صلاة النوم الكبرى في كنيسة القديس جاورجيوس-جديتا،

٢٨ شباط ٢٠٢٣

ترأس صاحب السّيادة المتروبوليت أنطونيوس (الصوري) صلاة النوم الكبرى في كنيسة القديس جاورجيوس في جديتا، وذلك يوم الثلاثاء الواقع فيه ٢٨ شباط ٢٠٢٣، وعاونه قدس الأب تيموثاوس (أبو رجيلي)، الأب بورفيريوس(ابراهيم)، والشماس ديونيسيوس(الأشقر).

في عظته، تكلم صاحب السيادة عن قانون التوبة الذي وضعه القديس أندراوس الكريتي، وكيف رتّبته الكنيسة في الأسبوع الاول من الصوم حتى ندخل بزخم في التوبة: في هذا الزمن كم نحن بحاجة إلى التوبة، لانّ البشرية قد قسى قلبها، والشرّ استشرى في كل العالم. لماذا؟ بسبب الكبرياء. فالكبرياء يقسّي القلب ويجعل الانسان بلا رحمة.

هذه مشكلة العالم ولبنان، حيث يتألم الشعب ولا أحد يهتمّ. لانّ القلوب قست بسبب الكبرياء. المتواضعون يقتدون بالرب والمتكبرون هم أبناء الشيطان الذي لا يعطي الإ الكذب وهو أبو الكذاب.

لا يمكننا كمسيحيين أن نتصرّف هكذا بل علينا أن نتحرّر من الاهواء. وهذا دور الصوم والصلاة أن يحركا فينا روح التوبة.

ثم شرح صاحب السّيادة قطعتين من القانون:

-الأولى تشير إلى زمن موسى عندما أمر فرعون أن يُقتلَ أطفال اليهود الذكور عند ولادتهم. فهذا يرمز إلى قتل عفّة الاولاد. وفي زمننا الحاضر هذا ما نعيشه، حيث انّ الإعلام ينشر كلّ ما يقتل العفّة، ويشرّع الشذوذ تحت إطار الحرية.

أما نحن لأجلِ نموّنا الروحيّ، علينا أن نرضعَ من الكنيسة التي هي أمنّا، كلمةَ الحياة والنعمة الإلهية التي نأخذها بالأسرار.

-القطعة الثانية تذكر حادثة قتل موسى للمصريّ الذي كان يضرب إنسانًا يهوديًّا، وكيف هرب بعد ذلك إلى الصحراء.

هكذا يجب أن نضرب العقل المصري، اي العقل الذي يطلب الخطيئة والشهوة والكبرياء وكلّ ما يبعدنا عن الله. علينا ان نقتله لكي نقدر ان ندخل إلى الصحراء ونتوب، وأن نتحمل آلام التوبة.

التوبة هي الدخول إلى الصحراء، اي الجهاد والصوم عن كل ما يستعبدنا. وفي الجهاد ألم، لكن، بجهادنا وقبولنا الالم نتحرر من ألم الاهواء المستعبد لنا.

هذه هي مسيرة الصوم.وهذه أهمية هذا القانون.

وختم صاحب السّيادة عظته بالتشديد على دور الاكليروس في الإضاءة على طريق الحقّ. وأنّ كلَّ انسان حرٌّ في اختياره أن يسلك هذا الطريق المتعب. لكنّ المسيح قال لنا: “ما اكرب الطريق واضيق الباب المؤدي الي الحياة”.

وهكذا بقوّة الربّ نحارب الضيقات والصعاب.

صوم مبارك