في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
* تذكار جامع للقدّيسين الرّسل السّبعين. *القدّيسان زوسيما المعترف وأثناسيوس الكاتب. *القدّيسان الشّهيدان خريسنتوس وأوفيميّا. *الشّهداء السّتّة الّذين رقدوا بسلام فيما بعد. *القدّيسة البارّة أبوليناريّة الّتي نسكت باسم دوروثيوس. *القدّيس البارّ تيموثاوس الكاخشتيّ الصّانع العجائب. *القدّيس البارّ أفثيموس الصّغير. *القدّيس البارّ أفثيموس رئيس دير فاتوبيذي (جبل آثوس) ورفقته. *القدّيس البارّ والشّهيد الجديد أونوفريوس خيوس. *القدّيس البارّ أفسطاتيوس رئيس أساقفة صربيا. *القدّيس الخصيّ الحبشيّ *القدّيس البارّ أكيلّا الكهفيّ الكييفيّ.
* * *
✤ القدّيس البارّ و الشّهيد الجديد أونوفريوس خيوس (+1818 م)✤
ولد في ناحية من نواحي تيرنوفو البلغارية لعائلة ميسورة . تربى تربية مسيحية متينة . في يوم من الأيام ، وهو في سن الثامنة . أدّبه ذووه بالضرب في محضر بعض المسلمين لذنب اقترفه فاغتاظ و ضرخ أنه يريد ان يصير مسلماً . غير أن دراية والديه و حسن تدبيرهم صرفاه عن قوله . مرّت الأيام و مال القديس الى حياة الرهبانية فالتحق بالدير الصربي المسمى خيلندار في جبل آثوس . أعطي اسم منسّى وسيم شماساً . أبدى همة كبيرة في الصوم و الصلاة و سائر أتعاب الرهبنة . وإذ نما في الفضيلة و الأتضاع أقلقه ذكر نكرانه للمسيح في طفولته حتى تثقل ضميره و اشتهى ان يكفّر عن ذنبه بالشهادة استغفاراً. ألحت عليه الروح الشهادة بمقدار ما نمت في قلبه محبة الله . عرض أمره على نيقيفروس الشيخ في إسقيط القديس يوحنا السابق .
هذا سبق له أن أعدّ ثلاثة قدّيسين لموت الشهادة ، أفثيميوس و أناطيوس وأكاكيوس (أول أيار) . فأعطاه قلّاية أقام فيها معتزلاً لا يتناول من الطعام سوى قليل من الخبز كل يومين أو ثلاثة . و يضرب المطانيات (السجدات) ليلاً و نهاراً، في حدود أربعة الآلاف عدداً . كان يصلّي بتواتر و عقله في قلبه ذارفاً الدموع مدراراً. أقام على هذه الحال أربعة أشهر ألبسه الشيخ بعدها الإسكيم الكبير باسم أونوفريوس ، ثم أطلقه ليحقّق رغبة قلبه مصحوباً بأحد الإخوة ، غريغوريوس البليبونيزي ، وصل الى جزيرة خيوس فاعتزل سبعة أيام مصلياً صائماً يقرأ بشغف سير الشهداء الجدد الذين سبقوه. ولما تسلّل الخوف إلى نفسه و جرّب بالعودة عما عزم عليه ، حضرته فئة من الشهداء و قالت له : هيا فإن الملك يدعوك ! كما زاره القديس باسيليوس الكبير مشدداً . مساء الخميس الكبير تناول أونوفريوس القدّسات و دهن نفسه بالزيت القنديل المشتعل أمام إيقونة الشهداء الجدد ، ثم صلّى اليل بطوله . و عند الفجر خرج خرج الى المحكمة المحلية لابساً حلة الأتراك و معتمراً عمامة بيضاء . فلما وقف أمام القضاة رفع العمامة عن رأسه و ألقاها أرضاً و داسها برجليه مكفراً الإسلام . انذهل الحاضرون لهذه الجسارة ، ثم قبضوا عليه و ألقوه في السجن جاعلين رجليه في القيود . و إذ ثبت أونوفريوس على ما تفوّه به صدر بحقه حكم الموت . ركع في نفس الموضع الذي قضى فيه قديس أخر اسمه مرقص شهيداً(يعيد له في 6 حزيران) قبل سبعة عشر عاماً من ذلك . أحنى هامته فجرى قطع رأسه .