في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*أبينا الجليل في القدّيسين إيروثيوس، أسقف أثينا. *الشّهيد في الكهنة بطرس الحوراني. *الشّهيدات دومنينة الأنطاكيّة وابنتاها برنيقية وبروسدوكي. *الشّهيد أدوكتيوس وابنته كليستين. *القدّيس البارّ عمّون المصريّ. *القدّيس البارّ بولس البسيط. *البارّان ثيودوروس ويوحنّا القبرصيّان. *القدّيس الأمير فلاديمير نوفغورود. *الأبرار هلّاديوس وأنثيموس وعمّون، وأمير صربيا استفانوس وزوجته أليصابات. *نقل رفات البارّين الرّوسيّين غوريا قازان وبرصنوفيوس تْفير. *القدّيس البارّ غريغوريوس المصريّ. *الشّهداء الرّوس تيخون وآخرون. *القدّيس المعترف الرّوسيّ خيونيا.
* * *
✤ القدّيس البارّ عمّون المصريّ ✤
عندما مات والداه، عُهد به إلى عمّه الذي أكرهه على الزواج رغم صغر سنه. وليلة زفافه، بعدما تركه المدعوّون وزوجته، فتح عمون الكتاب المقدّس وقرأ مقطعاً من رسالة الرسول بولس إلى أهل كورنثوس جاء فيه الحديث عن هموم الزواج، فيما يتسنى للعذراء أن “تهتمّ في ما للرب لتكون مقدّسة جسداً وروحاً” (1 كورنثوس 7). وقد تبنّى عمون وزوجته القول الذي ورد في الآيتين 29 و 31 من الفصل السابع: “إنّ الوقت منذ الآن مقصّر لكي يكون الذين لهم نساء كأن ليس لهم… والذين يستعملون هذا العالم كأنّهم لا يستعملونه…”. فقرّرا الخروج إلى البرّية للعيش في صوم وصلاة. فجاءا إلى موضع في جبل نيترية قريباً من مدينة الإسكندرية وأقاما في كوخ صغير، ولكنّهما فطنا سريعاً إلى أنّه من غير الجائز لهما أن يبقيا معاً لئلا يجرّبا الطبيعة البشرية ويعطيا الشيطان فرصة لاصطيادهما، فافترقا ليسلك كل منهما منفرداً في حياة التوحّد.
لم يكن عمون يعرف في طعامه لا الخمر ولا الزيت، ويقتات من الخبز الجاف مرة كل يومين أو ثلاثة. وقد أرضت طرقه الله فأقبل عليه الكثيرون يطلبون إرشاده ليصيروا رهباناً. وكان كلّما أتاه طالب رهبنة يعطيه قلاّيته بما فيها، فيما كان الإخوة الباقون يأتونه بالمؤونة وبما يحتاج إليه من آنية. الحبّ الأخوي كان الشريعة الأوَّلى بينهم.
ولم تمر سنون قليلة حتى تحوّلت برّية نيترية، بإرشاد عمون، إلى مدينة بمعنى الكلمة. ولكن، أراد بعض الإخوة أن يتوغّلوا في البرّية ليتسنّى لهم أن ينعموا بالهدوء والصلاة النقية الدائمة. وحدث أن جاء القدّيس أنطونيوس الكبير لزيارة عمون فعرض له هذا الأخير حال رُهبانه وطلبهم. وانتظر أنطونيوس حتى الساعة التاسعة أي الثالثة بعد الظهر وقام فانطلق وعمون في البرّية إلى غروب الشمس. وهناك توقّفا فغرز أنطونيوس صليباً في الأرض وقال لعمون: إلى هنا تكون قلالي الإخوة الذين يرغبون في الهدوء، حتى إذا أراد أحد أن يأتي من هناك إلى هنا أمكنه بلوغ المكان قبل غياب الشمس، وهكذا أيضاً مَن رغب في الانتقال من هنا إلى هناك: وكانت المسافة التي قطعاها تسعة عشر كيلومتراً. ولم يمض وقت طويل حتى امتلأت تلك الأصقاع بقلالي الرهبان الذين بلغ عددهم أكثر من ستمئة.
كان عمون وأنطونيوس على محبّة عميقة فيما بينهما. فلما رقد عمون في الربّ، وكان أنطونيوس في الجبل المسمّى باسمه يتحدّث إلى بعض الرهبان الجدد، توقّف أنطونيوس عن الكلام ورأى عمون يصعد إلى السماء يصحبه جمّ من الملائكة.
من الأقوال الكثيرة التي اعتاد عمون أن يرددها: “احمل أثقال سواك كما يحمل الله أثقالك”.