في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*تذكار القدّيس روفائيل هواويني أسقف بروكلن. *القدّيس البارّ بروكوبيوس البانياسيّ. *الشّهيد جلاسيوس البعلبكيّ. *القدّيس البارّ ثلالاوس الكيليكيّ. *القدّيسان البارّان أسكلابيوس ويعقوب. *القدّيس استفانوس الآوي. *الشّهيد نيسيوس. *القدّيس تيموثاوس القيصريّ. *الجديد في الشّهداء إيليّا تريبيزوند. *القدّيس البارّ تيطس الكييفيّ. *أبينا الجليل في القدّيسين لاوندروس الأسبانيّ. *الشّهداء يوليانوس النِقرسيّ ومن معه. *القدّيس البارّ غالمير صانع الأقفال. *الشّهيد في الكهنة نسطر البمفيلي * .القدّيس أفرام كاتوناكيا.
✤ تذكار القدّيس روفائيل هواويني أسقف بروكلن✤
ولد القدّيس روفائيل في ۸ تشرين الثاني من العام ١۸٦٠، في مدينة بيروت، التي فرّ أهله إليها طلباً للنجاة من مذبحة دمشق التي قضى فيها القدّيس يوسف الدمشقيّ، كاهن الكاتدرائية المريميّة وقتذاك، أي كاهن رعية عائلة هواويني وأباها الروحي. عام ۱۸٦۱، عادت العائلة إلى دمشق وعندما بلغ القدّيس روفائيل السادسة أرسل إلى المدرسة حيث اتّسم بالذكاء والشجاعة. ولكن بسبب الفقر أوقفه والده عن الدراسة لتعلم صنعة مربحة، فبدأ القدّيس روفائيل بالصلاة لأنه أراد إكمال تعليمه. استجاب الرب وإستطاع رئيس الشمامسة أثناسيوس إقناع البطريرك إيروثيوس بقبوله كطالب في البطريركية في المدرسة الكهنوتية العليا. أكمل دراسته وعمل كمعلم للغتين العربيّة والتركيّة. ثم عام ۱۸۷۹، صار راهباً وأصبح معاوناً للبطريرك إيروثيوس. توقه للعلم جعله يسعى للسفر الى جزيرة خالكي للتعلم في مدرسة اللاهوت البطريركية المسكونية. واجه الكثير من الصعاب ليصل إلى هدفه. في ۸ كانون الأول من العام ۱۸۸٥ سيمَ شماساً وفي ٦ تموز ۱۸۸٦ تخرج من مدرسة اللاهوت من الدرجة الأولى. هكذا عاد الى بلده وأصبح رئيس الشمامسة مع متروبوليت عكار خريسانثوس.
في العام ۱۸۸۸ ، أصبح القدّيس روفائيل طالباً في الأكاديمية اللاهوتيّة في كييف. في العام ۱۸۸۹ ، كتب له البطريرك جراسيموس رساله يطلب منه أن يستلم الأمطوش الأنطاكيّ في موسكو من الأرشمندريت خريستوفوروس. وهكذا رُسم القدّيس كاهناً ثم رفّع الى إرشمندريت وإستلم وظيفته معتمدًا بطريركياً للأمطوش الأنطاكي في موسكو بعد تصويت المجمع الروسي المقدّس. بدأ القدّيس روفائيل بحملة تبرّعات، ليسدّد ديون الأمطوش. وعمل أيضاً لفتح الأبواب للشباب لدراسة اللاهوت حيث جلب خلال ثلاث سنوات أربعًا وعشرين طالبًا من سورية.
عندما إستقال البطريرك جراسيموس، بدأ القدّيس روفائيل حملة كتابة رسائل ومقالات في الجرائد يطالب بوضع بطريرك من أصول عربية ولكنه لم ينجح. حتى أنه طالب من المجمع الروسي المقدّس أن يشترط قانونياً أن يكون المعتمد الأنطاكي للأمطوش من الكرسي الأنطاكي ولكنه واجه معارضة كبيرة وأضطر أخيراً الى الإستعفاء من إدارة الأمطوش.
في العام ۱۸۹۳، طبع كتاب إنتقد فيه أخوية القبر المقدس التي تهيمن على بطريركية القدس وتحاول أن تمد تأثيرها الى أنطاكية. وكانت نتيجة صراحته، إطلاق حملة تشويه لسمعته أقيمت على أثرها تحقيقات من قبل المجمع المقدس الروسي، اثبتت من خلالها براءة القديس. عاش في قازان يعلم في المدرسة اللاهوتية الروسية للأعمال البشارية حتى تلقى دعوة في ربيع ۱۸۹٥ من الجمعية الخيرية للأرثوذكس السوريين في نيويورك ليكون كاهنا لهم.
سافر وباشر فور وصوله الى الولايات المتحدة الأميركية ببناء مقر للبعثة الأرثوذكسية الأنطاكية وبقي القدّيس في نيويورك يعلم ويبشر ويحتفل بالخدم الإلهية حتى وصلته أخبار بوجود جماعات من العرب المسيحيين الأرثوذكس منتشرين فبدأت الرحلات التبشرية والإرساليات الى كافة الأراضي في الولايات المتحدة الأميركية. وفي عام ۱۸۹۸، طبع القديس روفائيل كتاب خدمة الصلوات باللغة العربية ووضعه في الكنائس لإستخدامه في الصلوات. عمل دون كلل وساهم في تطوير الجالية الأنطاكية وتنظيم الأبرشيات وكان خلال ٥ اشهر سنة ۱۸۹۹ زار ٤۳ مدينة وقرية وسمع إعتراف أكثر من ٦۰۰ شخص وعمد ۹۸ شخصًا وعقد ۷۳ قراناً أقام ٤٥ قداسًا وألقى ٤٥ عظة .
عام ۱۹۰۲، كرست أول كنيسة للجماعة الأرثوذكسية العربية في بروكلين سميت على إسم القديس نيقولاوس.
وفي ۲ آذار عام ۱۹۰٤ أصدر مرسوم قيصرياً حول تأسيس المعتمدية السورية العربية في كاتدرائية القدّيس نيقولاوس -بروكلين.
وفي ۱۲ آذار عام ۱۹۰٤ تمّ الإعلان الرسمي عن إنتخاب القدّيس روفائيل أسقفاً على بروكلين هكذا أصبح القديس الأسقف الأرثوذكسيّ الأوّل من أصول عربية. إستمر الأسقف روفائيل بخدمته للرعية الأنطاكية في أميركا وعام ۱۹۰٥ صدر العدد الأول من مجلة “الكلمة ” هدفها نشر الكلمة في الأماكن التي لا يستطيع الوصول إليها.
في أيار ۱۹۰٦، أقيم حفل تكريس دير القدّيس تيخن الأرثوذكسي الروسي في بنسلفانيا وكان أول دير أرثوذكسي في أميركا. عام ۱۹۰۹، بدأ بالسعي لبناء دار للأيتام في نيويورك، وعام ۱۹۱۰ دشن مدرسة ليلية بإسم “مدرسة القديس نيقولاوس العربية” والمواد شملت اللغة العربية والتعليم الديني والليتورجيا والترتيل. عام ۱۹۱۱، تم شراء مبنى قرب الكاتدرائية في بروكلين وأصبح مركزاً للأبرشية ودار الأيتام.
خلال السنوات العشرين من الخدمة في العالم الجديد، ما توقف القدّيس قطّ عن زيارة المؤمنين المبعثرين في أرجاء تلك الأرض. كان على أهبة الأستعداد لتحمّل مشاق السفر من أجل أن يوصل الإنجيل والأسرار للمؤمنين. تخلّى عن مناصب عديدة فيها سهولة وقوّة في موطنه الأصلي. وضع لنفسه مسؤوليّة في أميركا وتمّمها٬ حتى نهاية حياته بكل إخلاص ومحبة. في ظل رعايته، ازدهرت الكنيسة وأنتجت ثماراً صالحة. كان دوماً راعياً ومعلماً لقطيعه. كان أباً أكثر من رئيس، وخادماً أكثر من سيد ولم يحدّ خدماته الرعائية بالاحتفالات الليتورجية فقط، بل علّم الناس وأرشدهم بطرائق مختلفة: ترجمة كتب ومقالات في الجرائد والمجلات، بالعربية واليونانية والروسية، ظلّ مواظباً على طباعة المقالات اللاهوتية والأخلاقية في مجلة الكلمة التي خدمت كنقطة انطلاق في برنامجه التثقيفي. برهن عن نفسه بأنه مدافع شجاع عن الكنيسة ومقاوم للكفر والهرطقة، ومعلم للإيمان المستقيم من دون خجل أو خوف. فحيثما ذهب كان يبشر بالكلمة. لم يورط نفسه بهموم هذه الحياة، بل طلب فقط أن يُرضي الذي جنّده. كان مستعداً أن يتحمل كلّ شي من اجل مساعدة أبنائه الروحيّين لحصولهم على الخلاص. كان نموذج الإكليريكي، لطيفاً، رحيماً متواضعاً، وصارماً جداً مع نفسه. عام ۱۹۱۲، بدأت رحلته مع المرض وأصيب بإلتهاب بعضلة القلب. ورغم مرضه أكمل عمله دون كلل حتى رقاده في ۲۷ شباط ۱۹۱٥.
عمّ حزن كبير في الأبرشية، أقيمت صلاة الجنازة في ۷ آذار وغصّت الكاتدرائية بالإكليروس وآلاف المؤمنين.
قبره حالياً موجود في مقبرة القيامة المقدسة في القرية الأنطاكية. إحتفل المجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية في أميركا بإعلان قداسته رسمياً في ۲۹ آذار ۲۰۰۰.
وفي ۱۹ تشرين الأول ۲۰۲۳، أدرج المجمع الأنطاكي المقدّس القدّس.