في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*الرّسولان أندرونيكوس ويونيا. *الشّهداء سولوخون ورفيقاه بامفامر وبمفيلون. *القدّيسان البارّان نكتاريوس وثيوفانيس الميتيورا. *أبينا الجليل أثناسيوس العجائبيّ الجديد. *الجديد في الشّهداء نيقولاوس مُعاون الفرّان. *القدّيسة البارّة أفروسيني الموسكوفيّة. *الشّهداء هيراديوس وبولس وأكلّينوس ورفاقهم. *القدّيس البارّ مادرون العجائبيّ الإنكليزيّ. *الشّهيدة رستيتوتا القرطاجيّة. *شهداء باتاك الجدد.
* * *
✤ تذكار أبينا الجليل في القدّيسين أثناسيوس العجائبي الجديد (القرن 18م)✤
وُلد في كورفو سنة 1665 ونشأ في كاريتينا في البليوبونيز اليونانية. هناك شغل أبوه منصباً مهمّاً في الإدارة المدنية التي كانت، يومها، تابعة لسلطة البنادقة. مال منذ الولودة إلى الدرس وأبدى اهتماماً خاصاً بالتعليم الديني والحياة الروحية، كما اجتهد أن يضيف، في حياته، الفضيلة إلى الفضيلة بغية الدنو من ربّه قدر استطاعته. وإذ رغب في الاقتداء بالقدّيسين قاوم محاولات ذويه لحمله على الزواج. لكنه رضخ أخيراً وقبل أن يخطب إحد فتيات الأغنياء. فلما توجّه إلى نوبليون، على مضض، إعداداً لتيار العرس، رأى في الحلم والدة الإله الكليّة القداسة يصحبها السابق المجيد تنصحه بالتخلّي عن استعداداته للزواج والانتقال إلى القسطنطينية ليصير إناء مختاراً. فلما صحا من النوم وشعر بفرح عامر يملأ قلبه وبثقل ثقيل ينزل عن كاهله، كتب إلى أبيه وشرح أسباب ارتداده. ثم أبحر إلى القسطنطينية حيث قابل البطريرك غفرائيل الثالث (1702 – 1707م) ليطلب منه الإذن والبركة في اقتبال الحياة الرهبانية. وإذ لفتت البطريرك صفات الشاب المميّزة، أبقاه لديه وسامه شمّاساً ثم كاهناً. وفي العام 1711، صار أسقفاً على خريستيانوبوليس، غير البعيدة عن موطنه، في البليوبونيز. منذ أن وطئت قدماه أرض أبرشيته قرّر أثناسيوس أن يكون، في كل أمر، إيقونة للمسيح الراعي الذي بذل نفسه من أجل قطيعه. هذا، أيضاً، جعله يزيد من جهاداته الروحية ليكون، في حياته، مبشِّراً أهلاً للثقة. وإذ لاحظ أن المحتلّين البنادقة يحاولون اجتذاب المسيحيّين الأرثوذكسيّين إلى معتقدهم معوّلين على النقص في التعليم الأرثوذكسي، عمد إلى تأسيس عدد من المدارس على نفقته الخاصة. كما شيّد الكنائس واهتمّ بتوزيع الحسنات على المحتاجين وتزويد الفتيات الفقيرات بالمهر اللازم وأصلح الضالين بحزم أبوي وهدى الشاردين واجتذب القلوب القاسية إلى الندامة. كان مبشِّراً حاراً بكلمة الله ونموذجاً للفضيلة والقناعة. كان للكل كل شيء وأضحى، بعجائبه، مدبِّر النعمة الإلهية لبناء كنيسة المسيح وسندها. حين كان القدّيس أثناسيوس يقيم القدّاس الإلهي كان الأنقياء يعاينون نوراً متلألئاً يخرج من فمه. وقد ورد أنه، في أحد أيام الصيف، توقّف في كنيسة تقع على شاطئ بحيرة ليُمضي ليلته. ولكن لم يتمكّن الأسقف من إغماض عينيه بسبب نقيق الضفادع هناك. في الصباح لعن هذه المخلوقات التي أقلقت راحته. مذ ذاك لم يعُد يُسمع في ذلك المكان صوت النقيق.
ومرّة أخرى كان ابن أحد مواطنيه قد خطفه اللصوص وطلبوا، لإطلاق سراحه، فدية كبيرة وحدّدوا لدفعها مهلة وإلاّ فتكوا بالصبي. فلما كانت الليلة المحدّدة ظهر القدّيس للشاب وأطلقه من قيوده فيما كان حرّاسه يغطّون في نوم عميق. ومن أخباره أيضاً أنه فيما كان يُنقل ليوارى الثرى دنت من الموكب امرأة وهي تبكي وألقت بنفسها أمام جسده. كانت تشكو أنه لم تنل صلاة الحلّ من خطاياها بعدما استكملت فترة تكفيرها كما فرضها عليها الأسقف القدّيس. المرأة سبق لها أن تعاطت السحر، فإذا بيد الراقد ترتفع وتبارك التائبة، فهتف الجمع: “كيريا الايصاون! يا رب ارحم!”. بعد ذلك نُقلت رفات قدّيس الله إلى دير السابق المجيد في غورتيس في أركاديا. هناك كلّما تهدّدت الأمة كارثة كان يُسمع من صندوق الرفات صوت قرقعة.