماويّ قدُّوس" وأيضًا: "أنا الرَّبُّ إلهكم فتتقدّسون، وتكونون قدِّيسين لأنّي أنا قدُّوس" (لا 44:11).

الكتاب المقدَّس يشهد على القدِّيسين ورُفاتِهم:

  1. الميت الَّذي سقط في رَمْسِ أليشع عاد حيًّا إذْ مَسَّ جسد النَّبيّ الميت (2 مل 21:13).
  2. أليشع شَقَّ النَّهر بمعطف إيليّا النَّبيّ (2 مل 13:2).
  3. ظِلُّ بطرس كان يَشفي المرضى (أع 14:5-16).
  4. معجزات على يَدَيْ بولس (أع ١٩:١١-١٢).

الرُّوح القدس هو مُعينٌ لكلِّ إنسانٍ أراد الله في حياته، ويعلِّمُه كيف يتَّحِد بالله، لنكون كنيسةً واحدةً مع المسيح. إنَّ الله دعانا لتحقيق القداسة "فاذْ لنا هذه المواعيد أيُّها الأحبَّاء لنُطَهِّر ذواتَنا من كلّ دنس الجسد والرُّوح مكمِّلين القداسة في خوف الله" (1 كو1:7) والقداسة يعني التَّألُّه أي مشابهة الإله والاتّحاد به لنكون مع المسيح، لذا يذكِّرنا القدِّيس بولس" أم لستم تعلمون أنَّ جسدكم هو هيكلٌ للرُّوح القدس الَّذي فيكم الَّذي لكم من الله وأنّكم لستم لأنفسكم. لأنّكم قد اشتُريتم بثمن. فمجِّدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم الَّتي هي لله" (1 كو 19:6). فالدَّعوة الأساسيَّة هي القداسة لتتحقَّق غايةُ الخلق قبل السُّقوط.

من هنا تلاحظ الكنيسة حياة كلَّ إنسانٍ فيها وتنتبه إلى علامات النِّعمة للَّذين بلغوا الكمال بحسب المحبَّة الَّتي عاشوها في هذه الحياة الزَّمنيّة. يقول القدِّيس يوحنَّا الدّمشقيّ: “لقد امتلأ القدِّيسون في حياتهم الزَّمنيَّة من الرُّوح القدس وعندما ماتوا كانت نعمة الرُّوح القدس ما تزال حاضرة مع أرواحهم وفي أجسادهم في القبور وفي صورهم وفي أيقوناتهم المقدَّسَة، ليس بسبب طبيعتهم وإنّما بسبب النِّعمة وعملها" (2 مل 21:13). لذا بقدوم المسيح إلينا أعلن عن بداية جديدة هي عهد النِّعمة حيث يتَّحِد الله نفسه مع المادَّة فتتقدّس وتكون سببًا لقداستنا كالماء (متّى 28) والمناولة. لذا، الصَّلاة للقدِّيسين هي برهان على محبَّة الله الَّذي أحبّ الإنسان وخلقه على صورته ومثاله وزيَّنَه بالنِّعَم الإلهيَّة أيّ كرّمهم فنكرِّمهم.

في الكنيسة نحن أحياء بالمسيح لأنَّه ليس إله أمواتٍ أو إله وثنٍ بل إلهٌ حقيقيّ يقدِّس كلَّ شيءٍ من أجل أن نبقى أحياء حتّى بعد الرُّقاد، إذا القدِّيسون بأجسادهم الرَّاقِدَة مسكونة بالله لتقدِّسَنا، فكيف لا نطلب شفاعتهم وكذلك الطَّبيعة هي مقدَّسَة بالنِّعمة فقط من أجل القدِّيسين، لذا المناولة هي اتّحادٌ بالمسيح كما ذكر الإنجيليّ يوحنّا وهي تحقيق لوعد الرَّبِّ يسوع المسيح بالخلاص.