نشرة كنيستي
نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.
الأحد 26 تشرين الثّاني 2023
العدد 48
الأحد (25) بعد العنصرة
اللّحن 8- الإيوثينا 3
أعياد الأسبوع: *26: البارَّين أليبيوس العموديّ ونيكن المُسْتَتيب، البارّ أكاكيوس *27: الشَّهيد يعقوب الفارسيّ المقطّع *28: الشَّهيد استفانوس الجديد، الشَّهيد إيرينرخُس *29: الشّهيدَيْن بارامونوس وفيلومانس *30: الرَّسول أندراوس المَدعوّ أوّلًا *1: النّبيّ ناحوم، فيلاريت الرَّحوم *2: القدِّيس بورفيريوس الرّائي، النّبيّ حَبَقُوق.
كلمة الرّاعي
في شروط ومعايير إعلان القداسة
وَصِيَّة الرَّبّ للمؤمنين هي: ”كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ“ (1 بط 1: 16). القداسة، إذن، دعوة كلّ مؤمن، وهي تَشَبُّهٌ بالله ”القدّوس“، كما هو واضح من الآية أعلاه. طبعًا، أنت لا تقدر أن تتشبّه بالله ما لم يُعْطِكَ هو القدرة على ذلك، وهذا ما نسمّيه سُكنى النِّعمة الإلهيّة وفعلها في الإنسان بالتَّآزر مع مشيئة الإنسان وطاقاته الطّبيعيّة.
أن تفعل النِّعمة في الإنسان يعني أنَّ روح الرّبّ السّاكن في هذا الأخير يُعطيه الصِّفات الإلهيَّة أي أن يختبر ما لله من ”صلاح“. وهذا الصّلاح الإلهيّ هو ما كشفه لنا الرَّبّ يسوع المسيح في حياته على الأرض وبعد صعوده إلى السّماوات ومنحنا إيّاه بإرسال الرُّوح القدس وتقديس الكَوْن والخليقة من خلال جسده الكنيسة.
الكنيسة هي مطرح تجلّي نعمة الله في العالم، وهي أيقونة ملكوت الدّهر الآتي. من هنا، المؤمن المولود من رحم الكنيسة أي جرن المعموديَّة يموت عن إنسانه القديم ويولد في ملكوت السّماوات، وبذلك يأتي العالم من فوق ومن الآخِرة...
* * *
القداسة هي عيش في النِّعمة وبواسطتها في المسيح الَّذي هو ملكوتنا وعالمنا الجديد وخالقنا في الحياة الجديدة. لكن، في العالم، يحيا الإنسان في حالة الضّعف بسبب أنّ البيئة الَّتي يعيش فيها ليست مُحرَّرة. من هنا، كرز الرَّبّ قائلًا: ”تُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ“ (مر 1: 15)، أي أنّ التَّوبة مرتبطة بإيماننا بكلمة الرّبّ والعيش بمقتضاها...
القدِّيسون هم التّائبون أي المتطهّرون من خطاياهم والَّذين يُحاربون إبليس والأهواء في داخلهم لكي يُرضوا الله فيتحرَّروا من كلّ قيد، لأنّ الحقّ يحرِّرهم (راجع يو 8: 32). هذه المسيرة الرّوحيَّة الدّاخليَّة تتجلَّى في حياة القدِّيسين تُقًى وبرًّا أي كشفًا لثمار الرُوح القدس الَّتي هي ”مَحَبَّةٌ، فَرَحٌ، سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ، لُطْفٌ، صَلاَحٌ، إِيمَانٌ، وَدَاعَةٌ، تَعَفُّفٌ“ (غل 5: 22—23).
الَّذين يسلكون درب القداسة يتميَّزون بطاعتهم للكلمة الإلهيَّة وللكنيسة، ولا يمكن أن يكونوا ممَّن يشكّلون عثرات للمؤمنين. قد يكونون خطأة كبارًا، لكن لا بُدَّ من تجلِّي توبتهم في حياتهم بشكل واضح. أيضًا، الَّذين يوجد تناقضٌ حول شخصهم في وجدان المؤمنين لا يمكن أن يُعتَبروا قدّيسين لأنّ من صفات القداسة أنّها مصدر للسَّلام والفرح في حياة الكنيسة.
في النّهاية الله هو من يكشف قديِّسيه الَّذين يريد لهم أن يُعلنوا، هو يحبِّب المؤمنين بهم ويجعلهم قِبْلَةً لطالبيه وتعزيةً للباحثين عنه وعلامةً لمحبّته وحنانه وقداسته في العالم...
* * *
المعايير الأساسيّة المطلوب فحصها في حياة من تدرس سيرتهم لإعلان قداستهم هي التّالية: الإيمان الأرثوذكسيّ، قداسة السّيرة، ونعمة الشّفاء وإقامة المعجزات بوجود رفات القدّيس أو بعدم وجودها (دليل ممكن توافره وليس شرطًا واجبًا). طبعًا، لا بُدّ من التّيقّن من دقّة المعلومات المتوافرة والأدلَّة حول المعايير الواردة أعلاه. لا ينبغي وجود تضارب في شأن حقيقة تجلَّي هذه الصِّفات في حياة من يُدرس ملفّه. من هنا كان لا بدّ من التّدقيق والتّمحيص في صحّة المعلومات المتوافرة وتأكيدها بالبراهين والشّهادات بشتّى الوسائل المُتاحة.
في حالة النُّسّاك والرُّهبان الأبرار، لا بُدَّ أن تقوم الكنيسةُ، بـفحصٍ دقيقٍ للشَّهادات الضَّروريَّة المُتوافِرَة حول مَنْ تُدرَس سيرتهم، وفي هذا الإطار يُشير القدِّيسُ أثناسيوس الَّذي من باروس (+1813م.) إلى التَّدبير المُعتَمَد لدراسة مثل هذه الحالات قائلًا: "بالنِّسبة إلى الأشخاص الَّذين ليست قداستهم معروفةً لدى الجميع، تقوم الكنيسةُ بفحصٍ دقيقٍ، وتتأكَّد مِنْ خلال حياة البارّ وعجائبه الَّتي مَجَّدَهُ الله بها، وتؤكّد للمسيحيّين في كُلِّ مكانٍ أنّ الأب الفلانيّ هو قدِّيس".
في الخلاصة، القداسة هي دعوتنا جميعًا كمؤمنين مسيحيّين، وهي للكبار والصِّغار، للرِّجال والنِّساء، للعائلات والمتبتِّلين. علينا أن نبحث عن القدِّيسين لنلتصق بهم حتّى نتعلّم منهم ونرافقهم في الطَّريق إلى ملكوت السّماوات. الله حيٌّ وممجَّدٌ في قدِّيسيه الَّذين يستريح فيهم ويريح بهم المُتعَبين والثَّقيلي الأحمال والمُتألِّمين ويُشدِّد بهم الضُّعفاء ويَشفي المَرضى ويُقَوِّم المُنحرِفين ويفتح باب التّوبة للخاطئين...
ومن له أذنان للسَّمع فليسمع...
+ أنطونيوس
مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما
طروباريّة القيامة (باللَّحن الثّامن)
انْحَدَرْتَ مِنَ العُلوِّ أَيُّها المُتحنِّن. وقَبِلتَ الدَّفنَ ذا الثّلاثةِ الأيّام. لكي تُعتقَنا مِنَ الآلام، فيا حياتَنا وقيامتَنا يا رَبُّ المجدُ لك.
قنداق تقدمة الميلاد (باللّحن الثّالث)
اليومَ العذراءُ تأتي إلى المَغارة لِتَلِدَ الكلمةَ الَّذي قبل الدُّهور وِلادةً لا تُفسَّر ولا يُنطق بها. فافرحي أيّتها المَسكونةُ إذا سَمِعْتِ، ومَجِّدي مع الملائكةِ والرُّعاة الَّذي سَيَظْهَرُ بمشيئته طفلًا جديدًا، وهو إلهُنا قبلَ الدُّهور.
الرِّسالَة(أف 4: 1-7)
صلُّوا وأَوْفُوا الرَّبَّ إلهنا
الله مَعروفٌ في أرضِ يهوذا
يا إخوةُ، أطلُبُ إليكم أنا الأسيرَ في الرَّبِّ أنْ تَسْلُكُوا كما يَحِقُّ للدَّعوةِ الَّتي دُعيْتُم بها، بِكُلِّ تواضُعٍ وودَاعةٍ، وبِطُولِ أناةٍ، مُحْتَمِلينَ بعضُكم بعضًا بالمَحبَّة، ومُجتَهدِين في حِفظِ وَحْدَةِ الرُّوح برباطِ السَّلام. فَإنَّكم جَسدٌ واحدٌ وروحٌ واحد كما دُعيتُم إلى رَجاءِ دعوتِكُمُ الواحِد. ربٌّ واحِدٌ وإيمانٌ واحِدٌ ومعموديَّةٌ واحدةٌ وإلهٌ أبٌ للجميع واحدٌ هوَ فوقَ الجميعِ وبالجميعِ وفي جميعِكم، ولكلِّ واحدٍ مِنَّا أُعطيتْ النِّعْمَةُ على مِقدار مَوْهِبَةِ المسيح.
الإنجيل(لو 18: 18-27)(لوقا 13)
في ذلك الزَّمان دَنا إلى يسوعَ إنسانٌ مُجرِّبًا لهُ وقائلًا: أيُّها المُعَلِّم الصَّالِح، ماذا أعمَلُ لأرثَ الحياةَ الأبدَّية؟ فقال لهُ يسوع: لماذا تدعوني صالِحًا وما صالحٌ إلَّا واحدٌ وهو الله. إنّك تعرِفُ الوَصايا: لا تزْنِ، لا تقتُل، لا تسرق، لا تشهد بالزُّور، أكرِمْ أباك وأمَّك. فقال: كلُّ هذا قَدْ حفِظْتُهُ منذُ صبائي. فلمَّا سمِعَ يسوعُ ذلك قال لهُ: واحدةٌ تُعوِزُك بعدُ. بِعْ كلَّ شيءٍ لك وَوَزِّعْهُ على المساكين فيكونَ لك كنزٌ في السَّماءِ، وتعال اتبعْني. فلمَّا سمع ذلك حزِن لأنَّه كان غنيًّا جدًّا. فلمَّا رآه يسوعُ قد حزِن قال: ما أعسَرَ على ذوي الأموال أن يدخلوا ملكوتَ الله! إنَّهُ لأسهلُ أن يدخُلَ الجَمَلُ في ثقب الإبرَةِ من أنْ يدْخُلَ غنيٌّ ملكوتَ الله. فقال السَّامِعون: فَمَنْ يستطيع إذنْ أنْ يَخلُص؟ فقال: ما لا يُستطاعُ عند النَّاسِ مُستطاعٌ عند الله.
حول الإنجيل
"وأيُّ صلاحٍ أعمل لتكون لي الحياةَ الأبديَّة؟" (الآية 16). هذا السُّؤال وجَّهَهُ اليَهوديّ الغنيّ ليسوع في قراءة إنجيل اليوم. إنَّ الحُصول على الحياة الأبديَّة هو أمرٌ أساسيّ يجب أن يهتمَّ به الجميع، خاصَّةً وأنَّ حياتنا الأرضيَّة قصيرة. وستستمرُّ حياتنا إلى الأبد في وطننا المُستقبليّ. وكما كتب الرَّسول بولس: "ليس لنا هنا مدينةٌ باقية، بل نطلب الآتية" (عبرانيِّين 13: 14). فكيف سنحصل إذن على الحياة الأبدِيَّة؟ ما هي إجابةُ الرَّبِّ على هذا السُّؤال الحَيَوِيّ؟ "إن أرَدتَ أنْ تدخل الحياة فاحفظ الوصايا... وتعال اتبعني" (الآيات 17 و21).
عادَةً، عندما يسمع النَّاس أنَّه يجب علينا تطبيق وَصايا الله في حياتِنا، يَشعُرون بعدم الاستقرار. هل مِنَ المُمْكِن في أيَّامِنا هذه تطبيق وَصايا الله؟ ولكن إذا لم يكن ذلك مُمكِنًا، فهَل سيُطلب الله إلينا أن نعيشها؟!... هل الله، وهو الأبُ المُحِبّ والمملوءُ مثل هذه المحبَّة والحِكمَة، يُجبِر أولادَه على فِعْلِ أشياءٍ لا يَستطيعون فِعْلَها؟ أيُّ أبٍ عاقلٍ يُعطي أولاده قواعد يستحيل طاعتها؟ ويؤكِّد الإنجيليّ يوحنّا هذا مِنْ تجربته الشَّخصيَّة: "وصايا الله ليست ثقيلة" (1 يوحنّا 5: 3.( علاوةً على ذلك، فإنَّ الرَّبَّ لا يتركُنا وحدنا في هذا المَسعى. وفي كُلِّ صعوبَةٍ يأتي بنعمته الإلهيَّة ويُقوِّينا.
الشَّهادة عند القدِّيس أندراوس الرَّسول
الشَّهادة هي قمَّةُ التَّضحية والبَذْل والحُبِّ مِنَ الشَّهيد تُجاه مَنْ يُحِبّ. إنَّها بذل الدَّم من دون تردُّد، واستهانَةً بحياةِ الأرض الوقتيَّة الزَّائلة واعتبارها رخيصةً جدًّا مُقابل الحياة الأبديَّة الخالدة الَّتي لا تَزول. ثمَّةَ آياتٍ ذهبيَّةٍ دَوَّنَها الكتاب المُقَدَّس لعلّها كانت الدَّافع الأساس للشُّهداء ليبذلوا الغالي والنَّفيس حتَّى الدَّم وهم ثابتون على وفائهم وإخلاصهم للفادي الإلهيّ يسوع المسيح. لَعَلَّ أهَمَّ هذه الآيات: "لي الحياة هي المسيح والموتُ ربحٌ لي" (فيلبّي ٢١:١)، "ما مِنْ حُبٍّ أعظم مِنْ هذا أنْ يبذل الإنسان نفسه فداءً عن أحبّائه" (يوحنّا ١٣:١٥). الشَّهادة هي إصغاءٌ وطاعة لدعوةِ ونداءِ الرَّبّ يسوع، "مَنْ يَعترف بي قُدَّام النَّاس أعترف أنا به قُدَّام أبي الَّذي في السَّماوات ومَنْ يُنكرُني قُدَّام النَّاس أُنْكره قُدَّام أبي الَّذي في السَّماوات" (متّى ١٠: ٣٢-٣٣).
القدِّيس أندراوس الرَّسول أصغى لآياتِ الكتاب المُقَدَّس هذه، ولا سِيَّما أنَّه كان قد سَمِعَها مِنْ فَمِ المسيح مباشرةً وطبَّقها في حياته .أندراوس الرَّسول هو شقيق بطرس الرَّسول، وكانا مِنَ الجَليل الأعلى وقد دُعِيَ أندراوس قبل كلِّ التَّلاميذ فصار لقَبَهُ ”المَدْعُو أوَّلًا“ بعد أنْ دعاه المسيح ليتبعه، فاستجاب للدَّعْوَة بعد أن كان تلميذًا ليوحنّا المعمدان. بعد قيامة المسيح وصعوده إلى السَّماء وحلول الرُّوح القدس على التَّلاميذ يوم العنصرة، انطلق أندراوس كسائر التَّلاميذ والرُّسُل للتَّبشير بالمسيحيَّة وكانت وجهة سيره سكيثية بيزنطية والمناطق المنتشرة على طول نهر الدَّانوب وروسيا والبحر الأسود حتّى اليونان أخيرًا. هناك أزعجت بشارته في المجتمع الوثنيّ ونجاحه فيها إلى حَدٍّ كبير، الوثنيّين المُتعصِّبين وسبَّبتْ لهم القَلَق مِنْ كَثْرَةِ المُهتَدين، لا سِيَّما الحاكم أجايتوس وخاصَّةً بعد اكتشافه أنَّ زوجته ماكسيمللا اعتنقتْ هي أيضًا المسيحيَّة وازْدَرَتْ بالوثنيَّة. قَدَّم أندراوس شهادَتَه مَصلوبًا على خشبةِ صليبٍ بشكل X، وذلك في باتريا في آخائيّة اليونانيَّة وقد صُلِبَ مَقلوبًا، لكنَّ عدْلَ الله اقْتَصَّ مِنَ الحاكم الوَثَنيّ فقضى وماتَ بعد استشهادِ أندراوس بقليل. أجزاء جسده توزَّعَتْ في أكثرِ مِنْ مكانٍ للتَّبَرُّكِ منها. يده في موسكو، أمَّا جمجمته فعادت إلى باتريا. تُعَيِّد له كنيستنا المُقدَّسة في ٣٠ تشرين الثَّاني مِن كلّ عام .
بركة شفاعاته تكونُ معنا، آمين.
القدّيس الرَّسول المجيد الكليّ المديح أندراوس المدعوّ أولاً
هو الرَّسول الَّذي دَعاه الرَّبُّ يسوع المسيح أوَّلًا، واسمه معناه ”الشّجاع أو الصِّنديد أو الرَّجل“.
أندراوس في الإنجيل
كان تلميذًا للقدّيس يوحنّا المعمدان قبل أن يصبح تلميذًا للرَّبِّ يسوع (يوحنّا 35:1).
موطن أندراوس وبطرس كان الجليل الأعلى، وعلى وجه التَّحديد بيت صيدا فيها، ومنها فيليبس الرَّسول أيضًا (يوحنّا 44:1).
كانت مهنة أندراوس، كأخيه بطرس، صيد السَّمك (مرقص 16:1)، وكان له بيت في كفرناحوم (مرقص 29:1). ورد اسمه ثانيًا في لائحة الرُّسُل، في كلٍّ من إنجيلَيْ متّى (2:10) ولوقا (14:6) بعد بطرس، فيما ورد رابعًا في كلٍّ من إنجيل مرقس (16:3) وأعمال الرُّسل (13:1) بعد بطرس ويعقوب ويوحنّا.
أكثر ما ورد ذكر أندراوس الرَّسول في إنجيل يوحنّا؛ فإلى ما سبق ذكره نلقاه في الإصحاح السَّادس يبلّغ الرَّبُّ يسوع، قبل تكثير الخبز والسَّمَك، بأنّ "هنا غُلامًا معه خمسة أرغفة شعير وسمكتان. ولكن ما هذا لمثل هؤلاء“.
ونلقى أندراوس مرّةً أخرى في الإصحاح الثّاني عشر حين تقدّم يونانيّون إلى فيليبس وسألوه قائلين نريد أن نرى يسوع. "فأتى فيليبّس وقال لأندراوس ثم قال أندراوس وفيليبّس ليسوع. وأمّا يسوع فأجابهما قائلًا قد أتت السّاعة ليتمجّد ابن الإنسان "(20-23).
هذا جلّ ما نستمدّه عن أندراوس الرَّسول من الأناجيل وأعمال الرُّسُل.
أندراوس في التُّراث
أورد أفسافيوس في تاريخه أنّه كرز بالأناجيل في سكيثيا، أيّ إلى الشَّمال والشَّماليّ الشّرقي من البحر الأسود، وفي آسيا الوسطى، بين كازخستان وأوزبكستان. كما ذكر كلّ من ايرونيموس وثيودوريتوس أنّه بشّر في إقليم أخائية في جنوبي اليونان، فيما أشار نيقيفوروس إلى آسيا الصُّغرى وتراقيا، في البلقان، شمالي البحر الإيجي. وفي بيزنطية، الَّتي كانت آنئذ مدينة متواضعة، يقولون إنَّ القدِّيس أندراوس أقام عليها استاخيس، أوّل أسقف. ويقولون أيضًا أنَّه رفع الصَّليب في كييف، وتنبّأ بمستقبل المسيحيّة بين الشَّعب الرُّوسيّ.
القدّيس أندراوس شفيع اسكتلندا حيث يبدو أن سفينة غرقت بالقرب من المكان المعروف باسمه هناك وكانت تحمل بعض بقايا القدّيس.
رقاد القدّيس ورفاته
أمّا رقاد الرَّسول فكان استشهادًا على صليب ما فتئ معروفًا منذ القديم باسم صليب القدّيس أندراوس، وهو على شكل X.
جرى ذلك في باتريا في أخائية اليونانيّة حيث نجح الرَّسول في هداية الوثنيّين إلى المسيح إلى درجة أثارت القلق لدى أجايتوس الحاكم، لا سيّما بعدما اكتشف أنّ زوجته ماكسيمللا قد وقعت في المسيحيًة هي أيضًا.
وكان صلب أندراوس مَقلوبًا. لكنّ عدالة الله شاءت أن يقضي الحاكم بعد ذلك بقليل عقابًا.
أمّا رُفات القدّيس فتوزعَت في أكثر من مكانٍ، إلّا أنّ جمجمته عادَتْ أخيرًا إلى باتريا في 26 أيلول 1974، فيما بقيت له يد في موسكو والبَقِيَّة هنا وهناك.