نشرة كنيستي
نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.
أُنقُر على الملف لتصفُّح نشرة كنيستي
كما يمكن قراءة النص الكامل في المقطع أدناه.
الأحد 21 كانون الثّاني 2024
العدد 3
الأحد (12) من لوقا (العشرة البرص)
اللّحن 8- الإيوثينا 11
أعياد الأسبوع: *21: البارّ مكسيموس المُعترِف، الشّهيد ناوفيطس *22: الرَّسول تيموثاوس، الشَّهيد أنسطاسيوس الفارسيّ *23: القدّيس اكليمنضوس أسقف أنقرة، الشّهيد أغاثنغلوس، البارّ ديونيسيوس الأولمبيّ *24: البارّة كساني وخادمتها، الشّهيد بابيلا الأنطاكيّ ورفقته *25: القدّيس غريغوريوس الثيولوغوس رئيس أساقفة القسطنطينيّة *26: البارّ كسينوفوندُس مع زوجته ماريّا وولديه أركاديوس ويوحنّا *27: نقل جسد القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم، القدّيسة ماركياني.
كلمة الراعي
الغضب
”أمَّا الآن فأنتم أيضًا اطرحوا الكُلَّ: الغضبَ والسُّخطَ والخُبثَ والتَّجديفَ والكلامَ القبيحَ من أفواهِكم...“ (كولوسي 3: 8)
يعرَّف الغضب في علم النَّفس بأنّه شعورٌ يمرُّ فيه الإنسان يُظهِر فيه سلوكيّات وأفكارٍ عدائيّةٍ، واستثارةٍ فيزيولوجيّةٍ، وغالبًا ما ينجم عنه تصرُّفاتٌ غير لائقةٍ ومُهينةٍ، مِن الشَّخص الغاضب إلى الأشخاص الآَخرين، وترافقه عدَّة أعراضٍ جسديّةٍ مثل ارتفاع معدَّل نبضات القلب، والشُّعور بالصُّداع، وغيرها من التَّصرُّفات والتَّعابير اللّفظيّة مثل الصُّراخ والسّباب والتَّكسير، وأحيانًا لا يعبّر الإنسان عنه ويبقى شعورًا داخليًّا يُعاني منه فيسبب له قرفًا من الحياة والمحيط الَّذي يعيش فيه ورفضًا لهما.
لا شكّ أنّ للغضب على المستوى النّفسيِّ أسبابًا متعدِّدة منها بيئة الإنسان الَّتي تُحيط به، والأمور الَّتي يُواجهها فيها، مثل: الأوضاع العائليّة والاجتماعيّة الصَّعبة؛ الشُّعور بالإجهاد؛ الالتزامات الماليّة؛ التَّعرُّض للإساءة والعنف؛ المتطلِّبات والضَّغط الزّائد عن طاقة الشَّخص التّحمُّليَّة؛ الاضطرابات المختلفة مثل الإدمان على الكحول؛ العيش في أسرةٍ تعاني من مشاكل في السَّيطرة على الغضب؛ الوراثة؛ وقدرة الجسم على السَّيطرة والتَّعامل مع التغيّرات الكيميائيّة والهرمونات في الجسم؛ الشُّعور بالتَّهديد، أو الرَّفض، أو عند الخوف من التَّعرُّض للخسارة.
لكن، تبقى هذه الأسباب على الصّعيد النّفسيّ والخارجيّ ولذا يبقى السّؤال مطروحًا حول الأسباب الدَّاخليَّة العميقة للغضب؟!...
* * *
في البُعد الرُّوحيّ لفهم الغضب وأسبابه الجوهريَّة نرى أنّ هوى الغضب يتحرَّك ضدّ الآخَر. الآخَر هو حاجز يعترض طريقي، هكذا يرى الغَضوب. الآخَر هو موضوع محبّتي وموضوع كرهي أيضًا. من لا ينسجم معي بآرائه وتصرّفاته يصير عائقًا أمامي في حياتي. الغضوب لا يقبل واقع الآخَر وحقيقته بل يريد أن يُلزمه ويفرض عليه وجهة نظره بالقوّة والعنف.
ينتج الغضب عن موقف داخليّ هو رفض النّظر في اتّجاه آخَر غير اتّجاهي أنا. الغضوب يرى أنّ على الآخَر أن يحسب حسابًا لرأيه ولكنّه هو نفسه غير مستعدّ أن يحسب حسابًا للرَّأي المُقابل. لذلك، يغتذي الغضب من حبّ القنية على المستويين المعنويّ والماديّ. القنية المعنويّة هي أن أؤكِّد على تحقيق مشيئتي أو تثبيت رأيي بالحُسنى أوَّلًا وإذا لم تنفع الحُسنى فبالعنف ثانيًا. أمّا القنية المادّية فهي التّملُّك للذَّات ممّا يُشعرني بأنّي موجود ومهمّ وأحقِّق ذاتي، وهذا كلّه لا أسمح لأحد بأخذه منّي وأنا مستعدٌّ لكافّة أنواع العنف للحفاظ عليه. غضبي النّاتج عن وجهة نظر الآخَر سببه في العمق رفضي له كشخص أحيانًا كثيرة.
لكن، ما هو الحلّ أو العلاج للغضب؟
* * *
الإيمان هو أساس كلّ شفاء لأنّ التّسليم لمشيئة الله والسّعي لاكتشافها وقبولها هو طريق السّلام الدّاخليّ. بالإيمان أعرف أنّ الحقّ هو المسيح أي الله، وأنّني إن اتّبعت الحقّ وثبتُّ فيه اقتني الاطمئنان من ثقتي بالله الَّذي هو كلّ شيء بالنِّسبة لي، ولا معنى لأيّ شيء من دونه. إذًا، إيماني بأنّ الله خلّصني في المسيح من الموت وأسبابه ونتائجه ووهبني هذا الخلاص بسكبه الرّوح القدس عليّ فمنحني أن أصنع أعماله بقوّته عندما أَتعاون معه أي أفتح كياني لتقبّل مشيئته وصنعها.
إيماني هذا بالمسيح يجعلني أعرف نفسي خاطئًا ومحتاجًا للمسيح الَّذي يأتيني بروحه ويسكن فيّ كما يحبّني من خلال الآخَر الَّذي أعيش معه ويعيش معي وأخدمه ويخدمني.
سرّ غلبة الغضب والشّفاء منه يكمن في معرفتي لنفسي محتاجًا للشّفاء من خطاياي الكثيرة الّتي تقيّدني وتعيق محبّتي للآخَر، هذا من جهة، وفي قبولي للآخَر ومحبّتي له كما هو دون أن أسعى لتغييره على ما يناسبني، أي أن أكون منفتحًا عليه، وهذا لا استطيع أن أقوم به إلّا بتذكّري لخطيئتي وضعفي وحاجتي للشِّفاء والتّحرُّر فأتّضع.
طبعًا يوجد غضب مبارك وهو غضبي على خطيئتي وكرهي لها ممّا يساعدني في التَّوبة عنها وطلب الشّفاء. أيضًا الغضب لأجل الشَّهادة لحقّ الله مبارك على أن يكون موجّهًا ضدّ أفكار الشّرّ والباطل وليس ضدّ الإنسان وأن لا يكون ممزوجًا بكبرياء أو دينونة.
”اِغضبوا ولا تخطئوا...“ (أفسس 4: 26)
ومن استطاع أن يقبل فليقبل...
+ أنطونيوس
مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما
طروباريّة القيامة (باللَّحن الثّامن)
انْحَدَرْتَ مِنَ العُلوِّ يا مُتحنِّن. وقَبِلتَ الدَّفنَ ذا الثّلاثةِ الأيّام. لكي تُعتقَنا مِنَ الآلام، فيا حياتَنا وقيامتَنا يا رَبُّ المجدُ لك.
طروباريّة القدّيس مكسيموس المُعترف (باللَّحن الثّامن)
ظَهرتَ أيُّها اللَّاهِجُ بالله مكسيموس، مُرشِدًا إلى الإيمان المُستقيم، ومُعلِّمًا لِحُسنِ العبادَةِ والنَّقاوة، يا كَوْكَب المَسكونَةِ وجمالَ رؤساءِ الكهنة الحَكيم، وبتعاليمِكَ أنَرْتَ الكُلَّ يا مَعْزِفَةَ الرُّوح، فتشفَّع إلى المَسيح الإله أنْ يُخَلِّص نفوسَنا.
قنداق دخول السّيّد إلى الهيكل (باللَّحن الأوّل)
يا مَنْ بمَوْلدكَ أيُّها المسيحُ الإله، للمُستَوْدَعَ البَتوليّ قدَّسْتَ. ولِيَدَيّْ سمعانَ كما لاقَ بارَكْتَ. ولنا الآن أدركتَ وخلَّصْتَ. احفَظ رعيَّتَكَ بسلامٍ في الحروب وأيِّد المؤمنين الّذين أحببتَهُم، بما أنَّكَ وحدَكَ مُحبٌّ للبَشَر.
الرّسالة(كول 3: 4-11)
ما أعظمَ أعمالَكَ يا ربُّ. كلَّها بحكمٍ صَنَعْتَ
باركي يا نفسي الرَّبَّ
يا إخوةُ، متى ظهرَ المسيحُ الَّذي هو حياتُنا فأنتم أيضًا تَظهَرون حينئذٍ معهُ في المَجد. فأمِيتوا أعضاءَكم الَّتي على الأرضِ: الزِّنَى والنَّجاسةَ والهوى والشَّهوةَ الرَّديئَةَ والطَّمعَ الَّذي هو عبادةُ وثَن، لأنَّهُ لأجلِ هذه يأتي غضبُ الله على أبناءِ العِصيان، وفي هذه أنتم أيضًا سلكُتم حينًا إذ كنتم عائشين فيها. أمَّا الآن فأنتم أيضًا اطرحوا الكُلَّ: الغضبَ والسُّخطَ والخُبثَ والتَّجديفَ والكلامَ القبيحَ من أفواهِكم، ولا يكذب بعضُكم بعضًا بلِ اخلعوا الإنسانَ العتيقَ معَ أعماله والبَسُوا الإنسانَ الجديد الَّذي يتجدَّدُ للمعرفةِ على صورةِ خالقِه، حيثُ ليس يونانيٌّ ولا يهوديٌّ، لا خِتانٌ ولا قَلَفٌ، لا بربريٌّ ولا إسكِيثيٌّ، لا عبدٌ ولا حرٌّ، بلِ المسيحُ هو كلُّ شيءٍ وفي الجميع.
الإنجيل(لو 17: 12-19)
في ذلك الزَّمان، فيما يسوعُ داخلٌ إلى قريةٍ استقبلهُ عشَرةُ رجالٍ بُرصٍ، ووقفوا من بعيدٍ ورفعوا أصواتَهم قائلين: يا يسوعُ المعلّمُ ارحمنا. فلمَّا رآهم قال لهم: امضوا وأَرُوا الكهنةَ أنفسَكم. وفيما هم منطلِقون طَهُروا. وإنَّ واحدًا منهم لمَّا رأى انَّه قد بَرئ رجَعَ يمجِّد الله بصوتٍ عظيم وخرَّ على وجههِ عند قدَميه شاكرًا لهُ، وكان سامريًّا. فأجاب يسوع وقال: أليس العشَرةُ قد طهُروا، فأين التِّسعة؟ ألم يوجَدْ من يرجِع ليمجِّدَ اللهَ إلَّا هذا الأجنبيَّ؟ وقال له: قُمْ وامضِ إيمانُك قد خلَّصك.
حول الإنجيل
الشّاكر والمَشكُور
الأبرص في المجتمع اليهوديّ إنسانٌ ساقط، اجتماعيًّا ودينيًّا. لا يُسمح له أن يُعايش البشر ويخالطهم ولا أن يصلّي مع الجماعة ويقدّم الذَّبائح لله. هو مَفروز عن شعبِ الله، مَرْفُوض من البشر ومن الله. سُلِخَتْ عنه صفة الإنسان وأُلصقَتْ به صفة البَرَص وطَغَتْ على باقي مَزاياه الإنسانيّة. لا يُعرف بين النّاس باسمه أو مهنته أو دينه. لا يُعرف بينهم، إذا صدف والتقى بهم، إلّا بالأبرص. إنْ اضطرّ أنْ يظهر بين النّاس فهو مُلْزَم أن يصرخ دَوْمًا: أبْرَص... أبْرَص...!! حَوَّلَهُ المجتمع إلى مِسْخٍ وزادَ على ألمه الجسديّ ألمًا نفسيًّا فاق ضررُه وأذاه ألمَه الجسديّ. أنْ تَشعر بألمِ مَرَضِكَ الجسديّ أمرٌ طبيعيّ، ولكن أن يجعلك مرضُك مرذولًا من البشر، عبْءًا عليهم ولعنة ينفر منها العباد وربّ العباد، فهذا يفوق طاقة تحمّل الإنسان ويجعله في موقع مأساويّ مدمّر. هكذا كانت حالة الأبرص حينها في المجتمع اليهوديّ: "مُزدرى ومخذولًا من النّاس، رجل أوجاع ومتمرّس بالعاهات ويستر وجهه عنّا... فحسبناه ذا برص مضروبًا من الله ومذلّلًا" (أش 52).
انتشل الرَّبُّ البرص العشرة من هذه الحالة وأعادهم إلى عداد شعب الله اجتماعيًّا ودينيًّا. تجاه هذه العطايا واحد من العشرة يعود ليشكر الله. واحد فقط لم يسكر بهِبَة الصِّحّة وينتشي بها. واحدٌ فقط أدرك أنّ مصدر النِّعَم الَّتي يتمتّع بها هو الرَّبّ فعاد إليه ومجّده وكان حكيمًا. شكرُه لله ما كان كلامًا يُبثّ في الهواء دون أن يأوي مكانًا ليُثمر فيه. كان شكرُه تمجيدًا لله، عودة له وراحة إليه.
الشُّكر منهجُ حياةٍ لِمَن تَلَمَّس نِعم الله في كلّ ثنايا هذا العالم. ولا نبالغ إن عرّفنا المؤمن "بالشّاكر"، فأسمى سرّ يجمعه بربّه سُمِّي "سرّ الشّكر"، به نشكر الرَّبّ "مِنْ أجل كلّ الإحسانات الصّائرة إلينا الَّتي نعلمها والَّتي لا نعلمها الظّاهرة والخَفِيّة". شكر الله ليس انتقاصًا من الكرامة. لقد ارتبط الشّكر في العلاقات البشريّة، في أغلب الأحيان، بصورة الضُّعف. هناك من يقدّمه عن ضعفٍ وتزلّم وهناك من يطلبه ليثبِّت قوّته ويؤكّد أفضاله على مَنْ هُم تحت وطأة حاجةٍ أشبعها لهم. في كلا الحالَّتين يتحكّم الضُّعف في علاقة الشَّاكر بالمَشكور. كلاهما تحت وطأة الحاجة، الحاجة النّابِعة من إدراكهما اللّاواعي لمحدوديّتهما. لكنّهما يسعيان لإشباع حاجتهما بعيدًا عن الله. الأوّل يطلب الأمان بالتزلّف والخُضوع والثّاني يطلبه بالسُّلطة وشعور التَّفوُّق وحبّ الظّهور.
لقد تمّ إسقاط هذه العلاقة المَرَضيّة بين الشّاكر والمَشكور على علاقة الشُّكر بين الله والإنسان. فلا نشكره إلّا نادرًا، إمّا لهوًا عنه في غمرة تمتّعنا بعطاياه أو ضعفًا نراه في شكرنا له على صورة الضُّعف المتحكّم بعلاقاتنا البشريّة. إنّما الشُّكر نعمة من الله وعطيّة ثمينة. الشّاكر لله هو مَنْ تمتّع بحواسٍ إلهيّة جعلته يتلقّى كلّ بثّ إلهيّ محبّ في هذا الكون. لا تُمتَلَك هذه الحواسّ بالمال والسُّلطة والتزلّف بل بعشق الله والرُّكون إليه والطَّلب منه والشُّكر له. هو المُعطي الكبير والمُنعم الأعظم لأنّه يقدّم ممّا له، وما له قدّوس وإلهيّ.
مصداقيّة شكرنا لله هي في شكرنا لبعضنا البعض. الشُّكر لا يُطلب ولا يُستجدى هو موقف عفويّ يقوم به من اعتاده ومن أحسّ بمحبّة المشكور فيأتي تعبيرًا عن محبّة. عدا ذلك لا يكون شكرًا بل إمَّا تزلّفًا أو تسلّطًا. إن تلمّست المحبّة في من يعطيك فلا تبخل عليه بالشُّكر لأنّك، والحالة هذه، تشكر الله وتمجّده.
فلنشكر لا عن ضعف بل عن حبٍّ سكبه الله علينا وعلى من أعطى وأحبّ. ولنشكر لا عن تسلّطٍ وحبِّ ظهور بل عن حبّ سكبناه على من هم متساوون هنا في الحاجة والضُّعف ليصبح الشُّكر نهجَ حياةٍ ويمجّد الله فينا.
المثْليَّة الجنسيّة
إنَّ المثْليَّة الجنسيّة Homosexuality)) هي أحد أشكال الشُّذوذ الجنسـيّ والَّتي تتضمن وجود المشاعر الرومانسية والانجذاب الجنسـيّ لأفراد من نفس الجنس والرَّغبة بممارسة الجنس معهم. يدَّعي البعض ممَّن لديهم شذوذٌ جنسـيّ أنَّ جيناتهم (Genes) تُحدِّد لهم هذا التَّوجُّه الجنسـيّ الشَّاذ فيبرِّرون هذا المَيْل فيهم. لكن، هذا الرأي ليس موثّقًا ومثبَتًا علميَّا إلى الآن.
من أهمّ الأسباب المؤدّية إلى الشُّذوذ الجنسيّ هي التالية:
١_ العلاقة السَّيِّئة بين الابن والأم أو الابنة والأب.
٢_ رفض أحد الوالدَيْن لأفراد الجنس المشابه.
٣_ فقدان الطِّفل لأحد الوالدَيْن، ممّا قد يؤدّي إلى بحث الولد أو البنت عن الجنس المُشابِه في الحياة المتأخِّرة للتَّعويض عن فقدان الأب أو الأم.
٤_ التّربية الجنسيّة الخاطئة، مثلًا عند تربية البنت من أمٍّ مرَّتْ بتجربة مُرَّة مع الرِّجال اتّصفت بالعنف، مثلًا، وتكره الرِّجال فهي تنقل تجربتها إلى ابنتها، أو بالعكس عندما يتمّ تربية ولد من قبل والده الَّذي مَرَّ بتجْربَةٍ سيِّئة مع النِّساء.
٥_ تعرُّض الولد للاعتداء الجنسيّ.
كائنًا ما كان السَّبب سؤالنا اليوم كيف تتعامل الكنيسة مع هذه الآفّة الَّتي يُعاني منها مجتمعنا في وقْتٍ نَجِدُ أنّ المجتمع الغربيّ لا يعتبرها آفّة بل يشجِّع عليها ويُرَوِّج لها؟. تُعلِّمنا الكنيسة أنْ نعتبر هذه الآفّة كباقي الرّذائل الَّتي تواجه المؤمن في حياته، كالكبرياء، النَّميمة، الحسد، الزِّنى ... فطبيعة الإنسان بعد السُّقوط من الفردوس بسبب المعصية تشوَّهت. وأساء الإنسان استعمال كلّ "المَلَكَات" الَّتي وهبه إيّاها الله لتساعده للارتقاء نحو الملكوت، ولكن بعد السُّقوط استُعملتْ هذه المَلَكَات بالطَّريقة الخاطئة لتصبح رذائل يسعى المؤمن للتَّحرُّر منها. وأفضل الطُّرُق للانعتاق من هذه الرَّذائل، بما فيها المُيُول الجنسيّة الشّاذة وغير الشّاذة، هي عيش حياة روحيَّة صحيحة. يجب على المؤمن المجاهِد ضِدَّ ضعفاته أنْ يَقتني أبًا روحيًّا يوجِّه خطواته نحو طريق الخلاص، عبر الصَّلاة والمتابعة الرُّوحيَّة السَّليمة الَّتي هي جوهريَّة لخلاص الإنسان. هذه الحياة الرُّوحيَّة تتضمَّن الصَّلاة، التَّوْبَة المستمرَّة، مُطالَعة الكتب المُقَدَّسة والكتب الرُّوحيَّة، مُزاولة سِرَّيْ الاعتراف والإفخارستيا وغيرها، والسعي لاقتناء الفضائل الَّتي تُعطى لنا بواسطة الرُّوح القدس العامل فينا.
تعلِّمُنا الكنيسة أنْ نكره الخطيئة وليس الخاطئ. وتَدْعونا لنُحبَّ كلَّ العالم حتّى أعداءنا، فنحن ليس لدينا نظرة دونيَّة لأحد بل بالعكس نحثّ ونشجّع كلُّ مَنْ يُعاني مِنْ أهوائه بأن يلجأ إلى حضن الكنيسة حيث الشِّفاء يكون مؤكَّدًا لكُلِّ مَنْ يأتي بإيمانٍ وإرادة وثقة برحمة الله، آمين.