Menu Close
kanisati280424

نشرة كنيستي

نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.

أُنقُر على الملف لتصفُّح نشرة كنيستي

كما يمكن قراءة النص الكامل في المقطع أدناه.

الأحد 28 نيسان 2024

العدد 17

أحد الشّعانين

أعياد الأسبوع:

*28: أحد الشّعانين، عيد الموسم المَجيد البَهيّ الَّذي لدُخول ربّنا يسوع المسيح إلى أورشليم، تذكار القدّيسين التّسعة المستَشهدين في كيزيكوس *29: الإثنين العظيم، تذكار يوسف المغبوط الكلّيّ الحسن مع التّينة الَّتي لم تُثمر ولُعنَت من الرَّبّ ويًبسَتْ، تذكار الرَّسولين ياسنوس وسُوسيباترس ورفقتهما *30: الثّلاثاء العظيم، تذكار مثل العشر عذارى الوارد في الإنجيل الشّريف، تذكار الرَّسول يعقوب أخي يوحنَّا الثّاولوغوس *1: الأربعاء العظيم، تذكار المرأة الزّانية الَّتي دهنتْ الرَّبّ بالطّيب، إرمياء النبيّ، البارّة إيسيذورة *2: الخميس العظيم، تذكار  الغَسل الشّريف والعشاء السّرّي والصَّلاة الباهرة العجيبة وتسليم ربّنا من يهوذا إلى أمَّة اليهود، تذكار نقل جسد القدّيس أثناسيوس الكبير *3: الجمعة العظيم، تذكار آلام ربّنا وإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح، الشّهيدين تيموثاوس ومفرة *4: سبت النُّور، تذكار دفن الجسم الإلهيّ، وانحدار ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح إلى الجحيم الَّذي به أعاد جنسنا من الفَساد ونقله إلى حياةٍ أبديّة، الشّهيدة بيلاجيا، البارّ إيلاريوس العجائبيّ.

كلمة الرّاعي 

الشَّعانين... ملك الملوك يدْخل إلى أورشليم... دخولنا معه ودخوله معنا...

معلّم-رابّي، ونبيّ صانع عجائب، وإنسان بسيط فقير "لَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ" (مت 8: 20)، يأتي إلى عاصمة المملكة اليهوديَّة فيخضّها ويقضّ مضاجع رؤسائها المدنيّين والدينيّين... إنّه الَّذي أقام الميت ذي أربعة أيّام، ذاك الَّذي أنتن!... ها إنّ الجموع تتهافت للُقْيَاه، الأطفال مع الشُّيوخ يفرشون ثيابهم على الطَّريق لِيَسير عليها (علامةً لخضوعهم له) وآخَرُون يحملون سعف النَّخيل علامة غلبته وانتصاره ملكًا، ومعهم من يحملون أغصان الزَّيتون دلالةً على أنّه يجلب السَّلام...

مشهد مَهيب، جموع وهتافات وصراخ "هُوشَعْنَا لابْنِ دَاوُدَ! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! هُوشَعْنَا فِي الأَعَالِي!" (مت 21: 9)، "مُبَارَكَةٌ مَمْلَكَةُ أَبِينَا دَاوُدَ الآتِيَةُ بِاسْمِ الرَّبِّ! هُوشَعْنَا فِي الأَعَالِي!" (مر 11: 10)، " هُوشَعْنَا! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! مَلِكُ إِسْرَائِيلَ!" (يو 12: 13)، ويسوع يجلس بهدوء على جحش ابن أتان، وديعًا متواضعًا مسالمـًا وفي نفس الوقت مصمِّمًا على إنجاز مخطّط الله بدمه الكريم... "اِبْتَهِجِي جِدًّا يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ، اهْتِفِي يَا بِنْتَ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ، وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ" (زك 9: 9)...

*         *         *

الجموع نفسها الّتي استقبلته كـ "المسّيّا" المنتظَر هتفتْ أيضًا "اصْلِبْهُ! اصْلِبْهُ!" (يو 19: 6). هو كان يعرف كلّ شيء، يعرف من يحبّه ويعرف من سيخونه، يعرف من سيضعف ويتوب ويعرف من سينكره وييأس!... هذه هي حقيقة البشريّة السَّاقطة، إنّها متذبذبة في الحقّ غير ثابتة، تطلب مصلحتها ولا تطلب الحقّ الإلهيّ... الحقّ في العالم نسبيّ وهو دائمًا بحسب رأي القويّ والمسيطِر والمتسلِّط... في العالم لا يرتبط الحقّ بالحبّ، ولذلك ليس الحقّ العالميّ حقًّا بل هو نسبيّ بحسب مصلحة صاحب السُّلطة... الحقّ الإلهيّ لا ينفصل عن الحبّ الإلهيّ وهو ثابت غير متغيِّر أو متحوّل، لا نسبيّة فيه، إنّه الحقيقة المـُطلَقَة الّتي بحسب الله وليس بحسب البشر...

حقّ الله في العالم يُحارَب، لأنّ الضّمير مات عند أصحاب المصالح. لكن، عند المؤمنين الحقّ هو الحياة الحُرّة بالمسيح الَّذي حرّرنا من كلّ عبوديّة بصليبه وقيامته... المسيح يدخل أورشليم ليُحرِّرها من عبوديّة العالم والنَّاموس العتيق، إنّه هو النّاموس الجديد، ناموس حرِّيَّة أبناء الله فيه... هو الحياة الجديدة الآتية والّتي ستَخْلُقُ كلّ الّذين يقبلونها جُدُدًا على صورة "ملك الملوك وربُّ الأرباب" (1 تي 6: 15 ورؤ 19: 16).

*         *         *

"هوشعنا"، الرَّبُّ ينتصر في السَّماء وعلى الأرض، والَّذين معه به وفيه يغلبون. السُّؤال الَّذي يطرح نفسه هو لماذا ما زلنا نرى أنفسنا مغلوبون من العالم وغير قادرين على قبول يسوع ملكًا لحياتنا؟!... لأنّنا لم نتخلَّ عن أنفسنا، لم نسلّم حياتنا له، لم نثق به ثقة تامّة، لم نقبل كلمته جوهرًا لأفكارنا وأقوالنا وأعمالنا وكياننا كلّه ولم نحبّه من كلّ القلب والنَّفس والقدرة والفكر ولا نقبل أن نحبّ القريب كأنفسنا (راجع لو 1: 27). دائمًا الآخَر موضع انتقادنا ودينونتنا، لا نرى فيه خيرًا، وإن رأينا نحسده عليه ونكرهه بسببه. لا نستطيع أن نحبّ الله لأنّ قلوبنا مملوءة خبثًا ونجاسة ومكرًا ورياءً... فـ "اَلْقَلْبُ أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ نَجِيسٌ، مَنْ يَعْرِفُهُ؟" (إر 17: 9)...

ما معنى تعييدنا الشَّعانين إن لم ينتصر فينا يسوع ملكًا للحبّ والسَّلام في قلوبنا. كيف لنا أن نستقبله بسعف النَّخيل إن لم يكن فينا غالبًا، إن لم نختره "مسّيّا" حياتنا. ما مغزى حملنا أغصان الزَّيتون إن كانت قلوبنا مملوءة حسدًا وحقدًا ونميمة ودينونة وقتلًا للآخَر؟!... لا!... ليست الشَّعانين موسمًا اجتماعيًّا بل هي خبرة روحيّة عميقة وثمرة لمسيرة صيامنا الأربعينيّ المقدَّس الَّذي ينتهي في سبت لعازر حيث في الشَّعانين نبدأ صوم الفصح والأسبوع العظيم المقدَّس. لا نستطيع أن ندخل إلى أورشليم إلّا ونحن ذاهبون وراء المعلّم إلى الصّليب... الشَّعانين هي افتتاح نصر الرّبّ على الصّليب بالحبّ والسَّلام على الحسد والتّنابُذ، وبالتّواضع الأقصى والمغفرة على الكبرياء والإدانة، وبالتَّضحية والعطاء على الإلغاء والأنانيّة...

*         *         *

أيّها الأحبّاء، من كان متقاعسًا إلى الآن فهوذا وقت مقبول لشدّ الهمم، ومن كان سالكًا في الضّعف فليتقوَّى، ومن كان غير تائب فليدخل مخدعه ويقرّ بخطاياه أمام أبيه السّماوي وليذرف الدّموع ومن ثمّ فليذهب إلى قسوس الكنيسة ويتب ويعترف أمام الله بشهادتهم لينال غفران خطاياه، ومن كان مقصِّرًا في صلواته فلينهض من كسله ويشارك في الصَّلوات الآتية كلّها... لنستقبل يسوع ملكًا على حياتنا فلنحرِّك أنفسنا ولنكسِّر قيود العادة والإهمال والتّراخي ولننهض من عتاقتنا لأنّ المخلِّص واقف على باب قلوبنا يقرع فهل نفتح له ليطرد منها باعة الحمام والصّيارفة وكلّ عبوديَّة وزغل؟!...

ومن له أذنان للسَّمع فليسمع...

+ أنطونيوس

متروبوليت زحلة وبعلبك وتوابعهما

طروباريّة العيد الأولى (باللَّحن الأوّل)

أيُّها المسيحُ الإله، لـمَّا أقَمْتَ لعازَرَ مِنْ بينِ الأمواتِ قبْلَ آلامِك، حَقَّقْتَ القِيامَةَ العامَّة. لذلِكَ، وَنحْنُ كالأطفال، نحمِلُ علاماتِ الغَلبَةِ والظَّفَر، صارِخِينَ نحوكَ يا غالِبَ الموت: أوصَنَّا في الأعالي، مُبارَكٌ الآتي باسمِ الرَّبّ.

طروباريّة العيد الثّانية (باللَّحن الرّابع)

أيُّها المسيح الإله، لـمّا دُفِنّا معك بالمعموديّة، إستأهلنا بقيامتك الحياةَ الخالدة، فنحن نسبّحك قائلين: "أوصنّا في الأعالي، مباركٌ الآتي باسمِ الرَّبّ"!.

قنداق أحد الشّعانين (باللَّحن السّادس)

يا مَنْ هُوَ جالِسٌ على العَرْشِ في السَّماء، وراكِبٌ جَحْشًا على الأرض، تَقَبَّلْ تَسابيحَ الملائِكَةِ وتماجِيدَ الأطفال، هاتِفينَ إليكَ أَيُّها المسيحُ الإله: مبارَكٌ أنتَ الآتي، لِتُعِيدَ آدَمَ ثانِية.

الرّسالة (في 4: 4- 9)

مبارك الآتي باسم الرَّبّ

اعترفوا للرَّبِّ فإنَّه صالحٌ إلى الأبد رحمته.

يا إخوة، افرحوا في الرَّبّ كلّ ِحينٍ وأقولُ أيضًا افرَحوا. وليظهر حِلْمُكم لجميع النّاس فإنّ الرَّبَّ قريب. لا تهتمّوا البتّة، بل في كلّ شيء فلتكن طلباتكم معلومة لدى الله بالصَّلاة والتَّضرُّع مع الشّكر. وليحفظ سلام الله الّذي يفوق كلّ عقل قلوبكم وبصائركم في يسوع المسيح. وبعد أيّها الإخوة، مهما يكن من حقّ ومهما يكن من عفاف ومهما يكن من عدل ومهما يكن من طهارة ومهما يكن من صفة مُحبَّبَة ومهما يَكُن من حُسْنِ صيتٍ، إن تكن فضيلة، وإن يكن مَدْحٌ ففي هذه افتكروا. وما تعلّمتموه وتسلّمتموه وسمعتموه ورأيتموه فيّ فبهذا اعملوا. وإله السّلام يكون معكم.

الإنجيل (يو 12: 1- 18)

قبل الفصح بستّة أيّام أتى يسوع إلى بيت عنيا حيث كان لعازر الّذي مات فأقامه يسوع من بين الأموات. فصنعوا له هناك عشاء وكانت مرثا تخدم وكان لعازر أحد المتّكئين معه. أمّا مريم فأخذت رطل طيب من ناردين خالص كثير الثّمن ودهنت قدمَيْ يسوع ومسحت قدميه بشعرها فامتلأ البيت من رائحة الطّيب.  فقال أحد تلاميذه يهوذا بن سمعان الإسخريوطيّ الّذي كان مزمعًا أن يسلمه، لِـمَ لـمْ يُبع هذا الطّيب بثلاث مئة دينار ويُعطى للمساكين؟ وإنّما قال هذا لا اهتمامًا منه بالمساكين بل لأنّه كان سارقًا وكان الصّندوق عنده وكان يحمل ما يلقى فيه. فقال يسوع دعها إنّما حفظته ليوم دفني، فإنّ المساكين معكم في كلّ حين، وأمّا أنا فلست معكم في كلّ حين. وعلم جمع كثير من اليهود أنّ يسوع هناك فجاؤوا لا من أجل يسوع فقط بل لينظروا أيضًا لعازر الّذي أقامه من بين الأموات. فأتمر رؤساء الكهنة أن يقتلوا لعازر أيضًا لأنّ كثيرين من اليهود كانوا بسببه يذهبون فيؤمنون بيسوع. وفي الغد لـمّا سمع الجمع الكثير الّذين جاؤوا إلى العيد بأنّ يسوع آت إلى أورشليم، أخذوا سعف النّخل وخرجوا للقائه، وكانوا يصرخون قائلين: هوشعنا مبارك الآتي باسم الرّبّ ملك إسرائيل. وإنّ يسوع وجد جحشًا فركبه كما هو مكتوب: لا تخافي يا ابنة صهيون ها إنّ ملكك يأتيك راكبًا على جحش ابن أتان. وهذه الأشياء لم يفهمها تلاميذه أوّلًا ولكن لـمّا مُجِّد يسوع حينئذ تذكّروا أنّ هذه كُتبت عنه وأنّهم عملوها له، كان الجمع الّذين معه حين نادى لعازر من القبر وأقامه من بين الأموات، ومن أجل هذا استقبله الجمع لأنّهم سمعوا أنّه كان قد صنع هذه الآية.

حول الإنجيل

أحد الشَّعانين

بعد أن أقام الرَّبُّ يسوعُ لعازر من القبر، مضى إلى مدينة إفرايم، ثمَّ قبل الفصح بستّة أيّامٍ عاد إلى بيت عنيا حيث كان عشاء في بيت سمعان الأبرص. فقامت مريم أخت لعازر ودهنتْ قَدَمَيْ يسوع بطيبٍ غالي الثَّمن. وكانت هذه العادة عند القُدماء فضلًا عن اليهود، أن تدهن الـمَدْعُوِّين بالطِّيب. لكنَّ التَّلاميذ وبعض الحاضِرين اغتاظوا من هذا التّلف. أمّا الإنجيليّ يوحنّا، فأشار أنّ يهوّذا الإسخريوطيّ اغتاظ. وسبب غيظه، لم يكن أنّه كان يبالي للفقراء والمساكين بل لأنّه كان سارقًا. فأجاب السَّيّد أنّ هذه سبقتْ فعرفتْ، بإنارةٍ من الله، موتي وعملت ما في وسعها فطيَّبَتْ جَسَدي وهيّأته للدَّفن.

توافد الجموع إلى بيت عنيا، لا ليروا يسوع، بل ليتأكّدوا من أنّ لعازر حيّ. وآمن كثيرون بيسوع. فإقامة لعازر جذبت العالم إلى الإيمان بالمسيح، حتّى أنَّ رؤساء الكهنة تشاوروا ليقتلوا لعازر. لكنّهم لحماقتهم، لم يفطنوا أنَّ الَّذي أقام الميت الرّباعيّ الأيّام من القبر، يمكنه لو أراد أن يقيم لعازر المقتول!...

في اليوم التّالي، سمع الجموع أنّ يسوع آتٍ إلى أورشليم فتوافدوا للقائه. واليهود بحسب ناموس موسى كانوا قد تقاطروا إلى أورشليم ليُعَيِّدوا الفصح لأنّه لا يحلُّ لهم أن يعيّدوه إلّا فيها. فتراكضوا حاملين أغصان النَّخل، وقد فعلوا ذلك لأنَّهم اعتقدوا أنّ المسيح هو ماسيّا المـُنتَظَر الَّذي سيأتي ليجلس على كرسي داود ويُقيم لهم مملكة أرضيّة، ويحرِّرَهم من الرُّومان. سعف النَّخل، علامات الغلبة والظَّفر الَّتي حملها اليهود، صارت رمزًا لانتصار المسيح على الموت والشَّيطان. وكان يسوع قد أرسل تلميذيه ليُحضرا جحشًا، فأتيا به ووضعا ثيابهما عليه وأجلساه فوقه. الجحش حيوان شرس غيرُ مُطيع وغير طاهر ولم يكن مقبولًا أنْ يَصير تقديمه في الذَّبائح. جلوس السَّيِّد على الجحش رمز لإخضاعِ الأمم غير الطّاهرة لشريعته الإلهيّة. إحضار التَّلاميذ للجحش وبسط ثيابهم فوقه دلالة على أنَّ الرُّسُل هم من سينشرون الكرازة الإنجيليّة بين الأمم.

لمّا دخل يسوع إلى أورشليم، استقبلته الجموع وسبّحه الأطفال بتسبيحٍ ملائكيّ. فيما كان العبرانيُّون يهيّئون له الصَّليب والمسامير. الأولاد أنشدوا "أوصنَّا" وفرشوا ثيابهم، والعبرانيُّون يحضرون المرارة والحربة، ويمزِّقون ثيابه.

بعد ستَّة أيَّام، يحلُّ الفصح، ويأتي يسوع لا ليدخل إلى أورشليم بل إلى قلوبنا. فهل نحن مستعدُّون لاستقباله كما يَليق، أم نستقبله كيهوذا ومجمع اليَهود الشِّرّير. هل سنهتف: "أوصنّا"، أم "ليصلب"؟ فلنطهّر بيت نفسنا لنستقبل يسوع ونعدّ له عشاء، وكما مسحت مريم قدميه، لنغسل ذواتنا بدموعنا مطهِّرين قلوبنا. حتّى نصيرَ أهلًا للاشتراكِ باستحقاق في عشائه السّرّيّ لنتناول خبز الحياة ودم الخلاص، آمين.

اقتِبال الدُّخول

ها هوّذا المسيح يصلُ إلى أبوابِكِ يا أورشليم!

ها هوّذا الفصحُ يصبح على بُعد أيّام وملك إسرائيل يصعد إليكِ ليأكله ويستحيل هو الحمل الحَوْلِيّ المقدَّم من أجل خلاص المسكونة بأسرها!

ها هم التّلاميذ يحضرون جحشًا ابن أتان ويحضّرونه كما لِملكٍ ظافرٍ لا على حروب الأرض إنّما على سيّد هذه الأرض!

ها هوّذا المسيحُ يُقبل إلى تخومِكِ يا أورشليم ليموتَ فيكِ، "إذ ما من نبيّ يهلك خارجَكِ" (لو ١٣: ٣٣)!

ها هوّذا الختنُ ينزلُ جغرافيًّا إليكِ ليصعد إليكِ لاهوتيًّا، إذ أنّ صعودَه دلالةٌ على اعتلائه خشبة الصَّليب وتمجيده على العود المـُحيي لينقلنا بقيامته صوب أورشليم العلويّة حيث المملكة الحقيقيّة وسيّد الكل جالس على عرش النِّعْمَة!

ها هي الشُّعوب تصرخ بألسنتها "أوصنّا! مبارك الآتي باسم الرَّبّ!" (يوحنّا ١٢: ١٣) كما هتفت الملائكة عند ولادة عِمّانوئيل "المجد لله في العلى وعلى الأرض السَّلام!..."

ها هوّذا ملك السَّلام يزعزع سلام اليهود المزيّف ويكشف مكرهم ورفضهم لمسيح الرَّبِّ المتواضع المبكّت إيّاهم على جهلهم وتكبّرهم وفرّيسيّتهم ومكرهم ومحاباتهم!

ها هوّذا فصحُ الرَّبِّ يسمع منهم هتافاتِ الظَّفَر وفي روحه يعلم أنّهم بعد أيّام يسلمونه لقضاء الموت فيحزنُ عليكِ يا أورشليم "يا قاتلة الأنبياء"...

ولكنّه للمرّة الأولى لا يصدُّهم، لا يُسكتهم، لا يصرفهم...

فالإعلان المسيّاني ظهر... والحقيقة الخلاصيّة استعلنت... وإن على شفاه خطأة!

ها هوّذا يتركهم يصرخون بهذه الكلمات لأنّها ستشهد عليهم أمام الله وسيشهدون هم أمام رؤساء هذا العالم لأنّ حقّ الله لا يمكن أن يحجبه الإنسان، فأنّه "إِنْ سَكَتَ هؤُلاَءِ فَالْحِجَارَةُ تَصْرُخُ!" (لو 19: 40).

واليوم نقف بين جموع القابلين إيّاه ملكًا آتيًا باسم الرَّبّ، فهل نبقى على إيماننا أم نخونه ونصرخ بعد أيّام معهم: "اصلبه! اصلبه!"؟

اليوم يلوحُ صليبُ الرَّبّ في الأفق أمامنا، فهل يبقى علامةً حزينةً لنهاية نبيٍّ على الأرض أم يستحيل خدرَ انتصارٍ لإله السَّماء المتجسّد والباعث فينا بقيامته الأمل والرَّجاء؟

اليوم نتبع أيّام المسيح الأخيرة على هذه الفانية ونقترب أكثر من موته وقيامته، فهل نخاف ونرتعد وننكر ونلعن أم نلتصق به ونسجد عند قدميه مهما كلّف الأمر؟

اليوم دعوة لأخذ القرار الحاسم، فإمّا ندخل "الجمعة الحزينة" ونموت مع أولئك الَّذين رفضوه، إمّا نستقبل "الجمعة العظيمة" ونتوّج جهادنا بالموت عن إنساننا العتيق وقيامتنا مع الرَّبِّ القائم من بين الأموات، فنفرح ونتهلّل "ونشرب مشروبًا جديدًا ليس مُستخرَجًا بآيةٍ باهرةٍ من صخرة صمّاء، لكنّه ينبوع عدم الفساد بفيضان المسيح من القبر الَّذي به نتشدّد"، صارخين بالفم والقلب والرُّوح: "يا فرحي، المسيح قام... حقًا قام!"

برنامج صاحب السّيادة المتروبوليت أنطونيوس (الصُّوري) الجزيل الاحترام في الأسبوع العظيم المقدّس:

الأحد 28 نيسان 2024:

صلاة الختن الأولى عند السَّاعة السَّادسة مساءً في كنيسة القدِّيس جاورجيوس، كفرزبد.

الإثنين 29 نيسان 2024:

+ صلاة السَّاعات والقدّاس السَّابق تقديسه عند السَّاعة العاشرة صباحًا في كاتدرائية القدِّيس نيقولاوس، حيّ الميدان.

+ صلاة الختن الثَّانية عند السَّاعة السَّادسة مساءً في كنيسة سيِّدة الزّلزلة.

الثّلاثاء 30 نيسان 2024:

+ صلاة السَّاعات والقدّاس السَّابق تقديسه عند السَّاعة التَّاسعة صباحًا في كنيسة القدِّيس جاورجيوس، حوش الأمراء.

+ صلاة الختن الثَّالثة عند السَّاعة السَّادسة مساءً في كنيسة ميلاد السَّيّدة، قبّ الياس.

الأربعاء 01 أيّار 2024:

+ صلاة السَّاعات والقدّاس السَّابق تقديسه عند السَّاعة التَّاسعة صباحًا في كنيسة القدِّيس أنطونيوس الكبير، المعلَّقة.

+ صلاة تقديس الزَّيت عند السَّاعة السَّادسة مساءً في كاتدرائية القدِّيس نيقولاوس، حَيّ الميدان.

الخميس 02 أيّار 2024:

+ صلاة السَّحر والسَّاعات وغسل الموائد وقدّاس القدِّيس باسيليوس الكبير عند السَّاعة السَّابعة والنّصف صباحًا في كاتدرائيّة القدِّيس نيقولاوس، حي الميدان.

+ رتبة الأناجيل الإثني عشر عند السَّاعة السَّادسة مساءً في كنيسة القدِّيس أنطونيوس الكبير، المعلّقة.

الجمعة 03 أيّار 2024:

+ خدمة السَّاعات الملوكيّة وإنزال المصلوب عند السَّاعة التَّاسعة صباحًا في كنيسة القدِّيس جاورجيوس، حوش الأمراء.

+ رتبة جنّاز المسيح عند السَّاعة السَّادسة مساءً في كاتدرائية القدِّيس نيقولاوس، حَيّ الميدان.

السّبت 04 أيّار 2024:

+ قدّاس سبت النُّور عند السَّاعة العاشرة صباحًا في كنيسة رفع الصَّليب، رعيت.

+ الهجمة والقدّاس الأوَّل للفصح عند السَّاعة العاشرة والنُّصف مساءً في كنيسة ميلاد السَّيّدة، قبّ الياس.

الأحد 05 أيّار 2024:

+ الهجمة والقدّاس الثّاني للفصح عند السَّاعة الخامسة فجرًا في كاتدرائيّة القدِّيس نيقولاوس، حَيّ الميدان.

+ غروب الباعوث وعيد القدِّيس جاورجيوس عند السَّاعة السَّادسة مساءً في كنيسة القدِّيس جاورجيوس، جديتا.

الإثنين 06 أيّار 2024:

+ إثنين الباعوث وعيد القدِّيس جاورجيوس، صلاة السَّحَر عند السَّاعة الثَّامنة والنُّصف صباحًا يليها القدّاس الإلهيّ عند السَّاعة العاشرة صباحًا في كنيسة القدِّيس جاورجيوس، جديتا.

برنامج معايدات الفصح:

يتقبَّل صاحب السِّيادة التَّهاني بالعيد في دار المطرانيّة، حَيّ الميدان:

+ يوم الأحد 05 أيّار من السَّاعة 11:00 صباحًا لغاية السَّاعة 1:00 ظهرًا، ومن السَّاعة 3:00 من بعد الظّهر لغاية السَّاعة 5:00 مساءً.

+ يوم الإثنين 06 أيّار من السَّاعة 4:00 من بعد الظُّهر لغاية السَّاعة 7:00 مساءً.

المسيح قام... حقاً قام!