في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*القدّيس البارّ أفرام السّريانيّ. *القدّيس البارّ يعقوب النّاسك. *الشَّهيدتان الأم وابنتها، اللّتان هلكتا بالنّار لأجل الإيمان بالمسيح. *الشَّهيدة خاريس. *القدّيس البارّ اسحق السّريانيّ.
✤ القدّيس البارّ يعقوب النّاسك ✤
أمضى خمسة عشر عاماً من عمره ناسكاً في مغارة بقرب حيفا في فلسطين. انكبّ على النسك والصَّلاة بحميّة حتى منّ الله عليه بموهبة صنع العجائب. أخذ الزوّار يأتون إلى مغارته. هدى إلى المسيح عدداً كبيراً من السامريّين. أراد بعض السامريّين إفساده و الإيقاع به. أرسلوا له امرأة هوى تلبس لباس راهبة. وقفت عند بابه وتوسلت أن يفتح لها. ألحّت فخرج إليها. تمسكنت وادّعت أن صدرها يؤلمها ألماً شديداً. أقنعته بفرك ظهرها. لكي يقاوم تجربة الجسد جعل يسراه في النار بقربه. فلما رأت المرأة ما فعل ارتجّت نفسها واعترفت بإثمها وتابت وترهّبت. ذاع صيت القدّيس و ازدادت عجائبه وإقبال الناس عليه. خرج من هناك والتمس موضعاً آخر هادئاً على بعد أربعين ميلاً بقرب نهر من الأنهر. بعد زمان طويل ظنّ أنه ملك الفضيلة فأخذ يستقبل الناس من جديد. كان في نفسه أثر لعدم النقاوة. حسب نفسه فوق ما هو. هذا كان كافياً لتجربة الشيطان له. جاءه رجل بابنته، مرة، وكان فيها روح خبيث، فشفاها القدّيس بصلاته. وإذ خشي الأب على ابنته أن يعود الروح الخبيث إليها تركها عند المغارة. في تلك الأثناء تحرّكت في رجل الله شهوة الجسد، رغم سنوات النسك الطويلة التي قضاها، فصنع شراً بالفتاة. ثم شعر بالخجل الشديد وخشي على سمعته من الناس فقتلها وألقى بجثتها في النهر. فلما عاد إلى نفسه وأدرك فظاعة وبشاعة ما صنع سقط في اليأس و قرّر العودة إلى العالم. في الطرق التقى شيخاً قديساً عرف بالروح ما هو عليه فحمله على الاعتراف بخطيئته ثم وعظه و أكدّ له رحمة الله و أن الله يقبل التائبين. فلما انصرف من أمامه وقع على قبر مهجور دخله وجمع العظام وجعلها على حدة ووقف ليرفع إلى الله صلاة متّضعة بقلب مكسور. أمضى هناك عشر سنوات في التوبة و البكاء. لم يدر به أحد. كان يخرج في الليل فقط ليلتقط بعض الأعشاب البرية مأكلاً. سامحه الله وسكنت فيه نعمته فعاد يصنع العجائب. رقد بسلام في سن الخامسة والسبعين. وقد بنيت كنيسة فوق ضريحه.