البطريرك يوحنا العاشر من البلمند- عن الاستحقاق النيابيّ في لبنان:
١٥ أيّار ٢٠٢٢
“نحن اليوم يا أحبة في لبنان، في هذا اليوم الاستثنائيّ، أمام هذا الاستحقاق الدستوريّ المهم جدًا، الانتخابات النيابيّة.
كأنّي أرى بلبنان مثل إينياس وطابيثا وذلك المخلّع الذي يطلب الشفاء، فيمرّ من هناك يسوع ويقول له قم! اليوم يا أحبّة، بالنسبة لنا، الوضع في لبنان كهذا المخلّع، يصرخ يستنجد بأبنائه.
اليوم لبنان يقول يا أولادي، أنتم يا لبنانيون، هل تنتشلوني من عمق الفساد هذا ووحلة الفساد الذي صرت اليها؟
نتكلّم اليوم عن الإصلاح، عن محاربة الفساد، عن الثورة، عن الحريّة وعن الحياة الكريمة وإلى ما هنالك.
اليوم، ماذا يريد اللبنانيون؟ يستطيعون هم أن يقرّروا حياة كريمة فاضلة وإلا ستبقى الأمور كما هي.
لبنان وطننا الجميل – الرسالة – يقول لنا اليوم ماذا فعلتُ لكم يا شعبي؟ كلّ خيراتي تتنعمون بها: جبالي، ودياني، سهولي، أنهاري، بحري، كلّه أعطيته لكم، وأنتم كيف ستكافئونني اليوم بشكل خاص؟ أين هو لبنان؟ أين هي قضية مرفأ بيروت؟
نتكلّم عن العدل والقضاء، نتكلّم عن الحياة الكريمة والعيش الكريم، أين هو هذا العيش الكريم؟ على الأرجح، نحن مَن جعلنا من لبنان مخلّعًا كهذا المخلّع (مريضًا)، وهو اليوم يصرخ ويستنجد ويستعطي أولاده وأبناءه ويطلب الشفاء والخلاص.
مسؤوليتنا كلّنا يا إخوة عندما نذهب الى صناديق الاقتراع، أي كلمة سنقول؟!
صلاتي وصلاتنا أن يعي اللبنانيون جميعًا، عمق وكبر هذه المسؤولية التي نحن أمامها اليوم. الصوت الانتخابيّ الذي يدلي به قد يغيّر أمورًا كثيرة يتمنى هو أن تتغيّر. صلاتي اليوم للجميع، أن يعود كلّ واحد منا إلى ضميره وإلى وجدانه وأن يدلي بصوته وبحسب ضميره ووجدانه لكي يصل أولئك الأشخاص الذي يعملون من أجل لبنان، وليس لمصالحهم الشخصيّة ولا للارتهان لأيٍ كان لا في الداخل ولا في الخارج.
لبنان الرسالة أين هو اليوم؟ كلّنا نرمي المسؤولية على الآخرين! لكنّ المسؤوليّة اليوم هي مسؤوليتنا نحن، هي مسؤولية اللبنانيين: إمّا يقولون الكلمة التي يريدونها فتصبح الأمور جديدة أو فلن نتأمل بأي أمر جديد.
علينا ألا ننسى، فهذا الاستحقاق ليس أمورًا ومصالح شخصيّة، لكنّه يتطلّب منّا أن نترك انقساماتنا وخلافاتنا. القضية هي قضية وطن، فإمّا أن نقول لهذا لبنان قم! وإما يبقى مخلعًا! هذه هي مسؤوليتنا اليوم.
كلّنا نريد المصارف، وكلّنا نريد أموالنا، وكلّنا نريد أن نعرف ماذا حصل بقضية مرفأ بيروت…، لكنّ هذا كلّه متوقّف على ما سنقوله نحن، وليس غيرنا! الربّ يعطينا أن نقول كلمة الحقّ، وأن نقول الكلمة التي هي لخير اللبنانيين حتى نعيش تلك الحياة الكريمة بكلّ كرامة وأمان. بلدنا حلو ويستحق كلّ خير، وعلينا المحافظة عليه والمحافظة على الإرث الكبير الذي ورثناه من آبائنا وأجدادنا:
اليوم هي مسؤوليتنا نحن. ولقد أقمنا القدّاس الالهيّ اليوم على هذا الرجاء من أجل لبنان ومن أجل جميع اللبنانيين حتى يلهم الجميع بما فيه الخير والصلاح.”
#يوحنا_العاشر