في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
الأحد الخامس بعد الفصح: أحد الأعمى.*الشّهيدة في العذارى ثيودوسيّة الصّوريّة. *الشّهيدة ثيودوسيّة القسطنطينيّة. *أبينا الجليل في القدّيسين ألكسندروس الإسكندريّ. *الشّهداء أولبيانوس ورفقته. *الشّهيدان الرّجل والمرأة المجهولان. *الجديد في الشّهداء أندراوس أرغيريس خيوس. *الجديد في الشّهداء يوحنّا التسالونيكيّ الملقّب بـ”الصّغير”. *القدّيس البارّ يوحنّا أوستيوغ الرّوسيّ الـمُتبالِه. *القدّيس البارّ إرمياء المتوحّد. *أبينا الجليل في القدّيسين لوقا سيمفروبول الرُّوسيّ الـمُعترِف. *الشّهيد الولد كيرلّلس القيصريّ. *أبينا الجليل في القدّيسين مكسيمينوس الفرنسيّ، أسقف تريف الألمانيّة. *أبينا الشّهيد في الكهنة ثيودوروس الصّربيّ.
* * *
✤ القدّيس البارّ يوحنا أوستيوغ الروسي المتباله (+1494م)✤
من عائلة تقيّة في قرية بوكوف في ناحية أوستيوغ. كان محبّاً للإمساك منذ الشبابية. لم يكن يتناول شيئاً من الطعام يومَي الأربعاء والجمعة. في الأيام الأخرى من الأسبوع كان يكتفي بالخبز والماء. وكان يقضي لياليه في الصلاة. كان يتجوّل متجهّم الوجه حتى ظنّه الناس شاذاً بعض الشيء. لأمّه التي أرادت أن تقنعه بتغيير نمط حياته كان يقول: “لا تجبريني يا أمّي على ذلك فإن الإمساك يقيني من الخطايا”. “أية خطايا؟ فأنت لا زلت فتياً!” “لا تقولي ذلك يا أمّاه فإن الكتاب المقدّس يعلِّم أن الله وحده بلا خطيئة وأن الطعام والشراب لا يقدّمانا إلى ملكوت الله. كذلك لا نغذّين جسدنا إلى حدّ يصير معه لنا عدوّاً”. بعد وفاة أبيه صارت أمّه راهبة ثم رئيسة دير الثالوث القدّوس القريب من أوستيوغ. وقد أخذت ابنها معها. ولما كان الصبيّ يصرّ على اعتماد النسك الأقصى للتباله من أجل المسيح، تركته أمّه لمشيئة الله.
أقام يوحنا بقرب كاتدرائية أوستيوغ التي كانت على اسم رقاد والدة الإله. كان يمثّل التباله خلال النهار ويأتي تصرّفات غريبة. لكنه كان يسهر الليل بطوله في صلاة متواصلة. كان يرتاح قليلاً على حصيرة ويتجوّل نصف عار وهو يلبس قميصاً عتيقة ممزّقة. بالإضافة إلى الحرمان الإرادي من الطعام والراحة كان يكابد بصبر كبير، شبيه بصبر القدّيسين الكبار، سخرية الناس وإساءاتهم وحتى ضرب العابرين له. غير أن هذه الامتحانات عادت عليه بالرضى الإلهي، وبصلاته ونعمة الله شفى، من الحمّى، ثيودوره، زوجة الأمير. وبعدما أكمل شوطه الرسولي، وكان قد بلغ الثامنة عشرة، شعر أن مغادرته آنت فصلّى من أجل العالم أجمع ثم تمدّد على الأرض وأسلم روحه للرب بسلام. دُفن جسده في الكاتدرائية وجرت به عجائب عدّة. ثم في العام 1613م، أثناء الغزو البولوني لجأ سكّان المدينة إليه طالبين شفاعته وشفاعة القدّيس بروكوبيوس (8 تمّوز) فتحوّل الخطر عنهم.