في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*القدّيس البارّ مكسيموس المعترف *الشّهيد نيوفيطوس النّيقاوي *القدّيس البارّ زوسيما أسقف سيراكوزا *الشّهداء أفجانيوس وفاليريانوس وكنديدوس وأكيلا *الشّهيدة أغنيس الرّوميّة *شهداء رومية الأربعة *القدّيس البارّ نيوفيطوس الآثوسيّ *القدّيس البارّ مكسيموس اليونانيّ.
* * *
✤ القديس البار مكسيموس اليوناني (+1556م)✤
من عائلة عريقة في البليوبونيز. ولد قرابة العام 1470م. ذهب حدثاً إلى إيطاليا ودرس على معلمين مشهورين بثقافتهم الهيلينية. ترهب في دير فاتوبيذي في الجبل المقدس (آثوس). امتاز بتواضعه وخفره. كرس معظم وقته للدرس والتأمل. بعد عشر سنوات أوفد إلى روسيا بدعوة من الأمير الكبير باسيليوس إيفانوفيتش. مهمته كانت أن ينقل إلى السلافية كتاب المزامير وسائر الكتب الليتورجية الأخرى. الترجمة الموفورة عن اليونانية كانت معيوبة. الشعب الروسي آنذاك كان في جهل. لاسيما بعد غزوات التتار. الجوع الروحي كان شديداً. رغم مقاومة البعض، حقق مكسيموس إنجازاً طيّباً. ألزم البقاء في روسيا لمزيد من الترجمة وتنقيح الكتب الليتورجية وتوعية الناس. ذاع صيته فحسده بعض الرهبان الروس. وجد نفسه، من حيث لا يدري، وسط صراع حول الأوقاف الديرية. اتهم، فيما بعد، بالتآمر على الأمير وحكمت عليه محكمة كنسية، سنة 1525م. بالهرطقة. نفي إلى أحد الأديرة. عانى من البرد والجوع. عامله أعداؤه بقسوة. بات محروماً من كل شيء. مع ذلك كتب مقالات لاهوتية بالفحم على جدران قلايته. نُقل إلى دير في “تفير”. رغم كل الصعوبات التي وجد نفسه فيها تابع عمله اللاهوتي وكتب العديد من الرسائل. نُقل في أواخر أيامه إلى لافرا الثالوث القدوس. القديس سرجيوس حيث نعم بحرية الحركة. استمر في إنتاجه الأدبي إلى أن رقد في الرب في 21 كانون الثاني 1556 عن عمر ناهز السادسة والثمانين. القديس مكسيموس هو أكثر الكتبة خصباً في روسيا القديمة. عمل على صد التيارات الفكرية الغربية ونقل للشعب الروسي كنوز الروح والأدب البيزنطي. بعد موته بفترة قصيرة أكرم كشهيد واعتُبر بمثابة منير لروسيا.