نشرة كنيستي
نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.
الأحد 10 شباط 2019
العدد 6
أحد 17 من متّى (الكنعانيّة)
اللّحن 5 - الإيوثينا 5
أعياد الأسبوع: *10: الشّهيد في الكهنة خارالمبوس، البارّ زينون *11: الشّهيد في الكهنة فلاسيوس ورفقته، الملكة ثاوذورة *12: ملاتيوس أسقف أنطاكية *13: الرّسولان برسكيلا وأكيلا، البار مرتينيانوس *14: البارّ افكسنديوس، البارّ مارون النّاسك *15: أونيسيموس أحد الرُّسُل السّبعين، البارّ أفسابيوس *16: الشّهيد بمفيلس ورفقته.
كلمة الراعي
فضيلة الصّمت
"كثيرًا ما تكلمت فندمت... وأما عن سكوتي،
فما ندمت قطّ" (القديس أرسانيوس الكبير)
يوجد درجات من الصّمت، أوَّلها السّكوت أو الامتناع عن الكلام وآخرها أي كمالها العبور إلى حالة الكشف الكليّ والوَحدة مع الله في صمت العقل والذّهن وسرّ المعرفة الكاملة في الدَّهَش المقدَّس ...
يقول القدّيس اسحق السّريانيّ: "كثير الكلام يدلّ على أنه فارغ من الدّاخل". طبعًا، المقصود هنا من يكثر الكلام خارج روح التّواضع وكلمة المنفعة وعمل البشارة، إذ يحثّ الرّسول تلميذه الحبيب تيموثاوس إلى الكرازة والتّعليم والوعظ في وقت مناسب وغير مناســـــــــــــــــــب (2تيموثاوس 4: 2). مَن يُكثر الكلام خارج هذا الإطار يسقط في الكبرياء وحبّ الظّهور والانتفاخ، هو يتكلّم ليُظهِر للآخَرين أنّه إنسان عارِف. من هنا فالجاهل هو أكثر مَن يحبّ الكلام والتّفاصُح أمام الآخَرين ليسُكِّتَ ألم نظرته الدّونيّة إلى ذاته. من لا يستطيع أن يُسكِت شفتَيه ويحكّم لسانه يدلّ على خواء قلبه من كلّ نعمة لأنّه يطرد روح الرَّبّ إذ يطلب التّملُّؤ من نفسه فقط.
* * *
"كَثْرَةُ الْكَلاَمِ لاَ تَخْلُو مِنْ مَعْصِيَةٍ، أَمَّا الضَّابِطُ شَفَتَيْهِ فَعَاقِلٌ" (الأمثال 10: 19). ما زلنا هنا نتحدَّث على السّكوت كوسيلة لتخفيف الخطايا والزّلّات، والحكمة في الاقتضاب والدّقّة والصّمت عند اللّزوم والكلام عند الضّرورة. اللّسان يحذّرنا منه الرَّبّ، "فَاللِّسَانُ نَارٌ! عَالَمُ الإِثْمِ. هكَذَا جُعِلَ فِي أَعْضَائِنَا اللِّسَانُ، الَّذِي يُدَنِّسُ الْجِسْمَ كُلَّهُ، وَيُضْرِمُ دَائِرَةَ الْكَوْنِ، وَيُضْرَمُ مِنْ جَهَنَّمَ" (يعقوب 3: 6). هكذا يكون حال من لا حبّ في قلبه إلّا لذاته، لأنّه بوعيٍ أم بغير وعيٍ يريد تدمير كلّ آخَر حتَّى أقرب المُقرَّبين إليه!... هو يغرف من جحيم أنانيّته ويحرق كلّ ما حوله مدنِّسًا روحه بالدّينونة والنّميمة والثّرثرة البطّالة، عالمه جبّ حمأة وأتون حقدٍ لا يشبع بل يطلب دومًا وقودًا يستخرجه من عقد نقصه وصغر نفسه وضيق أفقه...
المؤمن يصرخ دائمًا: "اجْعَلْ يَا رَبُّ حَارِسًا لِفَمِي. احْفَظْ بَابَ شَفَتَيَّ" (المزامير 141: 3) "لِئَلاَّ أَسْقُطَ بِسَبَبِهِمَا وَيُهْلِكَنِي لِسَانِي" (يشوع بن سيراخ 22: 33). هذه مرحلة أولى من جهاد الصّمت مَن يتقنها ينتقل إلى درجة أعلى هي ضبط الأفكار، فلا يعود يترك أي فكر يخالف وصيّة الله يسرح ويمرح داخل عقله، بل يقود كلّ فكر إلى طاعة المـســــــــــــــيح (2كورنثوس 10: 5). هذا جهاد يحتاج الكثير من التّواضع وغصب النّفس على التّمسُّك بمحبَّة الرَّبّ وليس الانقياد إلى شهواتها وأهوائها. صراع مرير وقاسٍ يعبره الإنسان وينتقل منه إلى مرحلة أخرى بنعمة الله إذ بانسحاقه واعترافه بضعفه يفتح باب قلبه ليستقبل المعونة السّماويّة، لأنّ "صامت اللّسان يبلغ رتبة التّواضع بكلّ أحوالها ويتسلّط على الأهواء بلا تعب..." (القدّيس اسحق السّريانيّ).
هذه مرحلة ثانية من نجح فيها صار على عتبة اللّاهوى، لأنّه "إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَعْثُرُ فِي الْكَلاَمِ فَذَاكَ رَجُلٌ كَامِلٌ، قَادِرٌ أَنْ يُلْجِمَ كُلَّ الْجَسَدِ أَيْضًا" (يعقوب 3 : 2). بعد هذه المرحلة يأتي صمت العقل والمعرفة بالاستنارة الإلهيّة في نعمة الرّوح القدس.
* * *
لا يصمُت الإنسان إلّا ليصلِّي، ولا يلج أسرار الصّلاة حقًّا إلّا مَن تعلّم الصّمت. لا فضيلة من دون صلاة ولا صلاة إلّا وتُثمِر فضيلة. غاية الصّلاة الصّمت وغاية الصّمت الصّلاة. من اقتنى الصّلاة الكاملة دخل في الصّمت الكيانيّ، ومن صار في كلّيّة صمت القلب والذّهن صارت صلاته حبًّا يفوق كلّ كلام لأنّه نطق ذاته بالكلمة الإلهيّ في نعمة الرّوح القدس بصمت العالم فيه وصمته عن العالم في سرّ الوَحدة مع الثّالوث القدّوس لكمال المعرفة.
"في الحقيقة، باطل هو كلّ ما في العالم والعيشة ظلّ ومنام...". من يريد أن ينوجد بالكلام لا يريد أن يتعلَّم لغة الدّهر الآتي، لأنّ من ينطقه الكلمة الإلهيّ في العالم يصير هو الكلمة من الكلمة في صمت شهادة الحياة الأبديّة الّذي يملأ الوجود من نور المعرفة المتنزِّلَة بالمسيح يسوع في الرّوح القدس لخلاص العالم...
فضيلة الصّمت هي كمال الصّلاة وسرّ الوَحدة مع الله ...
ومن استطاع أن يقبل فليقبل...
+ أنطونيوس
مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما
طروباريّة القيامة (باللَّحن الرّابع)
إنَّ تلميذاتِ الرَّبّ تعلَّمنَ مِنَ المَلاكِ الكَرْزَ بالقيامةِ البَهج. وطَرَحنَ القَضاءَ الجَدِّيَّ. وخاطبنَ الرُّسلَ مُفتَخِراتٍ وقائِلات. سُبيَ المَوتُ وقامَ المَسيحُ الإله. ومنحَ العالمَ الرَّحمةَ العُظمى.
طروباريّة الشّهيد في الكهنة خارالمبوس (باللّحن الرّابع)
لقد ظهرتَ أيّها الحكيم خارالمبوس مثل عمودٍ لكنيسة المَسيح غيرِ متزعزع، ومصباحٍ للمسكونة دائِم الإنارة، وتلألأْت في العالم بواسطة الاستشهاد، فأزلتَ ظلمة العبادة الوثنيّة أيّها المَغبُوط، فلِذلكَ تشفَّع بدالّةٍ إلى المسيح في خلاصنا.
قنداق (باللَّحن الثّاني)
يا شفيعَةَ المَسيحيّين غَيْرَ الخازيَة، الوَسيطة لدى الخالِق غيْرَ المَرْدودة، لا تُعرضي عَنْ أصواتِ طلباتِنا نَحْنُ الخطأة، بَلْ تدارَكينا بالمَعونةِ بما أنَّكِ صالِحة، نَحْنُ الصّارخينَ إليكِ بإيمانٍ: بادِري إلى الشَّفاعَةِ، وأسَرعي في الطّلْبَةِ يا والدةَ الإلهِ، المُتشفِّعَةَ دائمًا بِمُكرِّمِيكِ.
الرّسالة (2 تيمو 2: 1– 10)
يفرحُ الصِّدّيقُ بالرَّبّ
استمع يا الله لِصَوْتي
يا وَلَدي تيموثاوس، تَقوَّ في النّعمةِ الّتي في المسيحِ يسوع. وما سمِعتَهُ مِنّي لدى شُهُودٍ كثيرينَ استَودِعْهُ أُناسًا أُمَناء كُفوءًا لأن يُعلِّموا آخَرِينَ أيضًا. اِحتَمِلِ المَشقَّاتِ كجُنديّ صالِح ليسوعَ المسيح. ليسَ أحدٌ يتجنَّدُ فيرتَبِكُ بِهُموم الحياة، وذلك ليُرضِيَ الّذي جنَّده. وأيضًا إن كانَ أحدٌ يُجاهِدُ فلا ينالُ الإكليلَ ما لم يُجاهِدْ جِهادًا شَرعِيًّا. ويَجِبُ أنَّ الحارِثَ الّذي يتعَبُ أن يشتَرِكَ في الإِثمار أوَّلًا. اِفهَمْ ما أقول. فَليُؤتِكَ الرَّبُّ فهمًا في كلِّ شيءٍ. أُذكُرْ أنَّ يسوعَ المسيحَ الّذي من نسلِ داودَ قد قامَ من بينِ الأمواتِ على حسَبِ إنجيلي الّذي أَحْتَمِلُ فيهِ المشقَّاتِ حتَّى القيودِ كمُجرمٍ. إلَّا أنَّ كلِمةَ اللهِ لا تُقيَّد. فلذلكَ أنا أصبِرُ على كلِّ شيءٍ من أجلِ المُختارِينَ لكي يَحصُلُوا هم أيضًا على الخلاصِ الّذي في المسيحِ يسوعَ مع المَجد الأبديّ.
الإنجيل )مت 15: 21– 28)
في ذلك الزّمان خرج يسوع إلى نواحي صورَ وصيدا، وإذا بامرأةٍ كنعانيَّة قد خرجت من تلك التّخومِ وصرخت إليهِ قائلةً: ارحمني يا ربُّ يا ابنَ داود. فانَّ ابنتي بها شيطانٌ يعذِّبها جدًّا. فلم يُجبها بكلمةٍ. فدنا تلاميذُه وسألوهُ قائلين اصرِفْها فإنَّها تصيحُ في إثرنا. فأجاب وقال لهم: لم أُرسَلْ إلّا إلى الخرافِ الضّالَّةِ من بيتِ إسرائيل. فأتتْ وسجدتْ لهُ قائلةً: اغِثْني يا ربُّ. فأجابَ قائلًا: ليس حسنًا أن يُؤخَذَ خبزُ البَنينَ ويُلقى للكِلاب. فقالتْ: نعم يا ربُّ فإنَّ الكِلابَ أيضًا تأكلُ مِنَ الفُتاتِ الّذي يَسقُطُ من موائد أربابها. حينئذٍ أجابَ يسوع وقال لها: يا امرأةُ عظيمٌ إيمانُكِ، فليكُنْ لكِ كما أردتِ. فشُفيت ابنتُها من تلك السّاعة.
حول الرّسالة
تُتلى هذه الرّسالة اليوم بمناسبة عيد القدّيس الشّهيد في الكهنة خارالمبوس (χαραλάμπος) الّذي يعني اسمه "المشعّ الفَرَح". تتحدّث هذه الرّسالة على دعوة للتّقوِّي بالنّعمة والسّلوك كجنود صالحين للمسيح الّذي جنّدنا. يأخذ المؤمن قوّته من الرَّبّ يسوع بواسطة النّعمة الّتي يُغدِقها الرَّبّ على الطّالبين منه بإيمان. وبما أنّ التّجارب تُلازِم المؤمن طيلة حياته، بحسب قول القدّيس أنطونيوس الكبير "من دون التّجارب لا يخلص أحد"، ولكن على المؤمن أن يحتملها بصبر وفرح وثقة بالخلاص. وهذا الكلام عاشه القدّيس خارالمبوس مُحتملًا المشقّات والإضطهاد بفرحٍ. ففي سيرة حياته أنّه أُتّهم بأنّه يثير الشّغب ضدّ الدّولة وهو الكاهن الّذي يفوق عمره 105 سنوات. قيل إنّه ألقي القبض عليه وهو يرتدي بدلته الكهنوتيّة وهدّده الحاكم لوقيانوس (القرن الثّالث) بأن يُنزل به أشدّ العقوبات. أتى جواب القدّيس مُتممًّا لما قاله القدّيس بولس في الرّسالة الّتي بين أيدينا: "أنت لا تعرف ما هو نافع لي، لذا أقول لك ليس أطيب إلى قلبي من مكابدة العذابات لأجل المسيح، فأنزل بجسدي الهرم هذا وبأسرع ما يمكن أيًّا تشاء من العذابات الّتي تحسبها مستحيلة الحمل، لتعلم قدرة مسيحيّ الّتي لا تُقهر". فما كان على المعذَّبين إلَّا أن أنزلوا به ألوانًا شتّى من التّعذيب، كلّها قبلها قدّيسنا بفرح كجنديٍّ صالح للمسيح.
إنّ ما عاشه وشهد له القدّيس خارالمبوس هو لسان حال كلّ مسيحيّ مؤمن عاش في القرون الثّلاثة الأولى، ومن بعد هذه المرحلة حتّى اليوم لم يتوقّف الاضطهاد على المسيحيّين بل اتّخذ عدّة أشكال ووجوه من هجوم شرس على الإيمان الحقيقيّ لتشويهه وللقضاء على الكنيسة. إنّ هذه الرّسالة موجّهة لنا اليوم في وسط هذا البحر الكبير من المغريات الّتي تحاول أن تثني المسيحيّ المؤمن عن عزمه ويكون دائم القلق والخوف. لذا يقول لنا القدّيس بولس "لا أحد يتجنّد فيرتبك بهموم الحياة، وذلك ليُرضي الّذي جنّده". فالاضطهاد اليوم يدخل بيوتنا من خلال الانشغالات الفارغة الّتي تأخذ عقول شبابنا وصبايانا، بل وبالأحرى تأخذ عقول الآباء والأمّهات مُسَلِّطَةً عليهم سيف التّواني والتّخدير كي لا يشعر ركن البيت بأنّه في خطر هو وأهل بيته. لذا وجب علينا نحن المسيحيّين أن نتذكّر أنّنا بمصارعة شرسة مع عدوٍّ خبيث ولكن من دون خوف. ثابتين في محبة الله لأنّ كلّ من يجاهد ينال الأكاليل إن جاهد جهادًا شرعيًّا. والجهاد الشّرعيّ هو الجهاد المبنيّ على الإيمان والثّقة بأنّ الرَّبّ يسوع هو معنا ويفعل بنا كما فعل بقدّيسه خارالمبوس الّذي قدّسه وجعله هاديًا للحاكم لوقيانوس وابنة الإمبراطور والجلّادين وكلّ من رآه قويّ الإيمان والعزم. نحن نثق بأنّنا منتصرون في حربنا مع إبليس، وذلك بحسب وصيّة الرَّبّ يسوع أنّ الكنيسة لن تتزعزع لأنّه (الرَّبّ) في وسطها، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها. كما وأنّ الرَّبّ يهيئ لمختاريه أكاليل الظّفر على جهادهم وصبرهم على التّجارب، ومحبّتهم للمسيح الّذي له المجد والشّكر والتّسبيح إلى الأبد، آمين.
فترة التّريوديّ
كتابُ التّريودي هو من أهمّ الكتب اللّيتورجيّة الّتي تُستخدَم في الكنيسة الأرثوذكسيّة. كلمة تريودي تعني الأوديةَ الثّلاثةَ أو القصائدَ الثّلاثةَ "يا مُبدعَ كلِّ شيءٍ، سماويًّا كان أم أرضيًّا إقبلْ أمّا من الملائكة فتسبيحًا ثالوثيًّا وأمّا من البشر فتريوديون شريفًا خشوعيًّا".
تُتلى هذه القصائدُ في صلاةِ السَّحَرِ في فترة الصّوم الأربعينيّ المُقدّس، وهي مبنيّةٌ على تسابيحَ مأخوذة من الكتاب المقدّس. وهي على الشّكل الآتي: التّسبحة الأولى لموسى (خروج 15: 1-19)، التّسبحة الثّانية أيضًا لموسى (تثنية الإشتراع 32: 1-42)، وهذه حُذفت من الصّلوات على مَدار السّنة إلّا في هذه الفترة أي في الصّوم الأربعينيّ، لأنّ مَضمونها يتعلّق بالنَّوح والبكاء على الخطيئة، التّسبحة الثّالثة لحنَّة أم صموئيل النبي (صموئيل 2: 1-10)، التّسبحة الرّابعة لحبقوق النّبيّ (3: 2-19)، التّسبحة الخامسة لأشعياء الّنبيّ (أشعيا 26: 9-20)، التّسبحة السّادسة ليونان النّبيّ (2: 1-9)، التّسبحة السّابعة للفتية الثّلاثة (دانيال 3: 26-56)، التّسبحة الثّامنة للفتية الثّلاثة أيضًا (دانيال 3: 56-88)، والتّسبحة التّاسعة لوالدة الإله ولزخريّا والد يوحنّا المعمدان (لوقا 46: 1-55 و1: 68-79).
التّريودي هو مجموعةُ مختاراتٍ من صلواتٍ متأتّيةٍ من أديرةِ فلسطينَ والقسطنطينيّة منذ القرنِ الرّابعِ )قبل أن يستنبطَ القدّيس يوحنّا الدّمشقيّ القوانين في القرن الثّامن) امتدادًا إلى ما بعدَ القدّيس غريغوريوس بالاماس بقليل، أي إلى القرن الرّابعَ عشرَ.
يُقسَمُ كتاب التّريوديّ إلى ثلاثةِ أقسامٍ:
القسمُ الأوَّلُ: من أحدِ الفرّيسيّ والعشّار إلى أحَدِ الغفران (مرحلة التّهيئة). القسم الثّاني: من أحد الأرثوذكسيّة إلى نهارِ الجمعةِ الّذي يسبقُ سبتَ لعازرَ (الصّوم الأربعينيّ). القسم الثّالث: من سبتِ لعازرَ إلى سبتِ النُّورِ (الأسبوع العظيم)، ويكون بذلك قد شمل عشرة آحاد.
إنّ كتاب التّريوديّ يعتبر الكتابَ الأوَّلَ في الكنيسة، لأنّه كالإعلان الإلهيِّ يعرّفُنا أكثرَ ممّا نعرفُه حول التوبة، الّذي بواسطته ينكشف لنا الطّريقُ الّذي بإمكانه أن يقودَ المؤمنَ إلى بابِ الحياة الضَّيِّقِ، أي إلى استقامةِ الرّأيِّ، أي إلى الأرثوذكسيّة فـ"بتحنّنِكَ الّذي لا يوصَفُ أيّها المسيحُ اجعلنا غالبينَ الآلامَ البهيميّة وأهّلنا لمُعاينةِ غلبتِكَ الواضحةِ على الموتِ وقيامتِكَ البهيَّةِ الحاملةِ الحياة وارحمنا".
Xأقوال للقدّيس يوحنّا السّلّميّ
* الصّمت بمعرفة هو أمٌ للصّلاة، وقرينٌ للهدوء، ومبدعٌ للتّأمّل، وتقدمٌ خفيّ، وصعود غير منظور.
* صديق الصّمت يقترب من الله وإذ يناجيه سرًّا يستنير بنوره.
* إنّ عقل الصّوّام يُصلّي بأفكارٍ طاهرة.
* من يشاء أن يغلب روح النّميمة فلا ينسبنّ المذمّة إلى من يزلُّ بل إلى الشّيطان الّذي يوحي، لأنّه لا يوجد إنسانٌ يريد أن يخطأ حقيقةً إلى الله. بالرّغم من أنّنا نخطأ جميعًا من دون أن نكون مجبرين على ذلك.
* متى ابتدأ مادحونا بامتداحنا فلنذكر سريعًا كثرة آثامنا، فنجد أنفسنا غير أهلٍ لما يُقال فينا أو يُعمل إكرامًا لنا.
* حيثما حلّت سقطة فهناك سبقت وسكنت الكبرياء، لأنّ حضور هذه يؤذن بحلول تلك.
*الصّبور مجاهدٌ لا يسقط بل من خلال السّقطات يصنع لنفسه الظّفر.